أنظار الميلان تلاحق «الشقي» بالوتيللي

بقاء اللاعب في مانشستر سيتي مرتبط برحيل تيفيز إلى الإنتر

TT

بالوتيللي مثل إبراهيموفيتش. ولكن، هل الميلان يركز على إبرام صفقة مدوية في ختام سوق الانتقالات الحالية أيضا؟ ففي الصيف الفائت غادر أدريانو غالياني، نائب رئيس نادي الميلان، إلى برشلونة في نهاية شهر أغسطس (آب) وعاد وبصحبته اللاعب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وهو يرتدي قميص الميلان. وثمة إشارات عدة تجعل البعض يفكر في أن هذه المرحلة ستكون باتجاه المدينة الإنجليزية مانشستر. أجل، بهدف تحرير «سوبر ماريو» الحزين من الهموم التي يعانيها في نادي سيتي. على أي حال، يبدو أن سيناريو هذه الصفقة يدور حول عملية إعارة، بشروط اقتصادية مثمرة. وربما تكون فكرة ضم بالوتيللي هي النتيجة الطبيعية لصفقتي البيع اللتين سيقوم بهما الميلان: فقد تم وعد نادي كييفو بالحصول على خدمات بالوسكي، بينما يفاضل أنطونيو كاسانو حاليا بين فيورنتينا وجنوا.

وبمجرد إغلاق هذين المسارين، ستبدأ إدارة الميلان التفكير في هذه الصفقة المثيرة. ولكن هذه القصة، كالعادة، يظهر فيها أيضا نادي الإنتر. لأن مانشستر سيتي يضم أيضا لاعبا آخر حزين القلب وهو الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي يحظى باهتمام مسؤولي الإنتر منذ فترة. ومن الواضح أنه، لو قرر مانشيني، مدرب سيتي، التخلي عن خدمات المهاجم الأرجنتيني فسوف يحاول الحفاظ على وجود بالوتيللي بين صفوف الفريق، والعكس صحيح. على أي حال، ثمة أعمال تحضيرية تقوم بها حاشية ماريو بالوتيللي منذ فترة بصدد احتمالية رحيل اللاعب عن النادي الإنجليزي. وليس من قبيل الصدفة أن يتردد اسم المهاجم الإيطالي خلال الأيام القليلة الماضية في سوق الانتقالات الخاصة بنادي روما. إذن، جبهة بالوتيللي تستحق الرصد وغالياني يأتي في مقدمة المتابعين لها.

وقد رد غالياني، قبل أن يغادر إلى الصين، حيث ستقام مباراة كأس السوبر الإيطالية السبت المقبل، على السؤال الذي طرح عليه بشأن بالوتيللي بشكل استفهامي أكثر منه اعترافي: «أنا لا أعلم ماذا قال ماريو في تصريحاته». وعندما قيل له إن مهاجم مانشستر سيتي صرح برغبته في العودة قريبا إلى إيطاليا وربما إلى صفوف الميلان، رد نائب رئيس نادي الميلان قائلا: «حسنا، لا أعلم إذا كان يمكن ذلك، فالأمر يبدو لي مستحيلا، حيث إن خط الهجوم لدينا مكتمل». ولكن عندما أصبح السؤال أكثر دقة: وماذا سيحدث لو أن كاسانو طالب بالرحيل عن الفريق؟ كان رد أدريانو: «سنرى، سنرى». فعل معناه لا شيء أو ربما كل شيء.

إن العلاقة بين بالوتيللي والميلان ليست علاقة ود فحسب، بل تصل إلى درجة العشق حتى إن تم التعبير عنه من خلال عبارات مختلطة جاءت على لسان فتى يبلغ من العمر 20 عاما: فهناك قميص فريق الميلان الذي ارتداه ماريو في لحظة تهور (ربما) أمام كاميرات شبكة «ميديا ست» المملوكة لبرلسكوني، رئيس نادي الميلان، فضلا عن إعجاب بالوتيللي الشديد باللاعب السويدي إبراهيموفيتش الذي يتقاسم معه نفس وكيل الأعمال، السيد مينو رايولا. هذا بالإضافة إلى وجود مهاجم مانشستر سيتي في لقاءات ديربي الموسم الماضي، التي أظهر فيها اعتقاده الكبير بفوز الميلان والتي تخللتها مداعبات من جانب مالديني وإبراهيموفيتش، وأبرز مشاهير الميلان، لماريو. والانطباع السائد هو أن بالوتيللي، بعد لمسة الكعب الاستعراضية التي أضاع منها فرصة هدف مؤكد في مباراة فريقه الودية أمام غالاكسي، الأمر الذي استفز مانشيني بشدة، لن يستطيع البقاء مع فريق سيتي في ظل وجود راعيه القديم (ألبرتو مانشيني). وعليه، ماريو لن يتحمل الاستمرار مع النادي الإنجليزي الذي من المحتمل أيضا أنه يبادله نفس الشعور. وهنا ربما يصل الميلان ليحل هذه المعضلة.

