رابطة الأندية الأوروبية تطالب بمحاربة الفساد داخل الفيفا

في الوقت الذي يحقق فيه الاتحاد الدولي للكرة في قضايا التلاعب بالنتائج في 50 دولة

TT

دعا كارل هاينز رومينيغه، رئيس رابطة الأندية الأوروبية، إلى ثورة تقودها الأندية ضد «الفاسدين» الذين يحكمون كرة القدم، ودعا لأن يكون لأعضاء الرابطة دور في عملية صنع القرار داخل الفيفا.

وقال الرئيس التنفيذي لنادي «بايرن ميونيخ»، الذي يبلغ من العمر 55 عاما، إنه شعر بالإحباط إزاء ما وصفه بـ«عملية الفساد اليومية داخل الفيفا»، ودعا هيئات كرة القدم إلى «الاعتراف بأنه حان الوقت لتبني الديمقراطية والشفافية وإحداث توازنا صحيحا داخل عائلة كرة القدم». وأضاف «لن أقبل بعد الآن أن يتحكم فينا أفراد ليسوا جادين وليسوا طاهرين. حان وقت للتدخل، فمعرفة أن هناك خطأ ما تتضمن التزاما بالسعي للتغيير». وحلت رابطة الأندية الأوروبية محل «المجموعة 14» ككيان ممثل للأندية الأوروبية البارزة، ويأتي من بين أعضائها أندية مانشستر يونايتد وتشيلسي والآرسنال وليفربول.

وقال رومينيغه إنه يوجد دعم من الجماهير لموقفه في أعقاب فضائح وقعت مؤخرا، والإيقاف مدى الحياة الصادر بحق محمد بن همام و«تساؤلات حول كأس العام القطري». وقال «لا يقتصر الأمر على الأندية الكبرى، لكن كل الأندية»، مضيفا أن الشعور بعدم الرضا جاء في أقوى صوره داخل ألمانيا وسويسرا وإنجلترا، حيث قابل مؤخرا وزير الرياضة هيو روبرتسون ومسؤولي أندية. وقال إن الفيفا نفسه عاجز عن التغيير «يقول بلاتر إنه ينظف المكان، لكن في الحقيقة لا يصدق أحد أنه يقول كل شيء تحتاج معرفته. لست متفائلا لأنهم يعتقدون أن النظام يسير على ما يرام بالصورة الحالية. إنها بمثابة ماكينة أموال، بطولة كأس عالم بعد أخرى. وبالنسبة إليهم، فإن ذلك أهم من الإدارة النظيفة الجادة».

ويرى رومينيغه أنه لا توجد فرصة كبيرة لأن تقوم الاتحادات داخل الدول بالضغط من أجل الإصلاح. وقال «لا أعتقد أنهم سيلعبون دورا. النظام الحالي معد خصيصا للاتحادات، وقد صوتت عليه هذه الاتحادات. لن يقفوا ضد الفيفا». وقال إنه لا يكفي أن يكون هناك ممثل للأندية في اللجنة التنفيذية بالفيفا، وأضاف «سأذهب لما هو أبعد. لجميع المشاركين - الأندية والاتحادات واللاعبين والحكام وكرة القدم للنساء - الحق في أن يكونوا مشاركين في عملية صنع القرار».

وقال رومينيغه إنه غير سعيد بعدد المباريات الدولية على مدار العام. وقال «عندما فزت بكأس الأمم الأوروبية (1980) كانت هناك ثمانية فرق في النهاية. وسيرتفع هذا الرقم بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول 2016. وفي كأس العالم، كان هناك 16 منتخبا، والآن يبلغ العدد 32 منتخبا. الأندية تدفع رواتب للاعبين لكنها ليست جزءا من عملية اتخاذ القرار، ومن ثم فإنه لا يتم التعامل معنا باحترام». وأشار رومينيغه إلى أنه من المحتمل حدوث انفصال عن اتحادات دولية إذا لم تتم معالجة شكاوى رابطة الأندية الأوروبية بشأن ازدحام جداول المواعيد. وقال «سأعطيهم فرصة، لكني مستعد لثورة إذا كان هذا السبيل الوحيد للوصول إلى حل».

تصريحات رومينيغه تأتي في الوقت الذي أدانت فيه محكمة فنلندية السنغافوري ويلسون راج بيرومال، والذي كشفته صحيفة «تلغراف سبورت» البريطانية في أبريل (نيسان)، وتسعة لاعبين آخرين من ناديين فنلديين تلقوا مبالغ مالية تتراوح بين 20.000 إلى 50.000 للتلاعب في المباريات. وصفت المحكمة ولسون بأنه «عضو في منظمة دولية تقوم بالتلاعب في رهانات المباريات»، وكانت إدانته خطوة مهمة في محاولات وقف انتشار الفساد الذي يعتقد المحققون أنه ينتشر حول العالم.

