البرازيل «حاملة اللقب» تواجه اختبارا صعبا آخر أمام باراغواي.. والمفاجآت واردة

تشيلي تتطلع إلى المربع الذهبي على حساب فنزويلا «الحصان الأسود» لكوبا أميركا

TT

للمرة الثانية في غضون ثمانية أيام فحسب، يلتقي منتخبا البرازيل وباراغواي لكرة القدم في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في الأرجنتين، حيث يلتقي الفريقان اليوم في دور الثمانية للبطولة بعدما تعادلا 2/2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة قبل أسبوع واحد فقط.

ورغم الفارق الزمني الضئيل بين المباراتين، تأتي مباراة اليوم وسط أجواء مغايرة تماما لمباراة الدور الأول. واستفاد كل من الفريقين من نقطة التعادل في الدور الأول للبطولة حيث ساعدت كلا من الفريقين على التأهل لدور الثمانية في البطولة ولكن التعادل لن يكون ضمن بدائل مباراة اليوم التي لا تقبل القسمة على اثنين حيث تحتاج إلى فائز يشق طريقه نحو المربع الذهبي بينما يودع الخاسر البطولة صفر اليدين. وكان الفريقان آخر المتأهلين لدور الثمانية بالبطولة حيث ظل موقفهما معلقا حتى الجولة الأخيرة من مباريات الدور الأول.

واستهل كل منهما مسيرته في البطولة بشكل سيئ فبدأ المنتخب البرازيلي الفائز بلقب البطولتين الماضيتين رحلة الدفاع عن لقبه بتعادل سلبي مخيب للآمال مع نظيره الفنزويلي ثم أتبعه بتعادل آخر بشق الأنفس مع منتخب باراغواي 2/2 عبر هدف في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ولكن راقصي السامبا البرازيلية نجحوا في القفز على صدارة المجموعة من خلال الفوز الكبير 4/ 2 على المنتخب الإكوادوري في الجولة الثالثة الأخيرة ليرفع حامل اللقب رصيده إلى خمس نقاط كانت كافية بتأهله بعدما تفوق على نظيره الفنزويلي بفارق الأهداف. وفي المقابل، لم يستطع منتخب باراغواي الظهور في هذه البطولة حسب التوقعات التي سبقته إلى الأرجنتين فسقط الفريق في فخ التعادل السلبي مع الإكوادور في بداية مسيرته بالبطولة وسمح للمنتخب البرازيلي بخطف نقطة التعادل 2/2 في الثواني الأخيرة من اللقاء. وتكرر نفس المشهد في آخر مبارياته بالمجموعة عندما كان متقدما 3/ 1 حتى الدقيقة 89 من المباراة قبل أن يسمح للمنتخب الفنزويلي بخطف تعادل ثمين 3/3 في الوقت بدل الضائع.

وحجز منتخب باراغواي بذلك مقعده في دور الثمانية من أضيق الأبواب بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته وأصبح صاحب أقل رصيد من النقاط من بين جميع المنتخبات المتأهلة لدور الثمانية حيث تأهل بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات دون أن يحقق أي فوز. ولكن مسيرة الدور الأول ونتيجة مباراة الفريقين نفسها في المجموعة الثانية قد لا تترك أثرا كبيرا على مباراتهما اليوم حيث يتعامل الفريقان مثل باقي منتخبات دور الثمانية مع الأدوار النهائية على أنها بطولة جديدة. ولكن الأثر الأكبر الذي قد يستفيده المنتخب البرازيلي من مبارياته في الدور الأول قد يكون ضرورة علاج الأخطاء الدفاعية والسلبيات التي ظهرت في الأداء وفي مقدمتها إهدار الفرص السهلة أمام المرمى.

ونجح راقصو السامبا البرازيلية في التغلب على مشكلة إهدار الفرص السهلة من خلال أهدافهم الأربعة أمام الإكوادور ولكن الفريق ما زال يعاني بشدة من أخطاء الدفاع كما أضيف إليها تذبذب مستوى حارس المرمى جوليو سيزار لتهتز شباك الفريق بهدفين في لقاء الإكوادور من أخطاء الدفاع. وسبق لهذه الأخطاء وخاصة من الظهير الأيمن داني ألفيش نجم برشلونة الإسباني أن أسقطت الفريق في فخ التعادل مع باراغواي مما تسبب في استبعاد ألفيش من التشكيل الأساسي للفريق في مباراة الإكوادور حيث لعب مكانه مايكون نجم إنتر ميلان الإيطالي.

وفي المقابل، يحتاج منتخب باراغواي إلى جانب علاج سلبية إهدار الفرص الخطيرة أمام مرمى المنافسين إلى أن يتعامل بمزيد من الجدية خاصة مع الدقائق الأخيرة، ولا يختلف اثنان على أن مباراة اليوم ستكون بمثابة نهائي مبكر في ظل الترشيحات التي صاحبت الفريقين قبل البطولة حيث يخوض المنتخب البرازيلي البطولة للدفاع عن اللقب والفوز به للمرة الثالثة على التوالي بينما يخوض منتخب باراغواي البطولة بعد بلوغه دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حيث خسر على يد المنتخب الإسباني بهدف نظيف قبل أن يكمل الماتادور الإسباني مسيرته نحو منصة التتويج باللقب.

