الأوروغواي إلى نهائي «كوبا أميركا» والاحتفالات تعم البلاد

بيرو تشيد بمنتخبها وترى أنه ودع البطولة مرفوع الرأس

TT

«الشرق الأوسط»رغم حسم المباراة بهدفي المهاجم لويس سواريز قبل أكثر من نصف ساعة من انتهاء المباراة، لم يستطع أنصار منتخب أوروغواي الاحتفال بالفوز على بيرو 2 - صفر والتأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) إلا مع نهاية المباراة في ظل المفاجآت الكثيرة التي اتسمت بها البطولة الحالية المقامة بالأرجنتين. وعندما أطلق الحكم البوليفي راؤول أوروزكو الذي أدار المباراة صافرة النهاية كانت هذه الصافرة هي الشرارة التي اندلعت معها موجة الاحتفالات في جميع أنحاء أوروغواي، وخاصة في العاصمة مونتفيديو ابتهاجا بوصول الفريق للنهائي للمرة الأولى منذ عام 1999.

ومع نهاية المباراة انطلقت الألعاب النارية في سماء مونتفيديو التي يقطنها نصف عدد سكان أوروغواي البالغ عددهم 3.2 مليون نسمة. وأطلق المشجعون أبواق السيارات في مهرجان احتفالي رائع. وبثت محطات الإذاعة أصوات الاحتفالات التي اندلعت في كل أنحاء أوروغواي بهذا الجيل الرائع لمنتخب أوروغواي. وفي مونتفيديو، امتلأ الميدان الرئيسي للعاصمة بالمشجعين المتحمسين من الرجال والنساء والشبان والصبية والفتيات الذين غمرتهم الفرحة بهذه العروض الرائعة والنتائج المبهرة لمنتخبهم. وفي الشرفة الرئيسية لمقر مجلس المدينة، وضعت شاشة تلفزيون عملاقة لإعادة بث المباراة ومقاطع فيديو لاحتفالات الجماهير المتحمسة بهذا الفوز الثمين والتأهل للنهائي للمرة الأولى منذ 12 عاما.

كما اهتمت وسائل الإعلام في أوروغواي بنقل وقائع الاحتفالات بينما حرصت على التواصل مع مراسليها الموجودين في مدينة لا بلاتا الأرجنتينية التي استضافت المباراة. وأكدت محطة «إل اسبيكتادور» الإذاعية أن أداء جميع لاعبي منتخب أوروغواي كان «متميزا» وخاصة لويس سواريز والنجم متعدد المواهب الفارو بيريرا. وانتزع سواريز من بيريرا صدارة هدافي الفريق في البطولة الحالية حيث رفع سواريز رصيده إلى ثلاثة أهداف مقابل هدفين فقط لبيريرا. وذكرت صحيفة «إل بايس» أن منتخب أوروغواي أصبح على بعد خطوة من استعادة لقب كوبا أميركا والانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب (15 لقبا) بعدما تأهل لنهائي البطولة.

من جانبه أشاد أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي بمهاجمه المتألق، وقال «سواريز مهاجم رائع ومن أفضل المهاجمين في العالم. إنه ليس اكتشافا بالنسبة لنا. لم يكن مستواه في هذه المباراة مفاجأة لنا». وأشاد تاباريز بأداء سواريز والهدفين اللذين سجلهما اللاعب، مشيرا إلى أنه عمد إلى استبداله بعد الهدفين لمنحه فرصة للراحة والحفاظ عليه استعدادا للمباراة النهائية. وقال تاباريز «سواريز لاعب مهم للغاية واستبدلناه في مباراة الأمس لحصوله على إنذار وخشية غيابه عن المباراة النهائية». وأكد سواريز أن فريقه وجه صفعة قوية إلى المنتخب البيروفي في هذه المباراة بفضل الفعالية الهجومية في الشوط الثاني. وأوضح «كانت المباراة صعبة للغاية في شوطها الأول. كنا نعلم أن منتخب بيرو سيسعى للدفاع بشكل منظم وجيد.. افتقدنا الفعالية الهجومية الكافية في الشوط الأول ولكننا أصبحنا أكثر فعالية في شوط المباراة الثاني».

