اقترب نادي الميلان من تحقيق هدفه الذي أعلن عنه رئيسه برلسكوني في الصيف قبل الماضي حين قال «كفانا عواجيز، أريد ألا يتعدى معدل أعمار اللاعبين الـ23 عاما». وعلى الرغم من التعاقد مع الفرنسي فيليب ميكسيس، 29 عاما و3 أشهر، فإن الاتجاه العام للنادي في سوق الانتقالات الصيفية يميل نحو التعاقد مع اللاعبين الشباب أمثال الشعراوي، وتايوو، وبالوسكي، الذين يصل متوسط أعمارهم إلى 23.9 عام، وهو معدل منخفض نسبيا مقارنة بالأعوام الماضية. ويشير هذا التغيير المحوري في اتجاهات الميلان إلى تطور سياسة النادي الذي اعتاد، ولسنوات طويلة، على شراء النجوم الكبار دون النظر إلى أعمارهم. ويهدف الميلان من ذلك إلى إحكام قبضته على الميزانية الخاصة بالموسم المقبل، حيث سيتسنى له توفير المبالغ الطائلة التي كان سيتكبدها في حال التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل، كما أن التعاقد مع الشباب من شأنه ضمان مستقبل أكثر استقرارا للفريق على عكس النجوم الذين أوشكوا على اعتزال اللعبة في حين أنهم يتقاضون رواتب مرتفعة للغاية.
من جهة أخرى، يضع الميلان عينيه على مجموعة من اللاعبين الشباب مثل هامسيك، غانسو، فابريغاس، دانييلو، وكوكا الذين يصل معدل أعمارهم إلى 22.5 عام. وفضلا عن صغر السن، يشترط الميلان في اللاعبين الواقعين داخل دائرة اهتمامه توافر الموهبة والقدرة على اللعب في أكثر من مركز داخل الملعب، بحيث لا يمنعهم صغر السن ونقص الخبرة من المشاركة في تحقيق هدف النادي وهو الفوز بلقب على الأقل كل موسم. وهكذا، بات فريق الميلان الحالي يجمع بين مجموعة من الشباب الواعدين ونخبة من النجوم الكبار أصحاب الخبرة. وبالنظر إلى السياسة التي اعتاد الميلان اتباعها في المواسم الماضية - حيث كان معدل أعمار اللاعبين يتعدى حاجز الـ27 عاما في ظل وجود يبيس (34 عاما)، إبرا (28 عاما و10 أشهر)، اميليا (28 عاما)، فان بوميل (33 عاما)، كاسانو (28 عاما) - يتضح أن معدل الأعمار الحالي للفريق (23.9 عام) يقل بنسبة 3.3 عام عما كان عليه الميلان في 31 أغسطس (آب) المنصرم.
تجدر الإشارة إلى أن الصيف الماضي كان قد شهد أكبر معدل أعمار في الميلان على مدار تاريخ النادي، ففي عام 2009 وصل متوسط الأعمار إلى 26.7 عام، و26.3 عام في 2008، على عكس عام 2007 حين توقف الميلان عند معدل 23.7 عام للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بفضل انضمام باتو (الذي كان في السابعة عشرة من عمره) إلى صفوف الفريق.
على صعيد آخر، يواصل الميلان عملية تجديد التعاقدات مع اللاعبين الذين أوشكت عقودهم على الانتهاء، وكان آخرهم إينياتسو أباتي الذي مدد تعاقده مع النادي حتى 2015 مع زيادة قيمة راتبه السنوي إلى مليوني يورو. وجاء قرار الميلان بالتجديد مع اللاعب بعد أن أثبت الأخير جدارته باللعب مع فريق أليغري، حيث بزغ نجمه خلال الموسم الماضي، مظهرا قدرا كبيرا من الاستمرارية واللياقة. كما نجح أباتي في التحسين من نفسه على مدار الأشهر الماضية حتى إنه كان يمثل محورا رئيسيا في وسط ملعب الفريق. وعلى الصعيد التكتيكي، أبلى أباتي بلاء حسنا للغاية في الاندماج مع بقية الفريق بفضل استقلاليته المميزة في اللعب وسرعته الكبيرة في إدراك الكرة. وبعد بزوغ نجمه مع الميلان، بات اللاعب على رأس قائمة المرشحين للانضمام لصفوف المنتخب الإيطالي. من ناحية ثانية، أكد الميلان على ثقته الكبيرة في قدرة أباتي على تغطية خط الوسط ببراعة كبيرة في الموسم المقبل، وهو ما قد يدفع النادي إلى صرف النظر عن دانييلو، لاعب سانتوس، في حال مواجهة أي عثرات مالية أو فنية في الصفقة، وهو ما عقب عليه اللاعب الإيطالي قائلا «لا أشعر بالانزعاج حيال أخبار اهتمام الميلان بشراء لاعبين آخرين في خط الوسط، فإذا كنت تلعب في فريق كبير، فعليك أن تعتاد على سماع هذه الأشياء».
جدير بالذكر أن أشهر المباريات التي تألق فيها أباتي هي مباراة ميلان أمام ريال مدريد، حيث نجح اللاعب في التصدي لكريستيانو رونالدو ببراعة وهدوء كبيرين، وهو ما أضفى المزيد من الثقة والعزيمة على الفريق بأكمله. ولا شك أن الدور الكبير الذي قام به اللاعب في تلك المباراة وغيرها من المواجهات المهمة كان واحدا من أهم الأسباب التي دفعت الميلان إلى الإبقاء عليه حتى 2015.