روما تحت قيادة لويس إنريكي سيؤدي بطريقة مشابهة لفريق برشلونة

عائلة سنسي تودع النادي بعد 18 عاما من الجلوس على مقعد الرئاسة

TT

يقال إن لوتشو (لقب لويس إنريكي) ما زال يحمل على أنفه آثار الضربة التي تلقاها من تاسوتي في مونديال عام 1994، وأنه لعب في جميع المراكز باستثناء مركز حارس المرمى، وأنه كمدرب لا يفكر إلا بطريقة 4 – 3 - 3، وإذا كانت المعلومتان الأولى والثانية تتعلقان بمسيرة لويس إنريكي كلاعب كرة قدم سابق، فإنهما لا يمثلان أهمية كبيرة في الوقت الحالي. لكن ما يهم الجماهير الإيطالية بصفة عامة، وجماهير نادي روما بصورة خاصة، هي المعلومة الثالثة التي تتعلق بعمله كمدرب لنادي روما في الوقت الحالي. ولم تتسن لنا متابعة الجانب الخططي للويس إنريكي قبل الآن لأنه كان يدرب فريق برشلونة الثاني، ولم تكن مباريات دوري الدرجة الثانية الإسباني تذاع في إيطاليا. ولهذا السبب تتساءل جماهير نادي روما إن كان لويس إنريكي يعتبر نسخة مكررة من بيب غوارديولا، مدرب فريق برشلونة الأول بطل أوروبا، وإن كان نموذج فريق برشلونة يمكن تصديره إلى إيطاليا من خلال المدرب الإسباني. ولا شك أن الأمر الثاني يحتاج للكثير من الوقت، بينما هناك الكثير من الإحصائيات التي قد تساعد في الإجابة عن السؤال الأول.

الهجوم: إن البيانات والإحصائيات الخاصة بفريق برشلونة الثاني تحت قيادة لويس إنريكي تبدو مثيرة للغاية، لأنها تشبه بصورة كبيرة نتائج فريق برشلونة الأول تحت قيادة مدربه البارع بيب غوارديولا. فقد أحرز فريق برشلونة الثاني تحت قيادة لويس إنريكي 85 هدفا في 42 مباراة في دوري الدرجة الثانية الإسباني. وهناك أيضا عدد التمريرات، حيث يتمتع فريق برشلونة بقدرة مميزة على القيام بعدد كبير للغاية من التمريرات الدقيقة الكثير منها بالقرب من مرمى المنافس. وتقول الإحصائيات إن فريق برشلونة يقوم عادة بمتوسط يصل إلى 774 تمريرة في المباراة الواحدة، مقابل 518 لفريق ريال مدريد الذي يحتل المركز الثاني في عدد التمريرات بدوري الدرجة الأولى الإسباني. ويصل فريق برشلونة الثاني في دوري الدرجة الثانية الإسباني إلى متوسط يبلغ 546 تمريرة في المباراة الواحدة. ورغم أن هذا الرقم يقل كثيرا عن فريق برشلونة الأول بقيادة العملاق غوارديولا، إلا أنه يضع فريق لويس إنريكي السابق في صدارة فرق دوري الدرجة الثانية من حيث عدد التمريرات وبناء الهجمات. وينطبق الأمر نفسه على نسبة الاستحواذ على الكرة، حيث تصل في فريق برشلونة الأول إلى 73 في المائة، بينما كانت في فريق برشلونة الثاني مع لويس إنريكي 65.9 في المائة، ويأتي بعد ذلك فريقا فالنسيا وريال مدريد تحت حاجز الـ60 في المائة. ولا شك أن لويس إنريكي يستطيع «تصدير» هذا الأسلوب وهذه المهارات إلى فريق روما في ظل وجود لاعبين من أصحاب المهارة مثل توتي وبيتزارو ودي روسي وفوتشينيتش وبويان. وقد أعلن المدرب صراحة عن طريقته المفضلة قائلا: «إنني أؤمن بهذا النموذج. امتلاك الكرة والأداء الممتع وتسجيل الكثير من الأهداف».

