«ألتراس» طريقة تشجيع مبتكرة في السعودية.. وتطبيقها يحتاج إلى تنازلات

تتطلب السماح بإدخال «النارية».. والشغب يهدد نجاحها

TT

لأنه اللاعب رقم 12، كما يطلق عليه مسؤولو الفريق، وذلك تأكيدا على أهمية دوره في إنجاح المنظومة الرياضية في النادي وأعني بذلك «الجمهور»، فهو الذي يستطيع الخروج باللاعبين من الأزمات ويقرب البطولة من الفريق حتى إن لم يكن الأفضل فنيا بسبب الدعم والمؤازرة اللذين يحظى بهما ويسهمان في ترجيح كفته، فهو أشبه بالوقود الحقيقي الذي يعتمد عليه الفريق في رحلته نحو النجاح نظير دوره الكبير خارج الميدان، فباتت الأندية السعودية تتنافس وتتسابق على توفير الميزانيات والدعم اللامحدود لهذا المدرج الذي يقف خلف نجاحات النادي.

وتوجهت جميع الأندية إلى ما يسمى «رابطة الفريق»، وهي مصدر الأهازيج في المدرجات عبر أجهزة مكبرات الصوت، فكان لهذه الروابط حضور قوي سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية حتى باتت تمثل الصورة الشائعة للمدرج السعودي، ولأن الاختلافات كانت تحوم حولها من قبل الرياضيين الذين يطالبون بمنع استخدام مكبرات الصوت داخل المدرجات كونها مصدر إزعاج كبير لهم من دون تحقيق نتيجة إيجابية للفريق في ظل وجود طرق تشجيعية أفضل منها، في الوقت الذي يشيد رياضيون آخرون بأدائها، أي الرابطة، ويشددون على ضرورة بقائها، وبين هذه التضاربات في الرغبات تمكنت رابطة النادي الأهلي من إحداث صورة حضارية في دعم ومؤازرة فريقها من خلال «نشيد النادي» الذي تم تدشينه في منافسات الموسم الماضي، ونال إعجاب جميع الرياضيين بعد أن تم تفعيله وبات المدرج الأهلاوي يردد النشيد الرسمي عند كل مباراة «لك العهد والعشق والانتماء».. فحضرت جماعية الأداء التي كانت غائبة من خلال الرابطة، وهو ما جعل البعض يطالب بتطبيق التشجيع الجماعي كما يحدث في أوروبا وبقية الدول في العالم؛ حيث يشاهد المدرج بأكمله يهتف ويردد الأهازيج بصورة حماسية أكثر في ظل وجود «قائد حقيقي للمدرج».

في الأيام الماضية قامت جماهير النادي الأهلي السعودي بتدشين الطريقة العالمية في التشجيع، التي يطلق عليها «ألتراس»، وتعني الجماعات التي تقوم بالتشجيع بشكل جماعي، وعودا لتاريخ هذه الكلمة (ألتراس)، فهي كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية المعروفة بانتمائها وولائها الشديد لأنديتها، وتوجد هذه المجموعات في أميركا الجنوبية وأوروبا، وتميل في طريقة تشجيعها إلى استخدام الألعاب النارية والغناء والأهازيج وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقها، كما تقوم هذه المجوعة بتوجيه رسائل للاعبين، خاصة في المباريات المهمة، مما يضفي ويمنح المباريات بهجة وحماسا كبيرين، وأبرز أدوار هذه الفئة (ألتراس): عدم التوقف عن الغناء والتشجيع في المباراة مهما كانت النتيجة، والوقوف المستمر طيلة المباراة، إلى جانب الكثافة الحضورية في مباريات الذهاب والإياب بغض النظر عن التكاليف ومسمى المسابقة، ويظل الولاء قائما للمجموعة المكونة، وكل مجموعة يكون لها عادة مسؤول أو ممثل يتولى التواصل مع مسؤولي النادي بشأن التذاكر وتخصيص مقاعد وأماكن خاصة لتخزين الأعلام واللافتات، وهناك بعض الأندية تقوم بعمل أسعار خاصة للتذاكر ومخازن تتضمن جميع ما يطلبه المشجعون. ومن أدوار فرقة «ألتراس»: الوصول المبكر للملعب من أجل إعداد العرض؛ لأنهم يقومون بتشجيع صاخب قد ينزعج منه الآخرون وينتقدون آليته كالوقوف طيلة المباراة وعدم الجلوس ورفع الأعلام والرايات التي قد تحول دون مشاهدة المشجعين الجالسين خلفهم في المقاعد، وعلى الرغم من أن إيجابية هذه الفئة (ألتراس) تكمن في تحريك وتحفيز المشجعين الآخرين فإن البعض ينتقدها للاعتداءات التي يقوم بها أفراد هذه الفئة على بقية المشجعين وتخويف غير المنضمين لهم، وقد تصل أحيانا للاعتداء وإثارة الشغب والفوضى داخل الميدان، خصوصا إذا كان الفريق الذي ينتمون له متراجعا في النتيجة.

وعقب تدشين النادي الأهلي فرقة «ألتراس» الخاصة به قام غريمه التقليدي الاتحاد بافتتاح الـ«ألتراس» الخاصة به ابتداء من الموسم المقبل كما يحدث لجاره الأهلي، والبقية ستأتي في الطريق، سواء أكان الموسم المقبل أم الذي يليه، لكن السؤال الأهم: هل يتم السماح لجماهير هذه الأندية بإدخال الألعاب النارية للملاعب، وهي الممنوعة حاليا في الملاعب السعودية، على الرغم من أنها تمثل جزاء كبيرا من جمالية وشكل «ألتراس» في التشجيع؟ كذلك هل يتم إدخال هذه الفئة للملاعب السعودية بصورتها الرائعة، وطريقة تشجيعهم الحماسية والعمل على تلافي أعمال الشغب التي تحدث من بعض المنتمين لها؟