رسالة اللاعب الأولى بقميص فريقه الجديدة قوية وواضحة «أنا من اخترت الانتقال إلى اليوفي. لقد أتيت إلى هنا للفوز بدرع الدوري المحلي والعودة إلى البطولات الأوروبية». ليس من قبيل الصدفة أن يطلق على آرتورو فيدال في بلاده التشيلي لقب «المحارب». هذا ما ذكره لاعب الوسط التشيلي، المنضم حديثا إلى صفوف اليوفي، خلال ردوده على أسئلة المؤتمر الصحافي الذي عُقد لتقديمه رسميا إلى جماهير السيدة العجوز. وقد أوضح فيدال قائلا «أتمتع بسمات فنية وصلابة داخل الملعب، ويروق لي الاحتفاظ بالكرة بين قدمي. أنا لاعب خططي وسأكون مفيدا في طريقة لاعب أنطونيو كونتي، وفي أي مكان سيلحقني به». ومن المفترض أن يوجد آرتورو داخل الملعب خلف أندريا بيرلو، في نوع من التأمين لخط وسط الفريق، الأمر الذي سينزع عن فيدال سماته الهجومية والمرونة التي يسجل بها الأهداف والمهارة التي كانت ملحوظة فيه خلال وجوده مع فريق كولو كولو التشيلي وكذلك في الدوري الألماني مع باير ليفركوزن.
> بيرلو لاعب فذ: وتابع لاعب وسط المنتخب التشيلي تصريحاته، من دون الحاجة إلى مترجم، قائلا «أعرف أندريا بيرلو، فهو لاعب كبير، لا يمكنني سوى التعلم والاستفادة من وجودي إلى جواره. سأضع نفسي تحت تصرف الفريق، غير أن هدفي سيكون دائما هو التحسن. ولذلك أتمنى أن أسجل عددا من الأهداف يزيد عما حققته مع الباير». أما بيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، فقد وصف اللاعب الجديد في صفوف الفريق قائلا «لقد كنا نرغب بشدة في التعاقد مع فيدال؛ فهو يتماشى مع مواصفات اللاعب الذي كنا نبحث عنه: صغير السن غير أنه يتمتع بخبرة ملحوظة. فقد تم اختياره من قبل الاتحاد الألماني للاعبي كرة القدم كأفضل ثالث لاعب في الدوري هناك. لقد كانت هذه الصفقة صعبة حيث كانت هناك أندية أخرى ترغب في ضم اللاعب إلى صفوفها. لقد تخلى آرتورو عن المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا مع فريق باير ليفركوزن من أجل اليوفي». ثم كشف ماروت عن شيء ما «عندما حضر فيدال إلى مقر النادي بعد الخضوع إلى الفحوصات الطبية من أجل التقاط الصور المعتادة لم يكن يرغب في خلع القميص مرة أخرى: كان أشبه بالمشجع الذي حقق أقصى أحلامه أكثر من كونه لاعبا وقع، بالفعل، على عقد مع النادي». ابتسم فيدال عندما استمع إلى ترجمة كلمات ماروتا وأكد على ذلك. وقد طلب اللاعب من ماروتا وأنطونيو كونتي ارتداء القميص رقم 23، الذي كان يحمله في كولو كولو، والذي يعد فال خير بالنسبة إليه.
