الميلان يسعى لتعزيز صفوفه أوروبيا.. وينافس برشلونة على فابريغاس

قائمة النادي الإيطالي تتضمن مونتوليفو وغانسو وباستوري وهامسيك

TT

منذ سنوات، وسيسك فابريغاس يعد بالانتقال إلى فريق برشلونة الإسباني، وفي كل صيف يعود الحديث عن الصفقة التي لا تتم أبدا، لكنها بالتأكيد ستتم. وقد صرح أرسين فينغر، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي الذي يلعب له نجم الوسط الإسباني قائلا: «لا تعليقات لدي بشأن مسألة فابريغاس، ببساطة لأن لا شيء يحدث حاليا».

يبدو أن لدى المدرب الفرنسي ما يمنعه عن تأكيد ما يبدو متوقعا ووشيكا، وخاصة لتدعيم فريق هو بالفعل أقوى من الجميع.

بعدما نجح في إتمام صفقة سانشيز، يستعد النادي الكتالوني للدخول في مهمة صعبة لإعادة سيسك إلى بيته، لكن إلى الآن ما زال فينغر متمسكا برفضه لرحيل لاعب الوسط الفذ عن صفوف آرسنال. يذكر أن الفريق اللندني قد سافر أول من أمس (من دون فابريغاس) إلى كولون لخوض لقاء ودي، واللقاء مع الميلان الذي يصل إلى ألمانيا غدا، وقد أفصح بيكي، لاعب الفريق الكتالوني، لأحد أصدقائه بأن قدوم فابريغاس إلى بطل أوروبا هو مسألة أيام فقط.

لكن منذ أيام، هناك أصوات في مدينة ميلانو تتحدث عن إمكانية تدخل الميلان في حالة عدم التوصل لاتفاق، فالاختيار الأول لسيسك هو برشلونة، لكن دائما ما صرح اللاعب بأنه مبهور بالميلان وبجماهير سان سيرو، فمن الصعوبة أن يرفض الميلان كاختيار ثان (الاحتمالية؟ 15%). منذ فترة، بعث فابريغاس صديقا له في مهمة استطلاع في الميلان، وأبلغ مسؤولي النادي الإيطالي رسائل تقدير.

المشكلة تتمثل في الأموال: لكن في واقع الأمر تقترب قيمة فابريغاس من لاعبين آخرين يمكن أن ينضموا إلى الميلان، مثل: غانسو (20%)، هامسيك (10%)، باستوري (15%)، فأسعار هؤلاء اللاعبين تتراوح ما بين 30 و40 مليون يورو. بينما يقل بكثير عن تكلفة ريكاردو مونتوليفو (40%)، والمرتبط بعام واحد فقط مع فريق فيورنتينا، وقد يضمه بلا مقابل بنهاية الموسم. لكن الاحتمال الأكبر، نظرا للعلاقة الجيدة بين أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان وعائلة ديللا فاللي المالكة لنادي فيورنتينا، أن تتم الصفقة قبل ذلك ويلعب مونتوليفو في الميلان بدءا من هذا الموسم. يذكر أن لاعب وسط المنتخب الإيطالي يلعب في مراكز عدة، لكنه في الآونة الأخيرة لعب وسط مهاجم في الجهة اليسرى، وهو الدور الذي يريد أليغري، مدرب الميلان، ملأه قبل انطلاق الموسم الجديد، بينما يرى البعض أن مونتوليفو ليس هو اللاعب المناسب لهذا المركز، والذي لا يزال يحتاج لتغطية، إن لم يكن لحسم.

غالياني كان واضحا عقب مباراة الميلان الودية مع فريق سولبياتي، حينما قال: «مستر (x)؟ نعرف من هو ونعمل بهذا الشأن». المشككون الذين لا يؤمنون بإمكانية الوصول إلى فابريغاس (بزعم أن بطاقته الدولية مكلفة جدا وراتبه مرتفع جدا واقترابه الشديد من البارسا) ما زالوا يركزون على هامسيك، نجم نابولي، رغم قفزه بشدة ردا على من يصرخون «من لا يقفز فهو من أنصار الميلان». في الواقع، معارضة مالك نادي نابولي، أوريليو دي لاورنتيس، تعتبر أكثر أهمية بكثير من تلك القفزات وتعجل الصفقة غاية في التعقيد. «أريد 100 مليون يورو للاستغناء عن هامسيك»، هكذا صرح رئيس نابولي من قبل، لكن لا يمكن الجزم بشيء أبدا مع دي لاورنتيس.

