فنزويلا والبيرو تبحثان عن الأمل الأخير في كوبا أميركا

بعد أن تبدد الحلم الكبير في بلوغ نهائي البطولة

TT

يبحث المنتخب الفنزويلي عن جائزة الترضية عندما يتواجه اليوم في لا بلاتا مع نظيره البيروفي في مباراة تحديد المركز الثالث في كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي تحتضنها الأرجنتين حتى غدا. ويرى الكثيرون أن المنتخب الفنزويلي، الذي كان مفاجأة البطولة، يستحق أن يوجد في مباراة اللقب وليس الاكتفاء بجائزة الترضية، لكن الحظ كان إلى جانب الباراغواي الذي أطاح به من الدور نصف النهائي عبر ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وقدم كل من الفريقين عروضا رائعة ونتائج طيبة للغاية على مدار البطولة، ولم يعد أمامهما سوى الرد على السؤال الأخير الذي ينتظره المتابعون من فريقين استحق كل منهما لقب الحصان الأسود للبطولة.

واستحق المنتخب الفنزويلي بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه لأنه كان الأفضل، إلا أن الحظ عانده بعدما نابت الخشبات الـ3 عن الحارس الباراغواياني خوستو فيار في 3 مناسبات، كما ألغى له الحكم هدفا بداعي التسلل. وسيكون رجال المدرب سيزار فارياس عازمين على تعويض خيبة الخروج من دور الـ4 من خلال الفوز على البيرو الذي خرج على يد الأوروغواي (0-2)، خصوصا في ظل المساندة المعنوية التي يقدمها لهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بشكل يومي عبر صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي. ولم يكن شافيز راضيا عن خروج بلاده بهذه الطريقة، وهو اعتبر أن المنتخب «تعرض للسرقة» أمام الباراغواي، وذلك بعد تغاضي الحكم المكسيكي الذي قاد اللقاء عن الحركة الخطيرة التي قام بها الباراغواياني داريو فيرون الذي أصبح في نهاية المطاف الأخير بطل بلاده بعدما سجل ركلة الترجيح الأخيرة.

وقد يكون الحظ وقف إلى جانب الباراغواي الذي بلغ المباراة النهائية بـ5 تعادلات ودون أي فوز، وذلك بعدما احتاج أيضا إلى ركلات الترجيح ليجرد البرازيل من اللقب، لكن المنتخب الفنزويلي يريد أن يدون اسمه في البطولة بشكل مختلف، وهذا ما أكده مدربه فارياس، قائلا: «انظروا.. كنا الفريق الضيف (من ناحية عدد المشجعين) في أغلبية المباريات، كما يجب الأخذ في الحسبان عامل الطقس أيضا»، في إشارة منه إلى إقامة البطولة في منتصف الشتاء الأرجنتيني البارد، قال فارياس إن مباراة البيرو قد تكون نهاية فصل بالنسبة لفنزويلا لكنها ليست نهاية القصة، واعدا بتحقيق المزيد من الإنجازات بغض النظر عن نتيجة اليوم، «إذا أصبحنا فريقا قويا على أرضنا، فهناك احتمال كبير بالتأهل إلى كأس العالم التي ستقام في البرازيل الأكثر دفئا (من الأرجنتين)». وتعتبر فنزويلا البلد الوحيد الذي لم يشارك في كأس العالم من منطقة أميركا الجنوبية.

ومن المؤكد أن مباراة اليوم التي يحتضنها ملعب «سيوداد دي لا بلاتا»، لن تكون سهلة على الفنزويليين في مواجهة المنتخب البيروفي الذي قدم بدوره أداء لافتا قبل انتهاء حلمه باللقب الأول منذ 1975 والثالث في تاريخه (توج به عام 1939 أيضا) على يد الأوروغواي. ولن يكون المركز الثالث بالشيء الجديد على البيرو الذي وصل إلى دور الـ4 على حساب كولومبيا (2-0 بعد التمديد)، إذا سبق وأحرزه 6 مرات، آخرها عام 1983، كما نال المركز الرابع في 5 مناسبات، آخرها عام 1997. ويبدو المنتخب البيروفي فريقا مختلفا عما كان عليه في الأعوام الأخيرة وذلك منذ وصول المدرب الأوروغوياني سيرجيو ماركاريان، الذي تحدث عن المشاركة في البطولة القارية، قائلا: «لقد ظهرنا بمستوى لائق وخرجنا بالكثير من النقاط الإيجابية»، وذلك في إشارة منه إلى الهدف الأساسي الذي وضعه، كما حال جميع المدربين الذين شاركوا في الأرجنتين 2011، وهو التحضير للتصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014.

وأشار ماركاريان إلى أنه سيجري بعض التعديلات على التشكيلة التي ستواجه فنزويلا، خصوصا في ظل غياب لاعب الوسط خوان فارغاس للإصابة. وفي الجهة المقابلة، من المرجح أن يعود توماس رينكون إلى خط وسط فنزويلا بعد انتهاء مدة إيقافه، وذلك رغم الأداء المميز الذي قدمه جاكومو دي جيورجي في هذا المركز أمام الباراغواي. يذكر أن منتخب فنزويلا فاز على البيرو 3-1 عندما استضافه في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا 2010 لكنه عاد وخسر خارج قواعده 0-1.

وبعدما ظل منتخب فنزويلا هو الصيد السهل على مدار البطولات السابقة التي خاضها في كوبا أميركا وكانت مواجهته مطمعا لباقي المنتخبات التي ترغب في تحقيق فوز سهل وكبير، برهن المنتخب الفنزويلي (العنابي) على أنه طوى صفحة الماضي وأصبح من الفرق المنافسة بقوة في هذه القارة. وترك المنتخب الفنزويلي (العنابي)، صاحب أسوأ المراكز في التصنيف العالمي من بين جميع المنتخبات الـ12 التي خاضت البطولة الحالية، بصمة رائعة على مدار جميع أدوار البطولة حتى الآن. ولم يخسر المنتخب الفنزويلي أيا من المباريات الـ5 التي خاضها حتى الآن حيث تعادل مع البرازيل سلبيا ومع باراغواي 3/3 وفاز على الإكوادور 1-0 في الدور الأول ثم فاز على تشيلي 2-1 في دور الـ8 وتعادل مع باراغواي سلبيا في المربع الذهبي، ولكنه سقط في ضربات الترجيح 3-5. وفي المقابل، تأهل المنتخب البيروفي إلى دور الـ8 بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته، ولكنه نجح في ترك بصمة رائعة أيضا على مدار الأدوار المختلفة للبطولة.