«إذاعة هولندا»: ضعف الكرة السعودية ومزاجية مسؤولي الاتحاد يهددان نجاح ريكارد

كبير النقاد كوبر حذر فرانك من الخطوط الحمراء.. وقال إن الإقالة تأتي بعد خسارة فقط

TT

لم ترحب «إذاعة هولندا» بخبر انتقال مواطنها المدرب فرانك ريكارد لتدريب المنتخب السعودي الأول بعد أن راجت أنباء مؤكدة في عدد من الصحف العالمية أن الاتحاد السعودي لكرة القدم توصل إلى اتفاق نهائي حول قيمة عقد المدرب الهولندي بواقع 11 مليون دولار، مشيرة إلى أن التوقيع بين الطرفين بشكل نهائي سيتم خلال اليومين المقبلين، وسيمتد العقد لـ3 مواسم رياضية، وذلك لتجهيز الأخضر السعودي لمونديال كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وكشفت الإذاعة عن أن كرة القدم السعودية تعاني من الضعف، وذلك يجعلها بيئة غير محفزة لأي مدرب يمتلك سجلا تدريبيا حافلا كما هو حال ريكارد، مما يجعل الكثير من وسائل الإعلام الهولندية تطلق خطابات استهجان لمواطنها الذي بات على مقربة من الانتقال إلى تدريب الأخضر.

وأشارت الصحيفة إلى حديث أدلى به كبير الكتاب الرياضيين في هولندا، سيمون كوبر، المتخصص بالربط بين رياضة كرة القدم وثقافات الشعوب، الذي قال، إن «الرياضة في السعودية مرتبطة بقناعة أشخاص معينين، وهم المسؤولون عن كافة الأمور، ومتى ما رغبوا في تسريح المدرب فإن قرارهم نافذ لا محالة، وقراراتهم تأتي مستعجلة بعد خسارة أو خسارتين فقط، وذلك ما يجعل الكرة السعودية متراجعة، فهم لا يفكرون إطلاقا بالبناء على المدى الطويل وثقافتهم وقتية جدا، إلا أنني يمكنني القول إن التدريب في تلك المنطقة يكسب المدرب الكثير من المال، خصوصا إذا كان لا يفكر في سمعته أو سجله الرياضي».

وأضاف كوبر: «هناك خطوط حمراء في السعودية يجب على ريكارد الالتزام بها، وعلى المدرب أن يفصل بين آرائه وقناعاته الشخصية وبين عمله في كرة القدم، لأن المساحة التي يحظى بها لن تكون بالحجم المتعارف عليه في أوروبا».

واسترجعت الصحيفة أسماء المدربين الهولنديين الذي سبق لهم العمل مع المنتخب السعودي وهم ليو بينهاكر، وجيرارد فان دير ليم، ومارتن كوبمان، ويبدو أن الأخير هو من أطلق شجونه وذكرياته للإذاعة الهولندية، حيث قال: «كنا نعمل في السعودية وسط أجواء حارة جدا، وريكارد سيمر بذات التجربة، وأنا أشد على يديه بأن يقوم بفعل تلك الخطوة، وعلينا أن نحترم بعض القوانين المتعارف عليها في تلك المنطقة دون التدخل بالشؤون الداخلية، وأنا استمتعت كثيرا بتدريبي للأخضر رغم إقالتي بعد عامين نظير النتائج المخيبة للآمال التي تعتبر مهمة بالنسبة للاتحاد السعودي».

وتابع كوبمان: «المال في السعودية يعتبر محفزا كبيرا للمدربين، فما سيحصل عليه في تلك المنطقة من الصعب أن يجده في أوروبا، فهم أناس يمتلكون مكانة عالية في المجتمع، وأعتقد أن ريكارد قادر على تحقيق تطلعاتهم دون الاعتماد على مزاج المسؤول عن الرياضة السعودية، فعليه أن يكون شخصية أبوية للاعبين، وأن يكون القلب الدافئ لكي يلجأوا إليه في كل وقت، وأعتقد أن ريكارد يمتلك جميع تلك المقومات فهو شخص حنون، ويمتلك كذلك الحظ الذي يجعله يكسب الكثير من المباريات».

بقية الإشارة إلى أن فرانك ريكارد يأتي خلفا للمقال البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي أخفق في إدارة المنتخب السعودي في كأس أمم آسيا التي أقيمت مؤخرا بالدوحة، وسعت إدارة المنتخب إلى التعاقد مع البرازيلي ريكاردو غوميز، إلا أن تعلق الأخير بناديه حال دون استمرار المفاوضات رغم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن توصله إلى اتفاق نهائي معه، وذلك الأمر قاد المسؤولين إلى إسناد المهمة بشكل عاجل إلى مدرب المنتخب السعودي الأولمبي روجيرو موريس نظرا لاقتراب مواجهة الأخضر أمام هونغ كونغ ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 التي ستقام في البرازيل.

بقي الذكر أن صحيفة «بروسبورت» الرومانية قالت إن ريكارد وقع للأخضر أول من أمس بنحو 7.6 مليون يورو ويبدو أن الأرقام تتفاوت حتى الـ9 ملايين يورو.