المحكمة الرياضية الدولية بلوزان تفصل اليوم في قضية الوحدة مع اتحاد الكرة السعودي

المحامي أبو راشد واثق من كسب «الفرسان» للحكم.. و3 محامين أوروبيين يدعمون لجنة الانضباط

TT

تتجه أنظار الرياضيين السعوديين، صباح اليوم (الجمعة)، صوب مدينة لوزان السويسرية حيث «المحكمة الرياضية الدولية»، لمعرفة قرار أول قضية تنظرها بين ناد سعودي واتحاد بلاده لكرة القدم، وبالعودة لتفاصيل القضية المرفوعة من قبل نادي الوحدة لدى المحكمة الرياضية في لوزان، التي جاءت بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصم ثلاث نقاط من فريق الوحدة في مباراته الأخيرة بدوري «زين» السعودي للمحترفين التي جمعته بنادي التعاون، وذلك بعد تأخر الطرفين في النزول لملعب المباراة، وهو الأمر الذي اعتبره اتحاد القدم نوعا من التلاعب بالنتائج، كون المباريات تقام في وقت واحد لتعلق كل مواجهة بالأخرى، وهو ما رفضته إدارة الوحدة، مؤكدة أن القرار كان مبنيا على «الشكوك والخبرة» فقط، بحسب البيان الصادر من لجنة الانضباط المنبثقة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وليس على أشياء حقيقة وملموسة، وسيتم النظر في القضية عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم.

وكانت أنباء انتشرت في اليوميين الماضيين عن رفض اتحاد القدم السعودي لجوء نادي الوحدة لـ«محكمة الكأس» الرياضية في لوزان، وهو ما أكده مصدر خاص لــ«الشرق الأوسط»، حيث كشف ذات المصدر عن أن هناك مساعي جادة من قبل أشخاص معينين في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لتعطيل قضية الوحدة قبل موعد الجلسة النهائية بأيام معدودة، بحجة عدم حصول الوحدة على موافقة خطية من اتحاد القدم السعودي، وهو الأمر الذي رفضه الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، وأصدر على أثره خطابا عاجلا لمسؤولي نادي الوحدة يؤكد فيه سلامة موقفهم في اللجوء للمحكمة الرياضية، وموافقة الاتحاد السعودي لكرة القدم على ذلك.

ومن جهة ثانية، أشارت مصادر قانونية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسألة وجود أكثر من جلسة للحكم في القضية المنظورة أمر وارد، مضيفا: لكن القضية تتعلق بلجنة التحكيم، وهل تكتفي بجلسة اليوم أم ستكون بحاجة لطلب أوراق ومستندات تفصيلية أكثر مما يتطلب وجود جلسة أخرى»، إلا أن ذات المصدر كشف عن أن الأقرب هي انعقاد جلسة واحدة، وأن القرار سيصدر اليوم (الجمعة)، كون طرفي القضية كانا يسعيان جاهدين طيلة الفترة الماضية لتجهيز كل أوراقهما ومستنداتهما، ليكونا في أتم الجاهزية في اليوم المحدد، واستشهد ذات المصدر بتكليف الاتحاد السعودي لكرة القدم لثلاثة محامين (سويسري وإيطالي وآيرلندي) للترافع بالقضية المنظورة، وهو ما يؤكد جدية الطرفين للجلسة النهائية، اليوم. وعن ممثلي الطرفين في محكمة الكأس الرياضية، أوضح المصدر أن المحامين الثلاثة هم من سيدافعون عن الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفي الطرف الثاني كان نادي الوحدة أعلن ممثلوه حضور الجلسة، وهم رئيس النادي جمال تونسي والمحاميان خالد أبو راشد واللبناني بول فضل الله.

