استسلم مسؤولو نادي أتليتكو مدريد لضغط وكلاء أعمال المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، حيث أبدى النادي الإسباني موافقته المبدئية على التنازل عن بطاقة اللاعب ودراسة العروض المقدمة بشأنه. وبالفعل، بدأ المسؤولون الإسبان في البحث عن بديل لأغويرو، حيث أبدوا اهتمامهم بباولو أوسفالدو (25 عاما) وهو أرجنتيني يحمل الجنسية الإيطالية، وقد سبق أن ارتدى قميص المنتخب الإيطالي للشباب تحت 21 عاما، وكذلك المنتخب الأولمبي. وكان أوسفالدو قد انتقل إلى إسبانيا في يناير (كانون الثاني) 2010 للانضمام لصفوف نادي إسبانيول، الذي شارك معه في 46 مباراة، سجل خلالها 21 هدفا.
من جهة أخرى، لم يحدد أتليتكو مدريد وجهة أغويرو بعد، حيث صرح رئيس النادي قائلا «إذا انتقل اللاعب إلى ريال مدريد، فسيكون هذا فألا سيئا». ولكن، وعلى الرغم من ظهور شبح النادي الملكي المخيف، فإن كفة اليوفي لا تزال هي الأرجح، نظرا للتقدم الكبير الذي حققه النادي الإيطالي في الاتفاق مع وكلاء أعمال اللاعب، فضلا عن الحصول على موافقة أغويرو الشخصية على الانتقال لصفوف نادي السيدة العجوز، الأمر الذي بدا واضحا في تصريحات برونو ساتين، مسؤول شركة «Img» التي تمتلك جزءا من بطاقة اللاعب، حين قال «المفاوضات الجارية مع اليوفي تسير بشكل جيد، كما أن أغويرو يرغب في الانتقال لناد كبير، ويوفنتوس واحد من أكبر الأندية الأوروبية. أعتقد أننا لن نواجه أي مشكلات في التوصل لاتفاق في القريب العاجل. ما احتمال انتقال الأرجنتيني لليوفي؟ بنسبة كبيرة جدا». جدير بالذكر أن العرض المقدم من اليوفي يتضمن التعاقد مع اللاعب لمدة 5 سنوات، بينما تصل قيمة الراتب السنوي إلى 7.5 مليون يورو شاملة المكافآت. وكان أتليتكو مدريد قد أبدى استعداده لخفض قيمة اللاعب من 45 إلى 40 مليون يورو، بينما عرض اليوفي 35 مليون يورو فقط، ولكنها بادرة مبشرة عن قرب التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين، خاصة بعد أن أضاف اليوفي إمكانية التنازل عن أحد لاعبيه للنادي الإسباني على سبيل الإعارة في الموسم المقبل. ويمتلك اليوفي الكثير من الخيارات الفنية نظرا لوجود عدد كبير من اللاعبين في قائمة الراحلين عن الفريق مثل أماوري، ياكوينتا، ميلو، سيسوكو، غروسو، غريغيرا، مارتينيز وموتا، فضلا عن ستوراري أو مانينيجير.
وفي محاولة منه لتقليص المسافات مع النادي الإسباني، يستعد المدير العام في اليوفي بيبي ماروتا للسفر إلى مدريد الثلاثاء المقبل، أملا في إتمام الصفقة بنجاح في أسرع وقت ممكن. ويرجع سر استعجال اليوفي الحصول على خدمات أغويرو إلى سببين مهمين، أولهما: أنه في 13 يوليو (تموز) ستبدأ عملية بيع الاشتراكات الخاصة بالموسم المقبل، ومما لا شك فيه أن شراء أغويرو قبل هذا التاريخ، سيكون بمثابة عنصر جذب فعال جدا بالنسبة إلى جماهير اليوفي، ومن ثم بيع أكبر عدد ممكن من الاشتراكات. والثاني: هو الخوف مما يتردد حيال اهتمام تشيلسي باللاعب، وهو ما سيضعف موقف اليوفي في الصفقة، خاصة إذا تقدم النادي الإنجليزي بعرض يفوق عرض اليوفي.
حياة أغويرو: بعد ساعات من الولادة المتعسرة، أنجبت الأم الشابة أدريانا طفلا يدعى سيرجيو ليونيل أغويرو الذي جاء إلى الدنيا بوزن زائد على المعدل الطبيعي (4 كيلوغرامات و400 غرام). وكانت الأم آنذاك في الثامنة عشرة من عمرها، بينما كان والده ليونيل في عامه العشرين، وكان سيرجيو هو طفلهما الثاني، ثم وصل عدد أبنائهما بعد ذلك إلى 7. ولم يتمكن الوالدان من اصطحاب وليدهما خارج المستشفى بعد تعافي الأم بسبب صغر سنهما، وهو ما دفع مسؤولي المستشفى إلى استدعاء جدة أغويرو للتوقيع على وثيقة الخروج، وبالتالي حصل سيرجيو الصغير على لقب عائلة والداته بدلا من لقب والده ديل كاستيللو. ومرت السنوات سريعا، ليصبح أغويرو هو الرجل الذي يسعى خلفه عدد من أكبر الأندية الأوروبية على رأسها يوفنتوس، تشيلسي وريال مدريد.
ويشتهر أغويرو بحبه الشديد لرقصة «كومبيا» الأرجنتينية، فضلا عن ولعه بلعبة «بلاي ستيشن»، وكذلك حبه لابنة مارادونا ولمنطقة الجزاء التي يمضي بها معظم وقته في الملعب. ودخل الأرجنتيني الشاب إلى عالم كرة القدم بلقب جديد للغاية وهو «كون» الذي فسر معناه قائلا «لقد أطلق علي هذا اللقب أحد أصدقاء العائلة، فقد كان يقطن إلى جوارنا وكانت حفيداته تخفن بشدة من مسلسل كرتون للأطفال به شخصية خرافية تدعى كون كون. ولأنني كنت أخيف الصغيرتين بشدة، قرر أن يطلق علي هذا اللقب الذي انتشر بشكل كبير بعد ذلك». لقد عاش «كون» طفولة كروية خالصة، حيث كسر الأرجنتيني الرقم القياسي كأصغر لاعب مشارك في دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني. ونجح أغويرو الصغير في اكتساب حب جماهير فريق إنديبندينتي قبل أن ينتقل إلى أتليتكو مدريد وهو في الثامنة عشرة من عمره مقابل 23 مليون يورو. وعندما أصبح في عامه العشرين، التقى أغويرو جيانينا، ابنة النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا، التي أنجبت له طفلا صغيرا بعد عام من زواجهما.
وتعج حياة أغويرو الكروية بالكثير من الإنجازات كان آخرها تسجيله للهدف رقم 100 مع أتليتكو مدريد خلال فصل الربيع. كما أنه لعب إلى جوار مجموعة من النجوم مثل فيرناندو توريس وفورلان. ويتميز الأرجنتيني بمهارته الكبيرة داخل منطقة الجزاء، حيث إن 68 هدفا من إجمالي 74 هدفا جاءت من على بعد 16 مترا من المرمى، كما أنه صنع الكثير من التمريرات الحاسمة لرفاقه في الملعب. ومع المنتخب الأرجنتيني، فاز أغويرو ببطولة العالم للشباب تحت 20 سنة مرتين، وكذلك اللقب الأولمبي، كما توج اللاعب بلقب أفضل هداف لبطولة العالم للشباب في كندا 2007. ومع منتخب الكبار، أصبحت الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة إليه نظرا لدخوله في منافسة شرسة مع ميسي، تيفيز، ميليتو، لافتسي ودي ماريا.