وأكد تاباريز أن أحد أهم العوامل التي ساعدت في حسم المباراة هو هز الشباك مبكرا في الشوط الثاني لأن الهدف الأول نجح في حسم الصعوبات التي واجهها الفريق في الشوط الأول كما منحنا الكثير من الهدوء. وأضاف تاباريز «في البطولة السابقة، خرجنا بضربات الترجيح بعدما كنا الأفضل في مباراتنا بالدور قبل النهائي»، في إشارة إلى هزيمة فريقه بضربات الترجيح أمام نظيره البرازيلي في المربع الذهبي للبطولة الماضية عام 2007. وأوضح تاباريز أن النجاح الذي حققه منتخب أوروغواي في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، التي احتل فيها المركز الرابع وكذلك في البطولة الحالية حيث بلغ المباراة النهائية، يعتمد على «خطة خمسية»، مشيرا إلى أن مستوى اللاعبين ساعده على تطبيق هذه الخطة في مشروع لتطوير مستوى الفريق عبر 5 سنوات.

في المقابل، أشارت صحافة بيرو إلى أن منتخب بلادها رضي بالخروج من الدور قبل النهائي في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية لينهي حلمه في البطولة مرفوع الرأس. وذكرت صحيفة «إل كوميرسيو» على موقعها على الإنترنت «بجبهة مرفوعة عاليا» في إشارة إلى الخروج المشرف للفريق من البطولة بعد عروض رائعة ونتائج طيبة. وأوضحت صحيفة «إل بوكيون» على موقعها «لنواصل التطور»، بينما أوضحت صحيفة «بيرو 21» أن الفريق عليه التفكير الآن في التأهل لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وذكرت صحيفة «لا ريبابليكا» على موقعها «الحلم انتهى».

وأجمع المعلقون والمحللون على محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون على أن مسيرة الفريق في البطولة كانت جيدة للغاية مقارنة بإخفاقاته في السنوات القليلة الماضية.

وحول أحداث المباراة، جاء الشوط الأول عقيما حيث عانت الأوروغواي من التكتل الدفاعي للمنتخب البيروفي وسنحت لها فرصتان عبر سواريز في الدقيقة الـ8، والفارو بيريرا في الدقيقة الـ16، لكن عابهما التركيز في إنهائها داخل المرمى، قبل أن يفرض زملاء نجم أتلتيكو مدريد الإسباني دييغو فورلان أفضل لاعب في المونديال سيطرتهم في الشوط الثاني، واحتاج نجمهم سواريز إلى 5 دقائق لوضع حد للمغامرة البيروفية في البطولة ومبخرة حلمها بالتتويج بلقبها الأول منذ 1975 والثالث في تاريخها بعد الأول عام 1939.

ومنح سواريز التقدم لأوروغواي عندما استغل كرة قوية مرتدة من الحارس راؤول فرنانديز إثر تسديدة لفورلان فتابعها من زاوية صعبة داخل الشباك. وخرج لاعبو البيرو من تكتلهم الدفاعي بحثا عن التعادل لكن القناص سواريز استغل الموقف إثر حصوله على تمريرة من الفارو بيريرا فانفرد وتابعها داخل المرمى في الدقيقة الـ58 رافعا رصيده إلى 3 أهداف في البطولة ولحق بمهاجم الأرجنتين سيرخيو أغويرو إلى صدارة لائحة الهدافين. وزادت محن البيرو في المباراة بطرد قائدها خوان فارغاس في الدقيقة الـ69 لتعمده ضرب المدافع سيباستيان كواتيس بالكوع، بيد أن ذلك لم يمنعهم من الضغط على الأوروغواي التي تراجعت إلى الدفاع معتمدة على الهجمات المرتدة. وكانت أبرز فرصة للمنتخب البيروفي تسديدة قوية لباولو غيريرو تصدى لها فرناندو موسليرا على دفعتين (84).