صدمة برازيلية بعد التعادل مع فنزويلا في كوبا أميركا

تعادل الباراغواي والإكوادور في لقاء مثير لتشتعل المنافسة بالمجموعة الثانية

TT

استهلت البرازيل حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزته في النسختين الأخيرتين بتعادلها مع فنزويلا صفر - صفر، بينما تعادلت البارغواي والإكوادور سلبيا أيضا في افتتاح منافسات المجموعة الثانية ضمن كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) لكرة القدم التي تستضيفها الأرجنتين حتى 24 يوليو (تموز) الحالي.

وتباينت ردود أفعال نجوم المنتخب البرازيلي بعد التعادل السلبي مع فنزويلا، حيث رأى البعض أنه ناقوس إنذار لتصحيح الأمور، بينما قلل آخرون من تأثير هذا التعادل وأنه لا يعني الفشل.

وأشار المهاجم ألكسندر باتو إلى أن التعادل يمثل إنذارا للفريق لتطوير مستواه وأداء لاعبيه قبل المباريات المقبلة. وأشاد باتو بأداء الفريق الفنزويلي قائلا: «ليس هناك منافس سهل، لكن علينا أن لا نفكر في فنزويلا. ما نحتاج إليه هو التركيز في كيفية تقديم عروض أفضل مما قدمنا في المباراة الأولى».

وطالب زميله تياغو سيلفا مشجعي البرازيل بالتماس العذر للفريق وقال: «عندما تواجه فرقا تؤدي بشكل منغلق مثل فنزويلا، يتعين عليك الابتكار وعدم إضاعة الفرص التي تسنح لك».

في المقابل لجأ زملاؤهم إلى تهوين حجم البداية السيئة لهم في البطولة، وقال روبينهو نجم هجوم ميلان الإيطالي وقائد هجوم المنتخب البرازيلي: «صنعنا الكثير من الفرص، ولكننا لم نسجل منها. ما زلت أحتفظ بهدوئي لأن الشوط الأول شهد أوقاتا كثيرة لعبنا فيها بشكل جيد».

وأشار روبينهو إلى أن الفريق يجب أن يبدأ التفكير في المباراة التالية له في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة، التي يلتقي فيها منتخب البارغواي يوم السبت المقبل بمدينة كوردوبا «ومواصلة العمل لتحسن أدائنا». واعترف زميله نيمار، بشكل هادئ أيضا، بأن الفريق افتقد الفعالية وفشل في هز الشباك.

وفي الجانب الآخر أكد المدرب سيزار فارياس المدير الفني للمنتخب الفنزويلي على أن التعادل السلبي مع المنتخب البرازيلي جاء عن جدارة واستحقاق تام. وأشار فارياس إلى أن المنتخبين تعادلا سلبيا قبل أقل من عامين في تصفيات القارة المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأوضح فارياس: «ربما أصبح التعادل السلبي عادة بين الفريقين، نعمل على تطوير مستوانا. المنتخب البرازيلي يلعب بشكل رائع وسيطر على مجريات اللعب في فترات كثيرة، ولكننا لن نستسلم على مدار المباراة.. نتميز بالتنظيم والتعاون بين اللاعبين. وعندما حانت الفرصة قدم الفريق أداء جيدا، وعندما كان من الضروري على اللاعبين أن يكافحوا لم يتأخر أي منهم عن أداء واجبه».

وأكد فرانكلين لوسينا لاعب خط وسط المنتخب الفنزويلي أن النظام هو أبرز أسلحة الفريق في مواجهة منافسيه، مشيرا إلى أن التعادل مع البرازيل رفع معنويات الفريق لمواصلة العمل باجتهاد وتواضع لأنها نقطة بثت في اللاعبين حلم التأهل للأدوار التالية. وأضاف: «نثق في قدرتنا على تقديم شيء مهم لبلدنا من خلال تحقيق نتائج جيدة في البطولة الحالية.

وأكد ريني فيغا حارس المرمى الفنزويلي: «التعادل كان مهمّا للغاية بالنسبة لنا لأنه سيحفزنا في المباريات التالية، نعترف بأننا لم نحقق شيئا حتى الآن، وعلينا التفكير في مباراتنا أمام الإكوادور. جئنا إلى هنا لتحقيق الانتصارات وليس للمشاركة فقط».

وأشار المهاجم الفنزويلي الدولي نيكولاس فيدور (ميكو) إلى أنه شاهد آثار عصبية وتوتر لاعبي البرازيل، وقال مهاجم خيتافي الإسباني: «رأيت العصبية والتوتر واليأس على وجوه لاعبي البرازيل، كنا نعلم أن الموقف سيكون في غاية الصعوبة على المنتخب البرازيلي من الناحية النفسية إذا انتهت المباراة دون هز شباك فريقنا».

