شنايدر إلى مانشستر سيتي.. وإيتو في طريقه أيضا للرحيل

إعلان الإنتر رسميا عن الصفقة يصدر قريبا

TT

قصة سعيدة، وأقل سعادة قليلا في النهاية، في هذه الشهور الأخيرة المليئة بالآلام، لكن هذه هي كرة القدم، وقد قال ذلك هو بنفسه منذ أسبوع واحد: «أعشق الإنتر، ومستقبلي يعلمه الله وحده». لكن ربما يكون هناك شيء آخر أكثر من ذلك، لكن كل شيء ظل غير مؤكد حتى آخر لقاء ديربي مع الميلان، في مباراة كأس السوبر الإيطالية التي أقيمت أمس. هنا ينتهي مشوار الإنتر والنجم الهولندي؛ فقد تم الاستغناء عن ويسلي شنايدر إلى فريق مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 36 مليون يورو، ولا يمكن القول إن الانتقال يمثل مفاجأة. كان ريال مدريد الإسباني قد ضم اللاعب من أياكس الهولندي مقابل 27 مليون يورو، بينما ضمه الإنتر من النادي الملكي بسعر «الأوكازيون»، 15 مليون يورو. من الناحية الاقتصادية، يمكن القول إن الجميع سيعيشون سعداء؛ لأن نادي سيتي يضمن لويسلي المرتب المرتفع نفسه الذي كان يتقاضاه في الإنتر (يزيد على 6 ملايين يورو)، وهو المبلغ الذي لم يكن مانشستر يونايتد مستعدا لدفعه.

لدى سفره إلى الصين للمشاركة في ديربي ميلانو، كان شنايدر يبدي عدم تأكده بشأن مستقبله، لكن ربما كان يأمل في حل آخر. «سأكون سعيدة لو ظل مع الفريق، فهو لاعب كبير وفتى يمتلك رأسا يدير الأمور في الملعب، لكنني أتفهم أنها الأرقام بعينها التي لا يمكن رفضها».. هكذا صرحت بيدي موراتي، شقيقة رئيس النادي منذ يومين. «الأرقام المعينة» التي كانت ترفضها الكرة الإيطالية أحيانا كانت مذهلة من جانب البعض الذي يدفعها راضيا، والآن هذه المبالغ التي تحصدها بعض الأندية تعتبر المقابل الجميل للأحزان التي يفرضها قانون اللعب النظيف ماليا، الذي أقره الاتحاد الأوروبي ويدخل حيز التنفيذ عام 2012؛ بحيث تتساوى نفقات الأندية مع إيراداتها. ومن المفترض أن يتوجه ويسلي إلى أمستردام عن طريق فرانكفورت، حيث ينتظره منتخب بلاده؛ حيث يعود بعد غياب إلى ضرورة التخلص من إجهاد عام 2010 المذهل، بلقاء ودي في لندن، مع المنتخب الإنجليزي، وانظر للصدفة؛ فالحياة الجديدة له على بعد خطوة. كما حصلت زوجته يولانثي على اتفاقات لتركيز عروض العمل السينمائي الخاص بها في بريطانيا. مصير ويسلي شنايدر هو التنقل. بالطبع، نفى نادي الإنتر أي مفاوضات، وأعرب عن تركيزه على كأس السوبر الإيطالية.

رحيل لاعبين عن الإنتر لم يتوقف عند شنايدر، فسوف يعود مسؤولو نادي أنزي الروسي غدا لسعيهم نحو صامويل إيتو، فهناك عرض قيمته 30 مليون يورو للإنتر، وراتب سنوي قدره 20 مليونا للاعب. الآن يتعين على موراتي التقرير إن كان يريد تمديد تعاقده مع اللاعب حتى 2014 أو الاستسلام للإغراءات. لكن الخطوة الأولى من المفترض أن يقوم بها اللاعب، والذي أملى هذه الكلمات أول من أمس لموقع نادي الإنتر قائلا: «لم يحدث أبدا أي اختلاف مع مدرب الفريق غاسبيريني، بل إننا تحدثنا عن الجوانب الفنية والخططية، مثلما يحدث عادة بين مدرب ولاعب، خاصة حينما يعملان معا منذ فترة قصيرة وعليهما التعارف». يظل مسألة أن لقاء وجها لوجه بين موراتي واللاعب الكاميروني لا مفر منه.

