إشادات بكنباور وماتيوس تقود الهلال إلى الاتفاق مع الألماني توماس دول

«الشرق الأوسط» تسرد قصة المفاوضات الزرقاء مع 8 مدربين خلال 60 يوما

TT

قصة المدربين مع الهلال انتهت حياكتها أمس في العاصمة الفرنسية باريس باتفاق جرى بين رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد والمدير الفني الألماني توماس دول الذي يعتبر من المدربين الشبان في ألمانيا ولم يعلن الهلاليون رسميا التعاقد مع هذا المدرب حتى الساعة الـ10 من مساء أمس رغم أن مسؤولين رسميين في النادي أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الساعتين الأخيرتين من مساء أمس تركزت على دراسة العقد والشروط الجزائية وأجور العمولات للوكلاء.

وبدا الخناق يضيق على الهلال منذ نهاية الأسبوع الماضي حينما لم يتوصل مفاوضوه إلى اتفاق مع أي من المدربين الـ7 الذين فاوضهم طيلة الأشهر الثلاثة الماضية بدءا بالآيرلندي مارتن أونيل ثم الألماني كريستوف داوم والإسباني كيكي فلوريس والفرنسيين غي لاكومب وأنطونيو كومباري ومواطنهما كلود بويل والهولندي رونالد كويمان.

الفرنسي بويل صرف الهلاليون النظر عنه لعدم قناعتهم به فيما كان مواطناه الفرنسيان مجرد اسمين طرحا لكنهما لم يحظيا بالإعجاب من قبل اللجنة السداسية في النادي الأزرق أما الهولندي كويمان فهو من اعتذر عن قبول المهمة رغم أن غالبية الأعضاء الستة كانوا لا يريدونه وكان اعتذاره مريحا بالنسبة لهم على الصعيد الأخلاقي.

ووسط تسارع اللحظات واقتراب موعد انطلاق المعسكر للفريق الهلالي بدأ المفاوضون في الهلال التعجيل في إدارة المفاوضات لتنحصر الأسماء في 3 مدربين هم الألماني توماس دول الذي تمت مفاوضته في البداية قبل أن يتركوه ليعودوا إليه هذا الأسبوع ومواطنه كريستوف داوم الذي حاول معه الهلاليون بيد أن عوائق وصعوبات كثر أثرت على مجرى المفاوضات من بينها الضرائب التي يطالب الهلال بالتكفل بسدادها لكن الإدارة رفضت بسبب أن نحو 51% من قيمة عقده ستذهب إلى إدارة الضرائب في ألمانيا فيما تبدو عوائد الصفقة ضعيفة بالنسبة له أما المدرب الثالث فكان الإسباني كيكي فلوريس الذي يملك سجلا رائعا على الصعيد الإسباني بيد أن تجاربه خارج البلاد كانت ضعيفة لتذهب الإدارة إلى الاتفاق في النهاية مع توماس دول.

الاجتماع الباريسي الذي عقده رئيس الهلال ومدير الفريق سامي الجابر مع دول والذي كان محددا بنحو نصف ساعة ليتحول إلى 3 ساعات كان هو نقطة التحول في المفاوضات بسبب إعجاب المفاوضين بدول وبردوده حيال بعض المواقف التي قد تنتج أثناء تدريب فريق الهلال مثل مشاكل اللاعب الجماهيري وعدم انضباطية النجم وأمور أخرى.

توماس دول (45 عاما) هو لاعب الوسط السابق الذي مثل عددا من الأندية الأوروبية الكبيرة كهامبورغ وإينتراخت فرانكفورت الألمانيين ولاتسيو وباري الإيطاليين، إلى جانب مشاركته مع منتخب ألمانيا مطلع التسعينات بعد أن توحدت الألمانيتان الشرقية والغربية، كما درب هامبورغ وبروسيا دورتموند غينتشلاربيرليغي التركي ولدول إنجاز شخصي وحيد كان عام 2005 وهو لقب أفضل مدرب في ألمانيا آنذاك بعد قيادته المميزة لنادي هامبورغ والعودة به مجددا للمسابقة الأوروبية.

ويتميز توماس دول بتعاطيه الراقي مع وسائل الإعلام وتصريحاته غير المتشنجة والتي يغلب عليها الجانب العقلاني، فلم تشهد تصاريحه خلال مسيرته التدريبية أي تهجم على أطراف أخرى، بل كان دائما يلتفت إلى فريقه ويتحدث عن الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون، وشخصية دول صارمة لا تقبل التهاون في العمل أو التأخر عن التدريبات، ويتفق مع المدرب البلجيكي السابق إيريك غيريتس في كثير من سماته الشخصية.

وتشير صحيفة «بيلد» الألمانية أن توماس دول من المدربين الذين يركزون كثيرا على الجانب اللياقي والبدني، حيث يمضي معظم أوقات التمرين في الدوران حول الملعب وكذلك صعود الدرج وغيرها من التدريبات التي تساهم في بناء الكتلة العضلية ورفع المعدل اللياقي، ومر الفكر التدريبي بدول بالكثير من الأساليب داخل الملعب، حيث ابتدأها بـ3-4-3 التي تتحول حال الدفاع إلى 5-2-3، ثم بعدها اتخذ أسلوب 4-4-2 قبل أن ينتهي به المطاف بالعودة إلى 4-3-3، إلا أن شبكة «فوتبول لاينوبس» المتخصصة برصد تكتيك المدربين وضعت نهج 4-1-3-2 في المرتبة الأولى التي قام دول بتطبيقها أثناء تواجده سواء في الدوري الألماني أو التركي، وهو الأسلوب الأقرب لتطبيقه مع الهلال الذي يتميز بنزعته الهجومية القوية ودفاعاته المتماسكة خصوصا بعد التعاقد مع المغربيين عادل هرماش ويوسف العربي اللذين سيشكلان توازنا في الجانبين.

وتشير مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن المقابل المادي الذي سيتلقاه دول يعتبر الأقل مقارنة بالأسماء الأخرى التي كانت الإدارة الهلالية قد فاوضتها في وقت سابق، وهو ما يجعله الاسم الأقرب خصوصا أن الهلال لا يزال يبحث عن محترف أجنبي ثالث بعد اقتراب رحيل السويدي فيلهامسون الذي تلقى عروضا من أندية خليجية وأوروبية، إلى جانب المحترف الآسيوي الرابع الذي لم تحسمه الإدارة حتى اللحظة بعد مغادرة الظهير الأيمن الكوري الجنوبي لي يونغ بيو الذي فضل عدم الاستمرار وختم مشواره الرياضي في بلده.

ونشير إلى أن إدارة الهلال ارتكزت في تعاقدها مع دول بإشادات كثيرة تلقاها المدرب من القيصر الألماني فرانتز بكنباور ومواطنه القائد الآخر لوثر ماتيوس.

من جهة أخرى، أبلغت الإدارة اللاعبين عبر رسائل نصية ضرورة الاستعداد للسفر فجر السبت المقبل إلى ألمانيا من أجل إقامة المعسكر الخارجي.