محمد الخليوي: ما زلت فخورا باتحاديتي.. و«لقمة العيش» أجبرتني على تقبيل شعار الأهلي

المدافع الدولي المعتزل أكد لـ «الشرق الأوسط» رفضه تسول إقامة مهرجان تكريمه

TT

يظل المدافع الدولي المعتزل محمد الخليوي من أكثر اللاعبين أهمية في تاريخ نادي الاتحاد، وذلك رغم البلبلة الكبيرة التي أحدثتها صفقة انتقاله إلى النادي الجار «الأهلي» في عام 2003 وما تلاها من اتهامات بأنه «باع» ناديه ورمى كل شيء خلف ظهره، ويؤكد اللاعب على لسانه هذه المرة بأنه ما زال يحظى بحب الجماهير الصفراء بل ولم يعتبر نفسه قط سوى لاعب اتحادي أجبرته ظروف الاحتراف على الانتقال إلى الغريم التقليدي.

الخليوي الذي عرف بلقب «الأستاذ» بين الجماهير الرياضية نظير ثباته وفدائيته المعروفة داخل الملعب والتي جعلته مثالا يحتذى به عند الأجيال الكروية الناشئة، عاد بعد سنوات من الغياب ليدلي باعترافات مهمة تتعلق بخفايا انتقاله من الاتحاد إلى الأهلي، وكذلك المرحلة التالية التي عاش فيها آخر أيامه مع الكرة عندما وقع لصالح فريق أحد في خطوة جاءت كمجاملة لأحد الشخصيات الرياضية (حسب قوله).

وتحدث النجم المعتزل في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن جوانب أخرى تتعلق بالاتحاد والمنتخب السعودي كما أفصح أيضا عن رغبته الجادة في العودة إلى الساحة الرياضية ولكن هذه المرة كمدرب مدعوما بعدد من الدورات التدريبية انخرط فيها منذ وقت سابق. في حين أولى الحديث عن مسألة تكريمه اهتماما ملحوظا ولكن ليس كما يتصور البعض بأنه سيستجدي الشخصيات المهمة والداعمة للاتحاد من أجل إقامة مهرجان اعتزاله، بل بتأكيده على رفض أسلوب «تسول» التكريم، باستثناء تقديم ذلك له دون منة، مبينا أنه سبق وعرضت عليه فكرة تكريمه إلى جانب زميله قائد الاتحاد السابق أحمد جميل، لكنه رفض الأمر وأبدى قناعته بأن تكريم الجميل هو في كل حال يعد تكريما للخليوي. وفي مايلي نص الحوار:

* يتساءل البعض في الوسط الرياضي عن النجم محمد الخليوي أحد أشهر المدافعين في تاريخ الكرة السعودية، إلى أين انتهى به الحال بعد اعتزال الكرة؟

- لا شك أن وداع الكرة بالنسبة للاعب لازمها منذ الصغر هو أمر مؤلم لكنه نهاية لا مفر منها، الأمر الجيد بالنسبة لي هو أنني بت أكثر استقرارا مع أسرتي وتفرغت لأعمالي الخاصة بعد أن كنت أشبه بالرحالة ما بين معسكرات داخلية وخارجية مع الاتحاد والمنتخب السعودي على مدى أعوام طويلة، كما أنني أعمل مدربا في أكاديمية شمس لكرة القدم وقد حصلت حتى الآن على عدد من الدورات التدريبية وما زلت أطلب المزيد منها.

