مانشستر سيتي يطلب 50 مليون جنيه إسترليني مقابل الاستغناء عن تيفيز

النادي رفض الخضوع لمطالبه ووضع شروطا صعبة أمام ريال مدريد والميلان والإنتر

TT

يبدو نادي مانشستر سيتي مستعدا لاتخاذ موقف حازم مع اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز وإبقائه في صفوف الفريق ضد إرادته، ما لم يتلق النادي عرضا مناسبا، حيث تم إبلاغ اللاعب أن النادي هو الذي يملك القرار وأنه لن يتم السماح له بأن يملي شروطه. وتحدث رئيس النادي خلدون المبارك مع تيفيز ومستشاره كيا جورابشيان لمعرفة السبب وراء شعور كابتن الفريق بأنه يجب عليه مغادرة مانشستر سيتي خلال هذا الصيف. ويرغب تيفيز في الانتقال إلى إسبانيا أو إيطاليا، ولن يسمح المبارك أن تؤثر القضايا الشخصية على قراره، ولا سيما مع وجود شبهة وراء الكواليس في مانشستر سيتي بشأن الطريقة التي تم بها تغير موقف اللاعب.

وكان تيفيز قد تقدم بطلب للنادي في ديسمبر (كانون الأول) يطالب فيه بالرحيل عن الفريق، وأرجع السبب وراء ذلك لعلاقته السيئة بالرئيس التنفيذي للنادي غاري كوك ومدير الكرة براين مارود، ولكن التصريح الأخير للاعب قد أوضح أنه يريد أن يترك إنجلترا ليكون بالقرب من ابنتيه فلورنسيا وكاتي اللتين تعيشان في الأرجنتين، وأخبر تيفيز النادي أنه قد وجد أنه من المستحيل إقناع الأم، فانيسا، بالعودة إلى مانشستر منذ انفصال الزوجين - تصالحا الآن - وانتقالها إلى بوينس آيرس في العام الماضي. وأضاف تيفيز في بيان له «أريد أن أكون أقرب إليهما وأن أقضي وقتا أطول معهما». وأضاف «العيش في مانشستر من دونهما كان تحديا كبيرا بالنسبة لي، فكل شيء أقوم به أقوم به من أجل ابنتي الاثنتين». وتابع «أريدهما أن تكونا سعيدتين وبالتالي أريد أن أكون في مكان يتأقلمان فيه، وأمل من الناس أن تتفهم الظروف الصعبة التي عشتها في الأشهر الـ12 الأخيرة في ما يتعلق بعائلتي». وأضاف البيان «أعلن وبأسف كبير بأنه يتوجب علي أن أترك نادي مانشستر سيتي، وأريد أن أؤكد أنني أكن احتراما كبيرا للنادي ولأنصاره ولمالكه الشيخ منصور الذي يكن لي احتراما كبيرا أيضا». وختم بقوله «آمل أن يتفهم معظم أنصار مانشستر سيتي قراري، وآمل أن أكون أسهمت ولو بجزء صغير في تأهل الفريق إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا».

وكان النادي يتوقع محاولة جديدة من اللاعب لترك الفريق، ولكن النادي مصمم على عدم الموافقة على رحيل اللاعب ما لم يتلق عرضا يقترب من القيمة التي حددها النادي وهي 50 مليون جنيه إسترليني. ومن الجدير بالذكر أن تيفيز يحصل على 250.000 جنيه إسترليني في الأسبوع، وهو أعلى أجر يحصل عليه أي لاعب في الدوري الإنجليزي، وهو ما يعني أن مجموعة صغيرة من نخبة الأندية العالمية هي التي تملك وحدها المال والمكانة التي تؤهلها للدخول في مفاوضات مع اللاعب. ويمكن استبعاد برشلونة الإسباني بسبب عدم اهتمامه باللاعب، وعلى الرغم من استفسار يوفنتوس الإيطالي عن الصفقة بصفقة مبدئية، يبدو أن تيفيز وجورابشيان يعقدان أمالهما على إنتر ميلان أو ريال مدريد.

