الإنتر يسعى لاستعادة هيمنته.. والميلان لمواصلة صحوته في لقاء الدربي

موراتي يأمل في معادلة رقم برلسكوني في البطولات المحلية بكأس السوبر الإيطالية غدا

TT

من المعروف أن غاسبيريني مدرب الإنتر الجديد لا يحب المقامرة أو الخداع. وإذا كان المدرب منذ بداية معسكر الإنتر يقوم بتدريب الفريق على الدفاع بـ3 لاعبين وعلى الدفع بشنايدر كصانع ألعاب فإن هذا يعني أن هذه هي الطريقة التي سيواجه بها الميلان في مباراة السوبر الإيطالي غدا. ولا شك أن غاسبيريني يغامر باللعب الهجومي ويسعى لتحقيق الفوز في هذه المباراة رغم أن الفريق لم يستعد توازنه السابق وانسجامه بعد، من أجل الحصول على ثقة جماهير الإنتر ورئيسه موراتي قبل بداية الموسم. ويتميز غاسبيريني بالشجاعة التي جعلته يتنازل عن لاعبي أميركا الجنوبية (كامبياسو ولوسيو ومايكون وميليتو) في مباراة السوبر من أجل منحهم بعض الراحة عقب بطولة كوبا أميركا وقبل بداية الموسم الجديد الشاق.

إن غاسبيريني ينظر منذ توليه مهمة تدريب الإنتر إلى الأمر بصورة متكاملة، وبالتالي فهو لا ينظر إلى مباراة السوبر الإيطالي على أنها بطولة اضطر لخوضها بعد 25 يوما فقط من توليه تدريب الفريق. وقد أدخل المدرب تغييرات شاملة على أداء الفريق وأهمها الدفاع بثلاثة لاعبين. ويتدرب رانوكيا وصمويل وكيفو معا منذ بضعة أسابيع لهضم هذه الطريقة التي تحتاج إلى وقت وتدريب كثير لإجادتها. ويطالب غاسبيريني لاعبيه دائما بالتحلي بالمرونة الخططية التي تمكنه من تغيير طريقة اللعب أيضا في نفس المباراة. وبالطبع لا توجد أي مشكلة بالنسبة للاعبين في التحول إلى الدفاع بـ4 لاعبين إذا أراد المدرب ذلك.

وهناك مغامرة أخرى يقامر بها غاسبيريني وهي موضع شنايدر داخل الملعب. فرغم الانتقادات التي توجه إلى شنايدر بأنه لا يمتلك القدرة على اللعب أمام الدفاع، أصر غاسبيريني خلال التدريبات الأخيرة على الدفع به إلى جانب ستانكوفيتش. ويبدو المدرب مقتنعا بالدفع بشنايدر في هذا المركز وأنه لا يفكر مطلقا في إشراك تياغو موتا أو أوبي والاستفادة من شنايدر في موضع أكثر قربا من المرمى. وسيدفع غاسبيريني بمثلث هجومي يتمثل في واحد من بين بانديف وكاستانيوس إلى جانب كل من إيتو وباتسيني. ويبدو بانديف هو الأقرب للعب في هذا المركز من كاستانويس رغم أن هذا الأخير هو أفضل من يجيد التوغلات قرب مرمى المنافس مثلما يرغب غاسبيريني.

ومع الأنباء التي وردت من اليابان وأكدت أن ناغاتومو لاعب الإنتر لن يخضع لعميلة جراحية في الكتف، يبدو أن غاسبيريني سيكون فريقا هجومي النزعة في المرحلة القادمة. وتسود حالة من التفاؤل والثقة بين مسؤولي وجماهير نادي الإنتر في قدرات المدرب واللاعبين، ويأمل الجميع أن تكون مباراة السوبر القادمة هي بداية انطلاقة جديدة للفريق يعوض بها إخفاقات الموسم الماضي.

وكان تدريب فريق الإنتر في بكين يوم الثلاثاء الماضي استعدادا لمباراة السوبر الإيطالي أمام الميلان قد شهد عدة مفاجآت، كان أهمهما غياب كريتسيانو كيفو عن التدريب للإصابة التي تعرض لها في مباراة الفريق الودية بدبلن، لكن اللاعب سوف يعود إلى التدريبات بعد يوم واحد من الراحة. لكن غياب كيفو المحتمل لا يسبب أي قلق للفريق لأن بديله جاهز للمشاركة وهو البرازيلي لوسيو الذي يعتبر ثالث لاعب عائد من بطولة كوبا أميركا يتم استدعاؤه لمعسكر الإنتر بسبب إصابات لاعبي الفريق. وكان مدرب الإنتر قد اتخذ في السابق قرارا بمنح لاعبي أميركا الجنوبية بعض الراحة وعدم ضمهم لمعسكر الفريق استعدادا لمباراة السوبر، لكنه اضطر إلى استدعاء حارس المرمى جوليو سيزار بعد إصابة فيفيانو واستدعاء خافيير زانيتي قائد الفريق بسبب الإصابة التي لحقت بكتف الياباني ناغاتومو.

وتمكن قائد الفريق زانيتي (الذي يبلغ من العمر 38 عاما) من الوصول مبكرا واللحاق بمران الثلاثاء مع الفريق. وصرح زانيتي قائلا بمجرد انضمامه لمعسكر الفريق: «بمجرد أن اتصلوا بي جريت مسرعا. وأشعر أنني بحالة جيدة وأتمنى أن أكون في أفضل حالة قبل مباراة غد. لقد كان قرار منحي أنا وكامبياسو وميليتو إجازة رغم إعلاننا استعدادنا للمشاركة قرارا متفقا عليه معه الجهاز الفني، لكن الخطط تتغير دون أي مشكلة أمام بعض الحالات الضرورية».

