يسعى نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه الإيطالي روبرتو مانشيني إلى إبرام أهم صفقات سوق الانتقالات هذا الموسم من خلال انتقال تيفيز لاعب النادي الإنجليزي إلى الإنتر مقابل انتقال المهاجم الكاميروني صمويل إيتو إلى صفوف مانشستر سيتي. ورغم أن إمكانية إتمام هذه الصفقة تبدو ضعيفة حتى الآن، فلا يمكن استبعاد حدوث تطورات والاتفاق على عملية الانتقال بسبب الضغط الذي يمارسه مانشيني لإنجاح الصفقة بعد تدهور علاقته بتيفيز ورغبته في استغلاله بأفضل صورة ممكنة. ويبقى نادي الإنتر في موقف المتابع المترقب بعد أن قامت إدارة النادي بجس نبض الأرجنتيني تيفيز حول إمكانية قبوله لهذه الصفقة التبادلية. وتبقى على أي حال مسألة أهمية إيتو لفريق الإنتر الذي وصفه موراتي دائما بأنه لاعب لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للإنتر وأعلن مرارا أنه ليس للبيع. لكن المعروف على أي حال هو أن رئيس نادي الإنتر لم يجبر أي شخص على الإطلاق على البقاء مع الإنتر رغم إرادته، ولعل ترك ليوناردو لتدريب الفريق هو خير دليل على ذلك الأمر.
ويتضح من ذلك أن إتمام هذه الصفقة يتوقف بالدرجة الأولى على موقف إيتو. وكان إيتو قد انتظم بالتزام شديد ورضا تام في تدريبات الإنتر استعدادا للموسم الجديد بعد أن أعلن للمقربين منه في نهاية الموسم الماضي أنه يشعر ببعض الإغراء لترك نادي الإنتر والانتقال للعب في أحد أندية الدوري الإنجليزي. وقد أبدى إيتو مؤخرا رغبة كبيرة في تحقيق المزيد من الإنجازات والانتصارات مع الإنتر، لكن إيتو دون شك يحلم دائما مثل النجوم الكبار من عينته بتحقيق انتصارات جديدة وإنجازات تضاف على رصيده، ولا بد أنه يحلم باللعب والتألق في الدوري الإنجليزي بعد النجاح الكبير الذي حققه في إسبانيا وإيطاليا. ويرغب مانشيني بشدة في الحصول على خدمات إيتو ويتوقع له نجاحا كبيرا في إنجلترا بينما يعرف إيتو جيدا أن نادي مانشستر سيتي يضمن له زيادة كبيرة في راتبه الحالي الذي يبلغ 10.5 ملايين يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد.
لكن هذا لا يعني أن إيتو، الذي تجنب الإدلاء بأي تصريحات حول مسألة انتقاله المحتمل عن الإنتر، ينظر فقط إلى المال. وهو ما جعل كلاوديو فيغوريللي وكيل أعمال إيتو يرفض بأدب شديد العرض المغري الذي تقدم به نادي آنزي ماخشكالا لضم إيتو (ويقال إن النادي الروسي عرض 20 مليون يورو لإيتو و30 أو 35 مليون يورو لنادي الإنتر مقابل إتمام الصفقة). وكان الفريق الروسي قد حاول من قبل ضم غاتوزو لاعب الميلان. ويروق نادي مانشستر سيتي لإيتو لأنه يعتبر من الأندية التي تتمتع بقدرة تنافسية عالية بعد أن تمكن خلال سنوات قليلة من التدرج في مستواه والوصول إلى مصاف الفرق الكبرى. ويعتبر إيتو نادي مانشستر سيتي إغراء كبيرا خاصة إذا فاز معه ببطولة دوري أبطال أوروبا لتصبح المرة الخامسة في تاريخه. لكن إيتو يبقى على أي حال مرتبطا بنادي الإنتر وجماهيره، وهو ما أكده فيغوريللي وكيل أعمال اللاعب عندما تحدث عن وجود اتفاق بين إيتو وموراتي لبقاء المهاجم الكاميروني الفذ في صفوف الفريق. وكان اللاعب يرغب في لقاء موراتي يوم الخميس الماضي لكن هذا اللقاء تأجل لبعض الوقت. ويبدو من المستبعد على أي حال أن يطلب إيتو من موراتي السماح له بالانتقال لناد آخر، رغم أنه يعرف جيدا أنه في حالة إتمام الصفقة التبادلية لن يترك الإنتر في مأزق حيث سيلعب بدلا منه لاعب كبير ومرتفع المستوى مثل كارلوس تيفيز.
تأتي هذه التطورات الغريبة في سوق الانتقالات الغريبة في الوقت الذي أكمل فيه نادي مانشستر سيتي أول من أمس صفقة التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو من أتلتيكو مدريد الإسباني.
وتحرك مانشستر سيتي بشكل سريع للتعاقد مع أغويرو بعدما أعلن مواطنه كارلوس تيفيز عن نيته في الرحيل عن صفوف الفريق.
وكان تيفيز قائدا للفريق الذي توج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي في مايو (أيار) كما لعب دورا بارزا في تأهل الفريق للمشاركة بدوري أبطال أوروبا.
وفشلت صفقة انتقال تيفيز قائد المنتخب الأرجنتيني، إلى كورينثيانز البرازيلي مؤخرا ويمكن أن يبدأ الموسم الجديد بقميص مانشستر سيتي.
وكان نادي كورينثيانز قد أعلن تخليه عن التعاقد مع تيفيز. وكان مانشيني كشف في وقت سابق أن ناديه وافق على بيع قائده تيفيز إلى كورينثيانز، مضيفا لشبكة «سكاي» البريطانية: «في الوقت الحالي، لقد اتفقنا مع كورينثيانز، لكن كارلوس لا يزال حاليا لاعبا مع سيتي». وعرض كورينثيانز 40 مليون يورو (63.57 مليون دولار) في بداية الأمر، لكن سيتي أراد رفع المبلغ مقابل نقل المهاجم الذي لم يتأقلم مع الحياة الإنجليزية، وقال: إنه يريد البقاء بالقرب من ابنته التي تعيش مع والدتها في أميركا الجنوبية، وهو ما يتناقض مع رغبته في الانتقال إلى إنتر ميلان. وكان لاعب ويست هام ومانشستر يونايتد سابقا وصل إلى الملاعب الأوروبية من كورينثيانز بالذات في أغسطس (آب) 2006، وقاد سيتي إلى إحراز لقب كأس إنجلترا في الموسم الماضي والمشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. وكان تيفيز الذي بدأ مسيرته مع بوكا جونيورز قال سابقا إنه «لا مشكلة لديه بالعودة إلى كورينثيانز» حيث أحرز لقب الدوري عام 2005 وسجل معه 46 هدفا في 76 مباراة، وأصبح من اللاعبين المفضلين لدى الجماهير.
جدير بالذكر أن نادي ملقا الإسباني لكرة القدم كان قد أعلن رغبته أيضا في ضم كارلوس تيفيز من مانشستر سيتي، ليخوض بذلك منافسة مع أكثر من ناد يرغب في ضم اللاعب الذي تقدر قيمته بـ50 مليون جنيه إسترليني.