ويجد مانشستر سيتي صعوبة في معرفة النادي الذي سيظفر بالصفقة، وعلى هذا الأساس لا يزال النادي يخطط للاحتفاظ بتيفيز في الفريق الموسم المقبل. وفي شهر ديسمبر عندما تقدم تيفيز بطلب للرحيل، تعامل معه المبارك بشيء من الحزم ورفض مناقشة احتمال بيعه كما لم يكلف نفسه عناء السفر من أبوظبي إلى إنجلترا لكي يذكر اللاعب بالتزاماته التعاقدية، ويعتزم النادي التأكيد على سلطته مرة أخرى، بغض النظر عن تأثير ذلك على حياة اللاعب الأسرية.

ويوجد تيفيز حاليا مع منتخب الأرجنتين الذي يستضيف كأس أميركا الجنوبية، ويتشبث اللاعب بالأمل في أن يقوم أحد الأندية المحتملة بمبادلته بأحد اللاعبين مع دفع الفارق المادي، حيث يملك نادي إنتر ميلان الإيطالي، على سبيل المثال، الكثير من اللاعبين، مثل ويسلي شنايدر الذي يمكن أن يتم استخدامه كطعم لإنهاء الصفقة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الصفقة سوف تحرم النادي من هدافه الأول واللاعب الذي فاز بجائزة الحذاء الذهبي كهداف للدوري العام الماضي إلى جانب البلغاري ديميتار برباتوف لاعب مانشستر يونايتد.

ومن جانبه، قال روبرتو مانشيني، المدير الفني لمانشستر يونايتد مرارا إنه من الأفضل أن يتم بيع اللاعبين الذي لا يشعرون بالسعادة بين جدران النادي، على الرغم من أنه كان على استعداد لاستثناء حالة تيفيز بسبب قيمة اللاعب للفريق. ومن الجدير بالذكر أن تيفيز سجل أو صنع ما يقرب من نصف أهداف الفريق في الدوري خلال الموسمين الماضيين، ولا يزال مانشيني مستعدا للعمل معه رغم علمه أن ذلك سيكون اختبارا كبيرا لسلطته في الفريق. وقال مانشيني، الذي قاد أول تدريب استعدادا للموسم الجديد يوم الثلاثاء الماضي، قرب نهاية الموسم الماضي إن تيفيز قد صرح له ضمنا بأنه سيبقى في صفوف الفريق. ولكن يبدو ذلك الآن وضعا غير مقبول أو محتمل في أزمة سببت قلقا للطرفين. وكان تيفيز وقع عقدا مع مانشستر سيتي لمدة خمسة مواسم مقابل 25.5 مليون جنيه قادما من جاره مانشستر يونايتد قبل موسمين.

وكان مانشيني قد لمح في وقت سابق إلى أنه حاول مقايضة مهاجمه تيفيز بالقناص الكاميروني صامويل إيتو نجم إنتر ميلان الإيطالي. وقال مانشيني «نعم بالتأكيد تيفيز سيبقى، إنه لاعب مذهل». وأضاف مانشيني «كان هناك محادثات حول إمكانية مقايضته بإيتو، ولكن إنتر رفض بيع اللاعب».

من جانبها ذكرت صحيفة «صن» البريطانية أمس أن نادي مانشستر سيتي كان على وشك التعاقد مع لاعب خط الوسط الفرنسي سمير نصري لاعب نادي آرسنال مقابل 20 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار) ليلة أول من أمس. وأوضحت الصحيفة أن لاعب خط الوسط الفرنسي قد صار على مسافة خطوات قليلة من توقيع عقده مع سيتي براتب أسبوعي يصل إلى 150 ألف إسترليني وذلك مع ارتفاع قيمة نفقات سيتي بسوق انتقالات اللاعبين الحالية. وفي حال إتمام الصفقة بالفعل، فستمثل صفعة قوية لسير أليكس فيرغسون، المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الذي كان يأمل في ضم نصري لصفوف فريقه. أكدت «صن» أن روبرتو مانشيني، مدرب مانشستر سيتي، أخبر ملاك النادي أنه بحاجة لخمسة وجوه جديدة قبل انطلاق الموسم المقبل.