مارادونا قاد راقصي التانغو إلى لقب أول بطولة.. وميسي يحلم بنفس الإنجاز

«كوبا أميركا».. بطولة حافلة بالإثارة والنجوم والمنافسة الشرسة

TT

عندما سجل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا أول أهداف بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 1987 بالأرجنتين، كان مواطنه الأسطورة الجديد ليونيل ميسي قد أكمل للتو يومه الثالث. وافتتح مارادونا أهداف بطولة 1987 بهدفه في مرمى بيرو في الدقيقة 47 من المباراة التي أقيمت في 27 يونيو (حزيران) بعد ثلاثة أيام فقط من مولد ميسي النجم الجديد لمنتخب التانغو الأرجنتيني.

وخاض مارادونا والمنتخب الأرجنتيني بطولة عام 1987 في ظروف مغايرة تماما لهذه الظروف التي يخوض فيها المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي فعاليات بطولة «كوبا أميركا» 2011 التي تستضيفها الأرجنتين اليوم.

ففي عام 1987، أقيمت البطولة بعد عام واحد من فوز مارادونا والمنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك ليكون اللقب الثاني للمنتخب الأرجنتيني في تاريخ بطولات كأس العالم. ومن خلال فوزه بلقب كأس العالم 1986، فرض مارادونا نفسه بقوة ضمن قائمة العظماء في تاريخ اللعبة مثل البرازيلي بيليه والهولندي يوهان كرويف والإسباني ألفريدو دي ستيفانو. ولكن ميسي ورفاقه يخوضون بطولة «كوبا أميركا» 2011 بعد سنوات طويلة من الجدب، حيث كانت آخر بطولة فاز بها الفريق قبل 18 عاما وهي «كوبا أميركا» 1993 بينما لم يتوج بلقب كأس العالم منذ عام 1986.

ورغم ذلك، فإن ميسي يخوض البطولة في الشهر المقبل بعد موسم رائع مع برشلونة الإسباني نجح من خلاله في قيادة الفريق إلى الفوز بلقب الدوري الإسباني للموسم الثالث على التوالي وبلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في آخر ثلاثة مواسم. ويأمل ميسي في تحقيق الإنجاز الذي طالما حلم به وهو الفوز بلقب «كوبا أميركا» ليكون أول ألقابه مع منتخب التانغو بعدما فشل في محاولتيه السابقتين في بطولتي «كوبا أميركا» 2007 وكأس العالم 2010. ولم يسبق لمارادونا أن توج بلقب «كوبا أميركا» ولذلك يحرص ميسي على قيادة الفريق إلى الفوز باللقب هذه المرة ليكون بمثابة بداية جديدة له مع جماهير التانغو التي انتقدته كثيرا في الأعوام القليلة الماضية لأنه لا يقدم مع منتخب بلاده المستوى الرائع نفسه الذي يقدمه في برشلونة. وأكد ميسي: «نحتاج إلى إضافة هذا اللقب (كوبا أميركا) إلى رصيدنا لنسعد جماهيرنا».

وفي عام 1987، أقيمت البطولة بمشاركة عشرة منتخبات هي جميع منتخبات قارة أميركا الجنوبية حيث لم توجه الدعوة إلى منتخبات من خارج القارة على عكس ما أصبحت عليه الحال في بطولة 2011 حيث يشارك منتخبا المكسيك وكوستاريكا بدعوتين. وتقام البطولة هذا العام في توقيت مثالي، حيث يتعطش جميع عشاق الساحرة المستديرة حاليا لمثل هذه المواجهات الساخنة المنتظرة في هذه البطولة وذلك في ظل توقف بطولات الدوري المحلية وكذلك البطولات القارية في أوروبا بعد انتهاء فعاليات الموسم المنقضي 2010 - 2011. وبصفتها أقدم بطولة لمنتخبات كرة القدم في تاريخ اللعبة، تدخل «كوبا أميركا» دائما في مقارنة شرسة مع بطولة كأس أمم أوروبا لمعرفة أيهما الأعلى من حيث المستوى خاصة مع مشاركة منتخبي البرازيل والأرجنتين في «كوبا أميركا».

ولكن المؤكد أيضا أن بطولة 2011 التي تستضيفها الأرجنتين اليوم وحتى 24 يوليو (تموز) المقبل ستشهد مشاركة أبرز اللاعبين في عالم اللعبة حيث يشارك فيها كل من ميسي والبرازيلي روبينهو إضافة إلى مجموعة كبيرة من النجوم مثل الكولومبي فالكاو والأوروغوياني دييغو فورلان والإكوادوري فالنسيا والبيروفي كلاوديو بيتزارو. وقال ريكاردو لا فولبي، المدير الفني للمنتخب الكوستاريكي: «إذا تحدثنا عن المنتخبات الأكثر ترشيحا للفوز باللقب فهي كالمعتاد دائما: البرازيل والأرجنتين». ويشارك المنتخب الكوستاريكي في البطولة بدلا من نظيره الياباني الذي اعتذر مؤخرا عن عدم المشاركة بسبب الظروف التي مرت بها بلاده في الفترة الماضية نتيجة الزلزال وأمواج المد العاتية (تسونامي).

ويمر المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني بمرحلة جديدة بعد إخفاقهما وخروجهما المبكر من دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، مما أسفر عن إقالة مدربيهما كارلوس دونغا ودييغو مارادونا وتعيين مانو مينزيس وسيرخيو باتيستا على الترتيب مكانهما. ويحتاج المنتخب الأرجنتيني ظهور ميسي بأفضل مستوياته في البطولة لأن ذلك سيكون كافيا لترجيح كفة أصحاب الأرض بشكل كبير. وفي المقابل، يعتمد المنتخب البرازيلي بشكل كبير على طموح اللاعبين وحماسهم ورغبتهم جميعا في الظهور بأفضل مستوياتهم من أجل حجز مكان في الفريق خلال نهائيات كأس العالم 2014 التي تستضيفها البرازيل.

والحقيقة أن كلا المنتخبين يحلم بمحاكاة فريق برشلونة الإسباني الذي يقدم أفضل المستويات ويحقق الانتصارات ويحصد الألقاب. وإلى جانب المنتخبين العملاقين، توجد فرق أخرى قادرة على المنافسة مثل منتخبات أوروغواي وباراغواي وكولومبيا ولكنها تحتاج أولا إلى التغلب على المنافسين الكبيرين اللذين التقيا في كل من المباراتين النهائيتين بالبطولتين السابقتين عام 2004 في بيرو وعام 2007 في فنزويلا وكان الفوز في كل منهما لصالح السامبا البرازيلية. وصرح دييغو فورلان، نجم هجوم أتلتيكو مدريد الإسباني ومنتخب أوروغواي، والفائز بلقب أفضل لاعب في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا: «لدينا إمكانية التتويج باللقب».