* يعلم الجميع أنك انتقلت للأهلي ومن ثم أحد، ألا تعتقد أن نهايتك كانت ستكون أفضل لو ختمت مشوارك بالقميص الاتحادي، والمقصود هنا إمكانية حصولك على فرصة للعمل في الجهاز الفني أو الإداري في النادي؟

- الحقيقة أنني لا أنظر للموضوع من هذا الجانب، بل أنظر له من جانب أن هذا نصيبي ليس إلا، سواء أنهيت مشواري في نادي الاتحاد أو غيره، الأهم ماذا قدمت له خلال مسيرتي الرياضية مع عدم إغفال أن الاتحاد له الفضل الكبير بعد الله في إبراز نجومية محمد الخليوي، لقد أجبرتني الظروف على الانتقال من النادي وهذا هو عالم الاحتراف الحافل بالمفاجآت، وليس بالضرورة أن تحدد ميولي من خلال هذه الخطوة، الآن وبعد هذه السنين التي ابتعدت فيها عن الملاعب والجماهير الرياضية أعود وأؤكد مرة أخرى أنني اتحادي ومن أسرة اتحادية وشاءت الظروف يوما ما أن ابحث عن رزق أبنائي خارج أسوار النادي.

* أنت تعني أن انتقالك للأهلي في عام 2003 والذي كان بمثابة الصدمة للاتحاديين، سببه البحث عن المادة وليس لأمور أخرى؟

- حتى أكون واضحا في إجابتي، وقتها كان على إدارة النادي التي يقودها منصور البلوي أن تقدم لي عرضا احترافيا يليق بمكانتي، لكنها فاجأتني بعرض أقل ما يقال عنه إنه أدنى من الدنيء، وللأسف لم تقم حتى بمناقشتي حول مستقبلي مع النادي على الأقل تقديرا لسجلي الذي حوى قرابة الـ10 بطولات بالقميص الأصفر وكذلك تقديرا لكوني إحدى الركائز الأساسية في الفريق والمنتخب السعودي الأول حينها، مما اضطرني إلى الطلب بوضعي على لائحة الانتقال ولم أخطئ بتاتا في هذه الخطوة، والمؤسف أن البعض حاول أن يملي علي تعليماته بالقول انتقل إلى هذا النادي ولا تنتقل إلى النادي الفلاني ورفضت هذه التصرفات كوني أملك حرية تحديد مستقبلي ولم يعد لأحد التحكم في مصيري بعد أن وضعني على هذه اللائحة، وبعد أن استلمت حقوقي من النادي انتظرت فترة طويلة لم يأتني خلالها سوى عرضين من ناديين قطريين ولم تسمح ظروفي وحالتي النفسية حينها في تحمل عناء الانتقال واللعب خارج السعودية، وبعدها قدم لي بعض المسؤولين في النادي الأهلي عرضا احترافيا وحينما استشرت أحد الاتحاديين العزيزين على قلبي قال لي إن هذا رزقي ورزق أبنائي وعلي القبول بالعرض وعدم التفريط في الفرصة، فتحدثت لمسؤولي الأهلي مرة أخرى بأنني مبتعد منذ أشهر عن الكرة وأحتاج إلى تأهيل فني وبدني من جديد وأبدوا تعاونا جيدا معي واحتفوا بي بشكل لم أجده مع الأسف الشديد في النادي الذي ترعرعت بين جنباته، وللعلم أن العرض لم يكن بذلك الشيء المغري لكنه يبقى مبلغا محترما، ومع ذلك أعود وأؤكد أن علاقتي بالاتحاديين ما زالت صافية ولا يشوبها شائب ولا أعتبر نفسي إلا واحدا منهم، وكذلك الأهلاويون ليس بيني وبينهم إلا كل خير.

* جاء انتقالك للأهلي بعد نحو عام أو أكثر من انتقال خالد مسعد للاتحاد والذي شكل ضربة قوية وصادمة للأهلاويين آنذاك، هل خطر على بالك في وقت ما أنك ربما استخدمت في حرب بين الناديين، أي إن الأهلاويين لم يظفروا بك سوى لغرض رد الدين لجيرانهم في الاتحاد؟

- إذا كان البعض أخذ الأمور على هذا النحو فلا أقول سوى «حسبي الله ونعم الوكيل»، أما عن نفسي فوالله إن النية كانت صافية ولم آخذ الأمر سوى من منظور احترافي بحت لا أقل ولا أكثر.

