يوسف مسرحي فرحا بالانتصار: ذكاء مدربي حول سباق «قاهر الرجال» إلى نزهة

أكد أن زميله «الصبياني» قدم تضحية كبيرة قادته للذهب

TT

أكد بطل قارة آسيا لسباق 400م (حرة) لاعب المنتخب السعودي العداء يوسف مسرحي الذي حقق أمس ذهبية سباق «قاهر الرجال» ضمن منافسات البطولة الآسيوية الـ19، المقامة حاليا في مدينة كوبي اليابانية–أن هذا الإنجاز تحقق بتضافر جهود جميع العاملين في المنتخب، كونه إنجازا جماعيا تحقق بالعزيمة والإصرار، وهذا أقل ما يمكن تقديمه للوطن بالصعود لمنصات التتويج وجعل العلم السعودي يرفرف عاليا في ملعب البطولة.

وأشار مسرحي إلى أن زميله «العداء إسماعيل الصبياني أحد صناع هذا الإنجاز، وذلك بعد أن طبق التكتيك الذي أراده المدرب برفع وتيرة السباق منذ البداية قبل أن ينسحب من المنافسة قبل نهاية السباق ليتيح لي فرصة تحقيق الميدالية الذهبية بعد أن أرهق باقي المنافسين في بداية السابق».

وأهدى مسرحي هذا الإنجاز لجميع أفراد الشعب السعودي، واعدا إياهم ببذل المزيد من الجهد في المحافل والمنافسات المقبلة لكسب الميداليات الذهبية، الكثير من التفاصيل تجدونها في هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط» مع العداء يوسف مسرحي من أرض الحدث في اليابان.

* في البداية نسألك يوسف: كيف استطعت تحقيق هذا الإنجاز؟

- أولا الحمد لله الذي وفقني في هذا السباق، والإنجاز تحقق بلا شك بجهد جماعي من قبل فريق العمل وزملائي في المنتخب الذين رفعوا من معنوياتي وقاموا بتحفيزي، إضافة إلى إصراري وعزيمتي على الفوز بالميدالية الذهبية حتى يرفرف علم السعودية فوق منصات التتويج، فالأمر لم يكن سهلا إطلاقا، لكنه تحقق بالجهد الجماعي.

* إذن كيف أديت هذا السباق الشاق في ظل وجود أبطال يشاركونك نفس الهدف؟

- بالتأكيد، المنافسة على الذهب كانت هدفا لجميع العدائين، لكنني كنت عاقدا العزم على كسب السباق حسب التعليمات الفنية للمدرب، التي كانت لي أنا وزميلي إسماعيل الصبياني خير عون، لأنه كان موجودا في الحارة رقم «8» وهذه الحارة صعبة على أي عداء، لذلك قرر المدرب التضحية بالصبياني بتكليفه بسحب السباق بقوة منذ البداية ليمنحني فرصة الانطلاق في النهاية، والحمد لله نجحت هذه الاستراتيجية وظفرنا بالسباق.

* ألا ترى أنه من الصعوبة أن يضحي نجم مثل الصبياني بإمكانية تحقيق إنجاز له ولبلاده وهو بطل يملك فرصة كبيرة للفوز؟

- لا شك في أن الأمر صعب، لكن زميلي إسماعيل الصبياني صاحب كلمة شرف، فهو قدم تضحية للوطن بتنازله عن السباق لخدمة تكتيك المدرب حتى أحقق أنا الذهبية للمنتخب السعودي، وبالتأكيد أنا أعتبر الأمر الذي قام به الصبياني يوازي تحقيق الميدالية الذهبية، كما أنني في نفس الوقت أشكر مدربنا على الفكر العالي الذي يملكه.

* هل توقعت تحقيق هذا الإنجاز في ظل صعوبة السباق وجاهزية منافسيك؟

- بكل صراحة وأمانة، لم أكن أتوقع أنني سأحقق هذا الإنجاز، مع أنني كما قلت لك سابقا كنت عاقد العزم على بذل كل ما أملك من أجل الفوز، وهو ما تحقق بأمر الله ثم بالعزيمة والإصرار اللذين كانا كفيلين بالفوز بالسباق.

* هل كان السباق صعبا عليك أم أن التكتيك الفني الموضوع لك سهل من المهمة؟

- السباق لم يكن صعبا وفي نفس الوقت لم يكن بالمستوى الفني المتوقع، خصوصا المستوى الذي ظهر عليه عدائي هذا السباق في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في مدينة غوانزو الصينية، لكن خطة المدرب وتكتيكيه بلا شك سهل علي السباق كثيرا، إذ إنه قال لي: اجعل هذا السباق كالنزهة، واستمتع بأدائك، بعد ذلك ستجد السباق سهلا للغاية وستحقق الفوز وهذا ما حدث.

* هل أثرت عليك حالة طرد العداء العماني، خصوصا أنه مجاورك في الحارة؟ وكيف كانت الانطلاقة الثانية بالنسبة لك؟

- لا لا.. لم تؤثر علي إطلاقا، لكن ما أحزنني أنه عداء عربي، ففي الانطلاقة الأولى كان وضعي الاستعدادي جيدا، وحينما أعيدت لحظة الانطلاق أكثر من مرة وطرد على أثر ذلك العداء العماني بسبب عدم التزامه بالتعليمات- تسبب ذلك في إضافة المزيد من الضغوط على العدائين، لكنني الحمد لله تمكنت من الانطلاق مرة ثانية بقوة، والأمور سارت بعد ذلك بسلام حتى أنهيت السباق متوجا بالذهب.

* ماذا عن مشاركتك المقبلة ضمن فريق التتابع 4×400 متر؟ وهل ستكتفي بهذا الإنجاز، لا سيما أنك بذلت جهدا كبيرا في الفترة الماضية؟

- بالتأكيد، لن اكتفي بهذا الإنجاز، فأنا أعتز وأفتخر بتمثيل الوطن في جميع المحافل والمناسبات، لكن أمر مشاركتي في السباق من عدمه بيد المدرب فقط، لكنني أؤكد أنني على أتم الاستعداد للمشاركة مع زملائي في هذا السباق، حتى نسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات.

* ماذا تود أن تقول بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير؟

- أهدي هذه الميدالية الذهبية للشعب السعودي كافة من القيادة إلى أفراد الشعب ولكل من ينتمي لبلدي العزيز، وأحمد الله على أن العلم السعودي رفرف عاليا في ملعب البطولة، وبإذن الله سنعمل على حصد المزيد من الإنجازات للوطن خلال بطولة العالم المقبلة والبطولات عامة، كما أنني أشكر جميع المتابعين لرياضة ألعاب القوى، وأتمنى أن نسهم دائما في تحقيق السعادة لهم وإهدائهم المزيد من الإنجازات والألقاب.