ماركو ماتيراتزي: ليوناردو خانني.. وسيظل الإنتر محفورا في قلبي

طالب بمنح رانوكيا قميصه بعد رحيله.. وقال إن ديلا كاسا صديق له ولعضلاته

TT

بين الحين والآخر، كانت مدرجات الملعب الذي يشهد تدريبات فريق الإنتر اليومية تصدح باسمه، وكانت هتافات الجماهير تتعالى معلنة أن «الجميع مولعون بماتيراتزي». ولكن، وبعد 10 سنوات من النجاح والتألق وبعد أن دافع عن اللونين الأزرق والأسود في 276 مباراة، ودع ماركو ماتيراتزي الإنتر قبل عام من انتهاء تعاقده مع النادي..

> لماذا يا ماتيراتزي؟

- في نهاية الموسم الماضي، علمت بأنني لست مدرجا في خطط المدير الفني السابق ليوناردو، ولهذا وجدت أنني لن أتمكن من المشاركة في دوري الأبطال في الموسم المقبل. إنني حقا لا أعرف السبب في ذلك.

> هل حاولت تفسير أسباب هذا الاستبعاد؟

- يبدو أنني أصبحت عقبة في طريق المدير الفني فجأة. لا يمكن أن يكون السبب هو أنني لا أختلق المشكلات مهما طالت فترة جلوسي على مقعد البدلاء لأنني وصلت إلى درجة من الخبرة جعلتني مؤمنا بأن مباراة واحدة أو حتى 50 مباراة لن تغير حياتي، ولكن ما يهمني حقا هو المواجهة وتوضيح الأسباب وجها لوجه.

> لماذا قلت إنك كنت تمثل «عقبة» للمدير الفني؟

- ربما لأنني لا أتغاضى عن الخطأ أبدا، وكنت أقوم بمواجهته على الفور.

> وما الأخطاء التي واجهت بها ليوناردو؟

- ألم يكن المدير الفني يكرر أنني أبذل قصارى جهدي داخل الملعب وخارجه؟ حسنا، من دون أن أتسبب في أي مشكلات، قمت بالتوجه إلى ليونارد لأخبره بأنني، وعلى الرغم من تصريحاته، لم أشارك في كأس إيطاليا، وقلت له إنه لو قام ببعض التغييرات الفنية، لبدا الإنتر في صورة أكثر بهاء في الملعب. كل ما كان ينقص الفريق هو تغيير بسيط والدفع بي إلى الملعب لصالحي ولصالح الفريق والجميع.

> وبماذا أجابك ليوناردو؟

- لمح لي أنني محق، ولكن هناك حكمة تقول بأن الحمقى هم أصحاب العقول. لقد شعرت بالخيانة ولكنني قلت له هذه الأشياء شيئا فشيئا، لأنني لست واحدا ممن يتحدثون عن الآخرين من خلف ظهورهم. ويبدو أن هذه كانت غلطتي الوحيدة.

> على أي حال، لقد رحل ليوناردو عن الإنتر، فماذا عن المدير الفني الجديد؟

- لقد جاءت اختيارات غاسبريني مخالفة تماما لتوقعاتي، ولكن الحظ لم يسعفني للتعرف إليه، وهذا أقل وطأة بالنسبة لي. وأريد أن أوضح لكم شيئا ما وهو أن رحيلي على الإنتر قبل عام من موعد انتهاء تعاقدي مع النادي لم يكن قراري الشخصي. لقد انصعت لرغبة موراتي الذي ودعني قائلا: «لقد تنازلت عن كل الأموال التي حصلت عليها في العام الماضي لكي يفوز الإنتر بالألقاب الـ4 في الموسم المقبل».

> ما رأيك في إنتر غاسبريني؟

- أعتقد أن الفريق بات كالجديد، خصوصا بعد قدوم غاسبريني الذي يطلقون عليه «غاسبرسون» تشبيها له بفيرغسون رغم أنه لم يحصل يوما على لاعبين كبار كنجوم المدرب الإنجليزي. واليوم، أصبح غاسبريني يمتلك نخبة من اللاعبين الدوليين وعليه أن يقود السفينة إلى المرسى الصحيح لكي نرى هل يستحق هذا اللقب أم لا.

> بعد رحيلك عن الإنتر، هل تفتقد شيئا؟

- لم أفتقد اهتمام الزملاء والجماهير، فأنا أتلقى الكثير من المكالمات يوميا من بينزولو وهاتفي يعج بالرسائل القصيرة. وعندما يقابلني الناس في الطرقات يقولون لي إن الإنتر لم يعد الإنتر من دوني.

> هل هناك ما تبكيه؟

- أجل، إن مورينهو لم يكن آخر مدير فني لي، فهو يواجه الآخرين بقوة ويجعلهم أكثر نضجا في الملعب.

