منصور الحربي: فيكتور أنقذني من صدمة عنيفة أمام الاتحاد.. ولقب الأبطال أنصفنا

قال إن تعاقب المدربين أربك الفريق في دوري زين.. ودفاع الأهلي ليس ضعيفا

TT

أكد مدافع فريق الأهلي منصور الحربي أن فوز فريقه بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال جاء منصفا للجهود التي بذلها اللاعبون والجهاز الفني والمسؤولون عن الفريق طيلة الموسم، مشيرا إلى أن التوفيق لم يحالفهم في مسابقة دوري زين السعودي نظير تعدد المدربين، الأمر الذي أحدث هزة فنية ألقت بظلالها على مستوى الفريق داخل الملعب وجعلته يخسر الكثير من النقاط.

وبين الحربي أن فقدانهم أمل المنافسة على لقب الدوري قلل من الضغوط عليهم، وجعلهم يفكرون بشكل جدي في كسب كأس الملك والعمل بشكل جاد لإرضاء الجماهير المميزة التي استطاعت أن تضع بصمتها بعد أن وقفت بشكل مميز خلف ناديها في جميع الظروف، كاشفا عن أنهم كانوا يشعرون بقرب البطولة منهم منذ مرحلة إجراء القرعة، إلا أنه شعر بخيبة أمل بعد أن أضاع الركلة الجزائية في المباراة النهائية أمام الاتحاد، مشيدا بموقف زملائه ومواساتهم له بعد ذلك، معرجا في حديثه على دور رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبد الله الذي قام بتوجيههم منذ وقت مبكر، وقدم للنادي الدعم الكبير الذي لا يمكن أن يوصف بسهولة، واعدا جماهير فريقه بأن يروا الأهلي مختلفا في الموسم المقبل، حيث سيسعى الفريق إلى تلافي الكثير من الأخطاء التي أفقدته الكثير من النقاط.

* الأهلي تمكن من تحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، ما الدوافع التي ساعدتكم على ذلك؟

- الحمد الله على توفيقه قبل أي شيء، وتحقيق اللقب الكبير والغالي جاء تتويجا لجهدنا طوال الموسم وإنصافا لعمل الأهلاويين، فنحن عانينا منذ بداية الموسم من عدم الاستقرار الفني بعد تعدد المدربين على الفريق، ورغم محاولتنا الجادة لعمل شيء يحقق تطلعات الأهلاويين فإننا لم نوفق، ولم تكن البطولة الختامية في الموسم كأي بطولة، بل كانت الأغلى والأكبر، ولذلك استحقها الأهلي وبكل جدارة.

* الكثير تحدث عن ضعف دفاع الأهلي بينما قدمتم أداء لافتا في النهائي، ما تعليقك؟

- دفاع الأهلي ليس سيئا بل من أقوى الخطوط في الفريق، ويضم لاعبين مميزين، لكن ما أضر بدفاع الأهلي هما أمران: أولهما عدم الاستقرار على أسماء معينة في خط الدفاع بسبب عدم الاستقرار الفني بعد توالي المدربين على الفريق، وليس دفاع الأهلي الذي لم يكن في الصورة بداية الموسم بل الفريق بشكل كامل، وهذا عائد كما ذكرت لتعدد الأجهزة الفنية التي شتتت أفكار وعطاء اللاعبين داخل الملعب، مما شكل معاناة كبيرة لنا بداية الموسم، وما ظهر به دفاع الأهلي في المباراة النهائية تأكيد على أهمية استقرار العناصر من الناحية الفنية في أي فريق يبحث عن المنافسة.

* يطالب عدد من جماهير الأهلي بتدعيم الدفاع بلاعب أجنبي، كيف ترى ذلك؟

- اللاعب غير السعودي يتم التعاقد معه وإحضاره ليشكل فارقا مع بقية اللاعبين، ولا شك أن استقطاب أي لاعب أجنبي في خطوط الفريق هو دعم للمجموعة، ونحن ليس لدينا أي إشكال عندما يرغب المسؤولون في التعاقد مع مدافع أجنبي، فنحن جاهزون وقادرون على تقديم المطلوب منا في المباريات، وأعتقد أن القائمين على النادي قادرون على تقييم احتياجات الأهلي للموسم المقبل.

