فورلان وسواريز.. ثنائي يسير على خطى روماريو وبيبيتو

خطفا الأضواء من ميسي وسانشيز ونيمار في كوبا أميركا

TT

قبل بداية فعاليات بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) الـ43 لكرة القدم التي اختتمت فعالياتها مساء أول من أمس في الأرجنتين، اتجهت جميع الأنظار في اتجاه المهاجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والتشيلي أليكسيس سانشيز والبرازيلي نيمار.

وبعد 24 يوما، أسدل الستار على فعاليات البطولة بأقدام الثنائي الأبرز في كوبا أميركا 2011 عندما أحرز لويس سواريز هدفا وزميله المخضرم دييغو فورلان هدفين ليقودا منتخب الأوروغواي إلى الفوز 3/ صفر على الباراغواي في النهائي وإحراز لقب البطولة والتتويج ملكا على كوبا أميركا.

وتمتلك العديد من المنتخبات مثل إسبانيا وإنجلترا وهولندا والأرجنتين والبرازيل خطوط هجوم قوية ورائعة ولكن أيا منها لا يضم بين صفوفه أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأفضل لاعب في بطولة كوبا أميركا 2011. وبعد عام واحد من فوز فورلان بجائزة أفضل لاعب في مونديال 2010، جاء الدور على زميله الشاب سواريز ليفوز باللقب نفسه في كوبا أميركا.

وأعاد الثنائي فورلان وسواريز، بعروضهما القوية والتفاهم الرائع بينهما في بطولة كوبا أميركا هذا العام، إلى الأذهان مستوى الثنائي البرازيلي الخطير روماريو وبيبيتو في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.

وبمجرد انتهاء المباراة النهائية، اندفع الجميع في اتجاه فورلان وسواريز لمعانقتهما بعد الإنجاز الذي تحقق على استاد «مونومنتا» بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس. وظهر اللاعبان على مقربة من بعضهما كما هما دائما ومثلما كانا في مباراة النهائي أيضا، حيث سجل سواريز الهدف الأول للفريق في شباك الباراغواي وصنع واحدا من هدفي فورلان.

ولا تقتصر مميزات اللاعبين على إحراز الأهداف وإنما يجيدان صنع اللعب وصناعة الأهداف كما يجيدان التسديد بالقدم والرأس إلى جانب السرعة في التحركات والوعي الخططي.

وينتظر أن تكون هذه البطولة هي المشاركة الأخيرة لفورلان، 32 عاما، في بطولات كوبا أميركا بينما تبدو خطوة جيدة في مسيرة سواريز، 24 عاما، التي ما زالت في أوجها.

ووصف المدرب أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب الأوروغواي مهاجمه الشاب سواريز بأنه «لاعب ذو خصائص وإمكانات استثنائية».

وأضاف تاباريز «أشعر بالدهشة ممن يرون مستوى سواريز في هذه البطولة مفاجئا رغم الأهداف التي سجلها قبل هذه البطولة».

وأشاد تاباريز باللاعب الشاب الذي انتقل إلى ليفربول الإنجليزي بعدة ملايين من اليوروات بعد تألقه مع أياكس الهولندي. وقدم سواريز في كوبا أميركا 2011 عروضا متميزة للغاية وسجل أربعة أهداف وكان نموذجا للمهاجم العصري الذي يتميز بالسرعة والحيوية والنشاط والرؤية الصائبة والقدرة على التسديد بالقدمين وكذلك بالرأس.

وأوضح أسطورة كرة القدم الأوروغوياني إنزو فرانسيسكولي، في مقابلة لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الإنترنت قبل يومين، قائلا «تاباريز لديه كل المقومات وفي مقدمتها الموهبة والجدية. من الملاحظ أنه اكتسب الخبرة من زملائه الكبار مثل دييغو فورلان ودييغو لوجانو. سيكون سواريز مع إدينسون كافاني هما عنوان المستقبل لمنتخب أوروغواي». وربما يفتقد سواريز للكاريزما التي يتمتع بها فورلان. ولكن مع غياب كافاني للإصابة، لم يجد تاباريز أمامه سوى الدفع بسواريز كرأس حربة صريح بمفرده لمنتخب أوروغواي، بينما تألق من خلفه المخضرم فورلان حتى عاد كافاني إلى صفوف الفريق في منتصف الشوط الثاني من مباراة النهائي.

وحرصت الجماهير على الهتاف لفورلان وتحيته بشكل خاص عقب انتهاء المباراة بعدما برهن على أحقيته بأن يكون النجم المفضل لدى الجماهير من بين لاعبي هذا الجيل. وإزاء تشبيه منتخب أوروغواي بالملك، أصبح فورلان وسواريز بمثابة الطابية والفيل اللذين يحميان الملك على رقعة الشطرنج ونجحا بالفعل في تحقيق ذلك بعدما أنقذا الفريق من موجة التعادلات التي وصل بها منتخب الباراغواي إلى المباراة النهائية والتي كان يسعى للتتويج من خلالها باللقب عبر ضربات الترجيح مثلما فعل في الدورين السابقين بالبطولة.

وكانت المباراة هي الأولى التي يهز فيها فورلان الشباك بعد 12 مباراة فشل خلالها في تسجيل أهداف مع المنتخب على مدار عام كامل، وبالتحديد منذ تأهل الفريق للمربع الذهبي في مونديال 2010.

ويقتسم فورلان الآن صدارة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ منتخب أوروغواي مع اللاعب السابق هيكتور سكاروني برصيد 31 هدفا لكل منهما.

وسبق لفورلان أن أكد قبل أيام أنه سيكون أسعد اللاعبين إذا توج فريقه باللقب دون أن يحرز هو أي أهداف.