ديوكوفيتش «ملك ويمبلدون» يقلب مقاليد الحكم بالتنس

هل ينهي النجم الصربي سنوات تألق وسيطرة فيدرر ونادال

TT

بدأ تنس الرجال إجازة مثيرة ودخل في أشهر عاصفة، لأنه للمرة الأولى خلال نحو ثمانية مواسم يدخل أبرز نجمين معا في مرحلة من الضبابية. تبدو كما لو كانت هي النهاية لمرحلة بدت للبعض خالدة إلى الأبد، 378 أسبوعا من الثاني من فبراير (شباط) 2004 إلى الرابع من يوليو (تموز) 2011. خلال تلك الفترة الممتدة، التي تعد الأطول في التاريخ التي يتحكم خلالها لاعبان فقط بمقاليد الأمور، كان المصنف الأول عالميا معروف سلفا بشكل دائم: فحرف «الراء» كان يعني التفوق ويشير إما إلى روجيه فيدرر أو إلى رافائيل نادال. لكن اعتبارا من الآن سيتغير الوضع.

وقال الأميركي جون ماكنرو، الذي يعرف الكثير عن تصدر التصنيف العالمي للاعبى التنس: «ليس الأمر المهم هو من يتصدر التصنيف في هذه المرحلة من الموسم، لكن من سيحتفظ به إلى نهاية العام».

لكن لو ظلت الأمور على ما هي عليه الآن، سيكون الصربي نوفاك ديوكوفيتش بالتأكيد هو المتفوق بحلول نهاية العام، بعد أن فاز إلى الآن في 48 مباراة منذ بداية 2011 ولم يخسر سوى مرة وحيدة، كما توج بثمانية ألقاب.

وبينما ينتهز كبار التنس فرصة الصيف من أجل استعادة الطاقات وإعادة ترتيب الأفكار، تتوالى التساؤلات: هل يفوز ديوكوفيتش بلقب بطولة أميركا المفتوحة أيضا وينهي سنوات تألق البطلين؟ هل سيجد نادال، ذلك الرجل الذي بدا قادرا على الاحتفاظ بقوته الذهنية دائما، مخرجا لعقدة ديوكوفيتش التي أصابته؟

فالخسارة في خمس مباريات نهائية متتالية أمام نفس اللاعب أمر لم يحدث له قط، علما بأنه خسرها على الملاعب الصلبة والرملية والعشبية.

هل يستعيد روجيه فيدرر نفسه؟ السويسري يعاني من عقدة اسمها نادال، كالتي يملكها الأخير أمام ديوكوفيتش، لكن فيدرر بطل ويمبلدون ست مرات هو اللاعب الوحيد الذي تمكن من الفوز على ديوكوفيتش هذا العام. لكن مشكلته الأهم هي أنه لم يحرز أي لقب في البطولات الأربع الكبرى «غراند سلام» منذ يناير (كانون الثاني) 2010 في أستراليا.

وخلال الأشهر الأربعة المقبلة، بين أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني)، سيختار التنس ملكه لهذا العام، حيث يدافع نادال عن 4220 نقطة فيما يدافع ديوكوفيتش عن 3390 نقطة.

وقد يتقابل اللاعبان اللذان تواجها على عشب ويمبلدون مجددا يوم 11 سبتمبر (أيلول) في الذكرى العاشرة لأشهر الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة.

تلك المواجهة لو تحققت فستكون على الأرضية الصلبة بالملعب الرئيسي في فلاشينغ ميدوز، الذي شهد فوز نادال على ديوكوفيتش في 13 سبتمبر عام 2010 كي يصبح واحدا من سبعة لاعبين تمكنوا من الفوز بالبطولات الأربع الكبرى.

ولا يعلم الألماني بوريس بيكر بطل ويمبلدون ثلاث مرات، وهو الرقم الذي فشل نادال في معادلته أول من أمس، ما سيحدث اعتبارا من اليوم وحتى نهاية الموسم، لكنه متأكد من أن نادال يتمتع بشيء من التميز.

وقال: «نادال لديه عزيمة لم أر مثلها في حياتي قط لدى أي لاعب.. ربما لدى (السويدي بيورن) بورغ، فقط بورغ».

ولا يبالغ بيكر، لكنه معجب كذلك بديوكوفيتش وقال: «فلتنظروا إلى أرقامه هذا العام. والهزيمة الوحيدة التي تعرض لها لم تكن أمام أي لاعب، بل أمام روجيه فيدرر بنفسه».

لم تعد الأمور كما كانت عليه. فديوكوفيتش ذلك الصاروخ القادم في عالم التنس، يجعل الجميع يعيدون التفكير فيما كانوا يتعاملون معه طيلة سبعة أعوام على أنه حقيقة كالماء والهواء. وإجازات النجمين «راء» لن تكون استرخاء حقيقيا.