الدفاع: لكن هذه العبارة الأخيرة قد تحمل بعض القلق لجماهير نادي روما فيما يتعلق بالدفاع في الفرق التي يدربها لويس إنريكي. وتؤكد الإحصائيات التي أجريت على 38 مباراة من أصل 42 مباراة لعبها فريق برشلونة الثاني تحت قيادة لويس إنريكي خلال الموسم الماضي، أنه يكرر درس غوارديولا، حيث يقوم الفريق عند فقده للكرة بمحاولة استعادتها خلال 3 أو 4 ثوان عن طريق الضغط على الخصم. ومثلما يقول المهاجم سوريانو: «إنها الاستراتيجية الأسهل». لكن ذلك صحيح من الناحية النظرية فقط، أما من الناحية العملية فليس الأمر هكذا. فالإحصائيات تؤكد أن فريق برشلونة الثاني يستعيد الكرة من المنافس على بعد 35 مترا من مرماه، بينما ينجح فريق برشلونة الأول في استخلاص الكرة على بعد 38 مترا من المرمى وباقي الفرق الإسبانية تنجح في استعادتها على بعد 37.7 متر من المرمى. ويعني هذا أن الضغط السريع على المنافس بمجرد فقد الكرة لا ينجح دائما من الناحية العملية. ولذلك فمن الطبيعي أن يكون متوسط عدد الأهداف التي دخلت مرمى فريق برشلونة الثاني هدفا ونصف الهدف في المباراة الواحدة مقابل نصف هدف فقط في مرمى فريق برشلونة. ويشعر نادي روما بالقلق لهذا ويتساءل إن كان لاعب مثل مونتويا، وهو اللاعب الأثير لدى لويس إنريكي، يمكنه الانتقال إلى إيطاليا. ويحظى مونتويا بإعجاب شديد من جانب ساباتيني، المدير الرياضي لنادي روما، لكنه يلعب في الجانب الأيسر الذي يحرض ناديي برشلونة وبرشلونة الثاني بشدة على شن الجانب الأكبر من هجماتهما منه. وأيا كان الأمر فلا شك أن فريق روما سيشهد طفرة كبيرة في الشق الهجومي تحت قيادة لويس إنريكي، لكنه يجب أن يتنبه أيضا للشق الدفاعي.

من جهة أخرى، ودعت روزيلا سنسي نادي روما بعد سنوات طويلة من جلوسها على مقعد الرئاسة، ليطوي نادي العاصمة الإيطالي صفحة مهمة للغاية من تاريخه، سطرتها عائلة سنسي على مدار الأعوام الماضية. وقبل رحيلها عن مقر النادي، صرحت سنسي قائلة «إنه يوم حزين للغاية بالنسبة لي ولشقيقاتي، وجميعنا الآن يفكر في والدي فرانكو سنسي وذكراه الخالدة. لقد أردت أن أجعل من روما ناديا عظيما، وأعتقد أنني نجحت في ذلك، وكنت أشعر بوالدي إلى جانبي دائما. وفي السنوات الأخيرة، حاولنا أن نعيد ما حققه والدي مع روما، والإنجازات والأحداث تتحدث عن تاريخ روما العظيم، ولسنا في حاجة لذكرها، والآن حان وقت الوداع». من جانبه، قال فرانسيسكو توتي «لقد قضيت مع عائلة سنسي 18 عاما من مسيرتي الكروية، ولا شك أنها ستمثل جزءا مهما من حياتي دائما. لقد عشت مع روزيلا سنسي الكثير من الأوقات السعيدة والعصيبة، ولكن عشقنا لهذا الفريق ساعدنا على تخطي كل الصعوبات».

جدير بالذكر أن إنجازات روما في عهد عائلة سنسي على مدار الـ18 عاما الماضية قد أسهمت كثيرا في رفع اسم ومكانة النادي، حيث حصد الفريق لقب الدوري (مرة واحدة) وكأس إيطاليا (مرتين) وكأس السوبر (مرتين). من جهة أخرى، عقب المحامي روبرتو كابيللي، أحد أعضاء مجلس إدارة النادي، قائلا «نحن نتوجه بالشكر لروزيلا ونشعر بالامتنان الشديد حيال ما قدمته للنادي خلال السنوات الماضية»، بينما صرح برونو كونتي، نجم روما والمنتخب الإيطالي السابق، قائلا «لقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات، وآمل أن ينجح النادي في المضي قدما بهذا الشكل، فهناك الكثير من الأشياء التي يتعين عليها الاستفادة منها». وقبل مغادرة النادي، قالت سنسي رسالتها الأخيرة «علينا أن نترك الملاك الجدد ليعملوا في سلام، فبالديني وسباتيني معدان جيدا لخوض هذه المواقف الشائكة وآمل أن يحققا نجاحا كبيرا في أقرب وقت. أما نحن، فسنشجع روما إلى الأبد».