من جهته، رفض المحامي خالد أبو راشد الحديث بإسهاب عن الجلسة النهائية، اليوم، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» وقت الاتصال به إلى أنه مشغول حاليا باجتماع ثلاثي سيتم عقده بعد قليل في لوزان، «وهو ما تم مساء يوم أمس الخميس»، يضم إلى جواره محامي نادي الوحدة اللبناني، بول فضل الله، ورئيس نادي الوحدة، جمال تونسي، للحديث عن تفاصيل أكثر للقضية، وأشار أبو راشد إلى أن هناك اجتماعا ثنائيا تم عقده بينه وبين المحامي بول فضل الله في لبنان يوم أول من أمس، استمر لمدة أربع ساعات ونصف الساعة، لمناقشة كل كبيرة وصغيرة في القضية، وعن الانطباعات الأولية التي سجلها أبو راشد بعد اجتماعه بمحامي النادي في لوزان، قال: «كان اجتماعي لتزويده بكل تفاصيل القضية، ومن المعروف أن أي محام لا يوجد لديه إلمام بتفاصيل القضية؛ فقط مجرد أوراق رسمية تكون أمامه، ولكن بعد الجلسة الطويلة ومناقشة كل التفاصيل والإجابة عن الاستفسارات، أستطيع أن أقول إننا في نادي الوحدة متفائلون ومؤمنون بعدالة موقف نادي الوحدة، ومستعدون، أتم الاستعداد، للجلسة التي ستعقد اليوم».

وعما أثير في وسائل الإعلام حول أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيرفض اتجاه الوحدة للمحكمة الرياضية في لوزان، وصدور بيان من الرئيس العام لرعاية الشباب في هذا الجانب قال: «أوجه شكري وتقديري للأمير نواف بن فيصل، الذي بعث ببيان لنادي الوحدة بالتأكيد على موافقة الاتحاد السعودي لكرة القدم لنادي الوحدة بالذهاب للمحكمة الرياضية بلوزان، الأمر الذي أكد أن موقفنا سليم، عكس ما نشرت وسائل الإعلام اليومين الماضية؛ بأن الاتحاد سيرفض ذلك، إلا أن خطاب الأمير نواف كان صريحا وجادا»، مشيرا في ختام حديثه إلى أن البيان سيتم ترجمته وإضافته لمستندات نادي الوحدة التي ستقدم للجنة التحكيم.

وكان أبو راشد قد أكد في حديث سابق أن كل الجوانب في القضية تعتبر تفاصيل مهمة قد تؤثر في حيثيات القرار الذي سيصدر من المحكمة الدولية خلال اليوم (الجمعة)، مؤكدا أن القضية من الناحية القانونية تصب في مصلحة الوحدة بشكل كبير وهو ما اتضح للطرفين، وقال: «إن قرار لجنة الانضباط لم يكن وفق لائحة واضحة تفيد بخصم ثلاث نقاط من الفريقين، وإنه جاء وفق اجتهاد شخصي خاطئ قد يضع الاتحاد السعودي في موقف محرج أمام المحكمة، حيث إن الملف الذي سيقدمه الأخير خال من الأدلة المادية التي تدين الوحدة، وهذا أمر لا يمت للقانون بصلة».

وأضاف أبو راشد: «إلى هذا الحد وموقف الوحدة هو الأفضل والأقوى، وكسبه للقضية أمر لا يختلف عليه اثنان، وخصوصا أن القرار غير قانوني لسببين وهما عدم وجود اللائحة، إضافة إلى الأمر الأهم، وهو عدم وجود دليل واضح، بل بني على خبرة أشخاص وخلفياتهم».

يذكر أن اليوم هو في العادة إجازة لكل العاملين في النادي، لكن انتظارا للقرار فقد قرر الأمين العام، مشعل القرشي، وطاقم السكرتارية بالنادي الحضور لاستقبال قرار المحكمة، وإبلاغ أعضاء الشرف ومجلس الإدارة بما ستسفر عنه جلسة المحكمة الدولية، وسط انتظار كبير من جماهير نادي الوحدة التي تنوي إقامة احتفال تاريخي، معربين عن تفاؤلهم بالقرار المنتظر صدوره، الذي سيكون منصفا لهم ولتاريخ ناديهم العريق الذي يعتبر من أكبر الأندية السعودية، التي أسهمت في تخريج كثير من المواهب الكروية السعودية، الذين بدورهم مثلوا الأخضر السعودي في محافل قارية وعالمية، مما يؤكد أن منطقة مكة المكرمة ولادة، ولا تستحق الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.