* هناك شريحة كبيرة من جماهير الاتحاد قالت إنها لم تعترض على صفقة الانتقال كونها على علم بخفايا علاقتك المتوترة مع الإدارة الصفراء، لكنها في حقيقة الأمر انفجرت غضبا بعد خروج الصحف ووسائل الإعلام بصور تبدو فيها مقبلا شعار الأهلي بحرارة، وقيل أيضا إنك كنت تبكي وتذرف الدموع ولم يعلم هل تلك دموع الفرح بناديك الجديد، أم دموع النصر على من عطل مسيرتك في الاتحاد؟

- بالنسبة لمسألة الدموع فقطعا لم أبكِ ولم أذرف الدموع حينها، كل ما في الأمر أنني حضرت إلى النادي الأهلي ووقعت عقدا فأحضروا لي قميص الفريق أمام الجماهير ووسائل الإعلام وطلبوا مني تقبيله، هل أجيبهم بأنني لن أقبل الشعار؟!، إذ لا بد للشخص أن يكون عقلانيا في بعض الأمور، نعم أنا قبلت الشعار الأهلاوي لأن مسؤوليه هم من سيصرفون علي ويمنحونني الرواتب والمكافآت وليس الاتحاد.

* بعد انتهاء مسيرتك مع الأهلي والتي لم تشهد تحقيق أي بطولات أو إنجازات تذكر، انتقلت إلى فريق أحد من المدينة المنورة، حدثنا عن هذه المرحلة؟

- انتقالي إلى أحد بطبيعة الحال لم يكن لأداء واجب ما بقدر ما هو تلبية لطلب أحد الأشخاص العزيزين على قلبي، رغم أنني لم أكن أرغب الرحيل إلى هناك، لكن هذا الشخص أتى إلى في منزلي وألح علي وكنت حينها مبتعدا عن الكرة لفترة لا تقل عن أربعة أشهر، وعندما انضممت إليهم لم ألعب سوى 8 مباريات وفي القسم الثاني من دوري الدرجة الثانية وتأهل الفريق حينها إلى الأولى.

* بحسب ما قلت.. أنت لا تعتبر نفسك سوى لاعب اتحادي، إذن لماذا لم تكن هناك مبادرات شخصية منك بشأن التعاون مع الاتحاديين على الصعيد الفني أو الإداري، فلربما احتاج إليك ناديك كما احتاج إلى زملائك السابقين وطلب معونتهم ومنهم أحمد جميل وعبد الله فوال وحسن خليفة وحمزة إدريس وغيرهم الكثير؟

- كما تعلم أن الاتحاد ناد جماهيري «شعبي» والجمهور له دور كبير في كل شيء وبما أن العين لا تعلو على الحاجب، أقول إنه بعد ذكر اسم الثنائي أحمد جميل وعبد الله فوال، من الظلم أن يذكر بعدهما «محمد الخليوي» وذلك لأسباب كثيرة، أيضا هناك الكثيرون خدموا الاتحاد وهم أولى مني أن يستأنس برأيهم، وعلى سبيل المثال الأخوان سراج ومحمد فريج ومروان بصاص وعبد الله جابر، وبعد الله لهؤلاء كلهم الفضل في بروز اسم محمد الخليوي على الخارطة الاتحادية بنصحهم المستمر ووقفاتهم الصادقة معه منذ أن كان ناشئا.

* قبل أسابيع كرم الاتحاديون صديقك القائد المعتزل أحمد جميل، ألم تتساءل في ذلك الوقت لماذا لم يبادر البعض بدعوتك لتكريمك إلى جانبه، أو على الأقل حضور المناسبة ومشاركته الفرحة؟

- حتى أكون صادقا معك في هذه النقطة، أؤكد لك أنه جاءتني إحدى الشخصيات الاتحادية وعرضت علي فكرة تكريمي إلى جانب أحمد جميل بحكم السنين التي شكلنا فيها ثنائيا دفاعيا في الفريق، فأجبته بأن تكريم أحمد جميل يعني تكريمي أنا، والحمد لله لست بضعيف نفس حتى أتسول تكريمي أو ما شابه، وللعلم فإن «الجميل» كان يستحق إقامة حفل اعتزال بل وأكثر من حفل اعتزال وهذا اللاعب له فضل كبير بعد الله في مسيرتي الرياضية.