ويقوم محققو الفيفا بدراسة مزاعم التلاعب في نتائج المباريات أو نشاط الرهانات المشكوك فيها في المنتخبات الوطنية والأندية في أكثر من 50 دولة، خلال محاولتهم لمحاربة الفساد المتنامي. وقد رحب كريس إيتون، رئيس أمن الفيفا، بإدانة بيرومال، لكنه قال إن الحكم غير كاف كرادع، مؤكدا على تحديات التعامل مع الفساد في الرياضة التي تتجاوز الحدود الوطنية. وقال إيتون في مقابلة مع «تلغراف سبورت»: «الحكم بالسجن عامان رمزي في أحسن الأحوال، بالنظر إلى الضرر الذي ألحقه بالأفراد وصورة كرة القدم بشكل عام من قبل بيرومال. بالنسبة لي أنا أرى أن العقوبة لا تعكس خطورة الجريمة».. «أنا أعلم أنه لا يوجد تشريع في فنلندا يحدد عقوبة التلاعب في النتائج الرياضية، لكنه يؤكد على المشكلة الرئيسية في الكثير من الدول، ومن ثم لا بد من وجود تشريع قوي وأكثر تركيزا لحماية نزاهة الرياضية».

ويعمل قسم إيتون حاليا مع عدد من الاتحادات الوطنية والاتحادات التابعة للفيفا حول العالم لمساعدتها في مواجهة قضايا التلاعب في المباريات، وعلى تطوير شبكة وقاية عالمية. وأضاف إيتون «إذا أثمرت قضية ولسون بيرومال عن فهم أفضل لكيفية محاولة المجرمين تجنب ملاحقتهم في الوقت الذين يمارسون فيه أنشطتهم عالميا ويتحركون بحرية، فذلك سيمكننا حينئذ من حماية كرة القدم، وهذا ما يعتبر نتيجة أفضل من مدة السجن القصيرة».

جهود الفيفا في محاربة الفساد والتلاعب في المباريات سيزداد بقوة عام 2012 حيث محط تركيز قسم الأمن بالمنظمة. ويعمل إيتون بالفعل مع اتحاد كرة القدم الآسيوي لتوظيف ضباط دائمين في القارة، المعروف عنها أنها بمثابة محور عمليات التلاعب في نتائج المباريات وعمليات المراهنة. وسيعمل الفيفا أيضا على الاستعانة بمحققين في جنوب ووسط أميركا، إضافة إلى الشرق الأوسط.

ويقول إيتون إن «الهدف الرئيسي للفيفا منع التلاعب في نتائج المباريات عبر تشديد التشريعات الحاكمة بالمباريات، وتطوير آليات المراقبة والإشراف على المباريات».

اعتقال بيرومال وتشديد التحقيقات في التلاعب في نتائج المباريات، عوامل أدت إلى الإسراع بإجراء تحقيقات حول العالم بشأن بعض المخاوف المتعلقة بشبكات التلاعب في المباريات. ويعتقد المحققون أن تحرياتهم (مع تورط سلطات الشرطة الوطنية) ربما تكون قد تسببت في أن يحاول المتلاعبون في نتائج المباريات جني أكبر قدر من الربح يمكنهم الحصول عليه قبل التضييق على الشبكة، وهو ما أدى إلى أن يبادروا بتسريع الخطط. وكان إلقاء القبض على بيرومال في مارس (آذار) تقدما واضحا بالنسبة للمحققين، ويوضح مدى توسع شبكة التلاعب في المباريات التي يعتقدون أنها تعمل من سنغافورة وربما تمول من قبل شبكات الجريمة القائمة في هونغ كونغ والصين.

بيرومال الذي تعاون بصورة جزئية مع المحققين، يعتقد أنه عضو مهم إلى حد ما في شبكة التلاعب في المباريات في آسيا وعمليات أخرى حول العالم. وقد تم رصد روابط بالفعل بين الكثير من القضايا سيئة السمعة المتعلقة بالتلاعب في نتائج المباريات، وقد ألقت الضوء عليها صحيفة «ديلي تلغراف». وتتضمن هذه القضايا فضيحة فريق توجو المزيف الذي لعب أمام البحرين ومباراتين وديتين في منتجع أنطاليا التركي.

قضايا مزاعم التلاعب في نتائج المباريات هي موضع تحقيق في تركيا واليونان وإيطاليا وكوريا الجنوبية وزيمبابوي والمجر وألمانيا والسلفادور وإسرائيل والصين وماليزيا.