لجنة الاحتراف: الفيفا أوصانا بحماية لوائحنا.. وانتقالات «الكباري» لن تجدي نفعا

طالبت الجميع بمكافحة الأساليب الملتوية.. واعتبرت تعاقد الغامدي مخالفا للنظام

TT

أصدرت لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم توضيحا حول بعض التعديلات التي أجرتها على لوائحها وأنظمتها الداخلية للحد من ظاهرة الانتقال بنظام «الكوبري» التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين عدد من الأندية السعودية، وذلك بعد أن اتهم عدد من المتابعين والنقاد الرياضيين اللجنة بعدم نظامية الإجراءات التي قامت بها، مؤكدين أن التعديل الذي عملته لجنة الاحتراف يخالف الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وأكدت لجنة الاحتراف في التوضيح الذي نشرته أن القرار الذي اتخذه مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يكن موجها ضد أي ناد معين كما ذهب إليه البعض، حيث اكتشفت لجنة الاحتراف حالات أخرى من عدة أندية ظهرت في الآونة الأخيرة، كما أن المجلس متأكد من علاقة لجنة الاحتراف الإيجابية مع جميع الأندية المطبقة للاحتراف، حيث إنها تقوم على التفاهم والمودة والاحترام المتبادل، فإن تأييد المجلس برئاسة الأمير نواف بن فيصل وبخبرة أعضائه لاقتراح اللجنة وإصدار قرار كهذا هو أمر نظامي.

وأشارت اللجنة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم شدد على مسؤولية الاتحادات المحلية، حيث يطالبها دائما بالحرص وعدم السماح بالالتفاف على اللوائح والأنظمة المحلية، ووجوب حماية هذه اللوائح من أي عبث والحرص على احترامها من قبل جميع الأندية ووكلاء اللاعبين، موضحة أن طريقة الانتقال بنظام «الكباري» تعتبر التفافا غير مصرح به حول اللوائح لعدم نظاميته، لما فيه من تأثير سلبي كبير على مسيرة أنظمة الاحتراف والأندية وانتقال اللاعبين على المستويين المحلي والدولي.

وأضافت: «من خلال المراسلات والاتصالات التي تمت بيننا مع إدارة شؤون اللاعبين والإدارة القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومناقشة مثل هذه المواضيع منذ فترة، فقد أكد المسؤولون في الفيفا أنه اعتمادا على المادة رقم (1) الفقرة (2 ب) من اللائحة (والمقصود هنا اللائحة الدولية)، فإن على كل اتحاد أهلي أن يقوم في لوائحه المحلية بإدراج الوسائل الملائمة لصيانة الاستقرار التعاقدي، كما يجب بالتحديد أن يعتد بالمبادئ الخاصة باللائحة فيما يتعلق بصيانة الاستقرار التعاقدي بين اللاعبين والأندية، إضافة إلى مسؤولية الاتحاد المعني الجلية للتأكد من احترام لائحته المحلية ومنع أي محاولة للالتفاف عليها بما يلزم». وبذلك يكون الاتحاد الدولي لكرة القدم أجاز أن تكون في اللائحة المحلية مثل تلك الإضافة لعدد كبير من الاتحادات المحلية المختلفة، ونحن في لجنة الاحتراف نود أن نعطي مثالا واحدا فقط، راجين الاطلاع على ما جاء في الفرع الرابع الخاص بالاحتراف والانتقال الخارجي للاعب المواطن الصادرة من الاتحاد الإماراتي لكرة القدم بالمادة رقم (31)، التي جاء في آخرها أنه «لا يحق للاعب الذي لم يكمل عاما كاملا كمحترف خارج بلاده العودة لناد آخر قبل هذه المدة».

وتابعت اللجنة في توضيحها: «عندما ذكر البعض قضية لاعب القادسية خالد الغامدي دون غيرها من القضايا المماثلة، فإن اللجنة تبين أن هناك نصا موجودا في لائحة الاحتراف المحلية صادرا بقرار معتمد برقم 1695 وتاريخ 18 مايو (أيار) من العام الماضي يقتضي أن الفقرة (أ) من البند الثاني في المادة (25) بعنوان (تحول اللاعب الهاوي إلى محترف في ناد يمارس الاحتراف)، تنص على: جواز للاعب الهاوي التقدم بطلب كتابي للتحول إلى محترف في ناديه مع صورة للجنة، على أن يوافق النادي على طلب اللاعب بالاحتراف خلال (90) يوما من تقديم الطلب، وأن يوقع عقدا احترافيا لا يتجاوز 3 أعوام وفق عرض النادي بما لا يتعارض مع اللائحة، وهذا ما لا يتفق مع قضية الغامدي الذي لم يقدم سوى خطاب واحد إلى رئيس نادي القادسية بتاريخ 11/4/2011 يطلب فيه الموافقة على احترافه في الفريق الكروي الأول بالنادي، وتحويله من لاعب هاو إلى محترف خلال فترة تسجيل المحترفين الأولى للموسم الرياضي 2011-2012.

