اعتبر مدافع فريق الأهلي إبراهيم هزازي تحقيق فريقه لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال من أمام الاتحاد ردا على من شكك في إمكاناته بصفة خاصة، وفريقه بشكل عام، واصفا انتصارهم على جارهم ومنافسهم اللدود بالمستحق بعد الأداء الكبير الذي ظهروا به في النهائي، وتأكيدا على تفوق فريقه في المواجهات الحاسمة التي تجمعهما بعد انتصاره الثالث، مشيرا إلى أن أول عمل سيقوم به بعد تحقيقهم اللقب هو أداء العمرة بصحبة العائلة ليتجه بعدها إلى إجازة خارجية قصيرة بعد عناء موسم طويل، مشددا على أنه كان حريصا على سلامة أخيه مهاجم الاتحاد نايف هزازي في المباراة، رغم أنه اشترك معه في عدد من الكرات داخل الملعب، رافضا وصف لعبه بالخشن، لأنه يخوض المواجهات بـ«رجولة» وحماس، مما يجعله ينال الكثير من البطاقات الملونة، موضحا أنه يسعى إلى حل تلك المشكلة في أقرب وقت ممكن، مهديا الانتصار إلى جماهير الأهلي الذين صبروا كثيرا على الفريق الذي عانى من الإخفاقات المستمرة خلال مسيرته في الموسم بسبب عدم الاستقرار الفني بعد إقالة الكثير من المدربين الذين تعاقبوا في الإشراف على الفريق.
* ظهرت بمستوى متألق في المباراة النهائية ما أسباب ذلك؟
- الحمد لله حظيت برضا جميع الأهلاويين رغم ابتعادي لفترة ليست قصيرة عن المباريات بسبب الإيقاف، وهي أمور تؤثر في اللاعب، وكان أدائي في المباراة النهائية وتحقيق فريق الأهلي للبطولة ردا صريحا على ما تعرضت له خلال هذا الموسم، خصوصا من البعض ممن كانوا يهاجمونني وينتقدونني في أمور شخصية.. وصدقني، لو تحدث أي شخص عن إبراهيم بأمور فنية لتقبلت ذلك بصدر رحب وليس لدي اعتراض، لكن ما حز في نفسي أنها في جوانب شخصية لا أعرف سببها، ومنها أن البعض قال إنني لست لاعب كرة قدم، وأعتمد على الخشونة في أدائي.. وهذه أمور لو تعرض لها أي لاعب لاعتزل كرة القدم، وقد يكون البعض قد بنى فكرة غير صحيحة عني خلال الفترة الماضية.
* دائما ما تتعرض للبطاقات الملونة مما ينتج عنها إيقافك وغيابك عن المشاركة، ألا ترى أنها مشكلة تحتاج إلى حل؟
- هذه مشكلة أعاني منها وقادر على حل جزء كبير منها بإذن الله، وهي الحماس الزائد الذي ينتج عنه اللعب «الرجولي» داخل الملعب، أما الأمر الثاني فهو أخذ انطباع غير جيد للحكام عن إبراهيم هزازي مما يعرضني لأخذ بطاقات لا أستحقها، وسأسعى إلى تغير هذه الصورة خلال الفترة المقبلة.
* لكنك منحت بطاقة صفراء من حكم غير سعودي في مباراة الذهاب أمام الوحدة في دور نصف النهائي؟
- أخذت البطاقة الصفراء الثانية حتى لا أخسر شرف اللعب في المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين، وهي فرصة يتمناها أي لاعب، ولكن لا يمكن أن أتسبب في أخذ بطاقات دون سبب، وهو أمر يعرضني للانفعال الطبيعي، فنحن بشر قبل أي شيء.
* تلقيت إشادة من المحلل الرياضي السعودي عادل البطي وهو رئيس اللجنة الفنية، ما تعليقك؟
- أنا سعيد بإشادة عادل البطي وملاحظاته الفنية بحقي، سواء هو أو غيره من النقاد، حيث تكون الملاحظات مبنية على أمور فنية، ودائما ما أعمل على الاستفادة من التوجيهات قدر المستطاع.