* ظهرتم مع نهاية الموسم بمستوى مغاير عن البداية، ما هي الأسباب؟

- المتتبع لمسيرة فريق الأهلي يجد أن الفريق بدأ بشكل متوسط في مسابقة دوري زين السعودي، وسرعان ما أخذ المستوى في الانحدار بسبب بعض الأمور الفنية وتسلم المهمة أكثر من مدرب، وهو ما شكل ضغطا على اللاعبين لحرصهم على الخروج من دائرة الخسائر واللحاق بفرق المقدمة خصوصا في بداية المسابقة، وعدم فقد فرصة المنافسة على لقب دوري زين السعودي للمحترفين، حتى تسلم المهمة المدرب الصربي ميلوفان الذي بدأ إعداد الفريق بشكل تدريجي لياقي وفني، حيث تعامل معنا كما يتعامل المدربون في فترة الإعداد التي تسبق بداية الموسم، وساعده في ذلك توقف الدوري، وبعد فقداننا للمنافسة على لقب دوري زين خفت الضغوط علينا، حيث بدأ الأهلي يأخذ وضعه الطبيعي، وهو ما وضح في مسابقة كأس ولي العهد والدور الثاني لمسابقة الدوري، لكن لم تستقر الأمور حتى فوجئنا برحيل المدرب، والأمر الجيد هو تسلم مساعده المهمة، وهي خطوة موفقة من الإدارة الأهلاوية حيث لم نشعر باختلاف الوضع كثيرا، وبالنظر لنتائج الأهلي في مباريات الدور الثاني نجده في المركز الثاني خلف المتصدر وبطل المسابقة الهلال، ليتضح التأثير الكبير للبداية غير الموفقة.

* سقف الطموحات لدى الأهلاويين ارتفع، وتزايدت المطالبات بتحقيق الأهلي للقب دوري زين السعودي الموسم المقبل، هل تعتقد أنكم قادرون على فعل ذلك؟

- نعم الأهلي قادر على المنافسة وبقوة لتحقيق اللقب إذا توافرت بعض الأمور، وأهمها الإعداد القوي والاستقرار الفني ودعم الفريق بعناصر مميزة، فإذا وفق الفريق في ذلك سنجد الوضع مختلفا، وأعد جماهير الأهلي بأن يكون فريقهم منافسا وبقوة على لقب الدوري في الموسم المقبل، لأن لدي ثقة كبيرة في أننا قادرون على تجاوز جميع السلبيات السابقة وتلافي عثرات البداية.

* مرت عليكم الكثير من اللحظات الصعبة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، متى شعرت بقرب اللقب منكم؟

- قد لا تصدق أنه منذ إجراء قرعة البطولة وأنا لدي شعور بأننا قادرون على تحقيق اللقب، وهو الشعور نفسه الذي انتاب زملائي اللاعبين، وذلك ما تحدثنا به صراحة خلال فترة الإعداد للبطولة، حيث تعاهدنا على الاجتهاد وبذل الغالي والنفيس لتحقيق اللقب، والحمد لله على توفيقه لنا حيث كان لقب البطولة منصفا لجميع الأهلاويين، سواء مسؤولي النادي أو اللاعبين أو حتى الجماهير التي تميزت بتشجيعها المثالي وكانت حديث معظم الرياضيين، بمؤازرتها اللافتة طوال الموسم، وأصبحت علامة فارقة بتميزها ودعمها الكبير للاعبين.