> خائن: وخشية فقدان فيدال، أسرعت إدارة يوفنتوس وتقدمت على منافسيها تشيلسي الإنجليزي وزينيت الروسي وبايرن ميونيخ. وقد اتهمت إدارة بايرن ميونيخ، التي كانت مقتنعة بقدرتها على التعاقد مع اللاعب في الموسم المقبل من دون مقابل، اللاعب بأنه قد تراجع في كلمته مع النادي. لكن فيرناندو فيليتشيفيتش، وكيل أعمال آرتورو، أوضح في هذا الشأن قائلا «لقد تصرف فيدال بشكل صحيح». وأضاف اللاعب «لا أعلم سبب غضب إدارة البايرن مني، عندما كنت أتحدث مع وكيل أعمالي أخبرني بأن هناك عدة فرق مهتمة بي ومن بينها اليوفي الإيطالي، وقد اخترت يوفنتوس». كان من الممكن لفيدال أن يلعب إلى جوار مواطنه سانشيز سواء في اليوفي أو في برشلونة، مجرد مراوغة «سانشيز صديق لي، ودائما ما نتحدث معا». وحاول أحد الصحافيين التشيليين، الموجودين في المؤتمر الصحافي، جس نبض الجانب المعنوي والأخلاقي عند اللاعب. وتوجه إليه ببعض الأسئلة المحيرة، مثل «الآن بعد أن حصلت على كل شيء، ألا تخشى أن يحدث لك أمر سيئ؟»، فرد فيدال، بعد لفتة ساخرة، بشكل دبلوماسي. وحول الاتفاق مع إدارة اليوفي عن رفع راتب اللاعب (من 2.5 مليون يورو إلى 3.2 مليون يورو) في الموسم الأخير من مدة العقد (الذي سيمتد 5 سنوات)، عقب فيدال قائلا «لم أنضم إلى يوفنتوس من أجل الأموال، لكنه اختيار احترافي. إمعان النظر والتفكير بدقة يمثلان جزءا من مهنة لاعب كرة القدم. فجميع اللاعبين ليس بإمكانهم أن يواصلوا إلى مستويات عالية».
وفي إطار متصل، يعد بيرلو وفيدال، نظريا، هما قلبا خط وسط اليوفي: نظريا لأنه فحسب بعد عودة اللاعب التشيلي من الإجازة التي سيحصل عليها سيتم تقييم مدى إمكانية لعب بيرلو وفيدال معا. دائما ما كان يكتب ويقال إن فريق اليوفي يبحث عن لاعب وسط يجيد استخلاص الكرة يلعب إلى جوار المخضرم بيرلو، وكان الحديث يدور في البداية حول ديارا أو، بشكل عام، عن لاعب يتمتع بنفس بسمات فنية تتقارب مع تلك التي يحظى بها باتسينزا، الذي من المفترض أن يكون الآن لاعبا بديلا لهذا المركز. والنقطة المهمة في هذا الأمر هي أن فيدال ليس لاعب وسط يجيد استخلاص الكرات، لكن بإمكانه أيضا أن يقوم بواجباته داخل الملعب على طريقته، غير أن هذا كله في حاجة إلى تقييم.
> التحول: داخل أسوار اليوفي يعرفون جيدا سمات فيدال الفنية، غير أنهم قرروا إتمام هذه الصفقة لأن الأمر يتعلق بلاعب شاب غير أنه يتمتع بالخبرة في الوقت ذاته ومتحمس لمغامرته الجديدة في تورينو والمهام الجديدة التي سيتعين عليه القيام بها وكذلك المهارات العديدة الموجود في اليوفي. آرتورو لاعب يعرف كيف يبدأ الهجمة، ويبحث سريعا عن الكرات الطولية، ويتميز بالدينامكية. وبوجوده إلى جانب لاعب مخضرم مثل بيرلو سيستكمل معرفته الخططية، لكن عليه أن يدرك كيف يمكنه التعامل مع بيرلو داخل الملعب. فالانطلاقات ستكون محدودة، ويتعين عليه أولا التفكير في الحفاظ على المسافات متقاربة بين قطاعات الفريق وتنظيم عمليات الضغط سريعا: إن لاعب وسط باير ليفركوزن السابق معتاد على الركض بشكل رأسي وينبغي عليه الآن الاعتياد أيضا على التحرك بشكل أفقي لا سيما الحفاظ على مكانه داخل الملعب مع قراءة مسبقة للهجمة. لكن حول هذا التغييرات تدور شريحة رائعة: فآرتورو لاعب شاب جيد؛ ونقطة انطلاق اليوفي هذا الموسم تبدو رائعة.