في دوري زين.. الأوروبيون يدخلون من الباب واللاتينيون يخرجون من الشباك

الأندية السعودية المحترفة تتخلى عن قناعاتها قبل الموسم الجديد

TT

اكتمل عقد المدربين القادمين لقيادة الأندية السعودية المشاركة في دوري زين السعودي للمحترفين في الموسم المقبل، وكان آخر المعلنين التشيكي كاريل غاروليم الذي سيقود الدفة الفنية لفريق الأهلي الذي أعلنت الإدارة عن اسمه يوم أول من أمس «الخميس» ليكون المدرب رقم 14 في دوري زين السعودي للموسم المقبل الذي سينطلق في التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل، وفي هذا الموسم حظي المدرب الأوروبي بنصيب الأسد من حيث التواجد على رأس الجهاز الفني لأندية دوري زين للمحترفين ليواصل حضوره القوي الذي بدأه في الفترة الأخيرة عقب أن كانت المدارس البرازيلية تفرض سيطرتها بقوة على كافة الفرق السعودية، وبدأت الأندية تطرق أبواب المدربين الأوروبيين نظير الصرامة والجدية التي تكون عنوانا للفريق في حال توليهم للتدريب، إضافة للتميز على الصعيد الفني، وهذا بالتأكيد لا يعني عدم جدوى المدرب البرازيلي الذي كان وما زال عنوانا للنجاح في كثير من الأحيان، إلا أن توجه الأندية والفرق السعودية يعود لذات السبب «الجدية والانضباط».

وفي إحصائية لـ«الشرق الأوسط» نجد أن الحضور الأوروبي على صعيد المدربين للموسم المقبل لأندية دوري زين السعودي للمحترفين تجاوز نسبة الـ70 في المائة، حيث بلغ عدد المدربين الأوروبيين 11 مدربا في حين تواجدت المدرسة اللاتينية بمدربين لهذا الموسم إضافة لمدرب عربي وحيد، ولم تبحث غالبية الأندية عن الاستقرار الفني عقب أن سارعت بإلغاء عقود مدربيها فور نهاية الموسم المنصرم باستثناء خمسة فرق يتزعمها الاتحاد إضافة لكل من الرائد والتعاون والفيصلي والفتح.

بطل دوري زين السعودي للمحترفين وبطل كأس ولي العهد فريق الهلال اتجه للمدرسة الألمانية بعد إحضاره للمدرب الألماني الشاب توماس دول البالغ من العمر 45 عاما ليحل خلفا للمدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي تم إلغاء عقده قبل نهاية الموسم الماضي بثلاث مباريات ليتولى الإدارة الفنية في الفريق الأزرق بشكل مؤقت مدير الكرة سامي الجابر، أما وصيف بطل الدوري الاتحاد ففضل استمرار البلجيكي العجوز ديمتري الذي حضر في منتصف الموسم المنصرم، ونجح في تجاوز المهمة التي حضر من أجلها «التأهل للمرحلة المتقدمة من دوري أبطال آسيا»، ورغم إخفاقه في نهائي كأس الملك أمام غريمه التقليدي الأهلي الذي ظفر بلقب البطولة فإن مسيري الفريق الاتحادي فضلوا استمراره رغبة في استقرار الفريق قبيل خوض المعترك الآسيوي مطلع سبتمبر المقبل، وفريق الاتفاق ثالث دوري زين السعودي للموسم المنصرم الذي نجح في خطف بطاقة التأهل لدوري أبطال آسيا فضل تغيير مدربه التونسي يوسف الزواوي الذي حضر في نهاية الموسم الماضي ليقوم بالتعاقد مع المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، وكان الأخير قاد منتخب إيران في نهائيات كأس العالم 2006، أما فريق الشباب الذي خرج خالي الوفاض من بطولات الموسم المقبل على صعيد الفريق الأول فسارع مع نهاية الموسم المنصرم بإلغاء عقد مدربه الأرجنتيني هيكتور ليقوم بالتعاقد مع المدرب البلجيكي ميشيل برودوم البالغ من العمر 51 عاما ويبدو الشباب عازما على إحداث نقلة على الصعيد الفني للفريق بعد الإخفاق الذي أحرج الفريق في منتصف الموسم الماضي الذي جاء بعد إقالة الأوروغواياني فوساتي، وفريق النصر لم يكن بأفضل حال من غيره فهو لم ينتظر حتى انتهاء الموسم الماضي لإلغاء عقد مدربه الكرواتي دراغان الذي وجهت له سهام اللوم في عدم تأهل الفريق الأصفر لدور الـ16 من دوري أبطال آسيا، ليحضر بشكل مؤقت المدرب البرتغالي غوميز مدرب فريق الرائد، ويقود الأصفر في منافسات كأس الملك ليخرج سريعا من الدور الأول من البطولة، وكان النصر أنهى التعاقد مع الأرجنتيني جوستافو كوستاس البالغ من العمر 48 عاما ليقود الفريق في منافسات الموسم المقبل، أما الأهلي بطل كأس الملك للأندية الأبطال فما زالت لعنة المدربين تطارده، فعلى الرغم من كونه الفريق الأكثر تغييرا لمدربيه لأسباب متعددة في الموسم الماضي ومعها بدا الفريق الأخضر تائها فنيا واحتل لفترة طويلة مراكز متأخرة من سلم ترتيب دوري زين السعودي للمحترفين حتى انتهى به الأمر لتكليف الصربي الكسندر أليس الذي حضر في البداية مساعدا لمواطنه لميلوفان قبل أن يغادر الأخير قلعة الكؤوس متجها لقيادة المنتخب القطري، في الوقت الذي نجح فيه مساعده الكسندر في قيادة الفريق لخطف بطولة كأس الملك للأبطال، وكادت أن تستمر معاناة الأهلاويين مع المدربين حيث تأخر الفريق كثيرا في إعلان اسم مدربه الجديد الذي كان آخر الواصلين وهو التشيكي كاريل غاروليم البالغ من العمر 54 عاما، فريق الفيصلي أحد الأندية التي فضلت الاستقرار الفني على غيره، ليحافظ عنابي سدير على مدربه الشاب الكرواتي زلاتكو البالغ من العمر 45 عاما بعد النجاحات الفنية التي حققها المدرب مع الفريق، حيث احتل المركز السابع في سلم الترتيب رغم حضوره للموسم الأول في دوري زين السعودي للمحترفين، ذات الحال ينطبق على فريق التعاون الذي كان الحصان الأسود في منافسات الدوري، ففي الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه لسكري القصيم «كما يحلو لعشاق التعاون إطلاق هذا الاسم على فريقهم» كونه أحد الفرق المرشحة للهبوط ليتفاجأ الجميع بحضور الفريق القوي مع نهاية الموسم، وفوزه في ست مباريات متتالية مكنته من جمع رصيد نقطي جيد جعله يقفز إلى المنطقة الدافئة في سلم ترتيب الأندية ولأجل هذا النجاح كانت رغبة التعاونيين حاضرة في إبقاء مدرب الروماني فلورين موتروك البالغ من العمر 44 عاما.