* وصفت المرحلة الماضية التي مررت بها بالصعبة، كيف استطعت تجاوزها؟
- في الحقيقة مهما تحدثت عن هذا الرجل فلن أوفيه حقه فهو صاحب الفضل بعد الله.. أقصد بذلك الأمير خالد بن عبد الله، رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي، الذي يحرص على تنبيهي وتوجيهي لأمور كثيرة وبشكل أبوي ويحضني على التفرغ للعطاء والبعد عن أي استفزازات قد أتعرض لها في المباريات، وكذلك الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي، الذي وقف بجانبنا طوال الفترة الماضية وكان لمساندته دور كبير في ما تحقق نهاية الموسم، فهما السند، بعد الله، لنا كلاعبين بدعمهما ومساندتهما، ولا أنسى الأمير فيصل بن خالد بن عبد الله، الذي كان لوقفته مع الفريق خلال البطولة دور كبير في دعم اللاعبين.
* ظهر دفاع الأهلي بصورة قوية ومتماسكة رغم الحديث قبل المباراة النهائية أنه الحلقة الأضعف في الفريق؟
- لم يكن دفاع الأهلي في يوم من الأيام نقطة ضعف للفريق الكروي، وما يمر به في بعض المباريات كغيرة من خطوط الفرق الأخرى، والأخطاء واردة في عالم الكرة، لكن قد يكون خطأ المدافع لا يغتفر لحساسية المركز والجميع شاهد كيف ظهر خط دفاع الأهلي سدا منيعا أمام أي كرة في المباراة النهائية، وانظر من يمثلون دفاع الأهلي، فهم خيرة لاعبي الكرة السعودية ويملكون خبرات جيدة من خلال مشاركاتهم المتعددة مع المنتخبات الوطنية خلال الفترات الماضية، والجميع حظي بإشادة على الأداء المميز والقوي.
* الهجوم الاتحادي يعتبر من الصفوف القوية في الدوري السعودي، كيف استطعتم إيقافه؟
- صحيح أن الاتحاد يملك خطا هجوميا قويا ويضم عددا من اللاعبين المميزين ومنهم طبعا أخي نايف هزازي والجزائري زياييه ومحمد الراشد وغيرهم من اللاعبين، لكن نحن نعرف بعضنا جيدا بحكم ملاقاة الاتحاد في أكثر من مناسبة سابقة، ونعرف لاعبيه وأين تكمن خطورتهم، وهذا الأمر ساعدنا في الحد من تحركاتهم ومنعهم من الوصول إلى مرمى الأهلي، بالإضافة إلى أن التعاون كان كبيرا بين لاعبي الأهلي داخل الملعب، وهو ما ساعد على سد أي ثغرة، والحمد لله أننا نجحنا في إيقاف خطورة مهاجمي الاتحاد.
* عند الفوز بمثل هذه المباريات الحاسمة، كيف يكون رد فعل العائلة بحكم أن شقيقك نايف اتحاديا؟
- أمر طبيعي.. فالخاسر يبارك للفائز والعكس، وأما وضعنا في العائلة فنايف يقف في صفه أخوالي بحكم أنهم يشجعون الاتحاد، لكن باقي الأسرة يشجع الأهلي، وقد تلقيت المباركة منه بعد المباراة مباشرة بينما خففت عنه الخسارة، وعموما في مثل هذه المباريات لا يوجد خاسر؛ لتشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وصدقني.. نحن في الأهلي كانت سعادتنا كبيرة من خلال تتويجه لنا بيديه الكريمتين، ولا أخفيكم أنني استطعت أن أجعل الوالد والوالدة في صفي طوال الفترة الماضية، وأتمنى لنايف ولفريقه الاتحاد التوفيق في البطولة الآسيوية.
* وجدنا بعض الاشتراكات القوية مع أخيك نايف في المباراة، كيف ترى الموقف؟
- جميع اللاعبين في الفريقين حريصون على سلامة بعضهم داخل الملعب، فما بالكم وأنا أقابل شقيقي، ولكن العمل على منع أي لاعب من الوصول إلى مرمى الآخر أمر مشروع، وهو ما قمت به أثناء اللقاء، حيث وفقنا في إيقاف الجزائري عبد الملك زياييه، ومن بعده أخي نايف بعد اشتراكه في المباراة.