وكان ميكو، 25 عاما، أحد أفضل اللاعبين في المباراة لكنه التزم الهدوء مطالبا باقي لاعبي الفريق بأن لا يعتقدوا أن المهمة انتهت، والتعادل مع البرازيل ليس سوى الخطوة الأولى، وعلى الفريق الاستعداد لمنافسه التالي وهو المنتخب الإكوادوري.

وقال ميكو إن لاعبي الفريق يجب أن يدركوا مدى قوة المنتخب الإكوادوري لأنه «منافس جدير بالاحترام ولذلك يتعين علينا الاستعداد له بدنيا وفنيا وذهنيا». وأوضح: «في كرة القدم، عندما يصيبك الغرور يأتي من يقذف بك إلى الهاوية». وأعرب ميكو عن اعتقاده بأن التعادل السلبي مع البرازيل كان نتيجة عادلة، كما هنأ زملاءه على الأداء الجيد الذي قدموه في مواجه فريق يضم نجوما مثل ألكسندر باتو وروبينهو ونيمار وجانسو وداني ألفيش وحارس المرمى جوليو سيزار. وأوضح ميكو أن انتزاع نقطة التعادل من المنتخب البرازيلي ستفتح الطريق أمام فريقه للدخول في المنافسة على التأهل لدور الثمانية حيث منحته احتمالات جديدة.وعن المباراة التي أقيمت على ملعب لا بلاتا في المدينة التي تحمل الاسم ذاته تباين عرض المنتخب البرازيلي ما بين مقبول في الشوط الأول وضعيف في الثاني، ولم يلفت الانتباه من عناصر المرشحين لخوض مونديال 2014 في بلادهم إلا ألكسندر باتو هجوما وتياغو سيلفا دفاعا. في المقابل كان أداء المنتخب الفنزويلي معاكسا لمنافسه، وبدا قليل الحيلة في الأول وأفضل بشكل لافت في الثاني، فأبقى شباكه نظيفة وحصل على نقطة من فم البطل.

وعلى الرغم من وفرة المهاجمين واجه المنتخب البرازيلي أمام الدفاع الفنزويلي نفس الصعوبة التي واجهها المنتخب الأرجنتيني صاحب الأرض في مواجهة بوليفيا بالمباراة الافتتاحية للبطولة.

وفشل مهاجمو البرازيل، نيمار وجانسو وروبينهو وباتو والبديلان إيلانو وفريد، في هز شباك المنتخب الفنزويلي للمرة الأولى في تاريخ لقاءات الفريقين ببطولات كوبا أميركا.

واتسمت نتائج الفريقين السابقة بوفرة الأهداف، ولكن السامبا البرازيلية توقفت عن الرقص بعد خمسة انتصارات متتالية في المباريات السابقة بين الفريقين بكوبا أميركا.

وعلى مدار البطولات الماضية لكوبا أميركا التقى الفريقان خمس مرات بين عامي 1975 و1999 وانتهت جميعها لصالح المنتخب البرازيلي الذي سجل 25 هدفا في شباك فنزويلا مقابل هدف وحيد في شباك السامبا. واعتقد الجميع أن المنتخب البرازيلي سيسحق نظيره الفنزويلي بعدة أهداف في ظل التشكيل الهجومي، ولكن نجوم البرازيل لجأوا للاستعراض أكثر من الجدية، خصوصا بالنسبة لنيمار وروبينهو، بينما كان باتو هو الأكثر اجتهادا ولكنه فشل أيضا في هز الشباك. وفي المقابل نجح المنتخب الفنزويلي في استغلال إمكانياته البدنية جيدا وأغلق منطقة جزائه في كثير من الأحيان أمام الهجوم البرازيلي ولقن حامل اللقب درسا قاسيا في الأداء الخططي والتنظيم الدفاعي، بل وكاد يهز شباك السامبا من الفرص التي سنحت له على مدار الشوطين، وخصوصا في الشوط الثاني.

وتسبب كلب في توقف المباراة حيث فوجئ لاعبو الفريقين به يندفع إلى داخل أرضية الملعب في الدقيقة الـ28 من المباراة حتى نجح أفراد الأمن والعاملون في الملعب من إخراجه نحو النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس لتستكمل المباراة.

