أكد المدافع الصربي نيكولا بيتكوفيتش الذي قضى مع الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي فترة 6 أشهر بنظام الإعارة منذ فترة الانتقالات الشتوية الماضية أن تجربته مع النادي الغربي ناجحة بكل المقاييس، مبينا أنه عاش أياما جميلة مع الأهلي في مدينة جدة، حيث كون صداقات كثيرة يعتز بها، مما جعله ينهي مسيرته ويغادر لبلاده صربيا محملا بالذكريات الجميلة، على حد وصفه.
وأشار نيكولا إلى أن أجمل الذكريات الرائعة تكمن في تحقيقهم لكأس خادم الحرمين الشريفين في نهاية الموسم، موضحا أن هذه البطولة جعلته في غاية السعادة لأنها رسمت البسمة على محيا المسؤولين والجماهير بالنادي الأهلي، إضافة إلى أنها تعتبر تأكيد على نجاح تجربته بعد أن حقق أغلى البطولات في المنافسات السعودية مع بقية زملائه اللاعبين.
وحول تجديد عقده قال نيكولا إن مسؤولي النادي الأهلي لم يخاطبوه عن هذا الأمر، مما يعني أنهم لا يرغبون في استمراره لموسم آخر رغبة منهم في تعزيز خطوط أخرى في الفريق بلاعبين أجانب، مشيرا إلى أنه ذاهب الآن إلى بلاده صربيا لقضاء إجازته السنوية، وبعد ذلك سيغادر إلى ألمانيا للالتحاق بنادي إنتراخت فرانكفورت النادي الذي يملك بطاقته الدولية لثلاثة مواسم.
الكثير من الأمور التي تطرق إليها نيكولا في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرته مدينة جدة بساعات تجدونها في الحوار التالي، حيث أوضح علاقته بمدرب الفريق السابق الصربي ميلوفان، ورأيه في قوة المنافسات السعودية، وما هي أبرز الأندية التي لفتت انتباهه، وإليكم التفاصيل:
* كيف ترى مشاركتك مع فريق الأهلي؟
- كانت مشاركة جيدة، أكسبتني الكثير من الثقافات ومنحتني فرصة الاطلاع على الكرة السعودية عن قرب، كما أنني كونت عددا من الصداقات التي أعتز بها، والأهم أنني توجت مسيرتي مع الفريق رغم قصرها ببطولة كبرى ممثلة بكأس خادم الحرمين الشريفين، فهذه المواقف لن تنسى من ذاكرتي أبدا، وهي أجمل ذكرى يمكن أن أحملها معي بعد نهاية احترافي في الأهلي السعودي.
* هل تحدث مسؤولو الأهلي معك حول تجديد عقدك لموسم آخر؟
- لا، لم يتحدث أحد معي بخصوص تجديد عقدي، وحسب ما علمت أن الأهلي يبحث عن أسماء أخرى للتعاقد معها في الموسم المقبل، وأعتقد أنني لم أكن من ضمنهم.
* هل أزعجك ذلك؟
- أولا أنا لاعب محترف وأبحث عن العرض الأفضل، ومسؤولو الأهلي هم الأقدر على تحديد احتياجات الفريق مع الجهاز الفني، وأمر عدم تجديد عقدي يعتبر شيئا مألوفا في عالم الاحتراف، فأنا قدمت للأهلي لفترة إعارة قصيرة من خلال الفترة الشتوية الماضية، والآن سأعود لنادي إنتراخت فرانكفورت الألماني الذي أرتبط معه بعقد لمدة ثلاثة أعوام.
* كيف وجدت المنافسة السعودية بعد انضمامك إلى الأهلي؟
- الكرة السعودية متطورة جدا، ومنافستها قوية أيضا، فرغم الفترة القصيرة التي أمضيتها مع الأهلي وجدت المنافسة قوية والمستويات متقاربة بين كثير من الفرق، وهو ما يعطي المنافسة هنا على البطولات قوة، بالإضافة إلى وجود منشآت وملاعب تدريبات جيدة، تضاهي ما هو حاصل في الأندية والملاعب الأوروبية.
