لاعبو أوروغواي واثقون من تحسن العروض بعد سقوطهم في فخ التعادل أمام بيرو

الفوز الأول لتشيلي على المكسيك في تاريخ مبارياتهما بكوبا أميركا

TT

أعرب لاعبو منتخب أوروغواي لكرة القدم عن ثقتهم في تحسن مستوى الفريق في المباريات التالية كما أعربوا عن حزنهم وندمهم الشديد على السقوط في فخ التعادل مع منتخب بيرو 1/1 في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في الأرجنتين. وقال لويس سواريز، صاحب هدف التعادل للفريق في هذه المباراة، «بدأنا الشوط الثاني بشكل أفضل» وأشار إلى إمكانية حدوث مزيد من التحسن في أداء الفريق في المباراتين المقبلتين بالمجموعة.

وقال زميله المدافع ماكسيميليانو بيريرا إن التعادل في هذه المباراة ليس نتيجة سيئة للغاية ولا يعني كارثة «ويتعين على الفريق النظر للأمام».

وأشار إلى أنه من المهم على الفريق حاليا أن يركز في تصحيح الأخطاء وعلاج السلبيات التي ظهرت في الأداء حيث يتفق اللاعبون على ضرورة عدم تكرارها في المباريات المقبلة. وقال بيريرا، نجم دفاع بنفيكا البرتغالي، «منتخب بيرو قدم عرضا جيدا في هذه المباراة. أدركوا أننا نلعب كثيرا على مصيدة التسلل ولكننا نفقد تركيزنا في الرقابة أحيانا مما يؤدي لبعض المواقف السيئة التي استغل منتخب بيرو أحدها ونجح في تسجيل هدفه». وأوضح بيريرا أن مباريات فريقه أمام بيرو تشهد دائما كفاحا قويا. وقال «كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة للغاية. ولكن فشلنا في تحقيق الفوز».

من جهته اعترف المدرب أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي بأن مباراة فريقه التي تعادل فيها مع بيرو 1/1 كانت «صعبة للغاية» مثلما توقعها. وقال تاباريز «لسنا ممن يعتقدون كثيرا في الترشيحات ويعتمدون عليها. كنا نعلم أن المنتخب البيروفي سيسعى للضغط علينا.. أخطأنا الطريق في الشوط الأول واستقبلت شباكنا هدفا لم نكن نستحقه. وفي نهاية الشوط الأول عدلنا موقفنا بتسجيل هدف التعادل». وأضاف «سيطرنا على مجريات اللعب في الشوط الثاني ولكننا لم نحافظ على إيقاع اللعب وفشلنا في هز الشباك». وأكد تاباريز «رغم الفرص العديدة التي سنحت لنا واحترامنا للمنافس، تركنا بعض المساحات للفريق المنافس الذي سجل هدفا».

وأضاف «التعادل لا يقلقني وعلينا أن نواصل الكفاح في المباريات المقبلة لأن الفرصة سانحة أمامنا.. معنوياتنا مرتفعة. واللاعبون قدموا دلالات سابقة على ارتفاع مستواهم في الأوقات الصعبة». وعلق تاباريز على منتخب بيرو قائلا، «سجل المنتخب البيروفي هدفا من استغلال جيد للفرصة التي سنحت له ولكنه لم يظهر بشكل هجومي قوي بعد ذلك. ولكن وجود خوان فارغاس صاحب الخبرة الهائلة والدقة في التعامل مع الكرة ساعد الفريق البيروفي على تحقيق التوازن في وسط الملعب».

أما المدرب سيرخيو ماركاريان المدير الفني لمنتخب بيرو فقد اعترف بأن النقطة التي حصل عليها فريقه من مباراته أمام أوروغواي كانت في غاية الأهمية. وقال الأوروغواياني ماركاريان، الذي قاد بيرو لتعادل ثمين أمام منتخب بلاده، «كان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نفوز بهذه النقطة في بداية مسيرتنا بالبطولة الحالية.. يتعين علينا الآن الفوز بإحدى مباراتينا المقبلتين لنضمن التأهل إلى الدور الثاني».

واعترف ماركاريان بأن منتخب أوروغواي سيطر على مجريات اللعب لفترة طويلة مستفيدا من الإمكانات الفردية للاعبي فريقه ومن بعض أخطاء منتخب بيرو في التعامل مع الكرة. وأشاد ماركاريان بالأداء الرائع للاعبيه البديلين خوان فارغاس وكارلوس لوباتون اللذين شاركا بعد عدة دقائق من بداية الشوط الثاني ونجحا في تغيير شكل اللقاء حيث أعادا التوازن لأداء الفريق.

وقال ماركاريان «بعد نزول اللاعبين فارغاس ولوباتون، سنحت لنا فرص أكثر خطورة. وعندما نجحنا في الجانب الخططي، أدينا بشكل أفضل وتناقلنا الكرة بشكل جيد ولم نواجه أي صعاب».

