فينغر يطالب بلاتيني بالتحقيق في صفقة رعاية «طيران الاتحاد» لمانشستر سيتي

أشار إلى أن هناك التفافا حول قانون اللعب المالي النظيف.. والنادي يؤكد التزامه بالقواعد

TT

طالب الفرنسي أرسين فينغر، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإجراء تحقيق في صفقة رعاية شركة «طيران الاتحاد» الإماراتية لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي لمدة 10 أعوام مقابل 400 مليون جنيه إسترليني للتأكد من أنها لا تخالف القيمة السوقية العادلة، ومتوافقة مع قوانين اللعب المالي النظيف التي وضعها «اليويفا».

وكانت شركة «طيران الاتحاد» وقعت عقودا لرعاية نادي مانشستر سيتي يتضمن شراء اسم ملعب النادي وقمصان الفريق وتقديم الدعم المالي لتطوير منطقة محيطة بالنادي لتتم تسميتها باسم «مركز الاتحاد الرياضي».

والجدير بالذكر، أن شركة «طيران الاتحاد» هي شركة مملوكة لحكومة أبوظبي، ولذا فإن التعاون بين الشركة والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مالك نادي مانشستر سيتي وأحد أفراد الأسرة المالكة في أبوظبي، قد أثار بعض الشكوك، حيث أصبح بعد توقيع هذه الصفقة هناك خمسة عقود لرعاية النادي من قبل مؤسسات تتخذ من أبوظبي مقرا لها.

من جانبه، اعتبر المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي أرسين فينغر أن «مصداقية اللعب المالي النظيف في خطر. وإذا كان هناك فرصة لتوقيع عقد رعاية، يجب أن يكون هذا العقد بسعر السوق، لا أن تتضاعف قيمته أو تزيد على القيمة السوقية بمقدار ثلاثة أو أربعة أضعاف لأن ذلك يعني أنه من الأفضل ألا نعقده من الأساس. بالطبع يمكنهم الدفاع عن هذا، ولكن إذا قاموا بتطبيق القواعد يجب أن نحترمهم. وإذا قدموا إلينا رسالة مفادها أنه يمكنك الالتفاف على القانون من خلال عمل ما يريدون أن يفعلوه فهذا يعني أنه لن يتم الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف». ومع ذلك، يؤمن فينغر بأن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني سوف يحقق في الصفقة التي أبرمها مانشستر سيتي.

وقال فينغر: «يبدو لي أن بلاتيني مصمم بقوة على تنفيذ قانون اللعب المالي النظيف، ويمثل هذا اختبارا كبيرا له. إنه ليس غبيا، لأنه يعلم أن بعض الأندية ستحاول الالتفاف على ذلك وأعتقد أنهم يدرسون كيف يمكن التحقق من ذلك بقوة. ولهذا فإن اللعب المالي النظيف في خطر». وأكد فينغر أنه لا يعرف ما إذا كان اتفاق رعاية نادي مان سيتي من قبل شركة «طيران الاتحاد» قد التزم بالقيمة السوقية العادلة أم لا، ولكنه يدرك جيدا المقارنة مع صفقة رعاية نادي آرسنال من قبل شركة الإمارات لتسمية ملعب الفريق باسم ملعب الإمارات بالإضافة إلى قمصان الفريق مقابل 100 مليون جنيه إسترليني لمدة 15 عاما، وأضاف المدرب الفرنسي وهو يبتسم: «أعتقد أننا قد توصلنا إلى اتفاق سيئ».

ومن جهته، أصدر نادي مانشستر سيتي بيانا الليلة الماضية يدافع فيه بقوة عن الصفقة يقول فيه، دون تسمية فينغر، إن التعليقات الأخيرة كانت «لا أساس لها من الصحة كما كانت تدعو إلى الأسف». وقال البيان: «يعمل نادي مانشستر سيتي بنشاط وشفافية فيما يتعلق باللعب المالي النظيف. وفي ضوء هذه الحقائق، فإن التعليقات الأخيرة من قبل بعض المراقبين لا أساس لها من الصحة وتدعو إلى الأسف».

وأضاف: «سوف تظل التفاصيل المالية للاتفاق المبرم بين مانشستر سيتي وشركة «طيران الاتحاد» سرية، كما أن الأرقام التي تم التكهن بها ليست دقيقة. ومع ذلك، فإن صلب الاتفاق يشمل تأمين لمدة 10 أعوام على قمصان واحد من فرق المقدمة في الدوري الممتاز التي تحظى بقيمة إعلامية كبيرة خلال موسم 2010 - 2011، بالإضافة إلى تسمية ملعب الفريق باسم ملعب الاتحاد وتسمية المنطقة المجاورة للنادي باسم مركز الاتحاد الرياضي».

وينص مبدأ اللعب المالي النظيف على أن الأندية يجب ألا تنفق أكثر مما تحقق من إيرادات بشكل طبيعي، وهذا يعني أن الخسائر الهائلة نتيجة شراء اللاعبين ودفع رواتبهم لا يمكن تغطيتها من ثروات شخص يمتلك مليارات الدولارات. وأفادت أحدث إحصائيات مالية للنادي بأن خسائره قد وصلت إلى 121 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، دخل النادي في مشاورات منتظمة مع الاتحاد الأوروبي ويدرك جيدا المتطلبات التي يتعين عليه الوفاء بها.

وسوف يتم تخصيص جزء من الصفقة لتطوير «مركز الاتحاد الرياضي»، حيث لا يقوم الاتحاد الأوروبي بحساب الأموال التي يتم إنفاقها على تحسين البنية التحتية وتجديد المناطق المحيطة بالأندية وتنمية الشباب ضمن الخسائر. وفي الوقت الذي تأثرت فيه قدرة بعض الأندية على جذب عقود رعاية نتيجة لتباطؤ الاقتصاد العالمي، من المرجح أن يقوم مانشستر سيتي بعقد صفقات أخرى من النوع الثقيل. وقام نادي برشلونة الإسباني، على سبيل المثال، بتوقيع صفقة مع مؤسسة «قطر» خلال العام الحالي لرعاية قميص الفريق لمدة خمس سنوات مقابل 125 مليون جنيه إسترليني.

ويتم تطبيق القواعد الجديدة اعتبارا من السنة المالية الحالية، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لن يبدأ في تقييم حسابات الأندية حتى موسم 2013 - 2014. وسوف تقوم وحدة التراخيص التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بفحص حسابات الأندية عن الموسمين الماضيين على ألا يزيد «الانحراف المقبول» على 45 مليون يورو (40 مليون جنيه إسترليني) خلال تلك الفترة. وسوف يقل «الانحراف المقبول» بعد ذلك بشكل تدريجي.

وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «إننا على علم بالوضع وسوف يقوم خبراؤنا بتقييم القيمة العادلة لأي اتفاقات رعاية».