قواعد اللعب النظيف المالية تجبر الأندية على ترك لاعبيها «الزائدين» بأسعار زهيدة

علي الحبسي مستمر مع ويغان وبايرن ميونيخ يضم الشاب الإنجليزي جنينغز

TT

إذا كان هناك دليل على إمكانية تنفيذ قواعد اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بصورة جدية من قبل الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي، فإن مأزق اللاعبين المستبعدين وغير المؤهلين بدنيا والمعارين الذين يستعدون للعودة إلى تدريبات ما قبل الموسم، يروي كل شيء بشأن الحقيقة الجديدة التي تطل على الدوري الإنجليزي.

تشير بداية موسم 2012 إلى بداية ثلاث سنوات من الرقابة للعب المالي النظيف التي ستجبر الأندية على نشر خسائرها التي لا تزيد على 45 مليون جنيه إسترليني سنويا خلال تلك الفترة وإلا ستواجه بمحاذير قانونية.

ومن المتوقع أن تبدأ هذه القيود المالية في التأثير على الأندية غير المستعدة لخفض التعاقدات السريعة للتخلص من اللاعبين غير المرغوب فيهم، وأصبح المشترون المتوقعون أكثر ترددا من ذي قبل في القيام بهجمات مبكرة على سوق الانتقالات للحصول على مبتغاهم في المراكز المختلفة قبل بداية الموسم.

ربما يكون تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف السبب الرئيسي وراء البداية المتأخرة لجنون الانتقالات هذا الصيف. وبصرف النظر عن إنفاق مانشستر يونايتد 49.8 مليون جنيه إسترليني على الانتقالات التي مولها بيع كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد قبل عامين، وتولي بعض رجال الأعمال رعاية ناديي نيوكاسل وسندرلاند، فإن سوق الانتقالات الصيفية راكدة للغاية.

تبدو الأندية في الوقت الراهن أكثر استعدادا لخفض اللاعبين الزائدين عن الحاجة لديها عوضا عن إضافة المزيد إليها؛ فقد زعم أحد المسؤولين بأحد الأندية الكبرى سرا الأسبوع الماضي أن فريقه يحاول التفضيل بين العديد من اللاعبين الذين يمكنهم الاستمرار، واللاعبين الذين لا يوجد لهم مكان على الطائرة التي يتوقع أن تحمل الفريق في جولته الخارجية قبيل الموسم.

حتى فريق مانشستر سيتي الذي عادة ما وجهت إليه انتقادات بإنفاق الملايين من الجنيهات على رسوم الانتقال والأجور خلال العامين الأولين خلال ملكية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، يسير باتجاه التوافق مع قواعد اللعب المالي النظيف، التي كانت السبب في تباطؤ حملة البحث عن لاعبين جدد.

وعندما غادر المدير الفني روبرتو مانشيني، مانشستر سيتي إلى إيطاليا نهاية الموسم الماضي، وقد حجز الفريق تذكرته في دوري أبطال أوروبا، توقع مانشيني استبدال ثلاثة لاعبين جدد بلاعبين غير أساسيين لدى عودته قبل الموسم. بيد أن غايل كليتشي، مدافع آرسنال هو الجديد الوحيد حتى الآن في قائمة «سيتي» وسيلتحق بميدان التدريب مع لاعبين مثل كريغ بيلامي، وإيمانويل آديبايور، وواين بريدغ (ثلاثة لاعبين تمت إعارتهم الموسم الماضي ولم يكن لديهم مستقبل مع المدرب الإيطالي).

راتب آديبايور البالغ 165 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا يبعد المشترين المحتملين، في الوقت الذي رفض فيه مهاجم توغو الدولي الذي انتقل إلى مانشستر سيتي قبل عامين من آرسنال مقابل 25 مليون دولار، طلب أندية مثل زينيث سان بطرسبرغ وباريس سان جيرمان.

وبالمثل، هناك عدد قليل من الراغبين في الاستعانة ببيلامي وبريدغ المستفيدين من الرواتب الضخمة التي تعاقدوا عليها خلال إدارة مارك هيوز لفريق مانشستر سيتي، في الوقت الذي يجد فيه سانتا كروز وشون رايت فيليبس قيمة انتقالاتهم أو رواتبهم أعلى من قدرات المشترين المتوقعين.

في المقابل، لا يرغب نادي مانشستر سيتي في إلغاء عقود البعض أو الاستغناء عنهم، لكن القيام بذلك ربما يضيف خسائر في الميزانية.

وحتى يغير مانشيني من فريق الظل الجالس أعضاؤه في انتظار الفرصة، ستظل رغبته في ضخ دماء جديدة في سيتي في خطر. الأمر نفسه تمر به أندية ليفربول وتوتنهام، حيث يتعرض مدربا الفريقين كيني دالغليش وهاري ريدناب لضغوط لتنقية فريقيهما قبل الاستعانة بلاعبين جدد.

ويجاهد هاري ريدناب للعثور على أندية ترغب في قبول تقييمات توتنهام لبيع كل من روبي كين وديفيد بنتلي، فيما يواجه دالغليش تحدي التغلب على الفوضى التي أحدثها ذعر الشراء التي قام بها ليفربول خلال الشهور الأخيرة من ملكية هيكس وغيليت للنادي.

ومن غير المفاجئ أن لا يجد ليفربول أندية راغبة في عرض رواتب تتجاوز مئات الآلاف من الدولارات لكل من جو كول وميلان جوفانكوفيتش اللذين أصبحا خارج خطط دالغليش.