> لم تقم مباراة للوداع، أليس كذلك؟

- كان من الكافي أن يتم توضيح الأمور قبل نهائي كأس إيطاليا وقد طالبت الإدارة بالسماح لي بتوديع جمهوري في مباراة كاتانيا، وهي آخر مباريات الموسم، ولكن ذلك لم يحدث. هذا أفضل، فربما كنت سأظهر بشكل سيئ بسبب فرط تأثري بالرحيل.

> ماذا عن القميص رقم 23؟

- فلنمنحه لرانوكيا. إنه يخشى أن يكون القميص ثقيلا عليه معنويا، ولكنني أطالب بمنحه إياه لأنني واثق من قدرته على أنه سيقدم صورة مشرفة خلال الـ10 سنوات المقبلة. وأنا فخور للغاية بأن قميصي سيحمله شاب من بيروجيا وعلى الجماهير أن تطالب باستمرار القميص رقم 23 في الملعب، فهو مجرد رقم ولا ينبغي سحبه مثلما حدث مع قميص فاكيتي الذي كان يحمل الرقم 3.

> ما الشيء الذي ندمت عليه، ولو عادت بك الأيام للوراء لما فعلته؟

- بكل صدق أقول إنني أندم على الركلة التي وجهتها إلى تشيريللو. وفي ما عدا ذلك، سأكرر كل ما فعلته لأنني أشعر بالفخر دائما وأعتز بشخصيتي حتى لو ارتكبت خطأ ما.

> وما الشيء الذي تفتخر به؟

- إنني اللاعب الوحيد الذي حصد لقب العالم مرتين في تاريخ الإنتر. المرة الأولى كانت مع المنتخب الإيطالي والثانية مع الفريق.

> أجمل مبارياتك على الإطلاق مع الإنتر (باستثناء نهائي «الشامبيونز ليغ»)؟

- في سيينا عندما فزنا بلقب الدوري على أرض الملعب بفضل الهدفين اللذين سجلتهما. كاد قلبي ينفجر آنذاك.

> والأسوأ على الإطلاق (باستثناء مباراة الخامس من مايو/ أيار – 2005)؟

- المباراة الفاصلة التي خاضها الفريق أمام سيينا عندما أخطأت تسديد ركلة الجزاء.

> أكثر المدربين الذين تعلقت بهم (باستثناء مورينهو)؟

- لقد تعلقت بهم جميعا، ربما يتعين علي أن أذكر المدربين الذين لم أشعر بالتناغم معهم.

> هل تقصد بينيتيز؟

- أنظر، سأجيب عن هذا السؤال بالعبارة التي ذكرها جيمي كاراغير في سيرته الذاتية «بينيتيز واحدا من الأشخاص الذين يعرفون كل شيء عن كرة القدم».

> من بين اللاعبين الذين لعبت معهم، من الأكثر قوة؟

- رونالدو وإيتو. ففي كل مرة أطلب من الكاميروني أن يساعدني على الفوز، كان يفعل ذلك.

> ماذا عن التصريحات التي أدلى بها إبراهيموفيتش في ليفربول حين قال «فلتسألوا ماتيراتزي عن سبب هزيمة الإنتر»؟

- لقد فزت بلقب «الشامبيونز» بعد ذلك.

> من هو زميلك الأكثر قربا منك على الصعيد الشخصي؟

- ماسيمو ديلا كاسا مدرب الأحمال في الإنتر. فقد كان صديقا لي ولعضلاتي أيضا. هناك زملاء آخرون ولكن لا داعي لذكر أسمائهم فهم يعرفون أنفسهم جيدا.

> من الذي تقول له كلمة «شكرا»؟

- أقولها لماسيمو موراتي الذي سأهدي له الوشم الذي أنوي الحصول عليه قريبا حيث سأنقش على جسدي عبارة «لا تحكم على الكتاب من غلافه». المظاهر خادعة، وهو لم يكن يصدق تلك الوشايات التي قيلت له بحقي.

> ما آخر وشم حصلت عليه؟

- لقد وشمت شعار الإنتر على قلبي.

> والآن، ماذا ستفعل بعد رحيلك عن الإنتر؟

- لدي فرصة حتى آخر أغسطس (آب)، وإذا تلقيت عرضا جيدا، فسوف ألعب لمدة عام آخر. وفي حال حدوث العكس، فسوف أبدأ في العمل ضمن الطاقم الإداري في الإنتر.

> ماذا ستكون وظيفتك؟

- لم يتم تحديدها حتى الآن، ولكنني سأبدأ العمل كمساعد لبييرو أوزيليو في قطاع الشباب.

> ألن تعمل كمدرب؟

- ربما أحصل على الرخصة، ولكنني أشعر أنها وظيفة متعبة للغاية.