ديربي بين قطبي مانشستر للحصول على خدمات شنايدر

مبادلة تيفيز بإيتو ورقة رابحة في يد سيتي للفوز بخدمات نجم الإنتر

TT

ربما تكون نهاية مسيرته مع الإنتر في «عش الطائر»، هذا الاستاد ذي الاسم الأدبي. ربما نهاية المسيرة مع الفوز بكأس السوبر الإيطالية، هكذا يأمل، حيث ستكون هناك إجازة لبضعة أيام لدى العودة من بكين لتقرير ماذا سيفعل. لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا، وهو أنه بين ويسلي شنايدر والإنتر هناك شيء ما تحطم، وكان اللاعب آخر من أدرك ذلك. أعراض هذه الأزمة لم تظهر لا أمس، حينما كان النجم الهولندي هو أكثر اللاعبين المحتفى بهم لدى وصول فريق الإنتر إلى الصين، ولا يوم الأحد، حينما وجد شنايدر نفسه أمام أحد أعز أصدقائه، وهو دي يونغ، في اللقاء الودي الذي جمع الإنتر بمانشستر سيتي الإنجليزي. إن المقابل المادي في نادي سيتي أكبر من يونايتد، إلا أنه يعمل في العمق، خاصة لأن شنايدر قد اكتشف أنه لم يعد معشوقا ومرغوبا فيه ومحميا، مثلما كان عليه في الموسم السعيد مع مورينهو. مع رحيل المدرب البرتغالي ووصول بينيتيز وليوناردو، فإن شيئا ما معقدا بدأ يظهر في الأفق، وبعدها جاء غاسبيريني باحتياجاته الخططية، والانطباع أن الإنتر قرر الاستغناء عن اللاعب الهولندي الفذ لإدرار أموال كبيرة لضبط الميزانية وللمشروع الجديد في وسط الملعب. وهنا تحديدا تتداخل القصة، فعلاوة على مانشستر يونايتد، هناك أيضا مانشستر سيتي، الذي يدربه الإيطالي روبرتو مانشيني.

في إحدى الصالات بفندق فورسيزونز بدبلن، مساء السبت الماضي، حيث كان معسكر الإنتر وسيتي، تحدث ماسيمو موراتي ومانشيني فقط عن تيفيز وإيتو ومايكون، وأيضا عن شنايدر، وليس مستبعدا أن دخول أبناء العم في سيتي سيجعل اليونايتد أكثر فاعلية، لكن الجدير بالقول أن سيتي قد وضع نفسه على نفس الخط عند هذه النقطة، ويمكن له أن يتجاوزه مباشرة. قرر مانشيني التسريع بالموضوع، فقد أدرك أن المفاوضات لضم سمير نصري قد تطول، وفريق مانشستر سيتي يحتاج لصانع ألعاب في أقرب وقت ممكن، أيضا لأن فريق تشيلسي قد يدخل كطرف ثالث غير سهل في السباق نحو اللاعب الهولندي. لا شك في أن محادثات السبت أفادت مانشيني (الذي يقدر ويسلي كثيرا) وجعلته يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنه يحتاج إليه، خاصة أن الإنتر بات أكثر استعدادا للاستغناء عن اللاعب العائد من موسم صعب. إضافة إلى أن الإنتر يرى أن تأقلم شنايدر في مركز لاعب الوسط الصريح في الموسم المقبل أمرا ليس سهلا.

كما يجب في الوقت نفسه تذكر أن لدى سيتي جاهزية أكثر مقارنة بيونايتد، بدرجة تجعله قادرا على إرضاء الإنتر واللاعب في الوقت نفسه من الناحية المادية، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستغناء عن شنايدر لمانشستر سيتي من جانب الإنتر قد يفتح الباب أمام انتقال تيفيز من سيتي، خاصة أن سيتي لا يمكنه ولا يريد الاحتفاظ باللاعب الأرجنتيني.

يظل شنايدر في قلب اهتمامات الإنتر الذي وصل إلى الصين، وأكثر من بحثت الجماهير عنه بين اللاعبين، لدرجة أن قميصه كان الأكثر ارتداء بين العشاق الصينيين، وصوته هو الأكثر وجودا في وسائل الإعلام، حيث قال «إنه لشرف لي أن أكون في الصين، وهي المرة الأولى لي التي آتي فيها إلى هذا البلد. إننا هنا لخوض مباراة مهمة جدا، وإنني على قناعة بأن الإنتر يمكنه أن يبلي حسنا، وسأفعل كل ما بوسعي كي يحدث ذلك، جئنا إلى هنا من أجل الفوز». لكن شبح ويسلي يخيم أيضا على المؤتمر الصحافي الذي عقده غاسبيريني المدرب واللاعبين ورانوكيا وألفاريز مع الصحف المحلية قبل المران، حيث قال المدير الفني «لا مشكلة بشأن شنايدر، إنه هنا معنا وسيلعب السبت المقبل معنا». أجل، لكن من الممكن حقا أن تكون هذه هي المباراة الأخيرة له مع الإنتر. كما أظهر شنايدر حماسة غير عادية قبل المواجهة المقتربة وعدم الرغبة في الخسارة، خاصة أنه لا يريد خسارة كأس السوبر الإيطالية أمام الميلان، غريمه التقليدي. وكانت قصة شنايدر مع الإنتر قد بدأت بمباراة ديربي، حينها لعب كقائد فورا، ولو حدث ورحل عن الفريق، وهذا ما يتخيله شنايدر عن خطوة الرحيل، فإنه سيرحل كنجم والكأس بين يديه.

