أمبروزيني وغاتوزو وإنزاغي وسيدورف.. لاعبون غير عاديين ساهموا في كتابة تاريخ الميلان

رباعي الحرس القديم متخصص في حصد البطولات وما زال قادرا على التألق والعطاء

TT

نصف قرن هو مجموع السنوات التي قضاها مع الميلان كل من أمبروزيني وجينارو غاتوزو وفيليبو إنزاغي وسيدورف. ومع مرور السنوات يتغير اللاعبون والمدربون لكن هذا الرباعي، الذين تجاوزت أعمارهم جميعا الـ30 عاما، باقون دائما مع الميلان، لكنهم لا يفقدون أبدا رغبتهم في الظهور ولعب دور محوري مع الفريق. وبالإضافة إلى إبراهيموفيتش واللاعبين الشباب، يعتبر هؤلاء اللاعبون الأربعة هم أبرز ما ظهر في المباراة الودية الأولى لفريق الميلان في إطار استعداداته للموسم الجديد والثاني تحت قيادة أليغري.

ولا شك في أن هؤلاء الأربعة ليسوا لاعبين عاديين، بل هم من الحرس القديم الذي ساهم في كتابة تاريخ نادي الميلان خلال السنوات العشرة الأخيرة. والأكبر سنا بين هؤلاء الأربعة هو أمبروزيني الذي انضم للميلان وهو في سن الـ18 ويوشك أن يبدأ الموسم الـ16 له مع الفريق، بينما انضم غاتوزو للميلان قبل 13 عاما وإنزاغي قبل 11 عاما وسيدورف قبل 10 أعوام. ويبلغ مجموع ما لعبه هؤلاء الأربعة مع الميلان 50 عاما فازوا خلالها بـ9 بطولات، منها بطولتان لدوري أبطال أوروبا، ودرع الدوري الإيطالي مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس السوبر الإيطالي مرة واحدة، وكأس العالم للأندية مرة واحدة. لكن هؤلاء النجوم المخضرمين لم يكتفوا بعد من البطولات مع ناديهم العريق.

ولعل ما يثبت قدرة هؤلاء النجوم على العطاء هو المستوى الذي ظهروا به في المباراة الودية أمام فريق سولبياتيزي يوم الأربعاء الماضي. فبالإضافة إلى الـ12 هدفا الذي أحرزها الميلان، خرج أليغري مدرب الفريق من هذه المباراة بقناعة أنه يستطيع الاعتماد على هؤلاء اللاعبين الأربعة خلال الموسم القادم أيضا. فإذا كان متوسط أعمار هؤلاء الأربعة هو 35 عاما (وأكبرهم سنا هو إنزاغي 37 عاما وأصغرهم هو غاتوزو 33 عاما)، فإنهم يركضون ويلتحمون في الملعب وكأنهم من الشباب الناشئين. وقد شارك سيدورف في المباراة الودية كلاعب وسط أيسر خلال الشوط الأول وسجل الهدف الأول للميلان هذا الموسم بعد دقيقتين فقط، كما سجل الهدف الرابع للميلان بلعبة بارعة بالكعب. وشارك باقي اللاعبين الأربعة في الشوط الثاني وساهموا بفاعلية في سيطرة الميلان على أحداث الشوط الثاني، كما سجل إنزاغي الهدف الـ12 لصالح الميلان في اللقاء ليحظى بتشجيع وهتافات كبيرة من جانب جماهير الميلان التي أخذت تهتف: «يا إنزاغي سجل من أجلنا». ونظرا لتمتع اللاعبين الشباب بالنضج وتأقلم الوافدين الجدد مع الفريق لا شك في أن لاعبي الحرس القديم يمثلون صمام أمام لأليغري مدرب الميلان وضمانا لتألق الفريق واستمرار الانتصارات التي تحققت الموسم الماضي.