في البداية، تأتي كلمات سيلفيو برلسكوني الذي وصف ماريو، من قبل، بأنه لاعب غير ملائم لارتداء قميص الميلان. فبالوتيللي يتصرف بطريقة غريبة ويصوب السهام تجاه منافسيه ويسخر منهم. كل هذا ربما لا يروق لنادي الميلان، ولكن هذا الأمر يشبه الزي خارجي الذي من السهل تخزينه في خزانة الملابس. أما الباقي، فمهاجم مانشستر سيتي لاعب يروق إلى أليغري، ويمكن مناقشة أسلوبه في التعامل أما تحت هذا المظهر الخارجي فتوجد موهبة لا خلاف عليها. وفي سياق متصل، تقدم ألبرتو أكويلاني، لاعب وسط ليفربول، على ريكاردو مونتوليفو، لاعب فيورنتينا، في سباق النجم المرتقب انضمامه إلى صفوف الميلان، جاء هذا التنصيب على لسان أدريانو غالياني الذي صرح، أثناء مغادرته إلى الصين، قائلا: «أكويلاني؟ اجل، هذا حديث ممكن. فهو لاعب وسط أيسر ويتمتع بالسمات التي نبحث عنها، وعليه فإنه، مثل لاعبين آخرين يشغلون هذا المركز، يدخل في إطار اهتمامنا». كلمات بمثابة التأكيد على الاتصالات التي بدأت بين الطرفين خلال الأيام القليلة الفائتة بعد عدم تمكن أكويلاني ونادي فيورنتينا من التوصل إلى اتفاق.

لقد رفض لاعب وسط ليفربول عرض فيورنتينا الذي كان يأخذ شكل الإعارة مع أحقية النادي الإيطالي في انتزاع كامل بطاقة أكويلاني. وعلى الرغم من ارتباط اللاعب مع النادي الإنجليزي بعقد يمتد حتى 2014، فإنه يطالب الآن بحل يسمح له بقلب هذه الصفحة. وعليه، فهناك إمكانية أن يقوم ليفربول ببيع بطاقة لاعب الوسط الإيطالي مقابل سعر مميز: فلنقل 6 ملايين يورو. ولكن هذا ليس كافيا لدفع الميلان للسير قدما في هذا الاتجاه، بل إن وكيل أعمال اللاعب صرح أيضا مؤخرا قائلا: «سنرى ماذا من الممكن أن يحدث. من المؤكد أن ألبرتو يدرك أن راتبه السنوي الحالي ليس في متناول يد الأندية الإيطالية».

وإذا ما حاولنا إجراء بعض الحسابات سنجد أنه من السهل الوصول إلى نتيجة واحدة وهي أن أكويلاني على استعداد لتخفيض قيمة راتبه الحالي الذي يقدر بـ4 ملايين يورو سنويا. ربما في مقابل تمديد عقده الجديد حتى 2015، ومن المحتمل أن يقبل ألبرتو براتب سنوي 2.5 مليون يورو. وفي نفس الصدد، على عكس ذلك، تبدو أن اتصالات بين الميلان وفيورنتينا بشأن مونتوليفو قد وصلت إلى نقطة الموت. وكان الحديث في الميلان يدور حول إجراء صفقة مبادلة فنية بين مونتوليفو وكاسانو.

ولكن نادي فيورنتينا قابل هذا العرض بالرفض التام، نظرا لأن بطاقة مونتوليفو لن يتم بيعها بأقل من 10 ملايين يورو. وعليه فإن هجوم الميلان نحو أكويلاني سيكون أقل تكلفة. وسيحاول نائب رئيس نادي الميلان خلال الأيام الحالية ترسيخ الاتصالات مع الجانب الإنجليزي بصدد أكويلاني عبر الهاتف، ولكن من المحتمل أن تتم المواجهة بهذا الصدد فور العودة من الصين. وفي غضون ذلك، يتطلب الأمر الانتظار لمتابعة ماذا سيحدث على جبهة مونتوليفو. وإذن حدوث أي تغير مدو في فكر نادي فيورنتينا بصدد ريكاردو ربما يعيد الميلان حساباته. وإلا فسيواصل تقدمه نحو أكويلاني.