ورغم أن مباراة السوبر تمثل بداية الموسم بشكل رسمي فما زال المدرب غاسبيريني يعمل على تكوين فريق مكتمل الملامح والأوصاف. ولن يتم ذلك إلا بعد معرفة مصير صامويل إيتو وويسلي شنايدر لاعبي الفريق، وهو ما سيحدث بعد مباراة السوبر. وكان نادي الإنتر قد كشف عن احتمال قبوله برحيل أحد هذين اللاعبين، وليس كليهما معا، إذا تحققت شروط معينة. ولهذا السبب لم تبدأ بعد بصورة حقيقية مفاوضات نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع الإنتر لضم شنايدر حيث يعرض النادي الإنجليزي 30 مليون يورو مقابل شراء اللاعب الهولندي، بينما يطلب الإنتر 35 مليون يورو كحد أدنى لإتمام الصفقة.

وقد تشهد هذه الصفقة انفراجة سريعة - كما أوضحنا من قبل - إذا قام نادي مانشستر سيتي بخطوة حقيقية وحاسمة في سبيل شراء شنايدر. ومن المتوقع أن يقوم النادي بهذه الخطوة في حالة رحيل لاعبيه مورديتش إلى نادي تشيلسي ونصري إلى نادي مانشستر سيتي. وربما تشهد الصفقة أيضا انفراجة كبيرة إذا أعلن شنايدر نفسه صراحة عن رغبته في الانضمام لصفوف يونايتد. لكن شنايدر يعرف جيدا أن اتخاذ موقف محدد في هذه الفترة قد يضر بعلاقته بنادي الإنتر، ولذلك فإنه يفضل التزام الصمت وعدم الحديث عن صفقة انتقاله. واكتفى اللاعب الهولندي بتصريحات مقتضبة في هذا الشأن مثل «كل شيء ممكن في عالم كرة القدم»، لكنه حرص دائما على ترديد العبارة التقليدية «أشعر بارتياح كبير للغاية مع نادي الإنتر». ولا تعتبر هذه العبارة من قبيل المجاملة أو النفاق، فشنايدر يشعر حقا بارتياح كبير مع الإنتر، ولو أن الأمر بيده لقرر البقاء، لكن من الواضح أنه أدرك أنه لم يعد اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه بالفريق.

وأصبح شنايدر يدرك على الأقل أن نادي الإنتر يحرص على بقاء الكاميروني صامويل إيتو بصورة أكبر منه. ولا يمكن أن يتغير هذا الوضع إلا إذا ورد للمهاجم الكاميروني عرض خرافي لا يمكن رفضه. وقد ورد مثل هذا العرض بالفعل لإيتو من نادي أنزي الروسي، لكن اللاعب رفض هذا العرض الكبير (30 مليون يورو للإنتر و20 مليونا للاعب) منذ البداية. ورغم ذلك يبدو أن النادي الروسي لم يستسلم وينوي الاستمرار في محاولة شراء إيتو حتى نهاية سوق الانتقالات. ويبدو أن نادي مانشستر سيتي ما زال يترقب هو الآخر من أجل ضم إيتو بعد تصريحات مدربه مانشيني الأخيرة التي أكد فيها أنه يرغب بشدة في ضم إيتو لصفوفه. وفي حالة انتقال شنايدر إلى نادي مانشستر يونايتد، قد يقبل موراتي رئيس الإنتر بانتقال إيتو أيضا إلى نادي مانشستر سيتي مقابل تيفيز، لكن مع الحصول على مقابل مادي كبير أيضا. وتبقى كل هذه الاحتمالات مجرد تكهنات لا يمكن تأكيدها، والشيء الوحيد المؤكد في هذا الأمر أن مصير شنايدر وإيتو يبقى رهنا بالتطورات والعروض التي تشهدها الفترة المتبقية في سوق الانتقالات.

وفي ما يتعلق بصفقات الشراء، أبدى نادي الإنتر اهتمامه مؤخرا ببعض اللاعبين الذين تابعهم في بطولة كوبا أميركا الأخيرة، وعلى رأسهم سيباستيان كواتيس لاعب قلب دفاع منتخب الأوروغواي والذي يحظى أيضا باهتمام نادي اليوفي. ومن المتوقع أن يجري الإنتر اتصالا وشيكا مع ماتياس بيتيني وكيل أعمال اللاعب. وقد يرحل نيلسون ريفاس مدافع الإنتر، الذي ينتهي عقده في يونيو (حزيران) 2012، عن الفريق بصورة نهائية وهو ما يعني وجود مكان شاغر بقائمة الفريق لأحد اللاعبين من خارج دول الاتحاد الأوروبي.