* بعد إضاعتك للركلة الترجيحية في المباراة النهائي، ألم تخش ضياع البطولة من الأهلي؟

- الحمد لله أن جهدي وجهد زملائي لم يذهب هباء، وكانت لديّ ثقة كبيرة في أن اللاعبين قادرون على التعويض في الركلات المتبقية، فالركلة التي نفذتها كانت الثانية في الترتيب، وتعتبر من أهم ركلات الترجيح، لكن إضاعة الاتحاد لركلته الأولى جعل الفرصة متساوية للفريقين في الضربات المتبقية، وفي الحقيقة من جهتي أصبت بصدمة لم أفق منها سوى بعد أن سجل زميلي فيكتور سيموس الركلة الخامسة والحاسمة التي أعلنت الأهلي بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين.

* لاعبو الأهلي كان لهم رد فعل بعد إضاعتك للضربة الجزائية، كيف تصفه لنا؟

- الجميع أخذ يخفف عني ضياع الركلة، ويشجع باقي اللاعبين بأننا قادرون على حسمها، وهو ما تحقق، وأشكر زملائي اللاعبين على هذا الموقف، لكن عقب المباراة لم تخل تعليقات زملائي من إضفاء روح المرح، أما الموقف الذي لا بد من الإشارة إليه فهو التوجيهات الأبوية من قبل الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس هيئة أعضاء شرف النادي، بعد تقديم كأس البطولة له والجميع في غمرة الأفراح، حيث أخذ يشجعني ويخفف عني ضياع الركلة بقوله «إن الجميع أسهم في تحقيق اللقب، وإن لاعبين كبارا قد أضاعوا ركلات ترجيح، وهذا سيعطيك دافعا كبيرا في التركيز مستقبلا، وما حدث لا يمكن أن ينسف الأداء الذي قدمته طوال الـ120 دقيقة في المباراة مع باقي اللاعبين»، فله مني الشكر، ومهما تحدثت عما يقدمه من أجل رفعة النادي الأهلي فلا يمكن أن أوفيه حقه، وكذلك الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الذي احتضنني بعد نهاية المباراة.

* المراحل التي مر بها الأهلي في البطولة لم تكن متماثلة، فما المرحلة الأصعب في نظرك؟

- مباراة الذهاب أمام الوحدة هي أصعب مراحل البطولة، خصوصا بعد أن أصبحنا متأخرين بهدفين من دون مقابل، رغم أن زمن المباراة أوشك على النهاية، إلا أنني كنت أشعر من حركة زملائي واندفاعهم بتركيز أنهم يبحثون عن تسجيل هدف على أقل تقدير حتى لا تصعب علينا مباراة العودة، وهو ما تحقق وفتح لنا الأمل أن نسجل هدف التعادل بعد أن أعطانا الهدف الأول دافعا كبيرا، والخروج بالتعادل على أرض المنافس أفضل من الخسارة.

* رئيس النادي الأمير فهد بن خالد لم يكن راضيا عن تعادلكم على أرض الوحدة؟

- صحيح، لأننا دخلنا المباراة ولدينا رغبة في حسم التأهل للمباراة النهائية من مكة المكرمة، ليس تقليلا من الوحدة لكن عطفا على ظروف الفريقين قبل المباراة، لكن كانت مباراة الذهاب درسا قويا لنا، ووعدنا رئيس النادي من خلال اجتماع عقب المباراة بأننا قادرون على التأهل من جدة وبتحقيق نتيجة مرضية ومسح هذه الصورة.

* هل لديك كلمة تود إضافتها في ختام الحوار؟

- أود أن أشكر كل من وقف بجانبنا طوال الفترة الماضية، وأبارك لجميع محبي الأهلي وأنا في الحقيقة سعادتي مضاعفة مع تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم حيث رزقت بمولدي البكر (تركي) قبل انطلاق البطولة بشهر، والذي أدخل البهجة علينا في المنزل، والحمد لله جاء ختام العام ببطولة غالية وكبيرة ابتعدت عن الأهلي لفترة ليست قصيرة، وأسعدت جميع الأهلاويين بعودتها لخزينة قلعة الكؤوس.