ونفى ماركاريان أن يكون قد خاض المباراة بالمهاجم باولو غيريرو كرأس حربة وحيد. وقال «دفعنا بثلاثة مهاجمين ولكن الارتداد للخلف كثيرا والارتباك في الأداء أعطى البعض شعور بوجود غيريرو بمفرده في الهجوم». ويرى ماركاريان أن فريقه يشارك بمجموعة تغلب عليها العناصر الشابة التي تحتاج لاكتساب الخبرة وهو ما يمكن تحقيقه بالفعل من هذه البطولة.

وحول أحداث المباراة، تواصلت العروض المخيبة للمنتخبات المرشحة للفوز بلقب بطولة كوبا أميركا 2011، فبعد الأرجنتين المضيفة والبرازيل حاملة اللقب في آخر نسختين، جاء دور الأوروغواي رابعة مونديال 2010 لتتعادل مع البيرو 1-1 في الجولة من تصفيات المجموعة الثالثة التي شهدت أيضا فوز تشيلي على المكسيك 2-1. ولم تشهد مباريات الدورة حتى الآن أي حماسة تذكر، إذ انتهت أربع مباريات من أصل ست بالتعادل وشهدت تسجيل ثمانية أهداف فقط، في ظل حرارة جليدية على الملاعب الأرجنتينية.

في المباراة الأولى في سان خوان، تقدمت البيرو على الأوروغواي عبر باولو غيريرو مهاجم هامبورغ الذي تغلب بسهولة على الدفاع والحارس فرناندو موسليرا (24). وعادل مهاجم ليفربول الإنجليزي لويس سواريز في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول بعد تمريرة متقنة من نيكولاس لوديرو مسجلا هدفه الدولي الرقم 18 مع الأوروغواي في الوقت بدل الضائع للشوط الأول، لكن دييغو فورلان ورفاقه عجزوا عن تحقيق الفوز، لينتزع منتخب البيرو نقطة ثمينة في بداية مشواره، بعد مسيرته المخيبة في تصفيات مونديال 2010. وعلق فورلان على التعادل: «سجلوا هدفهم وتراجعوا إلى الخلف فأصبحت الأمور صعبة علينا».

واعتبر مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز الذي واجه مواطنه سيرخيو ماركاريان، أن فريقه «لم ينجح اليوم في تحقيق ما أراد. هذه هي كرة القدم». أما ماركاريان، الذي خاض دورته الأولى كمدرب للبيرو، فكان سعيدا بالنتيجة: «إنها نتيجة جيدة».

وفي المواجهة الثانية على ملعب «دل بيسنتناريو» أيضا في سان خوان أمام 25 ألف متفرج، تقدمت المكسيك، المتوجة بلقب مسابقة الكأس الذهبية والتي عانت من إيقاف لاعبيها لتعاطيهم مواد محظورة وللياليهم الحمراء، تقدمت على تشيلي على عكس مجريات اللعب عبر نستور أراوخو من مسافة قريبة بكرة ساهم في صنعها لاعب توتنهام الإنجليزي جيوفاني دوس سانتوس في الدقيقة 41، بتشكيلة معظمها من لاعبين تحت 22 عاما. ورد التشيليون، الباحثون عن لقبهم الأول في المسابقة، في منتصف الشوط الثاني من ضربتين ركنيتين في غضون ست دقائق، فعادل البديل ايستيبان باريديس بعد دقائق على دخوله في الدقيقة 67، قبل أن يمنح أرتورو فيدال، لاعب باير ليفركوزن الألماني، «لا روخا» هدف الفوز من رأسية رائعة إثر ركنية ماتياس فرنانديز الذي أخرجه المدرب لاحقا احتياطا بعد تعرضه للإصابة (73).

وقال مهاجم تشيلي أليكسيس سانشيز المرشح للانتقال في أي لحظة إلى برشلونة الإسباني إن تشيلي لم تفقد الأمل بعد تأخرها وحافظت على معنوياتها: «بقينا هادئين، ثم جاء الهدفان لتنقلب الأمور». وعلق مساعد مدرب المكسيك لويس فرناندو تينا على أداء تشيلي التي لم تخسر في آخر 5 مباريات ودية قبل انطلاق البطولة: «يملكون لاعبين رائعين، إنهم فريق قوي وصلب. أعتقد أنه الفريق الأفضل الذي شاهدته في الدورة حتى الآن».

وبفوزه، يكون فريق المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورغي قد قطع مسافة كبيرة نحو بلوغ الدور ربع النهائي، وذلك بعد أدائه الجيد في مونديال 2010 حيث بلغ الدور ثمن النهائي قبل أن يخسر أمام البرازيل. وتلتقي في الجولة الثانية الأوروغواي مع تشيلي يوم الجمعة المقبل في مندوزا والمكسيك مع البيرو.