وقع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل بن فهد مساء أمس في العاصمة البريطانية لندن بالسفارة السعودية عقدا رسميا مع المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد، يتولى بموجبه الأخير تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لثلاثة أعوام مقبلة، تمتد إلى ما بعد نهائيات كأس العالم 2014 المقرر إقامتها في البرازيل. ولم يفصح الطرفان عن قيمة التفاصيل المالية، وسط إشارات إلى أن القيمة تصل إلى نحو 9 ملايين يورو بحيث يحصل على 3 ملايين يورو في العام الواحد.
وأكد الأمير نواف بن فيصل، عقب مراسم التوقيع، أنهم سيمنحون كل الصلاحيات للمدرب الجديد، وأنهم لن يستعجلوا العمل معه وسيمنحونه الفرصة كاملة لتقديم كل ما يملك من فكر كروي تدريبي لتعود الفائدة على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.
وقال «لن يحكم عليه من خلال مباراة أو مباراتين أو حتى بطولة واحدة، بل سنصبر عليه وسنمنحه ما يريد حتى يحقق الآمال والتطلعات. وبصراحة وجدت حماسا كبيرا من المدرب وأتمنى أن يوفق في مهمته المقبلة». وأشار إلى أن هناك ترتيبات لتجهيز 3 مقار للسكن للمدير الفني ومن يعمل معه في مدن الرياض وجدة والدمام.. وذلك كي يتابع اللاعبين والمباريات بشكل جيد، موضحا أن وصوله إلى الرياض سيكون خلال يومين فقط، لكنه سيبدأ مهام عمله بعد مباراتي الذهاب والإياب المقررتين أمام هونغ كونغ يومي 23 و28 من الشهر الحالي في التصفيات الأولية الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة 2014.
وأضاف «سيكون فرانك ريكارد مراقبا في الفترة الحالية، وسيتولى المدير الفني البرازيلي موريس مسؤولية تدريب الأخضر الكبير خلال الفترة الحالية وفي مباراتي هونغ كونغ، على أن يترك المهام لريكارد عقب ذلك». وأوضح الأمير نواف بن فيصل أن المدرب الجيد ليس كل شيء، بل يجب أن يكون هناك عمل متكامل من اللاعبين والأندية والإعلام، مطالبا وسائل الإعلام السعودية بضرورة ترك المدرب يعمل بهدوء حتى يحقق التطلعات. وقال «يجب أن تثقوا فينا.. نحن نريد أن نعيد الكرة السعودية إلى مكانتها الطبيعية».
من جانبه، قال ريكارد إنه سعيد بقبول المهمة، واعتبرها تحديا كبيرا، لكنه واثق من النجاح في ظل ما يملكه من إمكانات، فضلا عن أهمية أن تتكامل العملية بالنسبة للاعبين والدعم الذي سيجده من كل الأطراف من اتحاد كرة ومشجعين. وأوضح أنه يتذكر جيدا مباراة منتخب هولندا التي شارك فيها في نهائيات كأس العالم 1994 بأميركا أمام المنتخب السعودي والتي خسرها الأخضر بهدفين لهدف، متمنيا التوفيق في مهمته المقبلة.
بقيت الإشارة إلى أن المدير الفني الهولندي ريكارد يحمل سجلا رائعا حينما كان لاعبا، إذ شكل ثلاثيا عالميا لا ينسى مع مواطنيه فان باستن وخولييت، حينما كانوا يلعبون لفريق إيه سي ميلان الإيطالي في حقبة الثمانينات السابقة، واستمروا حتى مطلع التسعينات السابقة، ولعب مع منتخب هولندا 73 مباراة، وقاد الطاحونة الهولندية إلى الفوز بكاس أمم أوروبا عام 1988، وسبق له الإشراف على تدريب منتخب بلاده في الفترة من 1998 إلى 2000، ودرب سبارتا روتردام من عام 2000 إلى عام 2002، ثم درب فريق برشلونة الإسباني من عام 2003 إلى عام 2005، وحقق مع الفريق إنجازات كبرى، قبل أن يدرب غلطة سراي حتى 2010 الماضي، قبل أن يصبح عاطلا عن العمل لفترة استمرت نحو 8 أشهر.
من جانب آخر، واصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تدريباته على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، بمشاركة 7 لاعبين بعد انضمام اللاعب حسن معاذ بعد تغيبه في اليوم الأول، وتقبلت إدارة المنتخب اعتذاره بسبب عدم وجود حجوزات الطيران. وركز المدرب البرازيلي موريس على إجراء تدريبات لياقية ترفيهية، شارك فيها جميع اللاعبين، حيث تحول التدريب في بعض فتراته إلى لعب كرة الطائرة من خلال التمرير بالقدم.
وعلى الصعيد ذاته، أكد مدير المنتخب خالد المعجل أن المرحلة الأولى من المعسكر الإعدادي الحالي ستختتم مع نهاية تدريبات يوم غد الأحد، على أن تبدأ المرحلة الثانية بعد تجمع اللاعبين الذين تم اختيارهم ضمن القائمة، وسيتم الكشف عليهم من قبل الجهاز الطبي الذي يترأسه الدكتور جمال خليفة للتأكد من جاهزية كل لاعب، ولن يتم انضمام أي لاعب حتى يتم التأكد من سلامته وجاهزيته بنسبة مائة في المائة، بمن فيهم اللاعب محمد الشلهوب الذي ستظهر نتيجة الكشف الثاني له يوم الاثنين المقبل، الذي سيكون موعد السفر إلى المنطقة الشرقية، على أن تبدأ التدريبات يوم الثلاثاء استعدادا لمباراة هونغ كونغ ضمن مباريات تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
من جهة أخرى، حرص الجهازان الفني والإداري للمنتخب السعودي على متابعة بعض اللاعبين الذين لم يتم الإعلان عن أسمائهم ضمن القائمة الحالية بسبب الإصابة، كياسر القحطاني وأحمد الفريدي وسعود كريري، إذ سيتم إجراء فحوصات طبية لهم لمعرفة مدى تحسن إصاباتهم وإمكانية ضمهم للقائمة الحالية التي ستلعب مباراة المنتخب السعودي أمام هونغ كونغ.