الأندية الإيطالية تصطاد لاعبين جددا بأثمان ليست باهضة

صغار السن ولكنهم ذوو مهارات عالية لتجديد دم الدوري الإيطالي

TT

ألفاريز، لاميلا، بويان.. دعونا نستقبل هؤلاء اللاعبين الشباب بذراعين مفتوحتين. ويمثل هؤلاء آخر دفعة من اللاعبين الأجانب المنضمين إلى الأندية الإيطالية في سوق الانتقالات الحالية. وأهم ما يميز هؤلاء اللاعبين أنهم من الشباب أصحاب المهارة الفنية العالية، ويجب علينا في إيطاليا أن نتعلم كيفية تقدير المواهب الجيدة؛ لأن هؤلاء اللاعبين يمثلون أفضل ما في الجيل من المواهب الرفيعة. ولعل الرسالة الإيجابية في هذه الصفقات هي أن الأندية الإيطالية تستثمر أموالها في الخارج بشكل جيد من خلال شراء لاعبين مميزين وثمنهم ليس مرتفعا بدرجة كبيرة. فقد نجح نادي الإنتر على سبيل المثال في انتزاع اللاعب الأرجنتيني ريكاردو ألفاريز من ناديي روما وآرسنال. ومن المعروف أن ألفاريز قد حقق لقب الدوري الأرجنتيني هذا الموسم مع نادي فيليز سارسفيلد كلاعب أساسي ونال إشادة وإعجاب كل المراقبين والمتابعين. وتكلفت صفقة ضم ألفاريز 11.5 مليون يورو، وهو ليس بالرقم الكبير. ومن المتوقع أن ينفق نادي روما أيضا نحو 12 مليون يورو لشراء إريك لاميلا لاعب نادي ريفر بليت ذي الـ19 عاما، وهو ثمن معقول للغاية للاعب يعتبره الكثيرون نجم الأرجنتين المقبل. ويدخل ضمن مشروع الصفقات غير المكلفة بنادي روما أيضا كل من بويان وأنجيل، اللاعبين الإسبانيين الشابين اللذين ينتظرهما مستقبل واعد. ويختلف الأمر قليلا فيما يتعلق بعمر الفرنسي جبريل سيسيه (30 عاما)، لاعب نادي باناثينايكوس اليوناني، الذي قام نادي لاتسيو بشرائه، لكن لوتيتو، رئيس النادي، كان يرغب بشدة في دعم خط هجومه بهذا المهاجم الفذ الذي سجل أهدافا في معظم الدوريات الأوروبية. ولهذا السبب فإن الـ5 ملايين يورو التي دفعها نادي لاتسيو ثمنا لسيسيه تعتبر صفقة جيدة.

لقد تبقت 54 يوما على نهاية سوق الانتقالات، وما زال الأجمل لم يأتِ بعد، لا سيما أن موافقة اتحاد الكرة الإيطالي على تعديل اللوائح لتسمح بوجود لاعبين اثنين من خارج الاتحاد الأوروبي في كل فريق ستسهم في زيادة نشاط الأندية في سوق الانتقالات خلال الفترة المتبقية. ويجب على الأندية الإيطالية أن تستعد لاستقبال الكثير من الوجوه الجديدة التي كانت جنسيتها تمنعها في السابق من اللعب والتألق في الملاعب الإيطالية. ولا شك أن سوق الانتقالات ترتبط أيضا بصفقات البيع؛ لأن ضم لاعبين جدد يعتمد بدرجة كبيرة أيضا على موقف اللاعبين الزائدين على حاجة الأندية. وتجد الأندية الإيطالية صعوبة كبيرة في تحمل الرواتب الباهظة لبعض اللاعبين، وهو ما يجب أن يدفع بالكثير من هؤلاء اللاعبين للبحث عن فرص أفضل في دول أخرى، وإلا فإن كرة القدم الإيطالية ستتعرض لحالة من الشلل والجمود بسبب وجود لاعبين لا تحتاجهم الأندية مثلما حدث في المواسم الماضية. ونحن نأمل أن يسهم رحيل مثل هؤلاء اللاعبين الزائدين على حاجة الأندية في منح الفرصة لظهور اللاعبين الإيطاليين الشباب في دوري الدرجة الأولى. ونأمل أيضا أن يشهد هذا الصيف صحوة جديدة ونهوضا لكرة القدم الإيطالية مع دفعها لدماء جديدة في صفوف الفرق المختلفة.

وعودة إلى الأرجنتيني ريكاردو ألفاريز، المنتقل حديثا إلى صفوف الإنتر، يبدو أنه سيطالب بارتداء القميص رقم 11، ومن المحتمل أن يحصل، بالفعل، على ما يريد. وسيناشد ألفاريز ناديه الجديد أيضا تحقيق حلمه في الفوز بكل شيء مع هذا الفريق. وقد صرح لاعب خط الوسط المهاجم بهذا الشأن قائلا: «هدفي الانتصار؛ لأنني أتوق شوقا للبدء في مساعدة هذا الفريق لاستعادة الفوز بكل شيء كما فعل من قبل». لاعب طويل القامة، نحيل، متيقظ، يشير بالإبهام إلى أعلى على طريقة البرازيلي ليوناردو، على الرغم من ظهور بعض علامات الارتباك التي تشير إلى ما يدور برأسه من أفكار.. هكذا ظهر الأرجنتيني لدى وصوله إلى إيطاليا: «لم أنم خلال الرحلة الجوية من بيونس آيرس إلى هنا إلا وقتا قليلا، بل قليلا للغاية، إنه الإحساس الذي ينتابك بعد أن تصبح لاعبا في فريق رائع مثل هذا».