كل شيء كان يبدو واضحا وقد تم بالنسبة لخافيير باستوري أيضا، والذي وصف بأنه المفضل لدى سيلفيو برلسكوني لأن أداءه يشبه كاكا كثيرا، إلا اللاعب الأرجنتيني، بحسب تصريحات سوليانو مدير الرياضة في فريق باليرمو، أقرب لترك الدوري الإيطالي، وقال «نحن في اللمسات الأخيرة تقريبا، هناك عروض مختلفة وسنقيم ما يتعين القيام به. هناك فرق اهتمت مثلما كانت أخرى كثيرة منذ أشهر. وفي الوقت الحالي، الاحتمال الأكبر أن يرحل باستوري إلى الخارج». ومن الخارج أيضا، ربما يأتي غانسو، كتتويج لسعي غالياني نحو البرازيل، فاللاعب يروق لمسؤولي النادي وتبدو الشكوك حول حالته البدنية وقد تبخرت (تعرض اللاعب الشاب مرتين إلى الآن لإصابة في أربطة الركبة)، وبعدما حُلت الصعوبات البيروقراطية المتعلقة باللاعب الثاني غير الأوروبي في صفوف الفرق الإيطالية، تبقى الخمسين مليون يورو التي يطلبها نادي سانتوس لفسخ عقده مع اللاعب هي الصعوبة الأكبر. في المجمل، فابريغاس أقل سعرا من غانسو ويمكن الوثوق به أكثر. إذا تراجع البارسا فالميلان موجود.

من جهة أخرى، يقول ماسيمليانو أليغري مدرب الميلان «وفق فهمي لكرة القدم، فأنا أحتاج إلى لاعب متحرك وقادر على الاختراقات». يريد لاعبا ذا إمكانات فنية لكن في تحرك مستمر وذا قدمين حريريتين وشخصية، قادر على سد الفارق مع برشلونة. إن جاءت أموال مجموعة فينينفست، التي تملكها عائلة برلسكوني، فإن الاختيار سيكون سهلا، وإلى الآن يظل هدف المدير الفني ورغبة عائلة برلسكوني، وعلى رأسها باربارا ابنة الرئيس، هو الفوز أوروبيا. لا بد من إعادة ترتيب الأولويات المالية للنادي، لكن المشروع الفني موجود، بحيث يتم تدعيم الفريق بلاعبين ما بين الوسط والهجوم.

إذا ما افترضنا أن مونتوليفو هو الأول، فمن هو لاعب الوسط المهاجم الذي ينادون به منذ بداية الموسم؟ ربما هامسيك أو فابريغاس. سيقول البعض إنه من السهل تدعيم الفريق بلاعبين هكذا، فقد أظهر المدير الفني امتلاكه للمهارة والحس الكافي لجعل اللاعبين المتاحين يؤدون على أفضل نحو. فكرة المدرب بسيطة، وهي أنه بمزيد بالمهارة يكون بإمكان الميلان العودة إلى القمة حقا، وإلا فسيظل منافسا بقوة في إيطاليا، وأقل قليلا في أوروبا.

قد يستفيد أليغري من روبينهو كصانع ألعاب وبواتينغ كلاعب وسط مهاجم، لكن بهذه الطريقة قد يفقد الهجوم ثقله وتفجره، فالحل المثالي سيكون امتلاك لاعب قادر على التكامل والانسجام مع كيفن برينس وهذا ما يفكر فيه أليغري، حيث يريد الاستفادة من بواتينغ كلاعب وسط مهاجم وكصانع ألعاب، بحسب المواقف، وهو يحتاج لشريك للاعب الغاني. سيدورف مطروح دائما وإيمانويلسون لا يمكنه تحمل عبء كهذا، ويقول أليغري إنه مناسب جدا فنيا لكن الميلان الذي ينافس على كافة الجبهات لا بد وأن يكون لديه أيضا لاعبون قادرون على التحمل في المباريات الكبيرة، ومن المعروف أن القدرة على القتال ليست ميزة هولندية تحديدا (بالطبع، هذا الكلام لا يسري على فان بوميل وسيدورف). حلم المدير الفني هو الرجل المناسب لقيادة الميلان وحمل إلى قمة أوروبا.