المشاعر المتباينة تحضر بقوة في يوم الحسم «المونديالي»

الكاميرون تعانق النهايات السعيدة.. وأجواء كولومبيا تثير «المشاركين»

TT

كان اليوم الثاني من الجولة الأخيرة لدور المجموعات الخاصة بنهائيات كأس العالم تحت 20 سنة حاسما ومثيرا في الوقت نفسه.. فبينما ضمن البلد المنظم كولومبيا مبكرا تأهله إلى الدور التالي، كانت آمال المنتخبات السبعة الأخرى معلقة على نتائج هذا اليوم.

وبلغت الإثارة أشدها بعد الظهيرة، ففي مباراتين متكافئتين جمعتا البرتغال بنيوزيلندا والكاميرون بأوروغواي كان تسجيل هدف واحد كفيلا بقلب المعطيات كليا في المجموعتين وتمكن منتخب البرتغال من التوقيع على فوزه العشرين في مونديال تحت 20 سنة بدون جهد كبير لينتصر بهدف دون رد. أما الأسود غير المروضة فنجحت في تجاوز أوروغواي بهدف نظيف وتسجيل أول فوز لها على منتخب من أميركا الجنوبية وهو ما ضمن لها بطاقة العبور إلى الدور الثاني. وكانت المرة الثانية التي تخرج فيها أوروغواي مبكرا من المنافسات خلال 11 مشاركة لها في هذه المسابقة.

وفي المساء ارتفعت حماسة الأجواء بشكل كبيرا في بوغوتا حيث استضاف المنتخب الكولومبي صاحب الأرض والجمهور كوريا الجنوبية. كان الرئيس خوان مانويل سانتوس قد حضر مع ابنه إلى ملعب إل كامبين ومر على غرفة الملابس لتحية الفريق الكولومبي قبل انطلاق المباراة. ويبدو أن الزيارة الرئاسية كانت فأل خير على المنتخب الكولومبي الذي تفوق وفاز بهدف دون مقابل على فريق محاربي التايغوك الذي اكتفى بالمركز الثالث ليحافظ على بعض الأمل للمرور إلى دور الـ16. ولم يضيع المنتخب الفرنسي الفرصة وانتصر على مالي بهدفين نظيفين، مما جعله يحتل المركز الثاني ويمر مباشرة إلى المرحلة التالية. وكانت خيبة الأمل واضحة على ملامح أبناء أفريقيا الذين ودعوا البطولة من الباب الضيق بعدما عجزوا تماما سواء عن هز الشباك أو تسجيل ولو نقطة وحيدة.

هدف اليوم: كان يتعين على الجماهير في ملعب كالي انتظار دخول البديل الثاني لرؤية أجمل هدف في هذا اليوم (أمس). فقد دخل المهاجمان الفرنسيان أليكسندر لاكازيت وكليمونت جرونييه في الشوط الثاني من المباراة ونجحا في تأكيد فوز الديوك. بعد 13 دقيقة من ولوج لاكازيت أرضية المباراة استفاد من تبادل جميل بالكرة مع جرونييه ليجد مهاجم أولمبيك ليون ابن العشرين ربيعا نفسه في معترك ليسكن الكرة ببراعة في الشباك ويوقع في الوقت نفسه على الهدف الثاني لفريقه.

أفراح متأخرة: عندما كان اليوم يسير إلى نهايته والشمس تغرب محمرة في الأفق ابتسم القدر للإنجليز الذين كانوا يستعدون للرجوع خائبين إلى الوطن. ففي الوقت الذي كانوا يهمون بمغادرة فندق إقامتهم الواقع في منطقة ساحلية ساحرة، بلغ إلى علم الفريق نبأ تأهله إلى دور الـ16، وذلك بدون أن يلمس الكرة هذا المساء. فبعدما انتصر كل من البرتغال والكاميرون تأكد بقاء منتخب الأسود الثلاثة كأفضل ثالث للمزيد من الوقت في هذه النهائيات.

فخر وطني: إن تأهل الكاميرون إلى دور الـ16 في كأس العالم يعد إنجازا كبيرا بالنسبة إلى هذا الفريق الأفريقي الذي احتفل كما ينبغي بهذا النجاح الباهر. فقد كانت فرحة الأسود غير المروضة بفوزهم على أبناء أميركا الجنوبية في بوغوتا كبيرة جدا حيث حمل المهاجم كريست مبوندي والمدافع أمبويز أويونجو العلم الكاميروني واحتفلوا بالعبور إلى مرحلة خروج المغلوب.

تباين حراري: كولومبيا بلد ساحر ومتنوع ومثير جدا للاهتمام غير أن أحواله المناخية متنوعة كما البلد نفسه. فبينما كانت حرارة الطقس في كالي مرتفعة بعد الظهيرة حيث بلغت 30 درجة، اضطر المهاجم الكولومبي خوسي فالنسيا في الفترة المسائية إلى ارتداء القفاز بسبب برودة الطقس في بوغوتا الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر شمالا.

كالي في قلوبنا: يبدو أن الفرق في هذه البطولة تدين بالشكر والامتنان الكبيرين للأنصار الكولومبيين الذي أشعلوا الأجواء حماسة خلال المباريات. وهذا ما أكده منتخب نيوزيلندا خلال مباراته ضد البرتغال عندما ظل على أرض الملعب لوقت طويل وتجول حاملا لافتة تقول «شكرا كالي». فقد خاض أبناء أوقيانوسيا مواجهاتهم الثلاث في هذه المدينة وشعروا كما لو أنهم في وطنهم. إلا أن المرور إلى الدور الثاني يعني أيضا الرحيل عن كالي التي، ومع ذلك، ستبقى خالدة في الأذهان.

الرقم 2: أنهت البرتغال الدور الأول متصدرة المجموعة الثانية بعدما سجلت 7 نقاط ووقعت على هدفين. ولم يسبق لأي فريق أن سجل أهدافا أقل، وكانت البرتغال وأميركا (2005) وبوركينا فاسو (2003) ومجددا البرتغال (1989) قد سجلت الحصة نفسها.