* لكن الأكيد انك كغيرك من اللاعبين تصبو إلى حفل تكريم يليق بما قدمته من خدمات لناديك والرياضة السعودية؟

- لا أعتقد أن هناك أي رياضي لا يتمنى إقامة حفل تكريم له، وهذا شيء طبيعي جدا.

* لنأخذ منحى آخر في الحوار، كيف ترى أسلوب العمل في الاتحاد من ناحية التعاقدات والأمور الفنية وما شابه، بما أنك أحد نجومه السابقين؟

- أنا كاتحادي مثلي مثل الجمهور، أقرأ واسمع وأذهب إلى النادي وأرى عن كثب أسلوب العمل فيه، لكن بصراحة عيب الاتحاد حتى الآن هو الإدارة الضعيفة ووجود بعض اللاعبين المتحكمين في الأمور وليس هناك الشخصية التي باستطاعتها تطبيق القرارات الحازمة على الجميع دون استثناء.

* يقال إن البعض من اللاعبين يملك من النفوذ ما يمنحه إقالة المدربين أو اختيارهم، هل ترى أن الأمور بالفعل وصلت إلى هذا النحو من التردي والوهن في نادي الاتحاد؟

- أنا لا أؤيد هذه المقولة، فعندما يأتي البعض للتحدث عن لاعبين تسببوا في إقالة مدرب ما، أقول «وأين الإدارة من ذلك كله؟!»، فلا بد من أن تكون إدارة النادي واضحة وشجاعة في هذا الشأن وليس أن تعزو إقالة أي من المدربين إلى خلاف بينه وبين أحد اللاعبين أو ما شابه، المفترض أن تجمع الكل على طاولة حوار واحدة وأقصد هنا المدرب واللاعبين وتفند المشكلة بكل دقة، وبصراحة شديدة تعجبني إدارة النادي الأهلي في طريقتها عندما تقيل المدرب وتعلن أنها صاحبة الرأي الأوحد في هذا القرار، أما في الاتحاد فأستغرب أن الإدارة لم تخرج يوما ما لتعلن أنها خلف قرار إقالة أو إبعاد أي من المدربين، بل إنها تحاول أن تعزو الموضوع إلى خلاف بين المدرب وأحد اللاعبين وما شابه، وعموما مسألة نجاح المدربين من عدمها لا تعدو كونها أمرا «نفسيا»، فديمتري على سبيل المثال لم يأت ليقدم عملا خارقا في الاتحاد وكل ما فعله هو أنه جمع اللاعبين على قلب رجل واحد وتحسن الوضع كثيرا عن السابق.

* إذن أنت ترى أن ديمتري هو المدرب الأنسب للاتحاد في الوقت الراهن؟

- نعم هو الأنسب ومن أتى به يتمتع دون أدنى شك بعقلية ممتازة جدا، بل إنه محب حقيقي للاتحاد.

* بات الجميع سواء على مستوى وسائل الإعلام أو الجماهير يتحدث عن وجود دخلاء وأصحاب مصالح شخصية في نادي الاتحاد، هل تعتقد ذلك؟

- لا أخفيك أنا عن نفسي بت أفكر كما تفكر الجماهير، وتحوم حول رأسي دوائر الشك بشأن الوضع الحاصل في الثلاث سنوات الأخيرة تقريبا في نادي الاتحاد، إذ تفاجأ بين الحين والآخر بوجود مجموعة ضد أخرى وما إلى ذلك ولا تعلم أين الحقيقة ومع من، أمر آخر لاحظته وهو أن الجميع كان يمجد الإداري السابق في جهاز الكرة حمد الصنيع ويصفه بالرجل الناجح والمتميز في عمله، ولكن عندما انتكس الفريق خلال مجريات الموسم المنصرم انقلب الجميع ضده واتهمه بالوقوف خلف فشل الفريق هذا أمر محير ولغز يصعب حله.