من ناحية أخرى، أكد كارل أويستين، رئيس نادي بلاكبول، الذي لا يزال يجري مفاوضات جادة مع ليفربول بشأن تشارلي آدم، الشهر الماضي على أن ناديه سينتظر إلى منتصف أغسطس (آب) قبل القيام بجهد متسق للمضاربة في السوق.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه أن يسيطر الذعر على الأندية، لكن أيها الذي سيبرز أولا؟ عقود اللاعبين الضخمة؟ أم الأندية الحمقاء بما يكفي كي تدفع لهم؟

وحتى الآن لم تبرز صفقة كبرى في سوق الانتقالات، ووحده أليكسيس سانشيز مهاجم أودينيزي الإيطالي هو صاحب النصيب الأكبر في المضاربة، حيث أعلنت فرق برشلونة وتشيلسي ومانشستر سيتي ويوفنتوس رغبتها في ضمة.

أما حركات السوق، فتبدو إلى الآن بطيئة وواقعية؛ ومن أبرز أحداثها أمس توقيع حارس مرمى منتخب عمان لكرة القدم علي الحبسي عقدا يستمر من خلاله مع فريق ويغان الإنجليزي للدفاع عن ألوانه بعدما كان معارا إليه من جاره بولتون في الموسم الماضي.

وتألق الحبسي، 30 عاما، مع ويغان في الموسم الماضي، بيد أن المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز لم ينجح في الحصول على بطاقته الكاملة سابقا. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن قيمة الصفقة ستبلغ 4 ملايين جنيه إسترليني.

وقال مدرب بولتون الأسكوتلندي أوين كويل: «كان يمكننا الاحتفاظ به بسهولة، لكن كان ينبغي أن أكون عادلا مع الحبسي وأتمنى له التوفيق. لقد لعب جيدا مع ويغان الموسم الماضي، وأرادوا إبقاءه معهم».

وكان الحبسي انتقل إلى بولتون آتيا من لين النرويجي في يناير (كانون الثاني) 2006 وكان يرتبط بعقد معه حتى 2013 لكن تألق الحارس الفنلندي يوسي ياسكيلاينن حرمه من الوصول إلى التشكيلة الأساسية.

من جهة أخرى، أعلن نادي ترانمير روفرز من الدرجة الإنجليزية الثانية لكرة القدم، أنه قبل عرض العملاق الألماني بايرن ميونيخ لضم مهاجمه المراهق دايل جنينغز.

وحمل جنينغز، 18 عاما، ألوان روفرز في الموسم الماضي، وأعطى حق التفاوض مع بطل أوروبا أربع مرات.

وقال ليس باري مدرب ترانمير: «قدم لنا بايرن عرضا جيدا مقابل دايل، ولا نريد الوقوف في طريق قيامه بهذا الانتقال الرائع». وسجل جنينغز 6 أهداف في 32 مباراة للفريق الواقع في شمال غربي إنجلترا الموسم الماضي.

إلى ذلك، قال مدير أعمال الأسترالي هاري كيويل مهاجم ليدز وليفربول السابق إن اللاعب لن يعود إلى اللعب في بلاده بعد تعثر مفاوضات مع الاتحاد الأسترالي لكرة القدم.

وأبدى ناديا سيدني وملبورن فيكتوري رغبة في التعاقد مع كيويل الذي يعد أول لاعب أسترالي من طراز عالمي، وعرض الاتحاد الأسترالي دفع أموال مقابل أن يؤدي اللاعب دورا تسويقيا لمساعدة دوري الدرجة الأولى المتعثر.

لكن بيرني مانديتش مدير أعمال كيويل قال إن الاتحاد الأسترالي رفض طلبا لمنح كيويل جزءا من إيرادات التذاكر في المباريات التي يخوضها الفريق خارج أرضه.

وقال مانديتش: «عرض الاتحاد الأسترالي المساعدة في إعادة هاري للعب في بلاده وطلب معرفة تكلفة الاستعانة به في التسويق والترويج للرياضة بالاشتراك مع الاتحاد، وطرحنا الحصول على حصة 30 في المائة مقابل 70 في المائة من أي إيرادات إضافية للتذاكر في مباريات الفريق خارج أرضه التي يشارك فيها هاري». وأضاف: «إذا لم يحضر المزيد من الناس في مباريات الفريق خارج أرضه التي يشارك فيها هاري فإن اللاعب لن يحصل على شيء. لكن الاتحاد لم يقبل ذلك».

وعانى كيويل، 32 عاما، بسبب الإصابات خلال مسيرته واستغنى عنه نادي غلاطة سراي التركي بعد أن لعب معه ثلاثة مواسم. لكن كيويل ما زال يحظى بالاحترام في أستراليا التي تكافح فيها الأندية للاحتفاظ بأفضل لاعبيها الذين يتلقون عروضا مربحة من الخارج.

وأشار الاتحاد الأسترالي في بيان إلى أنه علم بتعليقات مانديتش لكنه لم يوقف المفاوضات. وقال الاتحاد: «الحقيقة هي أن هاري كيويل سيكون إضافة هائلة لأي فريق في الدوري الأسترالي وسيعطي دفعة رائعة للمسابقة».

وأكد ريتشارد ويلسون المدير الإداري لملبورن فيكتوري أن النادي قدم عرضا وما زال يحتفظ بآماله في ضم كيويل الذي شارك في كأس العالم 2006 و2010. وقال ويلسون: «قدمنا أحسن عرض لدينا حتى تكون لنا أفضل فرصة لضم واحد من أروع اللاعبين الذين لعبوا مع منتخب هذا البلد، ونود أن ينضم إلينا».