بعد الإطاحة بالبرازيل.. الباراغواي تتطلع لإزاحة فنزويلا

تسعى لحجز بطاقة نهائي كوبا أميركا لأول مرة منذ 31 عاما

TT

بعد أسبوع من المواجهة المثيرة بينهما، يلتقي منتخبا باراغواي وفنزويلا لكرة القدم مجددا في مواجهة مصيرية لا تعرف أنصاف الحلول، حيث يتصارع الفريقان على بطاقة التأهل لنهائي بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا بالأرجنتين. ويلتقي الفريقان اليوم بمدينة ميندوزا في المباراة الثانية بالدور قبل النهائي للبطولة بعد تعادلهما 3/3 يوم الأربعاء الماضي في ختام مبارياتهما بالدور الأول للبطولة. ورغم الترشيحات الكبيرة التي رافقت منتخب باراغواي في مباراة الأربعاء الماضي، لن يكون لهذه الترشيحات أي قيمة حقيقية في لقاء اليوم بعدما خرج المارد الفنزويلي من «القمقم» وأكد أنه الحصان الأسود لهذه البطولة وأنه ملك المفاجآت.

وبلغ الفريقان المربع الذهبي للبطولة بعد مسيرة تتباين تماما مع الترشيحات التي صاحبتهما قبل بداية البطولة. منتخب باراغواي فرض نفسه ملكا متوجا على عرش التعادلات في البطولة وشق طريقه للمربع الذهبي عبر 4 تعادلات متتالية ليصبح من أكثر الفرق التي تثير الدهشة في البطولة الحالية. وتأهل منتخب باراغواي بقيادة مديره الفني الأرجنتيني جيراردو مارتينو إلى دور الـ8 من خلال 3 تعادلات (مع الإكوادور سلبيا والبرازيل 2/2 وفنزويلا 3/3) احتل بها المركز الثالث في مجموعته في الدور الأول برصيد 3 نقاط. وبعدها، تأهل للمربع الذهبي من خلال ضربات الترجيح بعد تعادله السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراته أمام المنتخب البرازيلي في دور الـ8 مما يعني أنه بلغ المربع الذهبي عبر 4 تعادلات متتالية ليصبح ملك التعادلات في البطولة الحالية. ويستطيع منتخب باراغواي إحراز لقب البطولة بنفس الطريقة إذا تعادل مع منتخب فنزويلا اليوم وحسم المواجهة بضربات الترجيح ثم كرر ذلك في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل بالعاصمة بيونس آيرس. ولم يسبق لأي فريق أن حقق ذلك، على الأقل، على مدار تاريخ بطولتي كوبا أميركا وكأس العالم.

وفي المقابل، فرض منتخب فنزويلا (العنابي) نفسه كأبرز اكتشافات ومفاجآت البطولة الحالية بعدما عبر إلى دور الـ8 دون أن يتلقى أي هزيمة، بل وكان ندا قويا في المباريات الـ3 التي خاضها بالدور الأول للبطولة. واستهل الفريق مسيرته في البطولة بتعادل سلبي ثمين مع المنتخب البرازيلي حامل اللقب ثم حقق فوزا غاليا 1-0 على نظيره الإكوادوري ليضمن التأهل لدور الـ8 قبل أن يختتم مبارياته في الدور الأول بتعادل ثمين 3/3 مع بارغواي. واحتل المنتخب الفنزويلي المركز الثاني في المجموعة الثانية بالدور الأول، وذلك برصيد 5 نقاط وبفارق الأهداف فقط خلف المنتخب البرازيلي وبفارق نقطتين أمام منتخب باراغواي الذي تأهل لدور الـ8 من الباب الضيق. وفي دور الـ8، واصل المنتخب الفنزويلي المغامرة وفجر مفاجأة جديدة بالفوز 2-1 على نظيره التشيلي صاحب أفضل المستويات في هذه البطولة.