هبط مهاجم فيليز سارسفيلد السابق إلى مطار ليناتي في مدينة ميلانو الإيطالية قادما من لندن، عبر خطوط طيران «فولو بريتش إيرويز» بعد أن أقلع من الأرجنتين. كان ألفاريز يرتدي قميصا يميل لونه إلى الحمرة، وإلى جانبه يقف كل من والده كارلوس، الذي كان يلتقط صور نجله في هذه اللحظات الرائعة، ومارشيللو سيمونيان، وكيل أعماله، وجيجي كريبا، مسؤول اتصالات الإنتر. وكان ريكاردو يلف حول رقبته وشاحا يشبه القميص الذي كان فريق الإنتر يرتديه منذ 6 مواسم مضت: «لقد كنت دائما مشجعا لفريق الإنتر. وقد أهداني أبي هذا الوشاح لأنني كنت عاشقا لهذا الفريق. الإنتر هو الفريق الأكبر على مستوى العالم. الحقيقة هي أن انضمامي إلى هذا الفريق بمثابة حلم تحقق». وكان في انتظار ريكي بالمطار شاب أشقر أرجنتيني قام بالترحيب به.

ويبدو ريكي على استعداد تام لارتداء القميص رقم 11، الرقم نفسه الذي كان يرتديه في الموسم الفائت مع فريق فيليز سارسفيلد، الذي فاز معه مؤخرا بختام الدوري الأرجنتيني. وخلال عملية إعادة توزيع أرقام قمصان لاعبي الإنتر في بداية الموسم المقبل، ربما لن يمانع مونتاري، الذي كان صاحب القميص رقم 11 في صفوف الإنتر قبل إعارته إلى سندرلاند في يناير (كانون الثاني) الماضي، من التخلي، بهدوء، عن هذا الرقم إلى الوافد الجديد صاحب الـ23 عاما. جدير بالذكر أن نادي سندرلاند الإنجليزي قرر عدم الاحتفاظ بخدمات مونتاري وإعادة اللاعب إلى الإنتر، غير أن رحيل اللاعب عن الفريق بات أقرب من بقائه. وسيكون الرقم البديل أمام ألفاريز، في حال تعذر ارتداء القميص رقم 11، هو 39، ذلك الرقم الذي ارتداه ريكي من قبل في الأرجنتين. وقد أوضح مهاجم سارسفيلد السابق: «من المؤكد أن هناك رغبة للفوز بكل شيء».

وما إن هبط ألفاريز إلى ميلانو حتى توجه، مباشرة، إلى فندق ميليلا، اغتسل سريعا ثم تناول غداء إيطاليا للغاية وبعدها توجه إلى مقر إدارة الإنتر لمقابلة ماركو برانكا، مسؤول سوق الانتقالات في الفريق، الذي تحدث معه بعض الوقت ثم انتقل الجميع إلى مكتب ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر. ومن المفترض بعد خضوع اللاعب إلى الفحوصات الطبية أن يلتحق غدا بباقي الفريق، وسيتم التقديم الرسمي لهذه الصفقة في بداية الأسبوع المقبل. ويتابع ألفاريز: «أنا لا أمزح عندما أقول إنني حققت أحد أحلامي بالانضمام إلى الإنتر، فلقد قدمت إلى نادٍ مهم للغاية. ووجود الكثير من اللاعبين الأرجنتينيين في الفريق ربما يساعدني في الاندماج سريعا مع الفريق. أجل، تحدثت مع خافير زانيتي، وقد رحب بانضمامي إلى الفريق وتمنى لي التوفيق. سأدخل إلى غرفة خلع ملابس مجموعة من النجوم الأفذاذ. مقارنتي بكاكا البرازيل؟ هذا شرف كبير لي، فهو لاعب رائع، لكني أتيت إلى هنا للفوز من خلال إظهار طريقتي أنا في اللعب.. فأنا على استعداد للتضحية بنفسي من أجل إعادة كامل الثقة إلى فريق الإنتر».

في غضون ذلك كله، لا يمكن إغفال آراء جان بيرو غاسبريني، المدرب الجديد لفريق الإنتر، الذي لا يهدر أي وقت لدراسة فريق الإنتر. وأول من أمس شاهد غاسبريني شريط فيديو آخر لفريق فيليز ولاحظ تحركات ألفاريز داخل الملعب. ويعلم المدرب الجديد لفريق الإنتر أن بإمكانه الدفع بريكي في أكثر من مركز داخل الملعب (لاعب وسط على الأطراف أو مهاجم أو في قلب خط الوسط في طريقة 2 - 4 - 4). وقد أوضح اللاعب بهذا الصدد قائلا: «لقد لعبت في أكثر من مركز ادخل الملعب سواء كمهاجم أو على الأجناب أو في وسط الملعب. ولكني، في الأساس، لاعب وسط مهاجم يروق لي التحول للهجوم. ملهمي؟ اللاعب الذي طالما راق لي زيدان».