الإنتر يسعى لضم الكولومبي غوارين.. ولوسيو يجدد عقده حتى 2014

غاسبريني بدأ مسيرته بتغيير شامل في طريقة التعامل مع اللاعبين

TT

إن البداية الجيدة لأي فريق لا تعني بالضرورة أن يسير الموسم بأكمله على نحو جيد، وأبرز دليل على ذلك هو فريق الإنتر الذي بدأ الموسم الماضي مع مدربه السابق بينيتيز على نحو جيد، ثم بدأت المشكلات والنتائج السيئة تظهر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني). ويسعى جان بييرو غاسبريني، المدرب الجديد للإنتر، لمحو آثار الموسم الماضي عن الفريق وفتح صفحة جيدة في تاريخ الإنتر بدءا من الموسم القادم.

ويبدو أن نادي الإنتر ومدربه الحالي قد تعلموا الكثير من أخطاء الموسم الماضي حينما واجه اللاعبون الكثير من المشكلات على الصعيد الفني والبدني والنفسي أيضا في التعامل مع المدرب الإسباني بينيتيز الذي قاد الإنتر لبضعة شهور في بداية الموسم المنصرم، قبل أن يرحل ويترك مكانه للبرازيلي ليوناردو. وداخل المعسكر الحالي للإنتر يبدو كل شيء مختلفا عن معسكر الفريق العام الماضي. فقد تغيرت طريقة التعامل مع اللاعبين بتولي غاسبريني مهمة تدريب الإنتر، وأصبحت العلاقة بين المدرب ولاعبيه أكثر حسما لكنها أقل صرامة، وانتهج غاسبريني سياسة محددة ودقيقة في العمل، لكنها تتميز في الوقت نفسه بالمرونة. وهي المرونة نفسها التي يطالب بها غاسبريني الفريق داخل الملعب. ويستخدم المدرب الجديد للإنتر هذه المرونة في القرارات التي يتخذها وفي تصرفاته مع اللاعبين نظرا لخبرته في التعامل مع الفرق الإيطالية ومعرفته بحقيقة فريق الإنتر قبل أن يتولى تدريبه ويكتشف خباياه وأسراره بشكل شخصي. ولا شك أن الفترة القادمة ستوضح ما إذا كان غاسبريني ينتهج السياسة الملائمة في التعامل مع الفريق أم لا، لكن من الواضح أن المدرب يستطيع تعديل سياسته في التعامل مع الفريق وتطويرها كلما اقتضت الضرورة. ضغط الصفقات الجديدة: ومن المؤكد أن غاسبريني يحتاج من أجل النجاح في عمله إلى خلق علاقة جيدة مع ماسميو موراتي رئيس النادي. وتبدو البداية مبشرة في هذا الصدد، حيث أشاد رئيس الإنتر أكثر من مرة بالمدرب وبالحماس والروح العالية التي يبثها في اللاعبين وأيضا في صفوف الإداريين ومسؤولي النادي. ويبدو أن الحوار والتفاهم بين غاسبريني وموراتي قد بدأ بصورة أفضل مما حدث الموسم الماضي مع الإسباني بينيتيز مدرب الفريق السابق. ولعل السبب الرئيسي في عدم وجود تفاهم كبير بين بينيتيز وموراتي كان إلحاح المدرب الإسباني الدائم في السؤال عن الصفقات الجديدة واللاعبين الجدد الذي يطلب من موراتي ضمهم للفريق، وأدى هذا الإلحاح المبالغ فيه إلى خلق نوع من عدم الارتياح المتبادل بين الطرفين. لكن غاسبريني على العكس لم يطالب حتى الآن بضم أي لاعبين جدد، على الأقل بصورة علنية. فهو يتولى تدريب الفريق بلاعبيه الموجودين حاليا ويحاول الاستفادة بقدراتهم إلى أقصى درجة أيضا من خلال تجربة بعض الأفكار الجديدة (ولعل أبرز مثال على ذلك هو الدفع بالهولندي شنايدر كلاعب وسط). ويؤكد غاسبريني بهذا أنه أدرك سريعا أن موراتي يقدم الدعم للفريق بصورة أفضل وأسرع عندما لا يقع تحت ضغط المطالب الملحة والمستمرة.

رسالة إلى الفريق: وكان غاسبريني قد وجه بمجرد بداية معسكر الإعداد رسالة للاعبي الفريق قائلا فيها «يجب أن تستمتعوا وأنتم تلعبون». وبدت هذه الرسالة مختلفة بالنسبة للاعبين مقارنة ببداية الموسم الماضي. وكان بينيتيز قد استهل مشواره مع الإنتر الموسم الماضي قائلا للاعبين (وكأنه يطعن في مدربهم السابق مورينهو) «لقد فزتم بدوري أبطال أوروبا، لكن ذلك تم بأداء سيئ. ويجب أن نسعى للهدف نفسه هذا الموسم ولكن بأداء أفضل». وعلى عكس العديد من القرارات الأخرى التي اتخذها بينيتيز عند توليه تدريب الفريق، مثل تقسيم اللاعبين إلى مجموعات من 8 أو 10 أفراد على طاولات تناول الطعام وإجبار اللاعبين على قياس أوزانهم يوميا في الساعة 7.30 صباحا، قرر غاسبريني بداية مسيرته مع الفريق بطريقة أخرى أكثر اعتدالا وانفتاحا. ويفضل غاسبريني ألا يطيل بشدة في مدة المحاضرات النظرية والاجتماعات مع اللاعبين، بل يجعلها سريعة ومفيدة ولا تبعث على الملل.