* ماذا عن عناصر الأهلي؟ من لفت انتباهك من اللاعبين؟
- الكثير من لاعبي الأهلي يملكون مستويات جيدة، ويتميزون بصغر السن، وهم بصفة عامة منظمون خلال التدريبات، لكن يعاب على بعضهم ضعف البنية الجسمانية، وقد يكون هذا عائدا إلى عامل التغذية الذي لا يتناسب مع ما يبذله اللاعبون من جهد سواء في التدريبات أو المباريات، وأرى أن تيسير الجاسم ومحمد مسعد ومعتز الموسى قادرون على الاحتراف خارجيا متى وجدوا الفرصة.
* تعاقد الأهلي معك كلاعب متوسط دفاع، ورأيناك تشارك في مركز الظهير الأيسر خلال بعض المباريات، لماذا؟
- ما المشكلة في ذلك؟ فأنا أجيد اللعب بالقدم اليسرى بشكل واضح، وسبق أن شاركت مع الأندية التي لعبت لها في نفس المركزين على حسب حاجة الفريق، والمدرب الصربي ميلوفان كان يعرف ذلك جيدا قبل حضوري للسعودية، وأعتقد أن مسؤولي النادي الأهلي لديهم علم بهذا الجانب قبل قدومي.
* هل ترك المدرب ميلوفان للفريق الأهلاوي وسط الموسم أضر بكم؟
- لا، لم يكن هناك تأثير، خصوصا أن مساعده أليكس هو من تولى المهمة بعده، فلم يكن هناك اختلاف بشكل مؤثر بين الاثنين، صحيح أن ميلوفان أكثر خبرة في التعامل مع المباريات، لكن حماس وإصرار لاعبي الأهلي جعل الفريق يتغلب على هذه المعضلة، والجميع رأى أن الأهلي قدم مباراة كبيرة بعد استقالة ميلوفان وأمام فرق قوية تتنافس على صدارة الدوري، وهم الاتحاد والهلال.
* بالمناسبة، ما تعليقك على استقالة ميلوفان المفاجئة؟
- ليس لدي تعليق، فهو أمر خاص به.
* ما الفِرق التي لفتت انتباهك في المنافسات السعودية؟
- هناك عدد من الفرق كما ذكرت تملك مستويات جيدة، فهناك بالإضافة إلى الأهلي فريقا الاتحاد والهلال، يملكان عناصر جيدة ويقدمان مستويات لافتة، فالهلال حقق لقبين، بطولة دوري زين وكأس ولي العهد، بينما الأهلي حصد لقب كأس الأبطال، والاتحاد كان منافسا قويا للفريقين في جميع البطولات المحلية.
* كيف جاءت موافقتك على عرض الأهلي؟
- تلقيت عرض فريق الأهلي عن طريق مواطني المدرب الصربي ميلوفان مدرب الأهلي السابق، الذي يعرفني جيدا من خلال إشرافه على تدريبي في فترات سابقة، بالإضافة إلى عرض النادي الأهلي المادي الجيد، جميعها كانت عوامل مساعدة للموافقة بصورة فورية، سواء من قبل النادي الذي يملك بطاقتي أو من قبلي، وفي الحقيقة إن المدرب ميلوفان قد شجعني على قبول عرض الأهلي وقال: ستجد فرصة جيدة وستنضم إلى نادٍ كبير وصاحب تاريخ عريق. ولم أتردد في الموافقة.
* هل تلقيت عروضا للاحتراف في السعودية قبل أن تغادر مدينة جدة؟
- نعم، تلقيت عددا من العروض الاحترافية من قبل بعض وكلاء اللاعبين المحليين للانضمام إلى أندية سعودية أخرى في حالة عدم استمراري بالأهلي، وعموما هذا الأمر عائد إلى نادي إنتراخت فرانكفورت الذي يملك بطاقتي، وظروف المستقبل لن أتحدث فيها في الوقت الراهن.
* هل سبق أن شاركت مع المنتخب الصربي؟
- سبق لي أن شاركت مع منتخب صربيا تحت 21 سنة، لكن لم أشارك مع المنتخب الأول حتى الآن، فأنا أسعى لإثبات قدرتي على ذلك في الفترة المقبلة، خصوصا أن عمري ما زال صغيرا وأمامي فرصة كبيرة للالتحاق بصفوف المنتخب الصربي الأول.