من جهة أخرى، انطلقت هجمات الإنتر في سوق الانتقالات، أيضا قبل الإعلان الرسمي عن بيع شنايدر لسيتي وفي انتظار تحديد مستقبل إيتو، فقد منح الرئيس موراتي إشارة البدء لحملة تدعيم فريق غاسبيريني. وانظر للصدفة، فقد استهدف مباشرة فريق جنوا، الذي كان يدربه غاسبيريني العام الماضي، وفي قلب المفاوضات مع إنريكو بريتسيوزي هناك يوراي كوسكا الذي يدخل الإنتر في سباق قوي لضمه مع الميلان. وصل لاعب الوسط السلوفاكي، 24 عاما، في يناير (كانون الثاني) الماضي ولفت إليه الأنظار فورا، لدرجة أن رئيس نادي جنوا ينوي بيع نصف بطاقته الدولية شريطة الاحتفاظ به حتى نهاية الموسم.

لكن الإنتر يحتاج لخدمات كوسكا فورا ويضغط من أجل إيجاد حل في حال رحيل لاعبين عن فريقه؛ لذا ستكون هناك لقاءات جديدة لإيجاد نقاط تلاقٍ. المسألة معقدة؛ لأن المواضيع التي ينبغي حلها متعددة. في الوقت نفسه، يتعين على الناديين التعرض لمسألتين مهمتين، هما: انتقال رودريغو بالاسيو إلى الإنتر مقابل غوران بانديف، وكذا انتقال الحارس فيفيانو إلى جنوا؛ إذ لا بد من تحديد المبادلات المادية واحتمالية إدخال صفقات أخرى. من جهة أخرى، في هذا الديربي الساخن في سوق الانتقالات، لا بد من ذكر أن الميلان قد نجح في ضم الشعراوي على الرغم من أن الإنتر كان أول من طلب الحصول على اللاعب الموهوب من أصول مصرية. إذن، من المنطقي هذه المرة أن يغلق بريتسيوزي الدائرة مع الإنتر في دوره الفردي كحكم على الموقف.

بصورة موازية، يواصل ماركو برانكا، مدير المنطقة الفنية، اتصالاته مع مسؤولي نادي ساو باولو البرازيلي من أجل كازيميرو ولوكاس سيلفا، الشابين اللامعين اللذين وضع الإنتر عينه عليهما منذ فترة. طبعا، من الصعب ضمهما معا إلى صفوف الفريق، ليس بسبب مسألة اقتصادية وإنما لمسألة تسجيلهما، فكل منهما لا يحمل سوى الجنسية البرازيلية، أي من خارج الاتحاد الأوروبي، وبإمكان الإنتر ضم لاعب واحد غير أوروبي، كما أنه للوصول إلى الهدف لا بد من الاستغناء عن واحد من بين ماريغا ومونتاري إلى نادٍ خارج إيطاليا. كان اللاعب الغاني قد أعرب عن عدم رغبته الرحيل عن الفريق، بينما يبدو الكيني أكثر استعدادا. إنها مواضيع يتعين على مدير المنطقة الفنية للنادي مواجهتها لدى عودته من الصين، على أمل الوصول للنهاية السعيدة بنهاية سوق الانتقالات. لكن ليس ثمة قلق في مقر نادي الإنتر.

وسط هذه الآمال، هناك أيضا موضوع كارلوس تيفيز؛ فاللاعب الأرجنتيني في قطيعة تقريبا مع مسؤولي مانشستر سيتي، وعلاقته الطيبة بالإنتر واضحة، كما أنه يمكن التوصل لحل مع النادي الإنجليزي. لكن كل شيء يتوقف على اختيارات صامويل إيتو والمفاوضات مع أنزي الروسي. نادي الإنتر يميل إلى فكرة الإعارة وسيتفاوض على هذا الأساس لصفقة قد تسمح بالحفاظ على مستوى الجبهة الهجومية المرتفع.

إلى ذلك، يتابع مسؤولو الإنتر مونديال الشباب تحت 20 عاما بانتباه، وتحديدا جيمس رودريغيز، 20 عاما، لاعب وسط بورتو البرتغالي الذي كان على وشك الانضمام إلى يوفنتوس منذ عام.