مشكلة الإعداد: لكن المشكلة الكبرى التي واجهت فريق الإنتر في الموسم الماضي كانت هي الاختلاف الكبير في طريقة وتفاصيل فترة الإعداد بين ما كان يرغبه بينيتيز وما تعود عليه الفريق. وهو ما تسبب في حدوث عدد كبير للغاية من الإصابات بين صفوف اللاعبين والتي أثرت بشكل رئيسي على مسيرة الفريق طوال الموسم. ويعتمد غاسبريني في إعداده لفريق الإنتر للموسم القادم على الجهاز الطبي والبدني الذي أمده بالكثير من المعلومات عن حالة جميع اللاعبين خلال الفترة الماضية. وقام غاسبريني بالتقليل من شدة وفترة التدريبات البدنية القوية، التي أثارت سخط اللاعبين في الموسم الماضي، واستبدل بها بعض التدريبات الخاصة حسب حالة كل لاعب على حدة. وزاد غاسبريني أيضا من فترة التدريب بالكرة على حساب التدريبات البدنية من أجل منح اللاعبين بعض الراحة عقب موسم طويل وشاق.

سوق الانتقالات: وفي ما يتعلق بسوق الانتقالات الخاصة بنادي الإنتر يحظى لاعبو أميركا الجنوبية بالجانب الأكبر من الاهتمام في الوقت الحالي. فغاسبريني يرغب في إدخال بعض التعديلات على وسط ملعب الفريق، وتبدو إدارة النادي أكثر ميلا لضم لاعبين من منتخبات أميركا الجنوبية. ومن المفترض أن يسرع النادي وتيرة المفاوضات مع هؤلاء اللاعبين بعد نهاية بطولة كوبا أميركا. وما زالت المفاوضات جارية بشأن ضم البرازيلي كاسيميرو والأرجنتيني بانيغا، لكن هناك اسما آخر بدأ يتردد وهو اسم الكولومبي فريدي غوارين لاعب نادي بورتو البرتغالي. وأحرز غوارين، الذي يمتلك بنية قوية ويتميز بتسديداته الصاروخية من خارج منطقة الجزاء، 5 أهداف في بطولة الدوري البرتغالي، و5 في الدوري الأوروبي خلال الموسم المنصرم. ورغم أن غوارين لا يحمل جنسية أي من دول الاتحاد الأوروبي، فإنه يدخل بقوة ضمن قائمة اهتمامات موراتي رئيس الإنتر. ويتراوح ثمن غوارين بين 8 و10 ملايين يورو. ولم يهمل نادي الإنتر على أي حال بعض الصفقات الأخرى التي يسعى لتدعيم الفريق بها في الفترة القادمة مثل صفقتي بانيغا وكاسيميرو الذي أعلن صراحة أنه يرغب في الانتقال إلى نادي الإنتر.

صفقات البيع: ويبدو أن الكثير من ملامح سوق الانتقالات في نادي الإنتر ستتحدد بعد مباراة السوبر الإيطالي أمام الميلان المقرر لها يوم السادس من أغسطس (آب) القادم. لكن النادي يتحرك بجدية على أي حال للنظر في وضع اللاعبين الموجودين لديه بالفعل. وقد تمكن برانكا مسؤول سوق الانتقالات أخيرا من العثور على ساندرو بيكر وكيل أعمل لوسيو المدافع البرازيلي بالفريق. وتم التوصل بالفعل لاتفاق حول تجديد عقد لوسيو، وستبدأ إجراءات تجديد العقد رسميا يوم السابع من أغسطس القادم. وسيقوم لوسيو بتجديد عقده الحالي مع الإنتر والذي ينتهي في نهاية شهر يونيو (حزيران) عام 2012 لمدة عامين حتى عام 2014. وسيحصل لوسيو خلال موسم 2013/2012 على راتبه الحالي نفسه، بينما سيتم تخفيض قيمة الراتب الثابت في موسم 2014/2013 مع احتفاظ اللاعب بقيمة المكافآت نفسها التي يصل عليها حاليا. وفي ما يتعلق باللاعبين الإيطاليين بالفريق أصبح الإنتر قريبا من بيع كل من فيفيانو واللاعب الشاب فرانشيسكو باردي. فقد بات نادي ليفركوزن الألماني على قيد خطوة واحدة من ضم فيفيانو حارس مرمى الإنتر ومنتخب إيطاليا، بينما سينتقل باردي حارس مرمى منتخب تحت 21 إلى نادي جوبيو على سبيل الإعارة بعد مباراة كأس السوبر التي تقام في العاصمة الصينية بكين.