أما فريق الفتح فيبدو أنه أحد أكثر الأندية في تاريخ الرياضة السعودية استقرارا على صعيد المدربين، حيث سارع بتجديد عقد مدربه التونسي فتحي الجبال (48 عاما) للموسم الخامس على التوالي بعد أن نجح الأخير في إبقاء الفتح للموسم الثاني في دوري زين، ويستعد حاليا لخوض غمار منافسات الدوري للمرة الثالثة في تاريخه، فريق الرائد انضم لركب الأندية الساعية إلى استمرار أجهزتها الفنية فأبقى على مدربه البرتغالي غوميز (57 عاما) الذي حضر في منتصف الموسم المنصرم خلفا للبرازيلي لوتشو الذي حل معه الفريق في المركز العاشر في سلم ترتيب أندية دوري زين، أما نجران الذي يعاني على الصعيد الفني في الموسمين الأخيرين بعد أن كان فريقا قويا يسجل حضورا لافتا، سارع مع نهاية الموسم لإلغاء عقد مدربه البرتغالي راشاو والتوقيع مع المقدوني جوكيكا آملا في تحقيق تقدم فني والحضور بشكل مغاير على ما بدا عليه في الموسمين الماضيين، وفريق القادسية أحد الأندية الذي استمر على مدربه البلغاري ديمتروف طيلة الموسم الماضي رغم أنه كان مرشحا للهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، قبل أن يتجه هذا الصيف إلى البرتغال ليحضر المدرب ماريانو مرتو من أجل أن يقوده في الموسم المقبل، وفريقا الأنصار وهجر الصاعدان حديثا لدوري زين السعودي للمحترفين تنوعا في اختيار المدربين فالأول اتجه للمدرسة الأوروبية وتعاقد مع المدرب البوسني بلازا سلسكوفيتش، في حين فضل هجر المدرسة البرازيلية وتعاقد مع المدرب ادونالد باتريسيو الذي سبق له الحضور في السعودية مع ناديي الاتفاق والنصرويلاحظ على مدربي الأندية في هذا الموسم صغر أعمارهم على صعيد التدريب مما يعني سيطرة روح الشباب على ما يقارب نصف مدربي أندية دوري زين، وبالعودة لمنافسات الموسم الماضي نجد أن هناك 32 مدربا حضروا في كافة مباريات الموسم منهم من جاء بشكل مؤقت ومنهم من كان تواجده لفترة بسيطة ومن ثم تمت إقالته وطال التغيير الفني 11 فريقا لأسباب متعددة، في حين استمرت ثلاثة أندية فقط هي الفتح والفيصلي والقادسية على مدربيها.