بدأت المباراة بضغط هجومي متوقع من السامبا البرازيلية وأعلن روبينهو عن نفسه مبكرا بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء أمسكها حارس المرمى الفنزويلي ريني فيغا. وتوالت محاولات المنتخب البرازيلي الذي حاصر منافسه في وسط ملعبه معظم الوقت وسنحت له فرصة خطيرة للغاية في الدقيقة السادسة عندما وصلت الكرة إلى ألكسندر باتو داخل منطقة الجزاء ليمررها عرضية ببراعة إلى نيمار غير المراقب، الذي تباطأ في التسديد من أجل المراوغة غير المجدية ليتدخل الدفاع ويبعد الكرة في الوقت المناسب. وفي الدقيقة الثامنة مرر روبينهو الكرة إلى داني ألفيش المندفع على حدود منطقة جزاء فنزويلا ليسددها ألفيش قوية، ولكنها ارتطمت بالدفاع وارتدت بعيدا عن منطقة الجزاء. واستغل ألفيش خطأ دفاعيا في الدقيقة العاشرة وخطف الكرة وحاول تسديدها في المرمى، ولكن حارس المرمى تدخل في الوقت المناسب. وشهدت الدقيقة الـ13 هجمة خطيرة للبرازيل انتهت بعرضية لعبها أندري سانتوس من ناحية اليسار، ولكنها ارتطمت بجانسو تحت ضغط من الدفاع الفنزويلي أمام المرمى مباشرة لتذهب خارج الملعب. بمرور الوقت تراجعت حدة هجمات المنتخب البرازيلي، خصوصا في ظل الضغط المتواصل من لاعبي فنزويلا على نجوم السامبا في كل مكان بالملعب، إضافة إلى التكتل الدفاعي داخل وأمام منطقة جزاء الفريق. وبدأ المنتخب الفنزويلي في شن بعض الهجمات، ولكنها لم تشكل أي خطورة حيث افتقدت النهاية المناسبة. وعاود المنتخب البرازيلي شن الهجمات المتتالية بعد مرور 25 دقيقة، وعاند الحظ المنتخب البرازيلي في الدقيقة الـ27 عندما تصدت الكرة لتسديدة رائعة أطلقها باتو من داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة رائعة من ألفيش. وفي الدقيقة الـ32 وصلت تمريرة طولية إلى باتو على حدود منطقة الجزاء فهيأها لنفسه بمهارة فائقة وسددها بقوة ولكن الحارس الفنزويلي تصدى للتسديدة وأمسك الكرة على مرتين.

ورد المنتخب البرازيلي بهجمة سريعة في الدقيقة الـ63 إثر تمريرة طولية في الناحية اليسرى وصلت إلى راميريس الذي انطلق بها ومررها إلى باتو الذي فشل في السيطرة عليها لتضيع الفرصة. وأجرى المدرب سيزار فارياس تغييره الأول في الدقيقة الـ63 بنزول أليخاندرو مورينو بدلا من روندو خوفا من حصول الأخير على الإنذار الثاني، ونال سيزار غونزاليس إنذارا في الدقيقة الـ64 للخشونة مع نيمار. وأجرى المدرب مانو مينزيس المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييره الأول في الدقيقة الـ65 بنزول فريد بدلا من روبينهو لتنشيط هجوم الفريق، ولكن الأداء لم يختلف كثيرا. وشن المنتخب الفنزويلي هجمتين خطيرتين في الدقيقة الـ71 ولكن فيدور ميكو وخوان أرانجو فشلا في استغلالهما بالشكل الأمثل. كما شهدت الدقيقة الـ74 فرصة أخرى خطيرة أنهاها خوان أرانجو بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء، ولكن الكرة ذهبت إلى خارج المرمى. وأجرى مينزيس تغييرين دفعة واحدة في الدقيقة الـ76 بنزول لوكاس وإيلانو بدلا من ألكسندر باتو وراميريز على الترتيب. كما لعب جانكارلو مالدونادو بدلا من الفنزويلي ميكو في الدقيقة الـ78.

وفي المباراة الثانية بالمجموعة تعادل منتخب البارغواي ونظيره الإكوادوري سلبيا في لقاء الإثارة والفرص الضائعة. وتسابق اللاعبون في إهدار الفرص السهلة والرائعة أمام المرميين في مباراة قدم فيها المنتخبان أفضل أداء في البطولة حتى الآن، ليؤكدا أن المجموعة الثانية هي «مجموعة الموت».

وتساوت المنتخبات الأربعة لهذه المجموعة في رصيد نقطة واحدة ودون أن يسجل كل منها أي أهداف.