نقاشات وجدالات حادة في محكمة «لوزان» تؤجل النطق في قضية هبوط الوحدة 10 أيام أبو راشد مستغربا الشائعات: قاروب لم يحضر فكيف يشتبك مع رئيس الوحدة؟

تونسي يتهم محامي اتحاد الكرة بالضغط على المحكمين.. ويؤكد ثقته في كسب الجولة

TT

عاش الوحداويون أمس (الجمعة) لحظات عصيبة مترقبين فيها قرار المحكمة الدولية في لوزان تجاه قضيتهم ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن قامت لجنة الانضباط في اتحاد الكرة السعودي في وقت سابق بإصدار قرار يقضي بخصم 3 نقاط من فريق الوحدة وعلى أثرها هبط الفريق المكي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وبعد جلسة استمرت 6 ساعات متواصلة دون أن يفصلها أي وقت بسيط للراحة والاسترخاء بين ممثلي نادي الوحدة ونظرائهم في الاتحاد السعودي، حيث بدأت جلسة الاستماع عند الساعة الـ10:30 من صباح أمس، جاء قرار المحكمة بتأجيل النطق في الحكم إلى ما بعد 10 أيام من تاريخ الجلسة أمس وحدد موعد للنطق بالقرار قبل نهاية الشهر الجاري، حيث جاء قرار التأجيل بعد جلسة استماع تخللها نقاشات وجدالات وتقديم كل طرف لمستنداته الداعمة لموقفه.

من جانبه، طمأن رئيس نادي الوحدة جمال تونسي جماهير فريقه على خط سير القضية، مؤكدا أنها تسير في صالح الوحدة بشكل كبير، مبينا أن محاميي الاتحاد السعودي ضغطوا على المحكمين من أجل تأجيل النطق بالحكم إلى نهاية هذا الشهر، وحول موعد الجلسة المقبل، قال: «حدد بعد 10 أيام، بالتحديد يوم الاثنين 25 يوليو (تموز) الجاري».

ورفض التونسي الحديث عن المشادة الكلامية التي حصلت بينه وبين رئيس اللجنة القانونية وعضو لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي لكرة القدم ماجد قاروب، وذلك بعد أن أكدت مصادر مطلعة أن مشادة كلامية حصلت بين الطرفين أثناء جلسة الاستماع.

وفوجئ الوحداويون بخروج قضية جديدة هي شرعية تقديمهم شكوى للمحكمة الرياضية في لوزان من عدمها، حيث شهدت الساعات الثلاث الأولى من الجلسة نقاشا حادا ومحتدما بين ممثلي نادي الوحدة ونظرائهم في الاتحاد السعودي بعد رفض الأخيرين بشكل قاطع شرعية اتجاه نادي الوحدة إلى محكمة التحكيم الرياضي في لوزان، في الوقت الذي يتسلح فيه نادي الوحدة بخطاب مكتوب من قبل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل بالسماح لنادي الوحدة بالاتجاه إلى المحكمة الرياضية في لوزان، فيما أشارت المصادر إلى أن ثلاث الساعات الأخيرة من الجلسة شهدت نقاشا حول القضية «الأم»، حيث تم الاطلاع على أشرطة الفيديو وجميع الأوراق والمستندات المقدمة من كل طرف.

الجدير بالذكر أن الثلاثي رئيس نادي الوحدة جمال تونسي، والمحامي اللبناني بول فضل الله، والمحامي السعودي خالد أبو راشد، مثلوا نادي الوحدة، في حين مثل الطرف الثاني الاتحاد السعودي لكرة القدم ثلاثة محاميين (سويسري، وإيطالي، وآيرلندي)، إضافة إلى مترجم من الاتحاد السعودي لكرة القدم.

من جهته، وصف محامي نادي الوحدة خالد أبو راشد في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» ما قام به محامو الاتحاد السعودي لكرة القدم بالغريب والمثير، وقال: «المفاجئة بالنسبة إلينا كانت في رفض ممثلي الاتحاد السعودي لكرة القدم شرعية اتجاه نادي الوحدة إلى محكمة التحكيم الرياضي، على الرغم من أننا نملك موافقة خطية وشفهية من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل، فأنا أستغرب حقيقة ما حدث».