ورفض مايكون اعتبار منتخب بلاده المرشح الأوفر حظا للفوز في المباراة اليوم وقال إن لون القميص لا يقود للفوز في المباريات. وأكد أن البطولة تزداد صعوبة وأنه لا يجب التفكير في أي شيء غير مباراة باراغواي، وأضاف «إذا فزنا نفكر بعدها في الدور قبل النهائي، وإذا فزنا نفكر في النهائي». وأوضح أنه لا يجب على الفريق الإفراط في الثقة وإنما يجب عليه التفكير في خوض المباراة من أجل الفوز.

وقال مانو مينيزيس المدير الفني للمنتخب البرازيلي إنه سيواصل الدفع باللاعب مايكون أساسيا في مركز الظهير الأيمن بدلا من داني ألفيش. وقال مينيزيس «مايكون قدم مباراة جيدة (أمام الإكوادور) وأنا راض عن أدائه»، وهو ما يعني أن ألفيش قد فقد مكانه. ويواجه تياغو سيلفا مشكلة عضلية في الساق اليمنى ربما تحرمه من المشاركة. وفي حالة عدم تمكن لاعب ميلان الإيطالي من المشاركة فسيحل مكانه ديفيد لويز مدافع تشيلسي الإنجليزي.

وكان مينيزيس واضحا عند الحديث عن مباراة اليوم أمام باراغواي «اعتبارا من الآن، لن تكون هناك فرص ثانية». ورغم التحسن الذي طرأ على أداء البرازيل أمام الإكوادور، شدد مينيزيس على أنه لا يشعر بالقلق إزاء الأهداف الأربعة التي هزت شباك فريقه في آخر مباراتين له في الدور الأول، بواقع هدفين أمام باراغواي ومثلهما أمام الإكوادور. وقال «أعتقد أن تلك الأهداف كانت عارضة بسبب مشكلات دفاعية. المهم من الآن هو عدم العودة لارتكاب نفس الأخطاء، والاحتفاظ بأقصى درجات التركيز».

تجدر الإشارة إلى أن منتخب باراغواي يمتلك تفوقا نسبيا على نظيره البرازيلي في السنوات العشر الأخيرة. وعلى مدار المباريات السبع التي التقى فيها الفريقان منذ عام 2002 خسر منتخب باراغواي مباراتين فقط مقابل ثلاثة انتصارات وتعادلين من بينهما التعادل في الدور الأول بالبطولة الحالية.

تشيلي - فنزويلا وفي المباراة الأخيرة من ربع النهائي، تأمل تشيلي متابعة نتائجها المميزة عندما تواجه فنزويلا إحدى مفاجآت البطولة في سان خوان. ويرفع المنتخبان شعار «التحدي والحذر» عندما يلتقيان اليوم. وعلى الرغم من الترشيحات الضعيفة التي صاحبت كلا من الفريقين قبل بداية البطولة، نجح كل منهما في ترك بصمة رائعة بالدور الأول للبطولة مما يجعلهما مرشحين حاليا لإمكانية العبور إلى المباراة النهائية. ولم يكن منتخب تشيلي مرشحا للخروج من الدور الأول للبطولة، ولكن لم يكن من المتوقع أيضا أن يتصدر مجموعته في الدور الأول بهذا الشكل الرائع، وخاصة أن جميع المتابعين للبطولة اعترفوا بأنه صاحب أفضل العروض في الدور الأول.

وحافظ منتخب تشيلي على سجله خاليا من الهزائم في الدور الأول فاستهل مسيرته في البطولة بفوز مثير على نظيره المكسيكي 2/ 1 ثم تعادل 1/1 بجدارة مع أوروغواي ليضمن التأهل لدور الثمانية مبكرا قبل أن يختتم مسيرته في الدور الأول بفوز مثير 1/ صفر على بيرو ليتربع على قمة المجموعة بلا منازع رافعا رصيده إلى سبع نقاط. وفي المقابل، كان المنتخب الفنزويلي هو الحصان الأسود للبطولة الحالية، بل وأصبح الفريق العنابي هو بطل المفاجآت إلى درجة يصعب معها التكهن بما يمكن أن يفعله الفريق في أي مباراة. وفجر المنتخب الفنزويلي أولى مفاجآته عندما حقق تعادلا سلبيا بطعم الفوز مع نظيره البرازيلي حامل اللقب ثم تغلب الفريق على المنتخب الإكوادوري 1/ صفر قبل أن يقدم فاصلا من الإثارة والمفاجآت في المباراة الثالثة ليخطف التعادل 3/3 من منتخب باراغواي في الوقت بدل الضائع بعدما ظل الأخير متقدما 3/ 1 حتى الدقيقة 89. واحتل المنتخب الفنزويلي المركز الثاني في المجموعة الثانية بالدور الأول برصيد خمس نقاط وبفارق هدف فقط خلف المنتخب البرازيلي.

ولذلك، لن تكون مباراة اليوم من طرف واحد بل ستكون في غاية التكافؤ بين فريقين نجح كل منهما في ترك بصمته بالدور الأول وما زالت لديهما القدرة على التقدم في البطولة لأن كلا منهما يمتلك المقومات والإمكانات التي تساعده على ذلك. وأكد المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني لمنتخب تشيلي، أن المنتخب الفنزويلي تطور كثيرا في السنوات القليلة الماضية، وأنه يتعين على فريقه توخي الحذر في مباراة الفريقين اليوم. واعترف بورجي بأنه يفضل بالطبع مواجهة المنتخب الفنزويلي وليس منتخب البرازيل.