التسديدات البعيدة والتمريرات عالية الدقة منحت الأخضر فوزا مستحقا أمام الكروات

السلوة ودابو اتفقا على أن نجوم «السعودية» ظهروا بأداء مغاير في المباراة المونديالية

TT

ظهر المنتخب السعودي للشباب بصورة مميزة في أولى مبارياته ببطولة كأس العالم للشباب 2011 المقامة حاليا في كولومبيا، وجاءت النتيجة مقرونة بالمستوى أمام أحد أقوى منتخبات المجموعة الرابعة (كرواتيا)؛ إذ فاز الأخضر بنتيجة 2 - 0، حملت توقيع كل من ياسر الفهمي في الدقيقة 54 عبر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك المنتخب الكرواتي، فيما جاء الهدف الثاني عن طريق المهاجم البديل فهد المولد في الدقيقة 69 الذي أودع كرة عرضية من زميله يحيى دغريري على يمين حارس منتخب كرواتيا مضيفا الهدف الثاني للسعودية.

الـ«الشرق الأوسط» حصلت على انطباعات اثنين من الخبراء الفنيين السعوديين إزاء ما قدمه الأخضر في لقائه الأول بمونديال الشباب، حيث أشار كل من حمود السلوة وأمين دابو إلى الإيجابيات والسلبيات حول أداء الأخضر، إضافة إلى التغييرات وطريقة اللعب التي انتهجها مدرب السعودية للشباب الوطني خالد القروني.

البداية كانت مع المدرب الوطني حمود السلوة الذي أشار إلى أن المنتخب السعودي كسب الأهم من هذه المباراة بعد خطف النقاط الثلاث التي تعتبر جيدة وجميلة جدا وأعطت حافزا كبيرا للمنتخب السعودي الذي كسر الحاجز النفسي في مباراة أمس في ما يخص الفوارق الفنية بين منتخبات آسيا وأوروبا، خاصة أن منتخب كرواتيا يحسب ويصنف ضمن المنتخبات المتقدمة، مضيفا: «الاستحواذ على الكرة كان يميل لكفة الأخضر السعودي، لكن ما يعاب عليه في شوط المباراة الأول بعض النهايات غير الجيدة، وذلك عند وصول الكرة لمرمى المنافس، حيث لم تكن تلك الكرات تستثمر بشكل جيد، كذلك بداية المباراة كان فيها نوع من الرهبة والحذر الكبير كونها أول مباراة تقام في مونديال الشباب 2011 للمنتخب السعودي».

وكشف السلوة عن إعجابه بإحدى الطرق التي نفذها لاعبو المنتخب السعودي الشاب التي كانت غائبة في الفترة الأخيرة عن المنتخبات السعودية، بحسب وصفه، وقال: «كان لدى لاعبي الأخضر رغبة كبيرة في التسديد من مسافات بعيدة كما فعل ياسر الفهمي ويحيى دغريري، فهذه خطوة إيجابية وجيدة، وهي بالتأكيد نتيجة تدريب سابق، فلقد غابت كثيرا عن المنتخبات السعودية في الفترة الأخيرة».

وشدد السلوة على أن الأطراف لم تكن ذات فاعلية في الشوط الأول، مرجعا سبب ذلك إلى إمكانية تطبيق تكتيك خاص بالمدرب. وعن ملاحظته على بقية مجريات المباراة، أضاف: «شاهدنا لاعبي المنتخب السعودي وقد نجحوا في مقاومة البنية الجسمانية القوية للمنتخب الكرواتي من الناحية المهارية الجيدة جدا والعمل على توظيفها لمصلحة المنتخب، إضافة للعب من خلال لمسة واحدة، فتفوق الأخضر السعودي على ساحة الميدان»، منوها بأن وجود يحيى دغريري في خط المقدمة بمفرده لم يكن له فاعلية لمواجهته أربعة مدافعين، وهذا ربما نهج من المدرب الوطني خالد القروني بعدم المبالغة الهجومية منذ بداية المباراة.

وعن أبرز الإيجابيات التي شاهدها في المنتخب السعودي للشباب في أول ظهور له في المونديال، تابع: «تقديم الأخضر مباراة قوية جدا والتسديد من بعيد كان الأمر اللافت، إضافة إلى استغلال المهارة الفردية وتوظيفها في الأداء للمجموعة، وكذلك اللياقة البدنية العالية التي أظهرت الأخضر بهذه الصورة المميزة.. جميع ما سبق عوامل ساهمت في تفوق الأخضر أمام كرواتيا».

من جهته، قال المدرب الوطني أمين دابو إن هناك أربع ملاحظات على أداء المنتخب السعودي في الشوط الأول، بحسب رأيه، جاءت كالتالي: «الأولى: أننا شاهدنا في بداية الشوط الأول وجود خوف وعدم ثقة ورهبة من بعض اللاعبين داخل الملعب، وحتى طريقة اللعب بمهاجم واحد (يحيى دغريري) دون مساعدة أي لاعب آخر له. ثانيا: اللعب من الطرفين لم يكن ذا فاعلية، وكان الرجوع للخلف أكثر من اللازم رغم أننا نلعب برأس حربة واحد، فكان غالبية اللاعبين في وسط الميدان. الأمر الثالث: لم يكن هناك تنظيم داخل الملعب، وكانت الخطوط متباعدة بسبب الرهبة. أما الأمر الأخير في الشوط الأول، فيكمن في أن المنتخب الكرواتي كان فريقا عاديا على الرغم من القوة الجسمانية التي يملكها لاعبوه، إلا أنه لم تظهر خطورته إلا من كرتين ثابتتين فقط».

وأشار دابو في حديثه عن الشوط الثاني إلى أن «المنتخب السعودي كسب الثقة داخل الملعب وبدأ يميل للشق الهجومي كثيرا مع وجود مساعدات خلفية هجومية، إضافة لتميز لاعبي الأخضر السعودي في التمرير، حيث لم نشاهدهم يخسرون الكرة باستمرار كما حدث في الشوط الأول»، مضيفا: «شاهدنا وجود تسديد على المرمى بشكل مباشر من قبل عدد من اللاعبين، واتضح ذلك من خلال خمس كرات كانت مفقودة في الشوط الأول، والدليل تسديدة ياسر الفهمي التي سكنت شباك كرواتيا».

وامتدح دابو أداء عدد من اللاعبين إضافة للمدرب خالد القروني الذي «أدار اللقاء بشكل ممتاز»، قائلا: «تمكن معن الخضري وإبراهيم البراهيم من قفل منطقة وسط الميدان بكل قوة، ويعتبر الخضري، والسديري (حارس المرمى) من نجوم المباراة، إضافة لتميز المدرب خالد القروني الذي يملك قراءة ورؤية فنية رائعة خاصة في التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني، التي أثبتت نجاحها».

وفي ما يخص النظرة الكاملة للمباراة، أردف: «نحن نلعب الآن في كأس العالم ولا بد أن تحضر الثقة في نفوس اللاعبين مهما كان المنافس، فنحن أنهينا مباراة الافتتاح أمام فريق محترم في المجموعة، ويجب أن نفكر في المقبل؛ حيث من الضروري أن تحضر رغبة الفوز لدى اللاعبين، فإذا لم يتم احترام المنافس ربما تخسر المباراة، فيجب في المباراة المقبلة أمام منتخب غواتيمالا أن يواصل الأخضر الظهور بروح الفريق الجماعي الذي يحترم أي فريق يواجهه».