بلاتر يحذر الاتحاد الآسيوي من الاتصال بابن همام.. ويؤكد: سنعاقب المتجاوزين

«كرسي الرئاسة» يثير لعاب الشرق والغرب.. واجتماع كوالالمبور سيحسم «مصير آسيا»

TT

فتح قرار لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام مدى الحياة الباب أمام دخول الاتحاد القاري في مرحلة جديدة من التجاذبات الحادة والانقسامات التي قد تؤثر في حسن إدارته وفي سير البطولات سواء المتعلقة بالأندية أو المنتخبات، وأيضا بالتصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012 ومونديال البرازيل 2014.

وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت في عددها أمس إلى أن أطرافا عدة دخلت في صراع على الكرسي الآسيوي وأن الأمير الأردني علي بن الحسين يقود تيار التغيير فيما يريد السريلانكي فرناندو مانيلال عدم التعجل حتى تتضح الصورة النهائية للرئيس القطري السابق بن همام.

وحصل حراك آسيوي في الأيام والأسابيع الماضية يتعلق برئاسة الاتحاد الآسيوي لكنه بقي طي الكتمان أو في دوائر ضيقة بانتظار قرار الفيفا، حتى تحدثت بعض المصادر عن معركة محتملة بين غرب القارة وشرقها لخلافة بن همام، أما وقد صدر القرار، فإن ما كان مكتوما سيخرج إلى الضوء تدريجيا، لكن مسار الأمور ليس واضحا تماما، كما أنه ليس سهلا على الإطلاق، لأن الاتحادات الوطنية الآسيوية بحاجة إلى فترة زمنية لا بأس بها لاستيعاب قرار إيقاف بن همام الذي تحكم بالقرار الكروي الآسيوي في الأعوام الماضية، إذ انتخب مطلع العام الجاري رئيسا بالتزكية لولاية ثالثة على التوالي.

وكثرت ردود الفعل الآسيوية بعد قرار الإيقاف، ورغم اعتبار معظم المسؤولين في كرة القدم الآسيوية أنه على بن همام استئناف القرار والدفاع عن نفسه حتى النهاية، فإن أحدا لم يجرؤ على فتح معركة الرئاسة حاليا باستثناء بعض التصريحات وأبرزها للإماراتي يوسف السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي الذي أبدى رغبة في ذلك حتى قبل انتهاء التحقيقات.

وكشف مصدر مطلع على شؤون الكرة الآسيوية لوكالة الصحافة الفرنسية أن الانقسام قد يأخذ مسارا حادا وأن الاتحاد الآسيوي قد لا يتمكن برئاسة جيلونغ من إدارة الأمور بالطريقة المناسبة نتيجة الخلافات التي قد تنشأ بين الاتحادات وحتى بين أعضاء المكتب التنفيذي.

وبدأت عناوين المرحلة المقبلة بالظهور بسرعة، فابن همام الذي أعلن أنه «سيستأنف القرار لإعلان براءته حتى تنظيف اسمه»، أبلغ جميع الاتحادات الآسيوية أنه لا يزال رئيسا للاتحاد الآسيوي، طالبا منها الدعم لإثبات براءته.

وحصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة من رسالة بن همام إلى الاتحادات الآسيوية جاء فيها «ما زلت أؤمن أن آسيا واستنادا إلى عدد سكانها والمواهب فيها وحبها لكرة القدم وقوة اقتصادها مؤهلة لأعلى المراكز الرياضية في العالم، وآمل أن لا تتخلوا عن فرصتكم في الترشح لانتخابات رئاسة الفيفا في المستقبل».

وتابع: «لدي الحق في تنظيف اسمي بعد القرار غير العادل للجنة الأخلاق عبر الاستئناف أو محكمة التحكيم الرياضي أو وسائل أخرى، وهذا يعني أنني لن أستقيل من منصبي كرئيس للاتحاد الآسيوي وكعضو في المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي ممثلا لآسيا حتى انتهاء الإجراءات القانونية».

لكن رد الاتحاد الدولي جاء سريعا أيضا، إذ تلقت وكالة الصحافة الفرنسية أيضا رسالة خاطب فيها «جميع الاتحادات الآسيوية وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي يحذرهم من التعامل أو الاتصال بابن همام».

وأضاف الفيفا في كتابه: «إن الفيفا يبلغكم بوجوب احترام قراره بإيقاف بن همام وبعدم الاتصال به تحت طائلة اتخاذ عقوبات إذا تطلب الأمر ذلك».

وقال رئيس الاتحاد الآسيوي بالوكالة تشانغ جيلونغ بعد القرار: «الاتحاد الآسيوي يحترم قرار الفيفا ويعترف بحق رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام باستئناف القرار وليس لديه ما يضيفه في هذه المسألة».

لكنه اعترف بصعوبة مهمته قائلا: «حصلت هذه المشكلة في أسوأ توقيت بالنسبة للقارة. إنها فترة صعبة لأن الكرة الآسيوية تواجه تحديات كبرى، وأهمها التلاعب بنتائج المباريات».

وطمأن الجماهير والاتحادات الأعضاء والأندية واللاعبين والشركاء التسويقيين بالقول: «بصفتي رئيسا للاتحاد الآسيوي بالوكالة، أدرك الحاجة الملحة لتوفير قيادة صلبة تعمل إلى جانب الاتحادات الأعضاء، من أجل خلق مناخ من الثقة والاطمئنان.. فخلال فترة رئاستي المؤقتة، أعدكم بأن يحكم الاتحاد الآسيوي شؤون القارة بشفافية كاملة وعدالة وانسجام».

وإذ يصعب التكهن بالمدة التي تتطلبها إجراءات بن همام للاستئناف أمام لجنة الأخلاق ومن ثم التوجه إلى محكمة التحكيم الرياضي، أو ربما المحكمة الفيدرالية السويسرية، فإنه يتعين على جيلونغ الدعوة إلى جمعية عمومية للاتحاد الآسيوي في فترة زمنية لا تتعدى سنة واحدة من الآن لانتخاب رئيس جديد حسب قوانين الاتحادين الدولي والقاري في حال شغور هذا المنصب.

ويعقد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي برئاسة جيلونغ اجتماعه الأول بعد قرار الإيقاف الجمعة المقبل.

يذكر أنه أثناء التحقيق مع بن همام فشل المكتب التنفيذي في عقد اجتماع له «لعدم اكتمال النصاب».