كوبا أميركا تنطلق غدا وصراع مثير بين الأرجنتين وأوروغواي والبرازيل على الأرقام القياسية

عيون السماسرة والأندية الأوروبية تراقب نجوم القارة الواعدة

TT

عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2011 لكرة القدم والتي تستضيفها الأرجنتين الشهر المقبل، لن يقتصر الصراع بين المرشحين البارزين على لقب البطولة وإنما سيخوض المنافسون صراعا من نوع خاص على الأرقام القياسية. وتبدو منتخبات البرازيل، حامل اللقب، والأرجنتين صاحب الأرض وأوروغواي صاحب المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 هي الأكثر ترشيحا لإحراز لقب البطولة.

ويقتسم منتخبا الأرجنتين وأوروغواي الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كوبا أميركا برصيد 14 لقبا لكل منهما بينما يقتصر رصيد المنتخب البرازيلي على ستة ألقاب. ويأمل كل من منتخبي الأرجنتين وأوروغواي في الفوز باللقب هذه المرة للانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب. بينما يحلم منتخب السامبا البرازيلية بإحراز اللقب ليكون الثالث له على التوالي معادلا بذلك الرقم القياسي لعدد مرات الفوز المتتالية باللقب والمسجل باسم المنتخب الأرجنتيني منذ منتصف أربعينات القرن الماضي وبالتحديد منذ فوزه باللقب في أعوام 1945 و1946 و1947.

وكانت الألقاب الثلاثة للمنتخب الأرجنتيني في البطولة باسمها القديم (بطولة أميركا الجنوبية للمنتخبات)، بينما سيكون المنتخب البرازيلي، في حالة تتويجه باللقب هذا العام، هو أول فريق يفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية باسمها الجديد (كوبا أميركا). وعلى مدار 95 عاما أقيمت فيها البطولة، لم يصادف الحظ منتخبات تشيلي والإكوادور وفنزويلا، فلم يفز أي منها باللقب الذي انحصر في جميع البطولات الـ42 السابقة بين منتخبات الأرجنتين وأوروغواي والبرازيل وباراغواي وبيرو وكولومبيا وبوليفيا.

من جهة أخرى تشهد البطولة مشاركة نجوم من الطراز الرفيع أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي روبينهو والاوروغوياني دييغو فورلان وغيرهم، لكنها تعرف في المقابل مشاركة نجوم صاعدين وواعدين فجروا مواهبهم في صفوف أنديتهم هذا الموسم وألهبوا سوق الانتقالات وبإمكانهم نقل عدوى هذا التألق إلى بطولة كوبا أميركا مع منتخبات بلدانهم.

- لوكاس باريوس (الباراغواي - 26 عاما).

بعد تنقله بضع سنوات في أميركا الجنوبية (بما فيها اللعب مع كولو كولو التشيلي عام 2008 حيث سجل 37 هدفا في 38 مباراة!)، حزم هذا المهاجم، الذي ولد ونشأ في الأرجنتين، حقائبه للانضمام إلى بوروسيا دورتموند الألماني عام 2009. سجل 35 هدفا في موسمين في البوندسليغا وساهم في تتويج فريقه بلقب الدوري عام 2011. مهاجم ضخم (83 كلغ - 1.87م)، يلعب بقتالية ويتفوق في الكرات العالية ويرغم المدافعين على ارتكاب أخطاء كثيرة.

- إدينسون كافاني (الأوروغواي - 24 عاما). إذا كان نابولي الإيطالي ضمن تأهله إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فإن الفضل يعود بشكل كبير إلى مهاجمه الـ«ماتادور» كافاني، صاحب المركز الثاني على لائحة الهدافين في الكالتشيو برصيد 26 هدفا متقدما على مهاجمين من العيار الثقيل أمثال الكاميروني صامويل إيتو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش وفرانشيسكو توتي وغيرهم. كافاني مهاجم متكامل، يسجل الأهداف بالرأس وبالقدمين اليسرى واليمنى وفي الوقت بدل الضائع، ومن التسديدات البعيدة، بالإضافة إلى تحركاته الكثيرة في أرضية الملعب وحسن تمركزه لطلب الكرات. في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، لعب ست مباريات في أصل سبع لمنتخب بلاده واكتفى بتسجيل هدف واحد تاركا النجومية للثنائي دييغو فورلان ولويس سواريز. في كوبا أميركا ستكون الفرصة مواتية أمامه ليقول كلمته.

- فالكاو (كولومبيا - 25 عاما). فرصته لرد الاعتبار. تعرض فالكاو الملقب بـ«النمر» لانتقادات كثيرة في كولومبيا بسبب مستواه المتواضع الذي انعكس سلبا على منتخب بلاده وبالتالي فشل في حجز بطاقته إلى مونديال 2010، لكنه تألق هذا الموسم بشكل كبير مع فريقه بورتو البرتغالي وقاده إلى التتويج بألقاب الدوري المحلي حيث سجل 16 هدفا والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بتسجيله 17 هدفا (رقم قياسي) بينها هدف الفوز في المباراة النهائية على براغا البرتغالي، والكأس المحلية. ويتعين على راداميل فالكاو غارسيا، الذي يعتبر اسمه الأوسط تكريما للاعب الدولي البرازيلي السابق نجم الثمانينات فالكاو، أن يثبت تألقه مع منتخب بلاده ليصبح النجم الأوحد في كولومبيا. ذلك يتوقف على مستواه في الأرجنتين.

