منتخب البرازيل يسعد جماهيره.. ومدربه يتطلع للنهائي

أسقط الإكوادور برباعية وحجز مكانه في الدور الثاني لبطولة «كوبا أميركا»

TT

انهالت عبارات الإشادة من وسائل الإعلام البرازيلية على المنتخب البرازيلي لكرة القدم بعد فوزه الكبير والثمين 4-2 على نظيره الإكوادوري أمس في ختام مسيرة الفريق بالدور الأول لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا بالأرجنتين. وتغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الإكوادوري ليقفز إلى صدارة المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة ويحجز مقعده في دور الثمانية بعدما استعاد نغمة الانتصارات.

واتفقت وسائل الإعلام البرازيلية على أن منتخب بلادها «استيقظ» من سباته وتقدم الخطوة الأولى على طريق الدفاع عن اللقب في «كوبا أميركا» التي فاز ببطولتيها الماضيتين. وذكر موقع «لانسنت» البرازيلي الشهير على الإنترنت «البرازيل سطعت من البرازيل». وأوضح موقع «غلوبوسبورتي» على الإنترنت أيضا أن المنتخب البرازيلي «استيقظ» وخرج من هذه المباراة المثيرة بفضل أهداف نيمار وألكسندر باتو حيث سجل كل منهما هدفين. وذكر موقع «إسبن» على الإنترنت «الهجوم ينطلق والبرازيل تتألق وتتصدر لتلحق بباراغواي إلى دور الثمانية». وفي الوقت نفسه، لم تستطع وسائل الإعلام البرازيلية التغاضي عن مهاجمة حارس المرمى جوليو سيزار الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في كل من الهدفين اللذين اهتزت بهما شباكه. وذكر «غلوبوسبورتي»: «بجرعة من الحماس ورغم فشل جوليو سيزار، تأهل المنتخب البرازيلي لدور الثمانية» في إشارة إلى أخطاء سيزار أحد أفضل حراس المرمى في العالم.

من جهته أكد مانو مينزيس المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم أن فريقه ما زال بحاجة لتطوير مستواه إذا أراد مواصلة التقدم في بطولة «كوبا أميركا». وقال مينزيس، عقب فوز فريقه على الإكوادور، «إذا كان هدفنا هو بلوغ المربع الذهبي، فعلينا أن نطور مستوانا بشكل أكبر».

وقال مينزيس «نحتاج إلى تقديم عرض جيد مثل مباراتنا أمام الإكوادور التي شهدت أفضل أداء لنا في البطولة الحالية. ولكن يتعين علينا أن نطور مستوانا. وهناك دائما بعض السلبيات التي تحتاج للعلاج». ويرى مينزيس أن فريقه بحاجة لتحسين مستواه بعدما دخلت البطولة في المراحل الفاصلة التي تمثل مواجهات «حياة أو موت» ولا مفر فيها من تحقيق الفوز. وقال مينزيس «الأداء الفردي سيتحسن بتحسن الأداء الجماعي. أظهر اللاعبون في لقاء الإكوادور بعض المهارات الفردية ولكننا بحاجة لمزيد من التحسن».

ويلتقي المنتخب البرازيلي في دور الثمانية مع منتخب باراغواي يوم الأحد المقبل بمدينة لابلاتا لتكون مواجهة مكررة بين الفريقين بعدما تعادلا 2-2 في الدور الأول للبطولة. وفي تعليقه على المواجهة المرتقبة، اعترف مينزيس بأن فريقه سيواجه مباراة في غاية الصعوبة ويحتاج إلى تحسين مستواه للعبور إلى المربع الذهبي. ووجه مينزيس إشادة خاصة إلى مهاجمه نيمار الذي سجل هدفين في مرمى الإكوادور، مشيرا إلى أن اللاعب ما زال بإمكانه المزيد من التألق. وقال «عاد نيمار لهز الشباك في هذه المباراة وهو أمر مهم».

وأعرب المدرب رينالدو رويدا المدير الفني للمنتخب الإكوادوري لكرة القدم عن ذهوله الشديد إزاء خروج فريقه صفر اليدين من بطولة «كوبا أميركا». وقال رويدا عقب هزيمة فريقه أمام المنتخب البرازيلي 2-4 في نهاية مسيرة الفريقين في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة إنه يعتبر هذه الطريقة «غير مقبولة» على الإطلاق ولا يمكن له تصديقها. وأوضح «الأهداف الأربعة كانت عقابا قاسيا.. استفدنا من البطولة في الاستعداد لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ولكن الانطباع الذي تركناه ليس جيدا». وأضاف «الهزيمة الثقيلة أمام البرازيل غير معقولة في إطار الطموحات التي خضنا بها المباراة وكذلك البطولة بأكملها.. تركنا انطباعا سلبيا عن الفريق. سقطنا في فخ التعادل أمام فنزويلا. ولعبنا بشكل جيد أمام البرازيل ولكن ذلك لم يكن كافيا أمام فريق مثله». وأوضح «كنا نطمح إلى ما هو أفضل ولكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب أخطائنا».

وألقى رويدا بجزء من اللوم على الإصابات التي حرمته من بعض العناصر المؤثرة في فريقه مثل والتر أيوفي ولويس أنطونيو فالنسيا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي.

وهكذا اكتمل عقد الدور ربع النهائي من بطولة «كوبا أميركا» وذلك بتأهل البرازيل، بطلة النسختين الأخيرتين، والباراغواي بعد فوز الأولى على الإكوادور 4-2 في كوردوبا، وتعادل الثانية مع فنزويلا 3-3 في سالتا، وذلك في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.