* هل هو إذن صراع مناصب أو تكسب ونحو ذلك؟

- ربما هو صراع مناصب وكل يبحث عن الوصول إلى أهم درجة قد يجني من ورائها حب الجماهير، أما فيما يخص التكسب فلا أظن أن هناك من يأتي إلى نادي الاتحاد من أجل الحصول على المال، فالرجل هو من يأتي بالمال وليس المال من يأتي بالرجل. وبإمكان أي شخص التكسب ولكن في أي مكان خارج أسوار النادي.

* كان للعديد من نجوم الاتحاد القدامى، مواقفهم تجاه بعض القضايا الصفراء والكثير من الأمور الشائكة، لكنك تجنبت الحديث عن أي أمر يتعلق بالاتحاد والتزمت الصمت منذ اعتزالك رغم إمكانية التواصل مع الإعلام بكافة وسائله، هل تظن أن صدمة انتقالك للأهلي أفقدتك القابلية عند جماهير الاتحاد وبالتالي لا طائل من حديثك في الإعلام؟

- بالعكس منذ اعتزالي كرة القدم وأنا أجد القابلية عند جماهير الاتحاد ولم أجد منها إلا كل خير، ولكن مشكلتي أنني صريح جدا وربما الإفراط في الحديث عبر وسائل الإعلام قد يغضب الكثيرين مني خصوصا وأنت تعلم اختلاف نفوس الناس في هذا الزمن وعدم قبولهم لأي نصح أو كلمة صريحة حتى لو كانت تصب في صالحهم. أنا الآن أعيش بين أفراد أسرتي وأموري جيدة ولله الحمد وأتعامل مع الجميع بمبدأ «خلك بعيد حبك يزيد».

* كيف ترى خط دفاع الاتحاد منذ اعتزالك وزميلك أحمد جميل للكرة؟

- لك أن تعلم أن الكل في السابق كان يتغنى بدفاع الاتحاد وبأنه خط يتوالد فيه النجوم على مدار الأيام، لكن ما لمسناه في الآونة الأخيرة هو قلة التفاهم بين المدافعين، إذ حينما يصل ثنائي أو رباعي معين لأقصى درجات التجانس والتفاهم، تنقلب الأمور فجاه حيث يختلف أحدهم مع إدارة النادي حول مستحقات أو مبالغ مالية معينة فيرحل ويأتي بعده لاعب آخر، وكذلك قد يتعرض أحد اللاعبين للإصابة وظروف أخرى أجدها هي السبب خلف تذبذب مستوى دفاع الاتحاد.

* أنت تعني بأن اللهث خلف المادة والعقود الملايينية هو السائد بين عناصر دفاع الاتحاد؟

- بالتأكيد، والجيل الحالي من اللاعبين ليس لديهم أي فكر احترافي بل مجرد فكر مادي بحت، بل إن البعض تجده يتتبع أخبار زميله وكم جنى من عقده الجديد ويبدأ في التذمر أمام إدارة النادي وأنه أحق بالمال من زميله وأنه الأقدم وما إلى ذلك، وللأسف فإن مفاوضاتهم ترتكز على نقطة واحدة فقط «لماذا فلان أخذ أكثر مني؟»، ولا يعلمون أن الأرزاق مقسمة بين عباد الله وعليهم أن يحمدوا ربهم على ما كتبه لهم من رزق، أستغرب أن يكون أحد اللاعبين لم يبلغ الـ25 وتجده وقد نفد صبره ويريد كل شيء في حينه، دعني أحدثك عن القائد الحالي للفريق محمد نور، فبغض النظر عن سلبياته إلا أنني أجده من النجوم الذين صبروا فنالوا في نهاية المطاف وأصبح اللاعب الأول في الاتحاد، وهذا ما يجب على الجميع أن يتعلم منه، أما أن يكون كل همك هو البحث عن المادة فهذه مشكلة، للأسف فإن لوائح الاحتراف وبعض المنتمين للوسط الرياضي هم من أدخلونا في إشكاليات المال والمبالغ الفلكية ونحوها، نعم من حق اللاعبين البحث عن تأمين مستقبلهم ولكن لا بد من تبديل الأوضاع بحيث يكون النادي لأي منهم مقر عمل يأتيه في الفترة الصباحية وكذلك المسائية ويقضي 8 ساعات يتعلم خلالها أمور أخرى كاللغات والكمبيوتر ونحوها وهذا ما هو مطبق في الدول المتقدمة كرويا، بل إنني رأيت البعض يتدربون في صالة الجمباز وفي حصة أخرى يجبرون على ممارسة بعض ألعاب الكاراتيه من أجل تقوية أجسامهم.