- غانسو (البرازيل - 21 عاما). يعتبر باولو هنريكي دي ليما الملقب بغانسو («الأوز» بسبب بنيته الجسدية) صانع ألعاب من طينة النجوم الحاملين للرقم 10، يتوقع أن يكون الركيزة الأساسية للمنتخب البرازيلي، وهو الآن لفت أنظار كبار الأندية الأوروبية. فجر مواهبه عام 2010 في صفوف فريقه سانتوس ضمن الرباعي الرهيب (روبينيو ونيمار واندريه) قبل تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة في أواخر أغسطس (آب) الماضي.

عاد «المايسترو» إلى الملاعب في مارس (آذار) الماضي وتعرض مرة أخرى إلى الإصابة لكنها كانت بسيطة. يرغب مدرب البرازيل مانو مينيزيس في منحه مفاتيح اللعب، وتبدو الفرصة أمامه ليؤكد أنه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه خصوصا في ظل غياب النجم ريكاردو كاكا.

- لوكاس (البرازيل - 18 عاما). حقق لوكاس رودريغيز مورا دا سيلفا، الذي يعتبر صانع الألعاب الدولي الفرنسي السابق زين الدين زيدان مثله الأعلى، صعودا صاروخيا: حجز مكانه أساسيا في تشكيلة ساو باولو في أغسطس 2010، واحتفل بمباراته الدولية الأولى في مارس 2011. يملك لوكاس الملقب بـ«فتى الشباك» بنية جسدية نحيفة (1.72م) سريع ومراوغ يهوى الركض بالكرة مسافات طويلة. يحلم الآن باللعب في أوروبا.

- نيمار (البرازيل - 19 عاما). لم يبلغ حتى الآن 20 عاما، لكن نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور يعتبر ظاهرة فنية بنكهة «السامبا» ويقارن بكبار اللاعبين وباتت الأندية الكبرى تتهافت على الحصول على خدماته. قدم موسما سحريا رغم بعض المشاكل التأديبية في النادي: سجل هدفه الدولي الأول في أول مباراة دولية في أغسطس 2010، وقاد فريقه إلى الفوز بلقب بطولة باوليستا، وكأس أميركا الجنوبية للشباب تحت 20 عاما مع لقب أفضل لاعب وأفضل هداف، ثم توج مع فريقه بلقب كأس ليبرتادوريس بتسجيله هدفا في إياب الدور النهائي. أعاد هذا المهاجم النحيف وصاحب تسريحة الشعر الغريبة الأطوار، فريقه إلى أيام مجده في عهد بيليه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيتغلب هذا المهاجم الواعد على الضغط في كوبا أميركا؟

- الكسيس سانشيز (تشيلي - 22 عاما). شهد هذا المهاجم الصغير الحجم (1.71م و68 كلغ) ولادة ثانية في 27 فبراير (شباط) 2011. في ذلك اليوم، سجل أربعة أهداف «سوبر هاتريك» مع فريقه اودينيزي في المباراة التي سحق فيها باليرمو 7 - صفر في الكالتشيو. أنهى سانشيز الموسم برصيد 12 هدفا، وأصبح هدفا رئيسيا للأندية الأوروبية الكبرى. وأكد زميله في اودينيزي انطونيو دي ناتالي مرارا وتكرارا «انه يريد أن يكون الأفضل. بإمكانه أن يكون لاعبا أساسيا في تشكيلة فريق كبير مثل إنترميلان أو ميلان أو يوفنتوس أو برشلونة الذي يصارع الزمن من أجل الحصول على خدماته.

جدير بالذكر أن الأرجنتيني نوربرتو «توتشو» منديز والبرازيلي زيزينيو نجما الخمسينات (1940 - 1950) يعتبران أفضل الهدافين في تاريخ نهائيات كأس الأمم الأميركية الجنوبية لكرة القدم «كوبا أميركا» برصيد 17 هدفا لكل منهما. وبرز الأرجنتيني الآخر عمر غابريال باتيستوتا في العهد الحديث للمسابقة بتسجيله 13 هدفا في المركز الخامس مشاركة مع مواطنه خوسيه مانويل مورينو والبرازيليين اديمير وجايير والأوروغوياني هيكتور سكاروني.

ويتقاسم 3 لاعبين صدارة أفضل هداف في نسخة واحدة برصيد 9 أهداف وهم البرازيلي جاير (1947 في 7 مباريات) والأوروغوياني خافيير امبروا (1957 في 6 مباريات) والأرجنتيني هومبرتو ماشيو (1957 في 6 مباريات)، علما بأن امبروا اهدر ركلتي جزاء عام 1957.

ومن بين أفضل الهدافين في نسخة واحدة أيضا يبرز البرازيلي بيليه في مشاركته الوحيدة في المسابقة عام 1959 عندما سجل 8 أهداف. وسجل مواطنه روبينيو 6 أهداف عام 2007.

ونجح 4 لاعبين في تسجيل 5 أهداف في مباراة واحدة هم هيكتور سكاروني (الأوروغواي - بوليفيا 6 - صفر عام 1926) والأرجنتيني خوان مارفيتزي (الأرجنتين - الإكوادور 6 - 1 عام 1941) والأرجنتيني خوسيه مانويل مورينو (الأرجنتين - الإكوادور 12 - صفر عام 1942) والبرازيلي ايفاريستو (البرازيل - كولومبيا 9 - صفر عام 1957).