في المباراة الأولى، تألق الثنائي ألكسندر باتو ونيمار وقادا البرازيل لفوزها الأول بعد تعادلين، بتسجيل كل منهما هدفين في الدقيقتين 28 و61 للأول و49 و72 للثاني، فيما سجل فيليبي كايسيدو هدفي فنزويلا في الدقيقتين 37 و59 التي كانت ضمنت تأهلها عن هذه المجموعة قبل هذه الجولة.

وسمح هذا الفوز للبرازيل بتصدر المجموعة أمام فنزويلا ولكل منهما 5 نقاط، فيما احتلت الباراغواي المركز الثالث بثلاث نقاط وتأهلت إلى ربع النهائي كصاحبة أفضل مركز ثالث بفضل النقطة التي حصلت عليها من تعادلها المثير مع فنزويلا بثلاثة أهداف لانتولين الكاراس في الدقيقة 33 ولوكاس باريوس في الدقيقة 63 وكريستيان ريفيروس في الدقيقة 85، مقابل ثلاثة أهداف لسالومون روندون في الدقيقة 4 ونيكولاس فيدور ميكو في الدقيقة 90 وغرندي بيروسو في الدقيقة 93. وفيما تلتقي البرازيل في ربع النهائي الأحد المقبل مع الباراغواي، تلتقي فنزويلا مع تشيلي في اليوم ذاته.

وعلى ملعب «ماريو ألبرتو كيمبيس» في كوردوبا، دخل المنتخب البرازيلي إلى مواجهته مع الإكوادور وهو يعي بأن الهزيمة تعني تنازله عن اللقب، مما دفع رجال المدرب مينيزيس إلى تقديم كل ما لديهم من أجل ضمان تأهلهم إلى ربع النهائي. وبدأ مينيزيس اللقاء بإشراك ظهير إنتر ميلان الإيطالي دوغلاس مايكون أساسيا على حساب ظهير برشلونة الإسباني دانيال الفيش وكان موفقا في خياره لأن الأول كان من نجوم هذه المباراة التي شهدت أيضا عودة روبينيو إلى التشكيلة الأساسية. وفرض المنتخب البرازيلي أفضليته في بداية اللقاء حتى افتتح باتو التسجيل بكرة رأسية من داخل منطقة الجزاء، بيد أن فيليبي كايسيدو عادل الأرقام سريعا بتسديدة أرضية قوية من خارج المنطقة أفلتت من يدي حارس المرمى جوليو سيزار قبل أن تتهادى الكرة في الشباك البرازيلية.

وأعاد نيمار، نجم سانتوس البرازيلي المتوج حديثا بلقب كأس «ليبرتادوريس»، المنتخب البرازيلي إلى الواجهة عندما لعب كرة أرضية ذكية من داخل المنطقة مطلع الشوط الثاني، لكن الإكوادوريين ردوا مجددا وعبر كايسيدو أيضا الذي تلاعب بالدفاع على حافة المنطقة وأطلق كرة أرضية قوية هزمت الحارس سيزار. وضرب باتو، مهاجم ميلان الإيطالي، مرة ثانية إثر خطأ من الحارس مارسيلو أليزاغا بتشتيت كرة نيمار، قبل أن ينجح الأخير بترجمة عرضية مايكون من مسافة قريبة في الشباك منهيا المهرجان التهديفي في المباراة.

وعلى ملعب «بادري مارتيارينا»، فرط المنتخب الباراغوياني بفرصة تجنب العملاق البرازيلي في ربع النهائي لأنه كان متقدما على المنتخب الفنزويلي 3-1 حتى الدقيقة الأخيرة من اللقاء قبل أن تهتز شباكه مرتين في الثواني القاتلة عبر البديل ميكو وبيروسو. ودخل المدرب الأرجنتيني للباراغواي جيراردو مارتينو إلى اللقاء وهو عازم على الخروج بالنقاط الثلاث التي كانت ستضع رجاله في المركز الثاني، لكن البداية لم تكن مثالية بعدما تخلف منتخبه منذ الدقيقة 4 بهدف سجله مهاجم ملقة الإسباني روندون بكرة أطلقها من خارج المنطقة بعيدا عن متناول الحارس خوستو فيار. وكان بإمكان الشاب ألكسندر غونزاليس أن يعزز تقدم منتخب بلاده في الدقيقة 30 بعد انفراده بالمرمى لكنه سدد خارج الخشبات الثلاث، وسرعان ما دفع منتخبه الثمن لأن الباراغواي أدركت التعادل بعد ثلاث دقائق إثر ركلة حرة نفذها أوريليانو توريس فوصلت إلى رأس باريوس الذي حولها نحو المرمى لكن الحارس ريني فيغا والقائم تضافرا معا من أجل إبعاد الكرة التي وصلت إلى الكاراس الذي أودعها الشباك.

وفي الشوط الثاني، نجح باريوس في تعزيز تقدم الباراغواي بعدما تابع تسديدة زميله نيلسون هايدو فالديس الذي دخل في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول بدلا من روكي سانتا كروز. واعتقد الجميع أن النقاط الثلاث أصبحت في جعبة الباراغواي بعدما أضافت الهدف الثالث قبل 5 دقائق على نهاية الوقت الأصلي بكرة رأسية من ريفيروس، لكن الفنزويليين رفضوا الاستسلام وقلصوا الفارق في الدقيقة 90 عبر تسديدة من ميكو تحولت من الدفاع وخدعت الحارس، ثم وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع لعب الحارس فيغا دور البطل عندما قرر أن يقدم المؤازرة الهجومية لزملائه إثر ركلة ركنية ووصلت الكرة إليه فحولها برأسه إلى بيروسو الذي أودعها الشباك برأسه أيضا.