* بعيدا عن مسألة تعاقد المنتخب السعودي مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد، حدثنا بما أنك مدافع دولي سابق، كيف وجدت المنتخب السعودي في الآونة الأخيرة خصوصا بعد الصدمات القوية التي تلقها الجمهور جراء الفشل في التأهل إلى مونديال 2010 ومن بعدها الإخفاق في إحراز بطولة الخليج وبعدها كأس آسيا 2011 في قطر؟

- بالنسبة للاعبين الذين تم اختيارهم للأخضر في السنوات الأخيرة، هم من خيرة النجوم في الدوري السعودي، لكن المشكلة الكبرى هي عدم منح شعار الوطن الدرجة التي يستحقها من الاهتمام، صحيح أن هناك تغييرات مستمرة في أسلوب العمل الإداري وقوانينه في المنتخب السعودي وهو ما يقف خلف نسبة من الإخفاق، إلا أن الأهم هو وجوب إدراك اللاعبين للمسؤولية وأعني بذلك مسؤولية ارتدائهم للشعار الأخضر، فالبعض منهم للأسف لا يبالي حتى عند الخسارة فتجد ملامح وجهه كما هي دون أن تتغير، والمثير في الأمر أن المحاسبة تتجه صوب المدرب دون أن يتعرض اللاعبون لأي شيء رغم أن العلم في كرة القدم يقول إن المدرب لا يتحمل سوى نسبة 30% فيما يحدث على أرض الميدان بينما يتحمل اللاعبون النسبة المتبقية وهي 70%.

* أنت تقول بأنه لا يوجد مبالاة من قبل اللاعبين، ما سبب ذلك برأيك؟

- برأيي أن المفترض هم من يجيبون عن هذا السؤال، ومن ناحية المقارنة بين جيلين فللأمانة لم تكن المادة تطغى على تفكيرنا وكانت هناك رغبة شديدة في تمثيل الأخضر وقيادته نحو الإنجازات، وعن نفسي أذكر أن خبر اختياري لقائمة اللاعبين الذين سيدخلون معسكر الإعداد لتصفيات مونديال 94 في أميركا سبب لي حالة من الارتباك والفرح العارم بل إن عيني لم تذق النوم في ليلة السفر إلى المعسكر الأول بماليزيا وتواجدت في المطار قبل 4 ساعات من موعد الرحلة من شدة حماسي لهذه المرحلة، أما الآن فللأسف الشديد لم يعد اللاعبون يهتمون لأمر اختيارهم للمنتخب بل إن بعضهم يأتي بأعذار واهية من أجل تجنب المهمة وكأنه لا شيء يعنيه.

* قلت في بداية الحوار إنك بصدد الحصول على عدد من الدورات، هل تطمح من خلالها إلى الدخول في عالم التدريب؟

- بالتأكيد وليس هناك لاعب معتزل لا يتمنى الدخول في عالم التدريب، وأنا ولله الحمد حصلت إلى الآن على خمس دورات وأبحث عن المزيد وأنا جاد في هذه المسألة تحديدا.

* في حال نويت البدء في احتراف التدريب، أي الأندية تفضل؟

- بالتأكيد.. سأبدأ من بيتي الاتحاد، وإن لم تكن هناك فرصة فهذا مجال عمل بحت وسأقبل بالعرض المناسب لي ومن أي ناد.