إنه قائد شعبي، حيث يجسد شعور الجماهير.. رفيع لكنه حاد في تصريحاته، وصارم جدا مع أعدائه الأشداء، وبأعلى درجات أسلوب أهل مدينة نابولي، هذا هو دي لاورنتيس رئيس نادي نابولي في آخر يوم له بمعسكر الفريق.. جماهير الفريق تتبعه من دون تردد، ووجه حديثا صباح أول من أمس للحشد الموجود في جنبات المركز الرياضي في ديمارو موجها ضربات دقيقة دفاعا عن أرضه، عن «بيته نابولي».. من مشكلة المهاجم الأرجنتيني لافيتسي إلى إنقاذ الأبطال، وحتى المديح الصادق تجاه المدير الفني والتر ماتزاري، مطرقة أجمل الأيام، الذي يصفه رئيس النادي بأنه «أول صفقة حقيقية هذا الموسم»، والذي يطلب من مالك النادي فقط أن يترك له ثلاثي الهجوم الفريد.
حالة من عدم الوضوح تسود شأن إزيكيل لافيتسي، المهاجم الأرجنتيني في صفوف نابولي، هل يقترب أم يبتعد؟ مشكلة الصيف المؤرقة تقلق جماهير الفريق، وتطلق العنان لدي لاورنتيس، الغاضب مع وكيل أعمال البوتشو، كما يلقبه عشاقه، أليخاندرو ماتزوني، ومع الاتحاد الأوروغوياني لكرة القدم بشأن إدينسون كافاني الذي يواجه خطر أن تعاوده إصابة الركبة خلال لقاء منتخب بلاده أمام تشيلي في «كوبا أميركا». ويقول دي لاورنتيس: «أجل، لافيتسي شاعر كرة قدم غير عادي، هو إنسان عظيم، لكن هو أيضا رهينة في أيدي وكلائه، وإذا كان ماتزوني يرتكب حماقة فسوف أحطمه».. إنه البركان. ويتابع: «إذا بعت لافيتسي فهل يبدو لك أنني لن أدفع الضعف؟ لكن إذا ضممت لاعبا قليل التكلفة فهذا يعني أن لافيتسي لا يساوي شيئا»، بينما يرى وكيل اللاعب الأرجنتيني أن «الموضوع يكبر وهو غير موجود بالأساس، فالبوتشو لاعب في نابولي وهو سعيد». ويستأنف رئيس النادي قائلا: «يوفيتيتش؟ كانت مجرد فكرة لي (الرئيس التنفيذي لفيورنتينا ماريو كونيني أعرب أول من أمس عن تمسكه بمهاجمه الفذ، ملحوظة المحرر). كافاني؟ من أشعة الرنين الثانية يتبين أن مشكلة الركبة في مرحلة أفول، ولو تعين عليه خوض النهائي فقد يتعرض لإصابة مماثلة. وإن أشركوه وهو ليس بحالة جيدة فسأقاضي أوروغواي للضرر الواقع عليّ..».
التحذير: وكان نادي نابولي قد أرسل خلال الأيام الماضية برقيتين إلى اتحاد الكرة في أوروغواي وإلى اللاعب نفسه يحذر فيهما نادي نابولي من التسرع في عودة كافاني إلى المشاركة دون اكتمال شفائه قبل مباراة بيرو وأوروغواي في نصف نهائي بطولة «كوبا أميركا». وعقب الفحص الدقيق للسجل الطبي الخاص بكافاني الوارد من الأرجنتين، اكتشف أطباء نادي نابولي أن حالة المهاجم الشاب أسوأ مما بدت عليه في البداية. وصرح ماركو فاسوني مدير عام نادي نابولي قائلا في هذا الصدد: «لاعبنا يحتاج إلى 10 أيام على الأقل من الراحة التامة». ومن حسن الحظ قرر أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي استبعاد مهاجمه كافاني من تشكيلة المنتخب في مباراة الدور قبل النهائي للبطولة مساء يوم الثلاثاء الماضي.
الأبطال: وتحدث كافاني (الذي من المقرر أن يعود إلى إيطاليا للانضمام لمعسكر فريق نابولي يوم 7 أغسطس - آب المقبل) إلى جماهير نادي نابولي ليطمئنهم على حالته بنبرة متفائلة: «اطمئنوا، سأعود بحالة مثالية قبل بداية الدوري الإيطالي». وقد تحدث أوريليو دي لاورنتيس رئيس نادي نابولي، الذي لم يبد قط أي موقف متساهل مع المنتخبات التي يلعب لها لاعبو فريقه، مؤكدا أنه لا يقبل أن يخاطر أحد بلاعبي فريق نابولي. وتناول دي لاورينتيس في حديثه أيضا النجمين الآخرين في هجوم فريق نابولي وهما هامسيك ولافيتسي، مؤكدا على بقائهما مع الفريق وعدم رحيلهما إلى أي ناد آخر: «إنني سعيد، لكنني لست مندهشا. فهامسيك فتى نزيه وإذا كانت هناك مناورات، فإنه لم يستسلم لها. ونحن ننتظر عودة لافيتسي إلى معسكر الفريق ولا أعتقد أن هناك أحدا يرغب في دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده. وفي ما يتعلق بغارغانو، لم يطلب مني ديلا فالي أي معلومات عنه. إنه لاعب متميز، لكنه يحب التمتع بحريته. ولا أدري إن كان سيتمكن من التعبير عن قدراته هنا فهل سيستطيع اللعب بشكل جيد في أي مكان آخر. إن مدرب فريق نابولي لا يرغب في لاعبين جدد وأعتقد أنني يجب أن أصغي إليه. وأنا سعيد لأنه يعتبر الفريق الحالي هو أفضل فريق قام بتدريبه».
يريد رئيس النادي وجود لافيتسي في معسكر الفريق بنهاية الشهر، حيث يعتزم تقديمه لجماهير في استاد سان باولو، في 4 أغسطس، في المباراة الودية مع بينيورال وعرضه كنجم في لقاء البارسا في يوم 22 من الشهر نفسه، في ليلة بطولة «غامبر». يذكر أن دي لاورنتيس لم يخفض أبدا قيمة الشرط الجزائي، 31 مليون يورو، المنصوص عليها في عقد اللاعب، وبخصوص نجوم الكرة العالمية، فإن رئيس نابولي يؤكد على مفهوم شامل يمكن تطبيقه مع كافاني، هامسيك وكافاني، وآخرين فيما وراء الحدود، مثل ميسي. فبعد عام قوي مع برشلونة، ماذا كان يمكنه تقديمه أكثر للأرجنتين في «كوبا أميركا»؟ وإذا طلبه مالك النادي، فهل يكون ذلك مقصورا على نجوم المستقبل وليس من هم نجوم بالفعل؟ وهذا ما يفسر أن ليونيل قد أخطأ بقبوله استدعاء المدير الفني باتيستا، ويختتم دي لاورنتيس: «المنتخبات لا بد أن تكون مخصصة للشباب لتسلط عليهم الأضواء، وليس للنجوم المؤكدين. بالنسبة لي، ميسي أحمق بذهابه إلى (كوبا أميركا) لأنه من المفترض أن يرفض ويقول لن آتي. أرأيتم كيف انتهت؟».