كثرت في الفترة الأخيرة الأحاديث والشائعات عن ألكسيس سانشيز نجم نادي أودينيزي ومنتخب شيلي وعن منافسة أكبر الأندية الإيطالية والأوروبية على ضمه. وشهدت سوق الانتقالات الحالية تكهنات كثيرة عن رغبة ناديي الإنتر واليوفي في ضم اللاعب، فضلا عن اهتمام نادي برشلونة الإسباني به، وكذلك سعي نادي تشيلسي ونادي مانشستر سيتي للحصول على خدماته. وأخيرا خرج اللاعب نفسه عن صمته ليصرح قائلا: «إما أن أنتقل لنادي برشلونة وإما أن أبقى مع نادي أودينيزي». ولعل هذه التصريحات ستزعج ناديي مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين كثيرا، حيث كان الناديان على استعداد لدفع ما يقرب من 45 مليون يورو (وهو المبلغ الذي حددته عائلة بوتسو مالكة نادي أودينيزي لبيع سانشيز) لضم الطفل المعجزة الذي تألق الموسم الماضي مع فريق أودينيزي ومنتخب شيلي. وأدلى سانشيز بهذه التصريحات لجريدة «إل موندو ديبورتيفو» في شيلي، لكن فيليتشيفيتس وكيل أعمال اللاعب أعلن بالفعل الأسبوع الماضي أن الأمور واضحة بالفعل أمام سانشيز. وأضاف سانشيز قائلا في هذا الصدد: «إن حلمي هو اللعب لنادي برشلونة والمنافسة من أجل الفوز بالكثير من الألقاب. ورغم أني ما زلت شابا فإنني أطمح في أن أصبح اللاعب رقم واحد في العالم، وأعرف أنني ما زلت أحتاج للكثير من العمل من أجل تحسين أدائي وأصبح أكثر فاعلية».
الوضع: وبدا وكأن صفقة انتقال سانشيز إلى نادي برشلونة تبدو قريبة من التنفيذ والدخول في مراحلها النهائية الأسبوع الماضي وتحدث البعض عن سفر اللعب بالفعل إلى مدينة برشلونة من أجل تحديد تفاصيل الانتقال، لكن الحقيقة هي أن سانشيز لم يسافر مطلقا إلى إسبانيا. وكل ما حدث هو أن سانشيز حصل على تصريح من الاتحاد الشيلي بالتغيب لبضع ساعات عن معسكر منتخب شيلي (الذي يستعد لخوض بطولة كوبا - أميركا) لإنهاء بعض الأمور الشخصية الخاصة به. لكن المعروف بالطبع منذ فترة أن سانشيز يرغب بقوة في الانتقال إلى فريق برشلونة بطل إسبانيا وأوروبا ويقبل بالتوقيع على عقد لمدة 4 سنوات مقابل 3 ملايين يورو في الموسم الواحد، رغم أن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي عرض عليه عقدا أفضل لمدة 5 سنوات مقابل 4.5 مليون يورو في الموسم الواحد. ويتصل غوارديولا مدرب نادي برشلونة باستمرار بسانشيز الذي يرغب في إنهاء الصفقة سريعا حتى يتفرغ للتركيز على بطولة كوبا - أميركا والتي تنطلق فعالياتها في الأول من يوليو (تموز) المقبل.
هل سيبقى مع نادي أودينيزي؟: والشيء المؤكد هو أن نادي أودينيزي لا يتعجل في بيع لاعبه المميز لثلاثة أسباب رئيسية. وأول هذه الأسباب هو أن المنافسة والصراع بين الأندية الكبرى، وعلى رأسها أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي، قد أشعل الصراع على سانشيز ورفع بشدة من قيمة العروض المقدمة له. والسبب الثاني هو أن سانشيز يمتلك فرصة ذهبية للمشاركة والتألق في بطولة كوبا - أميركا مع منتخب شيلي، وهو الأمر الذي قد يرفع من سعره بصورة أكبر. والسبب الثالث والأخير هو أنه ليس من المؤكد أن يقوم نادي أودينيزي ببيع لاعبه وألا يقرر الاحتفاظ به لموسم آخر. وما قد يدعم هذا الاحتمال هو مشاركة فريق أودينيزي خلال الموسم القادم في دوري أبطال أوروبا ورغبة مالكي النادي في تكوين فريق قوي قادر على المنافسة. ولا شك أن الإبقاء على سانشيز من شأنه إسعاد جماهير النادي ومدربه غويدولين وسيكون بمثابة أهم صفقة لنادي أودينيزي في سوق الانتقالات الحالية.
أرقام خرافية: لكن هناك رأيا آخر يؤكد أنه ليس من السهل أن يتنازل نادي أودينيزي عن المبلغ المالي الضخم الذي تعرضه الأندية الإنجليزية لشراء ألكسيس سانشيز، حيث يعرض نادي مانشستر سيتي بالفعل 43 مليون يورو، بينما ما زال نادي تشيلسي يدرس تقديم عرض أكبر لنادي أودينيزي. ويبقى عرض نادي برشلونة هو الأكثر انخفاضا والأقل قبولا من جانب مسؤولي نادي أودينيزي حتى الآن. ويتمثل عرض النادي الإسباني في دفع 28 مليون يورو نقدا بالإضافة إلى 10 ملايين يورو تتعلق بالمكافآت التي سيحصل عليها اللاعب وإقامة مباراة ودية مع نادي أودينيزي. وتبلغ قيمة العرض بالكامل نحو 41 مليون يورو، ويحاول نادي برشلونة إدراج بديل فني أيضا في الصفقة من خلال محاولة إقناع لاعبه الشاب جيفيرين، الذي فاز لتوه ببطولة الأمم الأوروبية تحت 21 عاما مع منتخب إسبانيا، بالانتقال إلى نادي أودينيزي. وقد يصبح جيفيرين عنصرا حاسما في هذه الصفقة ويسهم في إقناع نادي أودينيزي بالتخلي عن سانشيز. ولا شك أن مسؤولي نادي أودينيزي يقومون حاليا بدراسة الأمر وتقليبه على كافة الوجوه. فهل من الأفضل الاحتفاظ بلاعب نجم يرغب بشدة في الرحيل أم الحصول على عدة ملايين وإرضاء رغبة اللاعب في نفس الوقت؟ وأيا كان الاختيار الذي سيصل له نادي أودينيزي، فلا شك أن الصفقة ستكون رابحة بالنسبة لهم.