ويستطيع أليغري الاعتماد على الرغبة في التعويض وإثبات الذات لدى كل من إنزاغي وأمبروزيني اللذين لم يشاركا كثيرا خلال الموسم الماضي بسبب الإصابات. وقد رفع أمبروزيني درع الدوري في نهاية الموسم، بصفته قائدا للميلان لأول مرة على الرغم من أنه لم يشارك إلا في 23 مباراة فقط في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، حيث غاب عن الملاعب نهائيا من شهر فبراير (شباط) إلى شهر أبريل (نيسان) بسبب الإصابة. وغاب إنزاغي طوال الموسم تقريبا بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة، لكن المهاجم المخضرم الذي سجل 126 هدفا في مشواره مع الميلان لم يستسلم ويرغب في دخول تحد جديد وحجز مكان لنفسه في تشكيلة الفريق خلال الموسم القادم. ولعل الغضب الذي ظهر على إنزاغي بعد إضاعته لهدف في تلك المباراة الودية الأخيرة يثبت أن اللاعب لا يرغب في الاعتزال على الإطلاق على الرغم من اقترابه من سن الـ38. وفي ما يتعلق بغاتوزو فقد نجح اللاعب الموسم الماضي، بعد أن كان مرشحا للرحيل عن الميلان، في كسب ثقة المدرب أليغري ليصبح لاعبا أساسيا وأحد أعمدة الفريق. واستطاع سيدورف، الذي لعب دورا مهما في فريق الميلان خلال نهاية الموسم الماضي، أن ينال هو الآخر ثقة أليغري الذي يجلسه عادة على مقعد البدلاء ثم يدفع به بعد ذلك ليؤدي دورا مهما وجيدا مع الفريق. والشيء المؤكد هو أن هؤلاء الأربعة يمتلكون الخبرة والحماس، وهو ما يحتاجه أليغري بشدة ويسعد له. من جهة أخرى، أصبح الميلان ومدربه السابق ليوناردو خصمين متنافسين في سوق الانتقالات. واحتدمت المنافسة بين الميلان وليوناردو المدير الرياضي لفريق باريس سان جيرمان على ضم اللاعب البرازيلي باولو هينريك غانسو. وبعد أن تدفقت المزيد من الأموال على خزائن النادي الفرنسي بفضل المستثمرين العرب، أصبح ليوناردو جاهزا لتلبية مطالب جميع مالكي بطاقة اللاعب البرازيلي الفذ، وعلى رأسهم لويس ألفارو دي أوليفيرا ريبيرو رئيس نادس سانتوس البرازيلي الذي يلعب له غانسو. ولن يمثل الشرط الجزائي الذي يقدر بـ25 مليون يورو في عقد غانسو، إذن، عقبة كبيرة بالنسبة لليوناردو لإتمام الصفقة. لكن نادي الميلان يدخل صفقة غانسو مدعوما برغبة اللاعب في الانتقال للميلان التي أعرب عنها مؤخرا في معسكر منتخب البرازيل الذي كان يشارك في بطولة كوبا أميركا. فقد ودع غانسو تياغو سيلفا وهما يغادران المعسكر وطلب منه أن يبلغ رسالة جديدة إلى أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان. وكان فحوى الرسالة هو التالي: «إنني أرغب فقط في اللعب للميلان ومستعد للانتظار من أجل تحقيق ذلك». وقد سافر تياغو فيرو، وكيل أعمال غانسو، إلى أوروبا حيث سيزور باريس أولا ثم يسافر منها إلى إيطاليا. وأصبحت المواجهة الآن مكشوفة بين ناديي الميلان وباريس سان جيرمان على شراء غانسو. ويفضل وكيل أعمال غانسو أن ينتقل موكله إلى الميلان وهو ما ينطبق أيضا على اللاعب نفسه مثلما ذكرنا. لكن نادي الميلان ربما ما زال يبدي بعض التشكك إزاء قدرات غانسو بعد الأداء المخيب للآمال لمنتخب البرازيل وخروجه المفاجئ من دور الثمانية لبطولة كوبا أميركا. لكن اللاعب البرازيلي الشهير رونالدو يؤكد من مدينة سان باولو أن غانسو لاعب رائع، يجب على الأندية الكبرى التهافت على ضمه. فقد صرح رونالدو قائلا عقب خروج منتخب بلاده من بطولة كوبا أميركا: «إن نيمار وغانسو لاعبان رائعان يمكنهما صناعة الفارق أيضا في كرة القدم الأوروبية. ويجب على مسئولي الأندية الكبرى ألا ينظروا بجدية شديدة إلى بطولة كوبا أميركا الأخيرة». وتبدو تصريحات رونالدو كدفاع صريح وشرس عن نيمار وغانسو على الرغم من أن رونالدو يسعى لإقناع مسؤولي الأندية الإيطالية والإسبانية بشراء لاعبه المفضل الذي يتولى رونالدو إدارة أعماله وهو كاسيميرو لاعب نادي سان باولو. وكان غانسو قد صرح بمجرد عودته إلى البرازيل بعد الخروج من بطولة كوبا أميركا بأنه يرغب في الانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية وليس هناك ما يمنعه من ذلك، لكنه أكد أن أكثر ما يشغله في الوقت الحالي هو التفكير في بطولة كأس العالم للأندية التي سيشترك فيها مع نادي سانتوس.

وأبدى غانسو الذي يمتلك جزءا صغيرا من قيمة بطاقته، أنه على استعداد للتنازل عن هذا الجزء في سبيل إتمام انتقاله لأحد الأندية الكبرى.