تناقضات ومفاجآت تشعل اليوم الثاني في مونديال كولومبيا للشباب

حصيلة «أفريقية» مخيبة للآمال.. والفوفوزيلا وأهزوجة «واكا واكا» تعود للواجهة

TT

كان اليوم الثاني من منافسات كأس العالم للشباب، التي تجرى مبارياتها في كولومبيا، مليئا بالأحاسيس المتناقضة. فقد كانت جماهير مدينة كالي تَتَصَبَّبُ عَرَقا بسبب الحرارة المرتفعة عندما تعذر انطلاق مباريات العاصمة بوغوتا في الوقت المحدد بسبب الأمطار الغزيرة. وأحرز لاعبو منتخب كاميرون هدفين خلال مواجهة نيوزيلندا، لكنهم فشلوا في إدراك الفوز رغم عدم إحراز ممثلي أوقيانوسيا للأهداف. وخَيَّمَ التعادل السلبي على موقعة أوروغواي والبرتغال، بينما نجحت كتيبة كولومبيا في جعل هزيمتها ضد فرنسا انتصارا وخرجت مرفوعة الرأس أمام جماهيرها وأنصارها.

لقد كانت بداية أصحاب الأرض متعثرة رغم حماسة الجمهور ودعمه الكبير. فقد أحرز الفرنسيون هدف السبق مبكرا، لكن عزيمة كتيبة كافيتيروس كانت أقوى، وانتهى النزال لصالحهم بنتيجة 4 - 1. وكانت حصيلة المنتخبات الأفريقية خلال يوم السبت مخيبة للآمال. فقد تجرع شبان مالي مرارة الهزيمة 2 - 0 ضد كوريا الجنوبية، واستعصى الفوز على أبناء الكاميرون، حيث أحرزوا هدفين في مواجهة نيوزيلندا أحدهما في مرماهم، وانتهت الموقعة بالتعادل. رغم ذلك ما زالت حظوظ الأشبال الأفريقية قائمة، لا سيما بعد التعادل السلبي بين البرتغال وأوروغواي، وينطبق الأمر ذاته على كتيبة كيويز التي يعتبر هذا التعادل أول نتيجة إيجابية لها بعد ثلاث هزائم متتالية في نهائيات 2007.

هدف الجولة: كولومبيا - فرنسا، لويس موريل، الدقيقة 48 ويمكن وصف هدف لويس موريل ضد منتخب فرنسا بالرائع والهام، فقد أتى بعد عملية جميلة وأعطى في الوقت ذاته التفوق لكتيبة كافاتيروس. إذ تسلم مايكل أورتيغا الكرة من وسط الميدان، وحَوَّلَ مجراها بدهاء صوب موريل الذي راوغ كاليدو كوليبالي، ولم يجد أي عناء في هز شباك الحارس جوناثان ليغالي.

لحظات لا تنسى: أحس لاعبو الكاميرون بأنفسهم في عقر دارهم رغم المسافة الشاسعة والكيلومترات الطويلة الفاصلة بينهم وبين أفريقيا. فقد خص جمهور مدينة كالي أبناء القارة السمراء بالدعم والمؤازرة، كما كانت أجواء ملعب باسكوال جيريرو شبيهة بالأجواء الأفريقية بسبب الحرارة المرتفعة وأصوات الفوفوزيلا وأهازيج أغنية «واكا واكا». رغم ذلك لم تتأثر كتيبة نيوزيلندا، وحافظت على رباطة الجأش وانتزعت تعادلا ثمينا في نهاية المطاف.

المالي الكوري: يمتلك المهاجم المالي خليفة كوليبالي بنية جسمانية ضخمة، وشكل عبئا ثقيلا على لاعبي وسط ميدان كوريا الجنوبية القصار القامة. فقد حاول طوال المباراة استخلاص الكرات أو تغيير اتجاهها صوب زملائه عبر الضربات الرأسية، كما بذل جهدا كبيرا بحثا عن فرصة سانحة للتسجيل. بيد أن الأمور سارت عكس ما يشتهيه، ولم تنفعه القوة البدنية ولا القامة الطويلة، وانتهى النزال بفوز المنتخب الكوري.

الكولومبيون أسرة واحدة: تجمع لاعبو منتخب كولومبيا أمام مستودع الملابس قبل الدخول إلى أرضية ملعب نيميسيو كاماتشو «إل كامبين»، وأخذ قائدهم، بيدرو فرانكو، يهتف: «نحن كبار، نحن كبار للغاية»، بينما رد عليه المعد البدني قائلا: «نحن 46 مليون نسمة، لا 11 لاعبا فقط». هذا وكانت لحظة عزف النشيد الوطني الكولومبي مؤثرة للغاية، حيث انخرط الجميع في الغناء، وشكل ذلك دليلا إضافيا على الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به هذا المنتخب.

الرقم 4: هو عدد ركلات الجزاء المعلن عنها خلال مباريات أول من أمس السبت، اثنتان منها استغلهما بنجاح كل من الكولومبي جيمس رودريغيز والكوري الجنوبي يانغ هيون سو، وتم إهدار ركلتين، الأولى على يد الهداف الكولومبي، الذي سدد الكرة في يد الحارس الفرنسي، والثانية على يد الكاميروني، كريست مبوندي. لكن هذا الأخير كان أوفر حظا، فقد ارتدت الكرة إليه، واستطاع هزيمة حارس نيوزيلندا، ستيفان مارينوفيتش، في المحاولة الثانية.