وربما رأى البعض قبل بداية البطولة الحالية أن المواجهة بين منتخب باراغواي وفنزويلا تبدو محسومة لمنتخب باراغواي، ولكن مع سير البطولة بهذا الشكل الذي شهدته مباريات الدورين الأول والثاني، تبدو المواجهة متكافئة إلى حد بعيد ويصعب التكهن بنتيجتها. ورغم ذلك، لا يختلف اثنان على أن المنطق والإمكانيات يرجحان كفة منتخب باراغواي إذا نجح في علاج السلبيات التي ظهرت في أدائه خلال مباراة الدور الأول وفي مقدمتها التركيز. وكان منتخب باراغواي على وشك الخروج فائزا من المواجهة مع المنتخب الفنزويلي في الدور الأول حيث ظل متقدما 3-1 حتى الدقيقة 89 قبل أن يفقد اللاعبون تركيزهم ويكشف المنتخب الفنزويلي عن أهم مميزاته وهي اللعب حتى النفس الأخير حيث نجح لاعبوه في تسجيل هدفين متتاليين في الدقيقتين 89 والثانية من الوقت بدل الضائع لينتهي اللقاء بالتعادل 3/3.

والحقيقة أن هذه السلبية ظهرت أيضا في لقاء باراغواي مع البرازيل في الدور الأول حيث كان منتخب باراغواي متقدما 2-1 حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة ولكن المنتخب البرازيلي نجح في تسجيل هدف التعادل 2/2 في الدقيقة 90. وتدارك منتخب باراغواي ذلك في لقاء البرازيل بالذات في دور الـ8 حيث نجح في الخروج من المباراة بالتعادل السلبي قبل الإطاحة براقصي السامبا عبر ضربات الترجيح. والآن، سيكون الفريق بحاجة إلى تكرار نفس الشيء في لقاء اليوم أمام صحوة الدقائق الأخيرة للمنتخب الفنزويلي. وفي المقابل، نجح المنتخب الفنزويلي في الاستفادة من الصحوة المتأخرة في مباراة باراغواي بالدور الأول ثم في مباراة تشيلي بدور الـ8 عندما سجل هدف الفوز قبل 10 دقائق فقط من نهاية اللقاء. ويأمل الفريق في تكرار هذه الصحوة بالتأكيد في مباراة اليوم. وإلى جانب الحذر والتركيز حتى الدقيقة الأخيرة من اللقاء، يمتلك منتخب باراغواي العديد من الأسلحة التي تؤهله لتحقيق الفوز والعبور إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 1979 التي توج فيها بلقبه الثاني الأخير في البطولة. ويأتي في مقدمة هذه الأسلحة التألق الواضح لحارس مرماه خوستو فيار الذي لعب دورا بارزا في لقاء دور الـ8 أمام السامبا البرازيلية. كما يتألق في صفوف الفريق أكثر من مهاجم بارز مثل روكي سانتا كروز ولوكاس باريوس ونيلسون هايدو فالديز، بالإضافة إلى اللاعب المتألق مارسيلو استيغاريبيا نجم الجبهة اليسرى والمدافع أنطولين ألكاراز.

وفي المقابل يمتلك المنتخب الفنزويلي بقيادة مديره الفني، سيزار فارياس، العديد من الأسلحة أيضا مثل المهاجم نيكولاس فيدور ميكو. وأكد باريوس أن فريقه أظهر حماسا رائعا في المباراة التي حقق فيها الفوز على نظيره البرازيلي بدور الـ8 وأن هذه المباراة ستمنح الفريق «دفعة معنوية هائلة» قبل خوض مباراته أمام المنتخب الفنزويلي. وقال باريوس: «نعلم أننا حققنا إنجازا مهما. الفوز على المنتخب البرازيلي يمنحنا دفعة معنوية هائلة.. أظهرنا الحماس الهائل الذي يتمتع به جميع اللاعبين الـ23 في صفوف الفريق وكذلك جميع أعضاء المنتخب وأنصاره».