نفى سير أليكس فيرغسون، المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد، الأنباء التي ترددت مؤخرا عن سعي ناديه لشراء الهولندي ويسلي شنايدر نجم نادي الإنتر وعن تقديمه لعرض كبير لضمه. وكانت هذه الأنباء قد أثارت قلقا كبيرا بين جماهير الإنتر التي تعشق شنايدر وتخشى رحيله. ورفعت بعض الجماهير التي تحضر مران نادي الإنتر لافتات كتب عليها «ابق معنا يا شنايدر»، كما رددت هتافات تطالبه فيها بالبقاء وعدم الرحيل عن الإنتر. وتجاوب شنايدر مع الجماهير وبادلهم التحية والتصفيق. وجاءت تصريحات مدرب نادي مانشستر يونايتد لتهدئ بعض مخاوف جماهير الإنتر حيث صرح فيرغسون قائلا: «إن حديث بعض الصحف عن اهتمامنا بضم شنايدر يعتبر محض أكاذيب». وتعتبر هذه التصريحات الواضحة بمثابة إغلاق تام لهذه المسألة، لكن البعض يتشككون في ذلك ويقولون إن هناك احتمالا لرحيل شنايدر إلى النادي الإنجليزي بالفعل.
والحقيقة القائمة حاليا هي أن شنايدر يريد الإنتر والإنتر لا يرغب في الاستغناء عن لاعب فذ مثله ولا يوجد عرض كبير للاعب يجعل النادي يضحي به. وقد تحدث البعض عن أن نادي مانشستر يونايتد يعرض 40 مليون يورو للإنتر و10 ملايين لشنايدر لإتمام الصفقة، لكن الواضح أن النادي الإنجليزي لا يفكر في عرض مبالغ كبيرة إلى هذا الحد. لكن مسؤولي نادي مانشستر يونايتد تحدثوا بالفعل مع وكيل أعمال شنايدر، وتبدو الصفقة الآن مجمدة رغم إصرار الصحف الإنجليزية على قرب انضمام شنايدر للنادي الإنجليزي.
وكان غاسبريني مدرب نادي الإنتر قد أكد في تصريحات سابقة له أنه لن يتنازل أبدا عن شنايدر: «لن نبيع شنايدر مهما كان الثمن وسنحتفظ به». وتضاف هذه التصريحات إلى تصريحات برانكا مسؤول سوق الانتقالات في الإنتر حيث أكد فيها أن شنايدر «ليس للبيع»، وإلى تصريحات سير أليكس فيرغسون التي أضاف فيها قائلا: «أولا لا أعتقد أن نادي الإنتر مستعد لترك شنايدر، كما أن هذه الأنباء كانت من اختلاق الصحف». ولعل نادي مانشستر سيبحث عن بديل لشنايدر أقل ثمنا، وربما يحاول ضمه إذا لم يجد هذا البديل.
وفي الأيام القليلة الماضية لم يكن هناك حديث في مدينة مانشستر الإنجليزية سوى عن انتقال شنايدر إلى فريق مانشستر يونايتد، وتواصل وسائل الإعلام الإنجليزية ضغطها، ومع ذلك فإن بطل إنجلترا لم يجر بعد أي اتصالات بنادي الإنتر الذي يلعب له صانع الألعاب الهولندي. إذن، أين الحقيقة؟ كالعادة، في الوسط. المسؤولون الإنجليز في اتصال دائم مع سورين ليربي، وكيل الأعمال الدنماركي لشنايدر، وهكذا يتحرك الإنتر كي لا يجد نفسه غير جاهز وقت انطلاق الصفقة. في هذه الأيام، قام نادي ماسيمو موراتي بخطوات إلى الأمام نحو لاعب موهوب دائما ما ظل في دائرة اهتمامات الإنتر، وهو كازيميرو، النجم البرازيلي الشاب البالغ من العمر تسعة عشر عاما ويلعب في صفوف فريق ساو باولو والمنتخب البرازيلي تحت 20 عاما.
خلال هذا الموسم، حجز اللاعب الشاب مكانا له كنجم في صفوف النادي العريق، وبالتالي فقد اختصر الطريق وأظهر امتلاكه الشخصية لتحمل القفزة الكبيرة. ولا ينبغي التعجب إذا رأينا حوله مزادا حقيقيا مشتعلا، ولهذا السبب مضى نادي الإنتر قدما نحوه في الأيام الأخيرة. وبحسب تسريبات عن مصدر برازيلي، فإن مدير المنطقة الفنية في الإنتر ماركو برانكا قد قدم عرضا بقيمة 14 مليون يورو لضم اللاعب، وهو مبلغ قد يقلب نادي ساو باولو. بالطبع أبدى كازيميرو رغبته وفي مقابلة صحافية أخيرة كان واضحا جدا، وقال: «الإنتر هو فريقي المفضل في إيطاليا». كلمات تذهب بالتفكير إلى دعم من جانب اللاعب، لكن بالتأكيد نادي موراتي لا يعتزم بذل كل ما بوسعه من مجهود، فالتعاقد مع الموهبة البرازيلية مرتبط في واقع الأمر بالاستغناء عن ويسلي شنايدر، وهو ما يؤكده طول الموقف في مقر الإنتر.