وتحدث غاسبيريني مدرب الإنتر لوسائل الإعلام المحلية مؤكدا وضوح الرؤية بالنسبة له فيما يتعلق بمباراة السوبر: «لقد خسرنا مباراة السوبر هنا قبل عامين أمام فريق يبدو نظريا أضعف من الميلان (ويعني به فريق لاتسيو الذي فاز بكأس السوبر على حساب الإنتر عام 2009)، لكن الرغبة في تعويض هذه الهزيمة ستمنحنا دافعا إضافيا. مشكلة الطقس؟ إنها مشكلة أيضا بالنسبة للميلان الذي يرغب مثلنا في تحقيق الفوز بأداء رائع. ويجب أن تكون مباراة السوبر بمثابة دعاية جيدة لكرة القدم الإيطالية في الأسواق الآسيوية. ولن يظهر فريق الإنتر بمستواه الحقيقي حتى ينضم إليه لاعبو أميركا الجنوبية لكننا نمتلك بالفعل كل ما يلزمنا هنا لأداء مباراة جيدة وتحقيق الفوز».

ويؤمن أندريا رانوكيا مدافع الإنتر أيضا بقدرة الفريق على تحقيق الفوز، وصرح اللاعب الذي لعب لآخر مرة في استاد ووركرز ستاديوم في العاصمة الصينية في أولمبياد 2008 عندما خرج منتخب إيطاليا أمام نظيره البلجيكي: «لقد وجدت الندية في نمو مستمر، رغم أن الأجواء تختلف بالطبع عن أجواء الأولمبياد الفريدة. وستكون مباراة غدا هي أول مباراة هامة لي إلى جانب صمويل، لكنني أتدرب إلى جانبه منذ 4 شهور، أي منذ عودته من الإصابة، ونتمتع بانسجام كبير معا. وفيما يتعلق بارتدائي للقميص رقم 23، فقد اتصل بي ماتيرازي ليقول لي بأن أرتدي قميصه وأتمنى أن أحقق إنجازات بهذا القميص مثلما فعل هو على مر السنين». ولا شك أن كأس السوبر تعد فرصة مثالية لرانوكيا وفريق الإنتر لاستعادة ذاكرة الانتصارات التي غابت عن الفريق الموسم الماضي.

وبالنظر إلى مباراة السوبر الإيطالي هذا الموسم نجد أنها تحمل أهمية تاريخية ورمزية كبيرة، لا سيما أن بطليها هما الجاران اللدودان الإنتر والميلان. وتتمثل أهمية مباراة السوبر القادمة في أنها قد تمكن نادي الإنتر ورئيسه موراتي من معادلة رقم نادي الميلان من حيث عدد البطولات المحلية التي حصل عليها النادي تحت إدارة سيلفيو برلسكوني رئيسه الحالي. فقد حقق الإنتر تحت قيادة موراتي 13 بطولة محلية مقابل 14 بطولة محلية حققها الميلان في حقبة برلسكوني. وقد يبدو هذا التحدي عديم القيمة للبعض لكنه ولا شك يضيف المزيد من السخونة والحماس على مباراة السوبر التي تقام مساء غد في العاصمة الصينية بكين.

ويعتبر ناديا الميلان والإنتر عالمين مختلفين تماما. فقد قام برلسكوني عندما تولى إدارة النادي قبل عدة سنوات بتجميع اللاعبين ومطالبتهم بتحقيق إنجازات عالمية بعد فترة من الإحباطات والهبوط لدوري الدرجة الثانية. وتمكن الميلان بقيادة ساكي من إحراز الكثير من الألقاب الأوروبية والمحلية وكان أهمها تحقيق لقب دوري الأبطال الأوروبي مرتين وكذلك لقب السوبر الأوروبي مرتين. وأصبح الميلان يعرف بأنه فريق أوروبي وعالمي وبدا وكأن مباريات الدوري الإيطالي تمثل عبئا على الفريق لأن أغلبها يقام في ملاعب إقليمية وبعيدا عن الأضواء الأوروبية. وخير دليل على ذلك أن فوز الفريق بدرع الدوري الإيطالي كان يتم على فترات متباعدة (تفصل بينها 7 سنوات في بعض الأحيان)، بينما تركزت إنجازاته في البطولات القارية المهمة. وكان برلسكوني يفخر دائما بأن ناديه هو الأكثر حصادا للألقاب الدولية التي وصل عددها إلى 18 لقبا، مثل نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني. ولا ينسى برلسكوني أبدا أن الميلان حقق 13 لقبا من هذه الألقاب الدولية تحت قيادته.

وعلى العكس تركزت إنجازات الإنتر على البطولات المحلية. فقد حقق النادي الفوز بكأس إيطاليا 4 مرات وكانت بطولة الكأس التي فاز بها عام 2005 بداية لهيمنة الفريق الكاملة على كرة القدم الإيطالية حيث فاز ببطولة الدوري الإيطالي 5 مرات متتالية ثم اختتم إنجازاته الرائعة في الموسم قبل الماضي بالفوز بالثلاثية التاريخية التي شملت أيضا دوري أبطال أوروبا. ولا شك أن الإنتر وموراتي يأملان في الفوز بكأس السوبر الإيطالية مساء غد لعلها تكون نقطة انطلاق جديد لاستعادة الهيمنة والصدارة في كرة القدم الإيطالية.