النهاية المثيرة لديربي الدوري المصري كادت تتحول إلى مأساة

تعادل الأهلي مع الزمالك يقربه من اللقب.. وحسن متمسك بالأمل

TT

أعرب حسام حسن، المدير الفني لنادي الزمالك، عن خيبة أمله لفقدان نقطتين ثمينتين أمام غريمه التاريخي الأهلي، عقب تعادل الفريقين 2/2 في ديربي الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، لكنه أعرب عن رضاه عن أداء لاعبيه.

وأكد حسام حسن خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب نهاية المباراة أن الأهلي لم يلتزم بـ«اللعب النظيف»، وأن أداءه «جاء عشوائيا». وأبدى مدرب الزمالك استهجانه لتصرف لاعبي الأهلي قبيل تسجيل الهدف الثاني عن طريق المهاجم السنغالي دومينيك، حين تغاضوا عن إخراج الكرة عقب سقوط إبراهيم صلاح مصابا على أرض الملعب.

وشدد حسام على أنه مستمر مع الزمالك حتى تطالبه الجماهير بالرحيل، مشيرا إلى أنه يقود «فريقا يعتمد على الحد الأدنى من الإمكانيات الفنية والمالية»، لكن رغم ذلك فإن «المستقبل للزمالك».

وقد اقترب الأهلي من حسم لقب الدوري المصري للمرة السابعة على التوالي، بعدما حافظ على فارق الخمس نقاط التي تفصله عن أقرب ملاحقيه، الزمالك. ولمح لاعب الأهلي السابق إلى أنه «المدرب الوحيد الذي يتعرض للسب بأغلظ الشتائم هو وتوأمه إبراهيم، بعكس البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي الذي لا تطاله أي إهانات». وأوضح حسام حسن أن التحكيم كان له دور فعال هذا الموسم في نزيف النقاط الذي تعرض له فريقه.

من جانبه، أشاد البرتغالي بيدرو، المدرب العام للأهلي، بأداء لاعبي فريقه، وقدم لهم التهنئة على التعادل، واقترابهم خطوة جديدة من حسم اللقب. وأشار بيدرو إلى أن هدف دومينيك «شرعي مائة في المائة»، لأن لوائح الاتحاد الدولي (الفيفا) لا تلزم أي فريق بإخراج الكرة في حال سقوط لاعب من الفريق المنافس مصابا، وأن القرار يرجع إلى الحكم الذي من حقه إيقاف اللعب لعلاج اللاعب أو استكمال اللعب من دون توقف.

وأعقبت نهاية المباراة الدرامية في ديربي الدوري المصري أحداث مؤسفة داخل غرفة خلع الملابس بين لاعبي الفريقين. وبعد أن أطلق الحكم الهولندي كيفين بلوم صافرة نهاية المباراة قال البعض إن عماد متعب أشار بإيماءة خادشة لجماهير الزمالك، التي صبت عليه وابل غضبها قبل بداية المباراة وحتى خروجه في الشوط الثاني، وتدخل عمرو الصفتي مدافع الزمالك محاولا الاشتباك مع متعب وقام بضربة في ظهره.

واستمرت أحداث الشد والجذب بين لاعبي الفريقين، حيث هرع هاني سعيد مدافع الزمالك إلى غرفة خلع الملابس محاولا ضرب حسام عاشور لاعب الأهلي، وتدخل حسام حسن ومحمود عبد الرازق شيكابالا لإبعاده. ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، بل دخل محمد يوسف المدرب المساعد للأهلي في مشادة كلامية مع حسام حسن المدير الفني للزمالك، لكن الأمر لم يصل إلى حد الاشتباك بالأيدي. وبعد أن انتهت ملحمة اللاعبين، جاء الدور على الجماهير، خاصة جماهير الزمالك التي استهدفت جمهور الأهلي عبر إلقاء الحجارة بكثافة، الأمر الذي أسفر عن تهشيم الزجاج الجانبي للحافلة التي تقل فريق الزمالك عن طريق الخطأ.

وحول أحداث المباراة، فقد حول الأهلي تأخره مرتين إلى تعادل 2/2 مع غريمه التقليدي الزمالك في مباراة متوترة أقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أن كانت مهددة بالإلغاء، ليقطع خطوة أخرى نحو الاحتفاظ بلقب الدوري المصري الممتاز. وتقدم الزمالك بهدف عبر أحمد جعفر الذي أرسل كرة عرضية حولها شريف عبد الفضيل مدافع الأهلي إلى مرماه عن طريق الخطأ في الدقيقة السادسة. لكن الأهلي الساعي للقبه السابع على التوالي تعادل من ضربة رأس لمحمد ناجي (جدو) في الدقيقة 19. وأضاف حسين ياسر محمدي الهدف الثاني للزمالك في الدقيقة 27، قبل أن ينتزع الأهلي نقطة التعادل بفضل هدف لدومينيك دا سيلفا في الدقيقة 82. وعقب الهدف الأخير توجه حسام حسن مدرب الزمالك نحو البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي ودخل معه في مشادة، قبل أن يتدخل أعضاء الطاقم الفني للفريقين لإبعاد مدرب الزمالك. وحاول هاني سعيد لاعب الزمالك الاشتباك مع دومينيك، ليتوقف اللعب لعدة دقائق قبل أن يستأنف، ليطرد بعدها حسام عاشور من الأهلي بسبب الخشونة في اللحظات الأخيرة. وهتفت جماهير الأهلي فور انتهاء المباراة ضد شيكابالا صانع ألعاب الزمالك والمدرب حسن. وكاد شيكابالا يفقد السيطرة على أعصابه ويبادل الجماهير السباب إلا أن أفراد الأمن منعوا اللاعب ومدربه من التوجه إلى جماهير الأهلي.