ونحن نؤكد أن هذا الخطاب وصلت صورة منه للجنة ووصل أيضا ضمن الوثائق التي قدمها نادي القادسية، لكن اللاعب ذهب ووقع عقدا احترافيا مع ناد سويسري قبل انقضاء حتى نصف المدة المنصوص عليها في المادة السابق ذكرها».

وشددت لجنة الاحتراف في بيانها التوضيحي على أن سلبية الالتفاف على اللوائح تقوم على إحداث عدد من الأضرار سواء على الأندية أو اللاعبين، منها حسب وصفها بتساؤل: هل الاحتراف الذي يهدف إلى تحقيقه الاتحاد السعودي لكرة القدم للاعبين يعتمد فقط على أخذ صورة مع علم وشعار ناد خارجي ونشرها في وسائل الإعلام ومن ثم العودة بعد شهر أو شهرين منتقلا إلى ناد آخر محليا؟ فأين الاستفادة الفنية من الاحتراف في الخارج بهذه الطريقة التي تعتمد على الالتفاف على اللوائح بتجنب أن يعود اللاعب إلى ناديه الأصلي الذي قضى عددا من الأعوام معه في التدريب والإعداد، أيضا ماذا استفاد الوطن والمنتخب والنادي من هذا الأسلوب الاحترافي الذي أصبح هدفه واضحا؟ مضيفة: «أين الاهتمام بحقوق النادي الذي نشأ وتدرب وتعلم فيه اللاعب لعدة أعوام منذ انتسابه المبكر حتى وصل إلى سن 18 عاما؟ أيضا من الأولى استثمار اللاعب السعودي ماديا في ناديه الذي تدرب فيه لعدة أعوام، لا أن يكون لناد أوروبي قال أحد مسؤوليه - كما جاء في صحيفة سعودية - إنه سيشكو الاتحاد السعودي للاتحاد الدولي لأن هدفهم من التعاقد مع هذا اللاعب هو استثمار عقده لتحويله إلى ناد آخر، وبالتالي يتضح أن الهدف لم يكن الاستفادة من مشاركته اللعب مع تطور مستواه، بل التحويل العاجل لأنهم يعرفون فترات التسجيل المعلنة لدينا المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لذلك لن يكون هناك أي فائدة للمنتخب والأندية السعودية من هذا الاحتراف، كما أن لجنة الاحتراف ستصدر بطاقة الانتقال الدولية لأي لاعب يحترف خارج السعودية وفق اللوائح، والإضافة على المادة التي أقرها مجلس إدارة الاتحاد تعتبر إجراء داخليا مجازا من الاتحاد الدولي، وهو يعني أن اللاعب إذا عاد في أي وقت قبل انقضاء عامين في الخارج يعود إلى ناديه الأصلي الذي غادره في أول احتراف خارجي له، إذ إن هناك العديد من الأندية في جميع القارات بدون استثناء لديها أساليب تستخدمها لمصالح خاصة بها، وفي هذا الصدد فإن اللجنة ستواصل مناقشة أوضاع هذه الأندية مع المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم».

وواصلت: «اللجنة ترجو من مسؤولي الأندية ووكلاء اللاعبين والإعلاميين الرياضيين مساعدتها بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل مكافحة أساليب الالتفاف على اللوائح والأنظمة، فالاتحاد السعودي لن يسمح بذلك لمصلحة الأندية واللاعبين ووكلاء اللاعبين، حيث يجب أن يتعاون الجميع على تسهيل احتراف اللاعبين السعوديين احترافا حقيقيا يعود بالفائدة على كرة القدم السعودية، كما ترجو اللجنة من المتابعين الرياضيين أن يكون تجاوبهم أكبر في المشاركة في المنتديات والمؤتمرات التي تعقدها اللجنة لتطوير نظام الاحتراف الذي يجري الاتحاد الدولي لكرة القدم تعديلا ملزما عليه كل عامين تقريبا، إضافة إلى تجاوب الجميع لإبداء المرئيات والاقتراحات التي تطلب منهم عند التعديلات التي تجرى على اللائحة».

ونوهت اللجنة في ختام البيان التوضيحي الذي نشرته أمس بضرورة ألا يحصر بعض الإعلاميين كل عمل اللجنة في شخص رئيسها فقط، فلجنة الاحتراف تضم في عضويتها أشخاصا على خبرات عالية، وما قاموا به في حياتهم من أعمال في المجال الرياضي يدل على فكرهم العالي ربما لا يعلمها جيل الشباب الإعلامي الرياضي الحالي، ولكن يعرفها الكبار في السن، فما يذكره البعض في مقالاتهم أو في البرامج التلفزيونية المحلية من تصورات يعتبر غير صحيح.