وأشارت صحيفة «صن» الإنجليزية، في وقت سابق، إلى أن هناك اتفاقا وشيكا بين الإنتر ويونايتد من أجل اللاعب الهولندي، وبالطبع التسريع كان مرتبطا بزيارة ديفيد جيل الإداري في المان يونايتد الخاطفة إلى إيطاليا، لكن السبب تحديدا هو محاولة التوصل إلى اتفاق مع ليربي للاتفاق حول المقابل المادي للاعب. وبمجرد تجاوز هذه العثرة، سيدخل النادي الإنجليزي في مفاوضات جادة مع الإنتر، إذن المناورات الكبيرة تتواصل، لكن بلا نتائج بعد.
وأضاف الـ«صن» أن شنايدر مستعد للانتقال لمانشستر يونايتد هذا الأسبوع في صفقة قياسية على مستوى النادي الإنجليزي تصل قيمتها إلى 35 مليون جنيه إسترليني (55 مليون دولار).
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يوقع شنايدر، لاعب نادي إنتر ميلان الإيطالي، عقدا براتب خيالي مع مانشستر بما سيفوق راتب مهاجم الفريق واين روني الحالي الذي يصل إلى 220 ألف جنيه إسترليني (348 ألف دولار) أسبوعيا.
ونقلت «صن» عن أحد زملاء شنايدر في إنتر قوله: «الجميع هنا يتوقعون إعلان انتقال ويسلي إلى مانشستر يونايتد قريبا».
وفي حال إتمام صفقة شنايدر، فستصل قيمة نفقات سير أليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر، خلال سوق انتقالات اللاعبين الصيفية الحالية إلى 85 مليون جنيه إسترليني أي بما يزيد بخمسة ملايين جنيه إسترليني على المبلغ الذي تقاضاه الفريق عندما باع نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى العملاق الإسباني ريال مدريد في عام 2009.
وأكد المصدر نفسه أن شنايدر بدأ بالفعل يسأل زميله بالمنتخب الهولندي نايجل دي يونغ عن أفضل الأماكن التي يمكن أن يسكن بها في مانشستر.
وأضاف: «يبدو أن عملية الانتقال ستتم لا محالة، بصرف النظر عما قد يصرح به إنتر أو ويسلي نفسه في وسائل الإعلام.. فهو انتقال جيد بالنسبة لويسلي وصفقة مربحة بالنسبة للإنتر».
وكان شنايدر انتقل من ريال مدريد إلى الإنتر في 2009 وساعد الفريق الإيطالي على إحراز ثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس الإيطاليين خلال موسمه الأول في ميلانو.
ولكن بسبب الإصابات، اقتصرت مشاركات شنايدر مع الإنتر على 25 مباراة فقط خلال الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق في المركز الثاني بترتيب الدوري الإيطالي خلف جاره إيه سي ميلان.
من جانبها وأشارت صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن مانشستر يونايتد اقترب من إتمام صفقة شرائه شنايدر مقابل 35 مليون جنيه إسترليني. وأشارت الصحيفة إلى أن ديفيد جيل، الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، توصل إلى اتفاق بالفعل مع ممثلي إنتر وشنايدر، الذي من المقرر أن يتقاضى 190 ألف جنيه إسترليني (306.7 ألف دولار) كراتب أسبوعي في «أولد ترافورد».
وأكدت الصحيفة أن شنايدر وافق على تلقي هذا الراتب بعدما كان يطلب في البداية 250 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، ليتم الاتفاق بين الطرفين وتقترب الصفقة من الاكتمال.
وطبقا للصحيفة فإن جيل التقى مع مسؤولي الإنتر، يوم الأربعاء الماضي، في زيورخ خلال اجتماع أعضاء اتحاد الأندية الأوروبية، حيث أكد جيل استعداد مانشستر يونايتد لدفع قيمة الشرط الجزائي بعقد شنايدر التي تبلغ 35 مليون جنيه إسترليني، وأن ناديه سيتقدم بعرض رسمي لضم اللاعب خلال الـ48 ساعة المقبلة.