ورفع الأهلي رصيده عقب التعادل إلى 56 نقطة من 27 مباراة في صدارة المسابقة بفارق خمس نقاط عن الزمالك صاحب المركز الثاني قبل ثلاث جولات من نهاية المسابقة. وكان الاتحاد المصري لكرة القدم أعلن في وقت سابق تأجيل اللقاء عقب اشتباكات في وسط القاهرة بين محتجين وقوات الشرطة. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في ميدان التحرير بعد تجمعهم للمطالبة بمحاكمات سريعة لمسؤولين بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية في يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن الاتحاد تراجع عن التأجيل وقرر إقامة اللقاء في موعده. وقالت وزارة الداخلية إن أجهزة الأمن حريصة على إقامة المباراة «مراعاة لرغبة الجماهير الرياضية، وحرصا منها على سمعة الرياضة المصرية، وحفاظا على صورة البلاد أمام الرأي العام العالمي وما حققته ثورة 25 يناير من مكتسبات».

وكان الزمالك الأفضل في بداية اللقاء بفضل التحركات الهجومية السريعة لأحمد جعفر وشيكابالا ومحمدي. وأرسل جعفر كرة عرضية بعد مرور ست دقائق من زمن اللقاء لدى خروج الحارس أحمد عادل عبد المنعم لتصطدم الكرة بعبد الفضيل مدافع الأهلي وتسكن شباكه، ليتقدم الزمالك بهدف مبكر. وعاد الأهلي سريعا للمباراة بعد الهدف، وشهدت الدقيقة العاشرة أول فرصة له عندما تقدم محمد بركات من الجهة اليمنى وأرسل كرة عالية ناحية مرمى عبد الواحد السيد لكنها مرت فوق العارضة.

وكاد الزمالك يعزز تقدمه في الدقيقة 15 من تمريرة عرضية، لكن محمدي وضع الكرة بجوار القائم الأيمن. وبعد أربع دقائق تبادل لاعبو الأهلي تمرير الكرة إلى أن وصلت إلى بركات في الجهة اليمنى، ليرسل كرة عرضية عالية تأخر الحارس السيد في الخروج لالتقاطها ليقابلها جدو برأسه ويسكنها المرمى محرزا هدف التعادل لفريقه. وسيطر الزمالك على اللعب في منطقة الوسط بعد الهدف، ومرر شيكابالا كرة إلى محمدي داخل منطقة الجزاء لم يجد لاعب منتخب قطر صعوبة في إيداعها المرمى محرزا الهدف الثاني للزمالك.

وسدد جدو كرة قوية من ضربة رأس مرت فوق عارضة مرمى الزمالك في الدقيقة 31، قبل أن يسدد زميله عماد متعب كرة من ركلة حرة بعد أربع دقائق لكنها اصطدمت بأحد لاعبي الزمالك قبل أن تخرج من الملعب. وأجرى جوزيه تغييرا هجوميا في بداية الشوط الثاني فأخرج معتز إينو ودفع بدومينيك بدلا منه. وضغط الأهلي واستحوذ على الكرة فيما تراجع الزمالك للدفاع، وتعدد تسديدات لاعبي حامل اللقب لكن الكرة ذهبت في كل مرة فوق العارضة. ومرر دومينيك كرة عرضية خطيرة في الدقيقة 57 أبعدها دفاع الزمالك خارج منطقة الجزاء. وأهدر البديل أحمد حسن وجدو فرصة ثمينة للأهلي عندما تعاقبا على تسديد الكرة على بعد خطوات من المرمى، قبل أن يلتقطها الحارس السيد بصعوبة في الدقيقة 76. وقبل ثماني دقائق من النهاية تمكن دومينيك من تسجيل هدف التعادل للأهلي من تسديدة قوية من على حافة منطقة الجزاء.

وحافظ البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي على سجله خاليا من الهزائم في مباريات القمة، حيث كان مديرا فنيا للفريق في هزيمة عام 2007، لكنه لم يكن موجودا على مقاعد الجهاز الفني نظرا لحصوله على إجازة نهاية الموسم بعد حسم اللقب.

واستعاد الإسماعيلي توازنه بفوزه على الاتحاد السكندري بهدفين للنيجيري جون أويري في الدقيقة 74 وعبد الله الشحات في الدقيقة 90، رافعا رصيده إلى 46 نقطة في المركز الثالث. وخسر المصري أمام مضيفه سموحة بهدف للبوركيني عبد الله سيسيه في الدقيقة 49، مقابل هدفين لمحمد نصر في الدقيقة 10 والغاني صامويل افوم في الدقيقة 60، فيما تغلب إنبي على وادي دجلة بثلاثة أهداف لأحمد عبد الظاهر، مقابل هدف لأحمد جمعة. وفاز بتروجيت على الإنتاج الحربي بهدف للغاني إيريك بيكوي، وحرس الحدود على الجونة بثلاثة أهداف مقابل هدف.