* نعود لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، كيف تمكن الأهلي من الظفر بها؟
- فريقنا كان مهيأ لتحقيق أي بطولة يشارك فيها، حيث يملك جميع المتطلبات من لاعبين مميزين وجهاز فني وإداري على مستوى عالٍ، ونحن كلاعبين دخلنا بتصميم وعزم كبير قبل البطولة لنظفر بها لأن تكون خير ختام لنا، لنسعد جماهير الأهلي والقائمين بالعمل في النادي، فهذا الأمر لم يكن التخطيط له وليد اللحظة أو الصدفة، بل كان الفريق يسير بخطوات واثقة حتى تمكن من حصد اللقب، وهو مستحق بالتأكيد عطفا على العطاء الذي قدمه لاعبو الأهلي طوال مراحل البطولة، خصوصا في المباراة النهائية أمام الاتحاد بعد مواجهة فريق قوي يملك عناصر جيدة تتميز بالخبرة عن لاعبي الأهلي، ولكن استطعنا أن نجير جميع الظروف لصالحنا في المباراة بفضل عزيمة وتصميم اللاعبين.
* كيف تصف لنا مشاعرك بعد تحقيق اللقب؟
- شيء جميل أن تساهم مع زملائك في تحقيق لقب كبير على مستوى المنافسات السعودية، فهو الأغلى لدى الأندية المتنافسة، وهي لحظات لا تنسى بعد أن تساهم في إنجاز مع فريقك، وسأحرص على أن أعرض المباراة وما صحبها من احتفالات بالفريق على أصدقائي في صربيا وألمانيا، فقد حملت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو بالإضافة إلى تسجيل كامل للمباراة النهائية التي حصدنا لقبها.
* كيف استطعتم الحد من قوة الاتحاد وفرض سيطرتكم على اللقاء؟
- جميع اللاعبين كان لديهم تصميم وحرص كبير لتحقيق اللقب، خصوصا أن الفريق حظي بدعم إداري كبير من قبل حضور شخصيات بارزة وداعمة في النادي الأهلي، كالأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز ونجله الأمير فيصل بن خالد، بجانب رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، والكثير من الشخصيات، فجميع هذه الأمور عززت الجانب المعنوي لدى اللاعبين، لكن الأهم أن الجهاز الفني وفق في رسم الأسلوب المناسب للمباراة، حيث استطعنا إقفال المساحات أمام العناصر الفعالة في خط وسط وهجوم الاتحاد، مع الضغط على الأطراف، ونقل الكرات السريعة لثنائي الهجوم فيكتور سيموس وعماد الحوسني، فقد كان جميع اللاعبين ملتزمين بأداء المطلوب منهم وتطبيق النهج الفني الذي أراده المدرب.
* ما المهام التي كانت مطلوبة منك تحديدا أثناء دخولك مع الأشواط الإضافية للمباراة؟
- هناك عدة أمور طلب المدرب أن أقوم بها عقب مشاركتي في المباراة، أهمها العمل على إيقاف كرات المنافس القادمة من الجهة اليسرى، ومساعدة المدافع الأيسر منصور الحربي في الأدوار الدفاعية بعد أن أجهد في المباراة لدوره في المساندة الهجومية، بالإضافة إلى العمل على إمداد المهاجمين بالكرات الطويلة، خصوصا لزميلي عبد الرحيم جيزاوي الذي دفع به مدرب الفريق أثناء توقيت دخولي، لزيادة الضغط على دفاعات الاتحاد بعد دخول المباراة للأشواط الإضافية واستنزاف طاقة لاعبي وسطه في العودة للمساندة الدفاعية.
* هل تعتبر تجربتك ناجحة مع الأهلي؟
- نعم، تجربتي ناجحة مع الأهلي وبكل المقاييس، سواء من حيث مشاركتي وتقديمي المطلوب أو نجاحنا في تحقيق بطولة كبرى في نهاية الموسم، خصوصا أنني انضممت إلى الفريق وسط الموسم، وتحديدا خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
* كلمة أخيرة لنيكولا قبل مغادرته جدة بساعات.
- أشكركم على حرصكم على إجراء هذا اللقاء قبل سفري بساعات، وأشكر جميع مسؤولي النادي الأهلي وجماهيره التي غمرتني بحبها وتشجيعها الدائم، وأنا مسرور للغاية أنني استطعت مع بقة اللاعبين أن أساهم في إدخال السعادة على نفوس محبيه بتحقيق بطولة مع نهاية الموسم، وأنا متأكد أن الظروف لو تهيأت لنا بشكل جيد منذ وقت مبكر سيكون وضعنا مغايرا في المنافسة على مسابقة الدوري السعودي.