وأضاف أبو راشد: «القضية الآن ستكون ذات شقين، الأول صلاحية اتجاهنا إلى محكمة التحكيم الرياضي من عدمها، فإذا حدث ذلك فسيتم النظر في القضية بناء على المرئيات المقدمة من الطرفين في الجلسة التي عقدت أمس، أما الثاني فيكمن في حال رفضت المحكمة الرياضية اتجاه نادي الوحدة إليها فلن يتم النظر في القضية حينها، وسيتم إعادتها إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإذا كان قرار الأمير نواف بن فيصل منفذ فسيتم النظر في القضية مباشرة، أما الآن فسيتم النظر في الاختصاص من عدمه وبعد ذلك يتم إصدار الحكم».

وعن صحة المشادة الكلامية بين رئيس اللجنة القانونية ماجد قاروب ورئيس نادي الوحدة جمال تونسي، أردف: «لقد وصلت إلينا اتصالات كثيرة بهذا الشأن، وأنا أؤكد أن هذا الأمر غير صحيح، فماجد قاروب لم يحضر نهائيا ولم يوجد في مقر المحكمة الرياضية في لوزان فكيف تحدث مشادة كلامية بينه وبين التونسي؟!».

وفيما يخص ردة فعل نادي الوحدة، تابع: «نحن قدمنا ما لدينا والباقي على الله، لكن في الحقيقة نحن مستغربون ومنزعجون من مخالفة ممثلي الاتحاد السعودي لكرة القدم لتوجيهات الأمير نواف بن فيصل».

وحول نية الوحدة برفع شكوى للأمير نواف بن فيصل فيما يخص جانب الشرعية، قال: «هذا الأمر ليس واردا لدينا الآن، ولكن بالتأكيد أن الأمير نواف بن فيصل سيكون مطلعا على جميع تفاصيل القضية».

وأكد المحامي أبو راشد أن جميع الاحتمالات واردة في القضية خلال الأسبوعين المقبلين، فإذا حكموا بالاختصاص سيتم النظر بالقضية وإذا لم يحكموا بالاختصاص فستعاد القضية للاتحاد السعودي لكرة القدم.

الجدير بالذكر أن «الشرق الأوسط» نشرت في عدد أمس وفقا لمصدر قانوني احتمالية الاكتفاء بجلسة واحدة فقط للاستماع لأقوال الطرفين وإصدار القرار بعد فترة زمنية محددة، وهذا هو السيناريو الذي حدث في جلسة الأمس حيث تم الاكتفاء بجلسة واحدة، وسيتم إصدار الحكم خلال الأسبوعين المقبلين.

من جانب آخر، أكد المحامي الدكتور ماجد قاروب (المستشار القانوني للاتحاد السعودي لكرة القدم) أن هيئة التحكيم الرياضي في لوزان بسويسرا عقدت جلسة محاكمة للنظر في القضية المرفوعة من نادي الوحدة ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم واستمعت فيها لطرفي القضية كل من نادي الوحدة والاتحاد السعودي لكرة القدم الذي مثله فريق من المحامين برئاسة المحامي ماريو قالافوتي نائب رئيس لجنة الاستئناف بالاتحاد الأوروبي وعضو لجنة فض النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وعضوية كل من أنتونيو ريقوزي محام سويسري وأستاذ بالقانون الرياضي والتحكيم بجامعة نيوشاتل السويسرية، والمحامي ديفيد كأسرلي محام آيرلندي متخصص في القانون الرياضي والتحكيم والمفتش القانوني بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وأوضحت المحكمة أنها ستعلن قرارها في القضية قبل نهاية الشهر الحالي بحد أقصى 14 يوما بداية من اليوم، وأكد رئيس اللجنة القانونية أنه احتراما للتعليمات والضوابط المعتمدة في الاتحاد السعودي لكرة القدم التي تمنع تداول تفاصيل القضايا المنظورة وحيث انتهت الجلسة التي امتدت لأكثر من 6 ساعات دون صدور قرار من هيئة التحكيم بمحكمة التحكيم الرياضي بلوزان، فإن اتحاد كرة القدم ومن خلال اللجنة القانونية سيعقد مؤتمرا صحافيا ويصدر بيانا إعلاميا عقب صدور قرار المحكمة للكشف عن جميع الحقائق والمستندات للرأي العام والوسط الرياضي والحقوقي تأكيدا لسياسة الشفافية والوضوح مع جميع المنتمين والمهتمين بالمجال الرياضي، التي أكد عليها دائما الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.