* شاهدناك وأنت تتحدث بغضب مع أخيك في الملعب، ما الدافع وراء ذلك؟
- صحيح كانت على إحدى الكرات، حيث لاحظت أن نايف قد اشترك في إحدى الكرات بشكل ضعيف وهو مما قد يعرضه للإصابة، خصوصا أنه عاد مؤخرا من إصابة في الرباط الصليبي، وأحد أسباب التعرض لها ارتخاء العضلات في الكرات المشتركة فحذرته بقوة خوفا عليه ليس إلا، والطريف أن حكم المباراة قد شاهدنا وحذرني من ذلك حيث هددني بمنحي بطاقة صفراء، وهو بلا شكك لا يعرف أنني أتحدث إلى أخي وبدافع خوفي عليه، وقال لي زميلي في الفريق كامل الموسى إن الحكم لا يدرك بأنك تخاطب أخاك.
* كيف كانت استعداداتكم للمباراة النهائية؟
- بدأ إعدادنا منذ قرعة البطولة لتعويض جماهيرنا الكبيرة والعاشقة نظير ما تعرض له الفريق طوال الموسم من اهتزاز في النتائج بسبب ظروف الجميع يعرفها من تعدد المدربين وعدم الثبات على قائمة أساسية معينة.. لكن مع نهاية مسابقة دوري زين صممنا على أن لا نخرج من الموسم دون ترك بصمة من أجل جماهيرنا أولا، ومن أجل رجالات النادي الذين لم يقصروا في دعمنا طوال الفترة الماضية.
* النقاد رشحوا الاتحاد قبل المباراة نظير تفوقه الفني في المواجهات السابقة، كيف تعاملتم مع ذلك؟
- هذا الأمر كان عاملا مساعدا لنا لدخول المباراة دون ضغوط إعلامية، لكن كان جميع اللاعبين تحت ضغط تحقيق ما يرضي جمهور الأهلي، وتأكيد تميز وأحقية الفريق بالبطولة، فالفرصة قبل اللقاء كانت متساوية ويبقى التوفيق داخل الملعب هو الحكم، وتميز الأهلي بالهدوء والتركيز الكبير وعدم استعجال النتيجة حتى تحققت ولو بعد الوصول إلى ركلات الترجيح التي كانت منصفة لنا بشهادة النقاد عطفا على مستوى وأداء الأهلي المميز في المباراة.
* اللقب الأخير يعتبر الثالث لكم من أمام الاتحاد خلال السنوات الأخيرة، ماذا يعني لكم ذلك؟
- الأهلي والاتحاد فريقان كبيران هما قطبا جدة، ودائما ما يجمعهما التنافس القوي والمثير، فكيف يكون عندما يتقابلان في أي مباراة نهائية وهما مؤهلان لتحقيق أي لقب يصلان له، ولا شك أن نجاحنا في تحقيق 3 ألقاب من أمام الاتحاد خلال السنوات الأخيرة أدى إلى تفوق الأهلي وتسيده في اللقاءات النهائية، فكما كان الاتحاد يسيطر على مباريات سابقة جاء الدور للأهلي ليبث الفرح وسط جماهيره.
* بعد تحقيقهم لقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، كيف تنوي قضاء إجازتك؟
- أفكر بعد أن وفقنا الله في حصد الكأس أن أصطحب الأسرة لأداء عمرة في المسجد الحرام، وبعد ذلك أن أمنح أسرتي بعض الوقت في قضاء إجازة خارجية بعد أن أرهقنا خلال هذا الموسم، وسأحاول تعويضهم عن الغياب طوال الفترة الماضية.
* هل تطمح إلى العودة لتمثيل المنتخب السعودي الأول مرة أخرى؟
- خدمة الوطن شرف يتمناه أي لاعب، وجميعنا تحت إمرة الوطن، وإذا سنحت لي الفرصة مرة أخرى فسأبذل كل جهدي للظهور بالشكل المرضي لرفعة المنتخب الوطني، وهو هدف يتمناه جميع اللاعبين.
* هل لديك كلمة أخيرة في نهاية الحوار؟
- أبارك لجميع الأهلاويين هذا الانتصار الغالي وتحقيق أغلى البطولات بعد موسم مضنٍ بالنسبة لنا، وأخص بالمباركة جميع لاعبي الأهلي السابقين حتى من انتقل منهم إلى أندية أخرى، لأنني متأكد أن حب الأهلي يجري في دمائهم ولا يمكن مسحه بسهولة، فعشق الأهلي مختلف، خصوصا أن جماهير الأهلي تساند اللاعبين بشكل فعال خلال الموسم، وأطلب منهم مواصلة الدعم وسيجد الجميع وضعا مغايرا للأهلي الموسم المقبل بإذن الله.